منى المري: قضية المصداقية على رأس أجندة {منتدى الإعلام العربي}

رئيسة «نادي دبي للصحافة»: لـ «الشرق الأوسط» سنتصدى لتحديات المجال بالحوار

منى المري لدى إلقائها الكلمة الترحيبية في افتتاح دورة العام الماضي
منى المري لدى إلقائها الكلمة الترحيبية في افتتاح دورة العام الماضي
TT

منى المري: قضية المصداقية على رأس أجندة {منتدى الإعلام العربي}

منى المري لدى إلقائها الكلمة الترحيبية في افتتاح دورة العام الماضي
منى المري لدى إلقائها الكلمة الترحيبية في افتتاح دورة العام الماضي

تضع دبي اللمسات الأخيرة استعداداً لانطلاق الدورة السابعة عشر من منتدى الإعلام العربي غداً، في الوقت الذي تؤكد فيه منى المرّي، رئيسة نادي دبي للصحافة، الجهة المنظمة لمنتدى الإعلام العربي لـ«الشرق الأوسط» أن المنتدى سيناقش انعكاسات التحديات المحيطة بالإعلام، وغيرها من الموضوعات التي أخذت من واقع القطاع خلال الفترة الحالية. قالت المري إن التجمع سينظر في مستقبل القطاع، وآفاق التطوير القائمة على توظيف التقنيات المتقدمة من أبرزها «الذكاء الاصطناعي»، لا سيما في مجال الصحافة، ودور منصات التواصل الاجتماعي وتأثيرها وكيفية التعاطي معها، في الوقت الذي سيتم استعراض بعض التجارب الرائدة في مجال التحوّل الرقمي، وكيفية الاستفادة منها في العالم العربي.
وتحدثت رئيسة «نادي دبي للصحافة»، حول مشاركة وزير الخارجية البحريني في المنتدى، وتحديات الإعلام العربي الحالية، إضافة إلى جائزة الصحافة العربية التي تقام سنوياً على هامش المنتدى. وفيما يلي تفاصيل الحوار:
> ما المختلف في دورة المنتدى هذا العام؟
- حرصنا هذا العام على أن نواصل ما بدأناه قبل 16 عاماً؛ فكل دورة تميزت عن نظيرتها السابقة. أعتقد أن هذا التنويع الذي يتم تنفيذه بدقة وعناية كبيرة أحد أهم أسباب حفاظ المنتدى على مكانته طوال تلك الفترة كأبرز لقاء يجمع سنوياً رموز العمل الإعلامي في المنطقة والعالم وأهم الشخصيات المؤثرة في ساحته ضمن حوار يهدف إلى الوصول بإعلامنا العربي إلى أفضل صوره ليكون عوناً للمجتمعات العربية على تحقيق طموحاتها والتغلب على ما يواجهها من تحديات. يناقش المنتدى هذا العام علاقة التأثير والتأثر بين الإعلام والمجتمع في منطقتنا، ليكون الإعلام كما يتوقع منه شريكاً في عملية البناء للنهوض بأمتنا العربية وتمكينها من اللحاق بركب التقدم العالمي وتمكين شعوبها من تجاوز ما يعترض طريقها من معوقات وعراقيل. ومن الناحية التنظيمية، سيلاحظ المشاركون أن عدد جلسات «العشرين دقيقة»، التي استحدثناها في أجندة المنتدى قبل سنوات، قد زاد بشكل لافت هذا العام، وذلك نظراً لما تتيحه هذه النوعية من الجلسات من توسيع دائرة النقاش لاستعراض طيف أرحب من الموضوعات التي يتناولها متخصصون وخبراء من مختلف القطاعات الإعلامية وبمشاركة عالمية نهدف منها الوقوف على أفضل الممارسات الإعلامية وأهم التجارب التطويرية التي خاضها الإعلام العالمي. سيكون هناك كذلك مشاركة كبيرة من خبراء أهم المؤسسات الإعلامية العالمية وكذلك من مسؤولي شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك لما للإعلام العالمي ولمنصات التواصل من تأثير مباشر وغير مباشر على إعلامنا العربي.
> اختار المنتدى شعار «تحولات إعلامية مؤثرة» ما الأسباب؟
