أمين «التقدم والاشتراكية» المغربي متفائل بالحصول على نتائج مميزة خلال الانتخابات المقبلة

توقع أن تسفر مشاورات رئيس الحكومة مع قادة الأحزاب عن إدخال تعديلات جذرية على القوانين الانتخابية

نبيل بنعبد الله
نبيل بنعبد الله
TT

أمين «التقدم والاشتراكية» المغربي متفائل بالحصول على نتائج مميزة خلال الانتخابات المقبلة

نبيل بنعبد الله
نبيل بنعبد الله

توقع نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية (الشيوعي سابقا) المشارك في الحكومة، أن يظفر حزبه بنتائج مميزة خلال الانتخابات البلدية والقروية، المزمع تنظيمها منتصف السنة المقبلة. ودعا بنعبد الله صباح أمس (السبت)، خلال الدورة الثانية للجنة المركزية (برلمان الحزب)، أعضاء حزبه إلى «الثقة بأنفسنا، وألا نستهين بإمكاناتنا ونبخس قدراتنا»، مضيفا أنه في «متناول الحزب تحقيق ما يصبو إليه، وإدراك دنيا الانتخابات غلابا».
ودعا بنعبد الله أطر حزبه إلى «الشروع في التحضير للمعركة السياسية الفاصلة، وإعداد العدة اللازمة لرفع تحدياتها وربح رهاناتها». ووعد بنعبد الله بضمان تغطية حزبه كل الدوائر الانتخابية المحلية «لكي نضاعف من عدد المنتخبين المحليين». وتأتي البشائر التي أعلن عنها الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية بعد يوم واحد من إطلاق رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران جولة المشاورات السياسية حول الانتخابات البلدية المقبلة، وعد بنعبد الله عقد هذا الاجتماع بمقر رئاسة الحكومة «يحمل دلالة سياسية رمزية، تؤشر على أن الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة ستجرى تحت الإشراف السياسي للحكومة، مع أداء وزارة الداخلية، بالطبع، لما يعود لها، في هذا المجال، من دور تحضيري، تقني وتنظيمي».
وتوقع بنعبد الله أن تسفر مشاورات رئيس الحكومة مع 35 أمينا عاما للأحزاب المرخصة قانونيا عن «إدخال تغييرات جذرية على منظومة القوانين الانتخابية، التي يتعين إخراجها إلى حيز الوجود قبل نهاية السنة التشريعية الجارية، ضمانا لاحترام الآجال القانونية والدستورية للاستحقاقات الانتخابية المقبلة».
على صعيد آخر، قدم بنعبد الله، خلال أول اجتماع للجنة المركزية بعد المؤتمر التاسع الذي عقد نهاية الشهر الماضي، نقدا ذاتيا حول المجريات التي صاحبته، وقال «ككل عمل إنساني، كان من الطبيعي ألا تخلو وقائع مؤتمرنا الوطني الأخير من بعض المظاهر السلبية، التي لا شك في أن الجميع تنبه لها، ويرى من الضروري العمل، لاحقا، على تفاديها». وأبدى بنعبد الله امتعاضه الشديد من «الوضع غير السوي» لتضخم اللجنة المركزية لحزبه، التي تجاوز عدد أعضائها عتبة ألف عضو. وقال: «وجدنا أنفسنا أمام تضخم غير مسبوق، إلى حد أننا نلتقي اليوم في اجتماع أشبه ما يكون بمؤتمر مصغر، مع ما يستتبعه ذلك من صعوبات على المستويين التنظيمي واللوجيستيكي». واعترف بنعبد الله بتجاهل المؤتمر وضع معايير مضبوطة لانتخاب اللجنة المركزية، مضيفا: «لقد تركنا الحبل على الغارب، فكان أن انصرف الاهتمام إلى جزئيات تولدت عنها مشاكل أضحت هيكلية».
وكشف بنعبد الله عن مخرج قانوني لتجاوز معضلة تضخم برلمان حزبه، مقترحا تحويل اللجنة المركزية الحالية إلى مجلس وطني، مع احتفاظها بكل الصلاحيات المخولة لها حاليا، طبقا لمقتضيات القانون الأساسي للحزب، المحددة في انتخاب كل من الأمين العام للحزب، والمكتب السياسي، واللجنة الوطنية للمراقبة المالية، مع تخويلها كذلك صلاحية أن تنتخب، من بين أعضائها، لجنة مركزية، بصلاحيات محددة وإمكانات فعلية لمراقبة المكتب السياسي. وتقوم خطة الأمين العام التي سيجري تبنيها خلال شهر سبتمبر (أيلول) المقبل على انتخاب لجنة مركزية مصغرة من بين أعضاء المجلس الوطني، يعهد إليها بمهام كبيرة تصل إلى درجة إقالة المكتب السياسي.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.