انتخابات زحلة بين خمس لوائح وصراع على الصوت التفضيلي

زحلة كما بدت خلال مهرجان انتخابي («الشرق الأوسط»)
زحلة كما بدت خلال مهرجان انتخابي («الشرق الأوسط»)
TT

انتخابات زحلة بين خمس لوائح وصراع على الصوت التفضيلي

زحلة كما بدت خلال مهرجان انتخابي («الشرق الأوسط»)
زحلة كما بدت خلال مهرجان انتخابي («الشرق الأوسط»)

تغزو صور المرشحين للانتخابات النيابية عن دائرة زحلة المعروفة بدائرة البقاع الأولى طريق الشام الممتد من منطقة الصياد – الحازمية وصولا للمدينة البقاعية، فتتخذ أشكالا وأحجاما شتى ومعظمها مرفقة بشعارات لزيادة حماسة الناخب.
ويتنافس في مدينة زحلة الملقبة بـ«عاصمة الكثلكة» حيث يشكل الناخبون الكاثوليك فيها العدد الأكبر من الناخبين المسيحيين، (علما بأن النسبة الأكبر من أبناء القضاء من المسلمين السنة) 5 لوائح ما يجعل المعركة الانتخابية هناك تتخذ منحى شرسا حتى داخل اللائحة الواحدة للحصول على «الصوت التفضيلي» الذي يساهم بفوز المرشح على حساب أفراد لائحته. وهو ما يؤكده الخبير الانتخابي أنطوان مخيبر لافتا إلى أن «المنافسة في زحلة تختلف عن باقي المناطق»، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «بعد تبلور معالم اللوائح والتحالفات بات المشهد الانتخابي أوضح وحتى تقاسم المقاعد النيابية الـ7 المخصصة لدائرة البقاع الأولى شبه محسوم، ما يجعل المعركة الحقيقية تدور حول مقعدين أو 3».
وقد نجح «التيار الوطني الحر» بالإبقاء على تحالفه مع «المستقبل» في هذه الدائرة بعدما تداعت كل التحالفات الانتخابية بين الطرفين في باقي الدوائر في البقاع، فشكلا إلى جانب عدد من المستقلين لائحة ضمت إلى القيادي العوني سليم عون والنائب عن «المستقبل» عاصم عراجي، رجال الأعمال ميشال سكاف، ميشال ضاهر، أسعد نكد، نزال دلول والمرشحة عن المقعد الأرمني ماري جان بيلازكجيان. وتحمل هذه اللائحة شعار «زحلة للكل»، ويرجح مخيبر أن تكسب ما بين 2 إلى 3 من المقاعد النيابية.
بالمقابل، شكلت قوى 8 آذار لائحة مقابلة ضمت النائب نقولا فتوش ومرشحا عن الثنائي الشيعي إلى جانب مرشحين آخرين، حملت شعار «زحلة الخيار والقرار»، ويتوقع مخيبر أن تفوز بمقعدين نيابيين من أصل 7. وتتركز المعركة بشكل رئيسي ما بين لائحة «زحلة قضيتنا» التي تشكلت بتحالف «القوات اللبنانية» - «الكتائب اللبنانية»، ولائحة «الكتلة الشعبية» التي شكلتها رئيسة الكتلة ميريام سكاف. ويقول مخيبر في هذا الإطار: «تحالف القوات – الكتائب حسم حصول اللائحة على مقعد نيابي على الأقل، وفي حال لم تتمكن ميريام سكاف من تأمين الحاصل الانتخابي الذي يخولها الفوز بمقعد نيابي واحد، فعندها يتحول هذا المقعد تلقائيا للتحالف السابق ذكره ما يعني كسبه مقعدين نيابيين».
وقد وُجهت انتقادات كثيرة لحزب «الكتائب» في الآونة الأخيرة على خلفية قراره التحالف مع «القوات» في زحلة، ما يعطي، بحسب خبراء انتخابيين، أرجحية لفوز مرشح الأخير جورج عقيصي على مرشح «الكتائب» النائب ايلي ماروني. لكن مصادر كتائبية أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن «المعركة غير محسومة لصالح أي من المرشحين وأن ما يحصل هو تركيز الجهود والمساعي للحصول على حاصلين انتخابيين على الأقل ما يتيح فوز عقيصي وماروني معا».
وخص قانون الانتخاب دائرة زحلة بـ7 مقاعد موزعة ما بين 2 كاثوليك 1 أرمن أرثوذكس 1 روم أرثوذكس 1 موارنة 1 شيعة 1 سنة، رغم كون عدد الناخبين السنة في «البقاع الأولى» 48867 ناخب من أصل 158109 أي ما نسبته 28.32 في المائة، مقابل وجود 32295 ناخبا كاثوليكيا أي ما نسبته 18.72 في المائة، إضافة إلى 27537 ناخبا شيعيا، 27000 ناخب ماروني، 16470 أرثوذكسيا، 8604 أرمنيين، و5491 سريانيا.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.