- لا يخفى على أحد أن الإعلام من أكثر القطاعات تأثيراً في المجتمع وتأثَّراً بما يجري فيه من تطورات، ومن المؤكد أن تلك العلاقة الحية تمر بمراحل مختلفة يتأرجح فيها هذا التأثير وذاك التأثر بين الإيجابية والسلبية، على خلفية كثير من الأسباب، التي تعود في الأساس إلى المتغيرات السريعة والمتلاحقة، لا سيما خلال السنوات العشر الأخيرة سواء على مستوى التحولات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية المحيطة بالإعلام، أو على صعيد التطور التكنولوجي الهائل الذي كان سبباً في تبديل كثير من المفاهيم والممارسات الإعلامية خلال تلك الفترة وما صاحبها من انتشار ظواهر جديدة عميقة التأثير مثل منصات التواصل الاجتماعي بما حملته من تحديات وفرص. ورأينا في هذه الدورة أهمية التوقف عند تلك التحولات والنظر فيها بشيء من التحليل للتوصل إلى تصورات واضحة لما يمكن القيام به لتأكيد المسار الصحيح لإعلامنا العربي، فهو يحمل مسؤولية كبيرة في اتجاه تفعيل حوار جاد وهادف يفتح المجال أمام تقديم تحليل شامل وأفكار ورؤى جديدة.
> ماذا ستضيف مشاركة الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني؟
- اليوم منطقة الخليج العربي أصبحت تشغل حيزاً كبيراً من الاهتمام الإعلامي بكل ما يجري فيها من تطورات وأحداث متعاقبة، وقد لا يختلف اثنان على حقيقة أن الإعلام كان دائماً حاضراً ومؤثراً في المشهد الخليجي خلال الفترة الماضية. وقد وجهنا الدعوة لوزير الخارجية البحريني للمشاركة في هذه الدورة من المنتدى على خلفية الدور الحيوي والنشط الذي تضطلع به البحرين بقيادة الملك حمد بن عيسى آل خليفة. كما كان لوزارة خارجية المملكة وعلى رأسها الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة الإسهام الأكبر في تأكيد الدور البحريني المؤثر عربياً وعالمياً. وفي ضوء تلك المعطيات، وجدنا أن مشاركته سيكون لها بالغ الأثر في إلقاء مزيد من الضوء على الأوضاع التي تمر بها المنطقة، وعلاقة الإعلام بها وكيف أثر فيها، والتأثير السلبي الذي أفرزته قلة من وسائل الإعلام التي تخلت عن القيم المهنية، ودور الإعلام النزيه في التصدي لتلك الانحرافات، حيث نتطلع للاستماع إلى آراء مسؤول خليجي رفيع موجود في قلب الأحداث ومشارك في صنعها حول كيفية تأكيد مساهمة الإعلام في التغلب على التحديات الراهنة وتعظيم الفرص المتاحة.
> ما أبرز التحديات التي تواجه الإعلام العربي؟
- هناك كثير من التحديات وحصرها مهمة صعبة سنتصدى لها بالحوار من خلال المنتدى، ولكن يمكنني أن أشير إلى أبرز تلك التحديات صاحبت التطورات الكثيرة والمتشعبة في المنطقة، وربما يأتي في مقدمتها تحدي «المصداقية» التي باتت اليوم على المحك بسبب كثير من العوامل، أبرزها تنافس وسائل الإعلام على تحقيق السبق دون التأكد بصورة كاملة من مصادر الأخبار. وهو ما يقودنا إلى تحدٍّ آخر وهو الأخبار الكاذبة والحقائق المغلوطة والوقائع المزيفة التي أضحت اليوم الآفة الأساسية التي تهدد الإعلام بصورة عامة، بما تلقيه على مؤسساته من مسؤولية ضخمة في اتجاه ضرورة التحقق من مصادر الأخبار والتدقيق فيها من أكثر من جهة، لكي لا يكون الإعلام شريكاً في نشر الزيف. ولكي يكون دائماً حائط الصد الذي تتداعى في مواجهته الأكاذيب حفاظاً على رسالة الإعلام ودوره في نقل الحقائق والتعريف بمجريات الأمور كما هي دون تجميل أو تشويه. وربما أسهمت في مفاقمة ذلك التحدي الانتشار الواسع لمنصات التواصل الاجتماعي، التي أصبحت اليوم تمثل المصدر الأول للأخبار لكثيرين لا سيما قطاع الشباب، بما يستدعيه ذلك من وضع الأسس والضوابط التي من شأنها إيجاد صيغ واضحة تسهم في تحجيم الانعكاسات السلبية المرتبطة بتناقل الأخبار والمعلومات.
> كيف استطاع المنتدى خلال السنوات الماضية إثراء الإعلام العربي؟
- وفَّر المنتدى منذ انطلاقه مظلةً جامعةً للإعلاميين العرب للحوار والنقاش حول أهم القضايا والموضوعات المتعلقة بمجالهم وصناعتهم، التي كانت دائماً مطروحة على طاولته. نعتز بكون المنتدى التجمع الأكبر لجميع رموز وقيادات المجتمع الإعلامي من الخليج إلى المحيط، ونتشرف باستضافة الأشقاء من مختلف ربوع عالمنا العربي في هذا التجمع الذي تتاح عبره الفرصة للوقوف على تطورات حال الإعلام والتعرض بطرح متوازنٍ وموضوعي لأهم التحديات وأبرز الفرص من أجل إيجاد صيغ واضحة للتعاطي معها بالأسلوب الأمثل.
