«مغرد» الغوطة الشرقية، الفتى محمد نجم الذي عمل مراسلاً حربياً من الغوطة، بات بين عشرات آلاف المهجّرين في ريف إدلب التي وصلها نحو 40 ألف شخص من شرق العاصمة السورية.
كان نجم منهكماً في ترتيب منزله وعائلته في معرة النعمان في ريف إدلب. لكن تذكر في حديث إلى «الشرق الأوسط» نشاطاته في الغوطة كي «أوثّق ما يجري في الغوطة من دمار ومجازر، بهدف إيصالها إلى العالم الخارجي».
في السابع من ديسمبر (كانون الأول) من عام 2017، بدأ محمد نجم في التغريد على موقع «تويتر». وانتشرت صوره على مواقع التواصل الاجتماعي. وطالب المجتمع الدولي بـ«حماية المدنيين من القصف الوحشي الذي تمارسه القوات الروسية والنظام السوري بجانب الحصار الذي أغرق المنطقة في أزمة إنسانية طاحنة».
يضيف أن الغوطة باتت في الفترة الأخيرة «نموذجاً مكرراً لأحياء مدينة حلب»، الأمر الذي دعاه لتوجيه رسائله بالإنجليزية عبر حسابه على «تويتر» بمساعدة أخيه وأخته، وصف من خلالها الأجواء القاتمة التي يعيش فيها سكان المدينة وأطفالها تحت الحصار والقصف.
فقد نجم والده قبل عامين نتيجة غارة استهدفت الحي الذي يقطنه. واستغل محمد نجم هذا الحزن الذي أصابه نتيجة فقدان والده فاستثمره كقوة دفع للعمل على توثيق ما يجري في منطقة الغوطة المحاصرة. وحسب نجم، بدأ أول مقطع فيديو له عبر «تويتر» معرِّفاً بنفسه، وقال: «أنا محمد نجم أعيش في الغوطة الشرقية»، موضحاً أنه سيشرح ما يُرتكَب في الغوطة على مواقع «تويتر» و«فيسبوك» و«يوتيوب»، حيث كان يتابعه 11 ألف شخص. وذكر محمد نجم أن رسائله كانت تحمل «شيئاً مشتركاً وهو مطالبة المجتمع الدولي بالالتفات إلى ما يحدث في سوريا».
وفي آخر مقطع في الغوطة، قال: «أحب أصدقائي، أنا بخير حتى الآن. أعيش مع عائلتي في ملجأ تحت الأرض حيث لا ماء ولا كهرباء ولا طعام». ولدى وصوله إلى ريف إدلب، قال: «مهما طال الزمن سأعود للغوطة الشرقية لأنها أرض الآباء والأجداد، وأن النظام ساقط لا محالة».
«مغرد الغوطة» في إدلب: سأعود مهما طال الزمن
«مغرد الغوطة» في إدلب: سأعود مهما طال الزمن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة