«المصيدة» تكشف المظاهر السلبية في المجتمع المغربي

جولة لمسرح البدوي شرق البلاد بمناسبة اختيار وجدة عاصمة للثقافة العربية

الممثلة حسناء البدوي في مشهد من مسرحية «المصيدة» وفي الإطار المخرجة كريمة البدوي مع والدها الفنان عبد القادر البدوي
الممثلة حسناء البدوي في مشهد من مسرحية «المصيدة» وفي الإطار المخرجة كريمة البدوي مع والدها الفنان عبد القادر البدوي
TT

«المصيدة» تكشف المظاهر السلبية في المجتمع المغربي

الممثلة حسناء البدوي في مشهد من مسرحية «المصيدة» وفي الإطار المخرجة كريمة البدوي مع والدها الفنان عبد القادر البدوي
الممثلة حسناء البدوي في مشهد من مسرحية «المصيدة» وفي الإطار المخرجة كريمة البدوي مع والدها الفنان عبد القادر البدوي

في سياق الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، وبمناسبة مرور 65 سنة على تأسيسها، قدمت فرقة مسرح البدوي أخيراً تحت إشراف مسرح محمد الخامس، في قاعة باحنيني التابعة لوزارة الثقافة بالرباط، عرضاً جديداً من مسرحية «المصيدة»، وهي من إعداد درامي للفنان عبد القادر البدوي، عن مسرحية «قواعد اللعبة» للكاتب الإيطالي لويجي بيرانديلو، وإخراج كريمة البدوي، وتشخيص حسناء البدوي، بمشاركة باقي أعضاء الفرقة.
المسرحية، كغيرها من أعمال مسرح البدوي، لا تخلو من تلميحات وانتقادات مباشرة لبعض المظاهر السلبية التي يعاني منها المجتمع المغربي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، علماً بأن المحور الأساسي للعرض هو الخيانة الزوجية.
على المستوى الفني، اندمجت الممثلة حسناء البدوي في تشخيص دور الزوجة الخائنة، لدرجة الانصهار في بوتقة الشخصية، التي تتذرع بدعوى الإهمال العاطفي للزوج المنشغل بمشاريعه، لتسقط في علاقة غير شرعية خارج إطار الزواج، وتنتهي منتحرة، وفق النص المسرحي.
من جهتها، انتهجت كريمة البدوي في إخراجها للمسرحية أسلوباً فنياً اعتمد على التلاعب بتقنيات الألوان كخلفية فنية أضفت على المشاهد أبعاداً تتماشى وبناء الأحداث في منحى تصاعدي بشكل درامي.
شارك في تشخيص المسرحية الصديق مكوار، وزكريا أشكور، وهدى الحمزاوي، وإبراهيم العماري، وكلهم من الوجوه الشابة المسكونة بالطموح والحماس والتطلع لمستقبل فني زاهر.
في ختام العرض، عبّر عبد القادر البدوي، عميد المسرح المغربي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، عن دعمه للجيل الجديد من هؤلاء الممثلين والممثلات الشباب، الذي قال عنهم إنهم سوف يواصلون حمل المشعل لإكمال مسيرة الرواد.
وكشف البدوي الذي لطالما عبّر عن رغبته في إيصال المسرح إلى أبعد نقطة من خريطة المملكة، أن هناك مشروع جولة فنية لفرقة مسرح البدوي في منطقة الشرق، تُقدم خلالها، ابتداءً من شهر أبريل (نيسان)، عروضاً جديدة لمسرحية «المصيدة»، وذلك بمناسبة اختيار مدينة وجدة عاصمة للثقافة العربية لسنة 2018.
الجدير بالذكر أن الأختين كريمة وحسناء البدوي تشكلان امتداداً للتجربة الفنية لأسرة البدوي في المسرح، لكن ضمن إطار أكاديمي متجدد، بعد أن استفادتا، على مدى سنوات، من التكوين في الخارج بطرق علمية حديثة، الأولى في أكاديمية الفنون بالقاهرة، والثانية بالولايات المتحدة.


مقالات ذات صلة

بيروت تحتفل بـ«التناغم في الوحدة والتضامن»... الموسيقى تولّد الأمل

يوميات الشرق يهدف الحفل إلى تزويد اللبنانيين بجرعات أمل من خلال الموسيقى (الجامعة الأميركية)

بيروت تحتفل بـ«التناغم في الوحدة والتضامن»... الموسيقى تولّد الأمل

يمثّل الحفل لحظات يلتقي خلالها الناس مع الفرح، وهو يتألّف من 3 أقسام تتوزّع على أغنيات روحانية، وأخرى وطنية، وترانيم ميلادية...

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق أبطال أحد العروض المسرحية ضمن فعاليات مهرجان المسرح الكوميدي في بنغازي (وال)

بنغازي الليبية تبحث عن الضحكة الغائبة منذ 12 عاماً

بعد انقطاع 12 عاماً، عادت مدينة بنغازي (شرق ليبيا) للبحث عن الضحكة، عبر احتضان دورة جديدة من مهرجان المسرح الكوميدي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

صدر حديثاً عن دائرة الثقافة في الشارقة العدد 62 لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 من مجلة «المسرح»، وضمَّ مجموعة من المقالات والحوارات والمتابعات حول الشأن المسرح

«الشرق الأوسط» (الشارقة)
يوميات الشرق برنامج «حركة ونغم» يهدف لتمكين الموهوبين في مجال الرقص المسرحي (هيئة المسرح والفنون الأدائية)

«حركة ونغم» يعود بالتعاون مع «كركلا» لتطوير الرقص المسرحي بجدة

أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية برنامج «حركة ونغم» بنسخته الثانية بالتعاون مع معهد «كركلا» الشهير في المسرح الغنائي الراقص في مدينة جدة.

أسماء الغابري (جدة)

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.