حيث يشكل الحوار الخطوة الأولى في مسيرة التطوير، بينما تبقى مسؤولية وضع الأفكار المطروحة موضع التنفيذ العملي على الأرض على عاتق المؤسسات الإعلامية ذاتها. ولا شك أن هناك كثيراً من المؤسسات في مختلف ربوع عالمنا العربي قد استفادت بصورة كبيرة من هذا الحوار الشامل واسع النطاق ومتعدد المحاور، بينما لم تقتصر المنفعة على الحوار فحسب، بل قدّم المنتدى بمبادرة منه مرجعاً إعلاميّاً علمياً مهماً وهو «تقرير نظرة على الإعلام العربي» الذي خرجت منه إصدارات عدة موثّقة بالأرقام والحقائق ليكون بذلك المرجع العلمي الأول من نوعه في مجال الإعلام مُقدماً عوناً كبيراً لكل المعنيين بالشأن الإعلامي سواء من أصحاب المهنة أو الأكاديميين أو الدارسين، وكذلك من الخبراء المعنيين بالإعلام من خارجه.
> ما أبرز محاور المنتدى وما الأسس التي تم وضعها عند اختيارها؟
- حرصنا على أن تكون الموضوعات والمحاور مرتبطة بالأحداث والتطورات المحيطة على الساحتين العربية والدولية، وهذا العام سنسلط الضوء على التحولات الإعلامية التي تواكب الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها المنطقة، بهدف تقديم تحليل شامل لمختلف جوانب المشهد الإعلامي العربي، وطريقة تعامله مع تلك التحديات، كما سنحاول رسم ملامح مستقبل الإعلام من خلال أفكار وإسهامات مجموعة من أبرز المفكرين والإعلاميين والأكاديميين وصُنّاع القرار الإعلامي على مستوى المنطقة والعالم. سيناقش المنتدى انعكاسات التحديات المحيطة على الإعلام، وكذلك تأثير الإعلام فيها، كذلك سننظر في مستقبل القطاع، وآفاق التطوير القائمة على توظيف التقنيات المتقدمة من أبرزها «الذكاء الاصطناعي»، لا سيما في مجال الصحافة على وجه الخصوص. منصات التواصل الاجتماعي وتأثيرها وكيفية التعاطي معها موضوعات ستكون أيضاً حاضرة في هذه الدورة، في حين سنستعرض كذلك بعض التجارب الرائدة في مجال التحوّل الرقمي، وكيفية الاستفادة منها في عالمنا العربي. ولم نغفل في هذه الدورة التأكيد على المعايير المهنية لمهنة الصحافة والإعلام بشكل عام، وما تتعرض له من ضغوط كبيرة تؤثر على حيادية الطرح ونزاهة المضمون، حيث ستتناول بعض الجلسات القيم الأساسية لمهنة الصحافة، والتصدي لصناعة التحريض والتضليل الذي يخدم مصالح بعينها.
> تُقام جائزة الصحافة العربية تزامناً مع ختام المنتدى، كيف تقيمين المشاركات هذا العام؟
- جائزة الصحافة العربية ومنذ انطلاقها في عام 2001 تمكَّنَت من إيجاد مكانة مميزة لها كأهم منصة للاحتفاء بالتميز الصحافي، ونجحت في تحقيق الرسالة التي انطلقت من أجلها والرؤية التي كانت وراء تأسيسها، وهي رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي، حيث رأى ضرورة إيجاد حافز يشجع أهل الصحافة على اكتشاف مكامن جديدة في قدرتهم على الإبداع ودفع حدود التميز في الإنتاج الصحافي بمختلف أشكاله وقوالبه إلى حدود مستويات أعلى، وهو ما يتضح من خلال المشاركات السنوية، ليس فقط من منطلق الكمِّ الذي هو في ازدياد مطرد، ولكن أيضاً من ناحية الجودة، ولا أخفي سراً عندماً أقول إن عمليات تحكيم الجائزة أصبحت اليوم أكثر صعوبة، ليس فقط بسبب الأعداد التي وصلت في هذه الدورة إلى قرابة 6 آلاف عمل في جميع فئات الجائزة، ولكن أيضاً بسبب ارتفاع مستوى تلك الأعمال وهو ما يبرهن على اتساع دائرة التأثير الإيجابي لجائزة الصحافة العربية وهو أمر يسعدنا ويدفعنا لمزيد من التطوير لتأكيد مكانتها وترسيخ الثقة التي كونتها لدى مجتمع الصحافة العربية بمداد من النزاهة والموضوعية والحياد.


مقالات ذات صلة

تونس والسنغال تتراجعان في تقرير «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة

العالم العربي تونس والسنغال تتراجعان في تقرير «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة

تونس والسنغال تتراجعان في تقرير «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة

أظهر التقرير السنوي لحرية الصحافة لمنظمة «مراسلون بلا حدود»، اليوم الأربعاء، أن تونس والسنغال كانتا من بين الدول التي تراجعت في الترتيب، في حين بقيت النرويج في الصدارة، وحلّت كوريا الشمالية في المركز الأخير. وتقدّمت فرنسا من المركز 26 إلى المركز 24.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم غوتيريش يندد باستهداف الصحافيين والهجوم على حرية الصحافة

غوتيريش يندد باستهداف الصحافيين والهجوم على حرية الصحافة

ندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم (الثلاثاء)، باستهداف الصحافيين، مشيراً إلى أنّ «حرية الصحافة تتعرّض للهجوم في جميع أنحاء العالم». وقال في رسالة عبر الفيديو بُثّت عشية الذكرى الثلاثين لـ«اليوم العالمي لحرية الصحافة»، إن «كلّ حرياتنا تعتمد على حرية الصحافة... حرية الصحافة هي شريان الحياة لحقوق الإنسان»، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أن «حرية الصحافة تتعرّض للهجوم في جميع أنحاء العالم»، مشيراً إلى أنّه «يتمّ استهداف الصحافيين والعاملين في الإعلام بشكل مباشر عبر الإنترنت وخارجه، خلال قيامهم بعملهم الحيوي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم صحافي ليبرالي في الصين يواجه تهمة «التجسس»

صحافي ليبرالي في الصين يواجه تهمة «التجسس»

ذكرت جمعية تعنى بالدفاع عن وسائل الإعلام أن تهمة التجسس وجهت رسمياً لصحافي صيني ليبرالي معتقل منذ عام 2022، في أحدث مثال على تراجع حرية الصحافة في الصين في السنوات الأخيرة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». كان دونغ يويو، البالغ 61 عاماً والمعروف بصراحته، يكتب افتتاحيات في صحيفة «كلارتي» المحافظة (غوانغمينغ ريباو) التي يملكها الحزب الشيوعي الحاكم. وقد أوقف في فبراير (شباط) 2022 أثناء تناوله الغداء في بكين مع دبلوماسي ياباني، وفق بيان نشرته عائلته الاثنين، اطلعت عليه لجنة حماية الصحافيين ومقرها في الولايات المتحدة. وقالت وزارة الخارجية اليابانية العام الماضي إنه أفرج عن الدبلوماسي بعد استجو

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم العربي المغرب: أربعة من وزراء الإعلام السابقين يرفضون لجنة مؤقتة لمجلس الصحافة

المغرب: أربعة من وزراء الإعلام السابقين يرفضون لجنة مؤقتة لمجلس الصحافة

بدا لافتاً خروج أربعة وزراء اتصال (إعلام) مغاربة سابقين ينتمون إلى أحزاب سياسية مختلفة عن صمتهم، معبرين عن رفضهم مشروع قانون صادقت عليه الحكومة المغربية الأسبوع الماضي، لإنشاء لجنة مؤقتة لمدة سنتين لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» وممارسة اختصاصاته بعد انتهاء ولاية المجلس وتعذر إجراء انتخابات لاختيار أعضاء جدد فيه. الوزراء الأربعة الذين سبق لهم أن تولوا حقيبة الاتصال هم: محمد نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب «التقدم والاشتراكية» المعارض، ومصطفى الخلفي، عضو الأمانة العامة لحزب «العدالة والتنمية» المعارض أيضاً، والحسن عبيابة، المنتمي لحزب «الاتحاد الدستوري» (معارضة برلمانية)، ومحمد الأعرج، عضو

«الشرق الأوسط» (الرباط)
المشرق العربي «الجامعة العربية» تنتقد «التضييق» على الإعلام الفلسطيني

«الجامعة العربية» تنتقد «التضييق» على الإعلام الفلسطيني

انتقدت جامعة الدول العربية ما وصفته بـ«التضييق» على الإعلام الفلسطيني. وقالت في إفادة رسمية اليوم (الأربعاء)، احتفالاً بـ«يوم الإعلام العربي»، إن هذه الممارسات من شأنها أن «تشوّه وتحجب الحقائق». تأتي هذه التصريحات في ظل شكوى متكررة من «تقييد» المنشورات الخاصة بالأحداث في فلسطين على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما في فترات الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

تميم فارس: «ديزني+» تعرض محتوى يلائم ثقافة المنطقة ويحترمها ويراعيها... ونعمل على توسيع شراكاتنا

شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)
شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)
TT

تميم فارس: «ديزني+» تعرض محتوى يلائم ثقافة المنطقة ويحترمها ويراعيها... ونعمل على توسيع شراكاتنا

شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)
شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)

شدد تميم فارس، رئيس «ديزني+» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خلال لقاء مع «الشرق الأوسط»، على أن منصة «ديزني+» مهتمة بالعمل على «تقديم محتوى يلائم ويحترم ويراعي الثقافة المحلية للجمهور» في المنطقة. وأشار إلى أن «ديزني+» ماضية قدماً ليس فقط في تقديم أفلام ومسلسلات مشهورة مع ضمان ملاءمتها واحترامها للثقافة المحلية، بل إن «جميع المحتوى الموجه إلى الجمهور تجري مراجعته بدقة لتحقيق هذه الغاية».

تميم استهلّ اللقاء بقوله «أولاً وقبل كل شيء، يسعدني أننا أطلقنا منصة هنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فهذه المنطقة غنية بالثقافة والتراث والتقاليد. ولقد كان بمثابة حلم يتحقق أن نقدّم هذا المحتوى المميز إلى الجمهور المحلي العاشق للسينما والترفيه».

وتابع، من ثم، ليتطرّق إلى مواجهة بعض التحديات خلال هذه الرحلة فيقول: «ونحن بعد سنتين تقريباً على إطلاق (ديزني+)، نواصل - مثلاً - التعلّم من جمهورنا، وتنقيح محتوى المنصة؛ كي يراعي الثقافة المحلية للمشاهدين في المملكة العربية السعودية. ويشمل هذا نهجنا المحلي للمحتوى، وهذه أولوية كبيرة بالنسبة لنا».

إطلاق «ديزني+»

تميم فارس شرح أن «ديزني+» منصة توفّر خدمة عرض المحتوى الترفيهي حول العالم، منذ إطلاقها في عام 2022 في 16 سوقاً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأنها «تعرض مجموعة واسعة من أشهر القصص من إنتاج شركة (والت ديزني)، بما في ذلك الأفلام والمسلسلات والأفلام الوثائقية والأعمال الأصلية الحصرية من إنتاج (ديزني) و(بيكسار) و(مارفل) و(ستار وورز) و(ناشيونال جيوغرافيك) وغيرها الكثير».

ثم ذكر أن كثيرين اعتادوا مشاهدة الأفلام الكلاسيكية من «ديزني» بدءاً بـ«الأسد الملك» و«علاء الدين»، ووصولاً إلى «موانا» و«إنكانتو». بالإضافة إلى عرض هذه الأفلام العائلية المفضلة على «ديزني+»، فهي متوافرة كذلك للمشاهدة بخياري الدبلجة باللهجة المصرية أو اللغة العربية الفصحى المعاصرة.

وبعدها علّق من واقع تجربته الشخصية: «أنا مثلاً، نشأت على مشاهدة الكثير منها مدبلجاً بصوت أشهر الممثلين والممثلات مثل محمد هنيدي ومنى زكي وعبلة كامل وخالد صالح، والآن أُتيحت لي فرصة مشاهدتها مرة أخرى مع ابني زين على المنصة».

ثم لفت إلى أن «ديزني+» تقدّم محتوى جديداً باستمرار، بما في ذلك الإصدارات السينمائية الحديثة والضخمة الصيفية، وكان آخرها فيلم «قلباً وقالباً 2» من إنتاج «ديزني» و«بيكسار» على «ديزني+» في 25 سبتمبر (أيلول) الماضي. وأفاد بأن «هذا الفيلم تصدّر قائمة أفلام الأنيميشن الأعلى تحقيقاً للإيرادات على الإطلاق، وجارٍ الآن عرضه حصرياً على (ديزني+)... وفي الواقع، يجري عرض أعمال (ديزني) السينمائية كافّة على منصة (ديزني+) في نهاية المطاف».

تميم فارس، رئيس "ديزني+" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (ديزني)

التكيّف مع المشهد التنظيمي الإقليمي

من جانب آخر، بالنسبة إلى الامتثال للقوانين المحلية للبث، أكد تميم فارس أن «فريقنا الإقليمي في (ديزني+) يقدّر الثقافة العربية تماماً، وأنا بصفتي أباً عربياً، أشارك تجربة شخصية مع ابني زين البالغ من العمر 7 سنوات؛ إذ نشاهد المحتوى معاً أو يشاهده بمفرده أحياناً. لذلك، أحرص على أن يكون ما يشاهده آمناً ومناسباً لثقافتنا العربية، ويتماشى مع قيمنا وتقاليدنا وأعرافنا».

وأردف: «وكما ذكرت سابقاً... المحتوى هو الركيزة الأساسية لكل ما نقدّمه. ومنذ إطلاق المنصة، أنشأنا فريق امتثال متخصصاً على المستوى المحلي، وهو الفريق المسؤول عن مشاهدة المحتوى المعروض ومراجعته وفحصه بدقة. ولا يُجاز شيء إلا بعد تأكد هذا الفريق من أن كل كلمة تُنطق أو تُترجم أو تُدبلج تتوافق أو يتوافق مع قيمنا العربية وتقاليدنا. ولا بد أن يتوافق المحتوى الموجه إلى الجمهور الأصغر سناً مع هذه الإرشادات ليصار إلى عرضه على (ديزني+)».

وفي الاتجاه نفسه ركّز تميم على أنه «بالإضافة إلى فريقنا، ونظراً إلى أنني أب عربي لابن صغير، أدرك أن ابني يستطيع مشاهدة مسلسلاته وأفلامه المفضلة ضمن بيئة آمنة ومناسبة لكل أفراد العائلة من دون استثناء، وذلك من خلال تمكين الوالدين من ضبط إعدادات المشاهدة بسهولة مطلقة لمراقبة المحتوى الذي يشاهده الأطفال، بما في ذلك خيار إعداد حسابات خاصة بهم وحمايتها من خلال رمز سري».

وأضاف شارحاً: «وحقاً، نحن نولي أهمية قصوى للحفاظ على صدقنا وأصالتنا تجاه جمهورنا العربي، ونلتزم بتقديم محتوى عالي الجودة يتماشى مع قيمنا العربية الأصيلة. وبصفتي أباً، أشعر بالطمأنينة لمعرفة أن أطفالي يستمتعون بمحتوى آمن ومناسب لأعمارهم».

استراتيجيات «ديزني+» في المنطقة

وحول استراتيجيات «ديزني+» في منطقة الشرق الأوسط، أوضح أن المحتوى الذي تقدمه المنصة كفيلٌ بالتأكيد على مدى نجاحها، وقال: «منصة (ديزني+) تعرض ثمانية من أفضل عشرة أفلام تحقق أعلى مستوى مبيعات حول العالم التي تُعرض تقريباً معظمها بشكل حصري على (ديزني+)، ويمكن لمشاهدي المنصة مشاهدة آلاف المسلسلات والأفلام من إنتاج (ديزني) و(بيكسار) و(مارفل) و(ستار وورز) و(ناشيونال جيوغرافيك) والمحتوى الترفيهي للبالغين من (ستار). إننا نقدم حقاً المحتوى الذي يناسب تفضيلات الجميع من الفئات العمرية كافّة ومختلف شرائح المجتمع».

وزاد: «إننا نحرص دوماً على عرض الأعمال الجديدة على منصتنا، لكننا ندرك في الوقت نفسه أن خيارات مشاهدينا المفضلة تتغيّر وتتوسع لتشمل رغبتهم في مشاهدة المحتوى العالمي أيضاً». وتابع: «لقد بادرنا مثلاً إلى تنظيم مجموعات متخصصة في الكثير من المدن السعودية، للتفاعل مع المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي والوقوف على المحتوى الذي يشاهدونه عبر المنصة. وفي الوقت نفسه، نحرص دوماً على الاستفادة من عملائنا المحليين والارتقاء بإمكاناتنا والمحتوى الذي نقدمه إليهم؛ كي ننجح في توفير خدمات تلبي احتياجات المنطقة».

المحتوى المحلي

تميم فارس قال إن «ديزني+» تتطلع لمزيد من الأعمال والإنتاجات التي تعزّز مكانتها في المنطقة، وبالتحديد على المستوى المحلي، «على سبيل المثال، أعلنا شعارنا الجديد الذي يضم للمرة الأولى على الإطلاق كلمة (ديزني) باللغة العربية. وبادرنا إلى إطلاق أول حملة إعلانية ننتجها محلياً على الإطلاق، ويشارك فيها فريق عمل سعودي بامتياز يضم أشهر صناع المحتوى المحليين، لتعزيز شعور المشاهدين على مستوى المنطقة بالشمولية والانتماء».

ثم أضاف: «وثانياً هناك المحتوى الذي تقدّمه المنصة؛ حيث نؤكد مواصلة التزامنا بتقديم محتوى جديد ومتنوع والحفاظ على مكانتنا الحالية، من خلال إضافة أعمال جديدة إلى مكتبتنا الضخمة من المحتوى الذي نعرضه للمشاهدين كل يوم... ونحرص على تقديم المحتوى الترفيهي الذي يرتقي إلى مستوى تطلعات المشاهدين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتفضيلاتهم، بدءاً من الأعمال العالمية التي تحقق نجاحاً كبيراً وصولاً إلى المحتوى المحلي المدبلج باللغة العربية».

ومع تشديده على أن جميع الأفلام والمسلسلات والبرامج التي تُعرض على «ديزني+» تتوافق بالكامل مع المتطلبات التنظيمية المحلية السعودية، أوضح تميم أن المنصة تسعى باستمرار إلى عقد مزيد من الشراكات مع أبرز الشركات المزودة لخدمات الاتصالات، مثل شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو»، وشركة اتصالات «زين» في الكويت، لتوفير مجموعة من خيارات الاشتراك، وتتطلّع إلى مواصلة عقد مزيد من الشراكات خصوصاً في السعودية في المستقبل القريب.

واختتم بتسليط الضوء على عروض الأفلام الوثائقية المرتبطة بالمنطقة، فقال: «نعرض حالياً فيلم (كنوز الجزيرة العربية المنسية) على منصة (ناشيونال جيوغرافيك)، لتمكين المشاهدين من رؤية ثقافتهم الغنية وتراثهم العريق من زاوية مختلفة، وننظر أيضاً في فرص توسيع نطاق المحتوى الذي نقدمه إلى المشاهدين، من خلال بناء شراكات واتفاقيات تعاون مع مجموعة محلية من صناع المحتوى وشركات الإنتاج».