الحصار والقصف العشوائي والتهجير... تهديد حوثي يهوي بتعز إلى مجاعة

نحو 21 ألف قتيل وجريح في المحافظة منذ بدء الانقلاب

نازحة في منطقة الوازعية غرب تعز («الشرق الأوسط»)
نازحة في منطقة الوازعية غرب تعز («الشرق الأوسط»)
TT

الحصار والقصف العشوائي والتهجير... تهديد حوثي يهوي بتعز إلى مجاعة

نازحة في منطقة الوازعية غرب تعز («الشرق الأوسط»)
نازحة في منطقة الوازعية غرب تعز («الشرق الأوسط»)

حذر مركز سكوب للدراسات والإعلام الإغاثي والإنساني من كارثة مجاعة تهدد المدنيين في محافظة تعز جراء انعدام الأمن الغذائي وانهيار الاقتصاد وتوقف الخدمات الأساسية وتدمير البنية التحتية، بسبب الحرب والحصار الذي فرضته جماعة الحوثي على المدينة منذ ثلاث سنوات.
وخلال تقريره الذي صدر بالأمس 31 مارس (آذار) 2018 للفترة من يناير (كانون الثاني) 2018 حتى نهاية مارس 2018، ناشد جميع المنظمات الإنسانية التدخل العاجل وإدخال المساعدات الإنسانية، وفتح الممرات الآمنة لتحرك المواطنين وتنقلهم لتسهيل وصول المساعدات العلاجية والإغاثية، والضغط على ميليشيا الحوثي لإيقاف الاستهداف العشوائي للمدينة والمدنيين وإطلاق سراح جميع المحتجزين والمخفيين قسراً دون مسوغ قانوني والامتناع عن تجنيد الأطفال وتوفير مراكز إيواء للنازحين وفق المعايير الدولية.
وأشار التقرير إلى أن الوضع في تعز يهدد بكارثة إنسانية بسبب الارتفاع المتزايد في أسعار المواد الغذائية والطبية والاستهلاكية والوقود جراء انهيار سعر صرف العملة المحلية حيث وصل سعر الدولار منذ بداية يناير إلى هذه اللحظة إلى (500) ريال يمني الأمر الذي يستوجب التدخل السريع والعاجل للمنظمات الإقليمية بسرعة إنقاذ المحافظة من هذه الكارثة.
وبحسب التقرير تجاوز عدد النازحين 400 ألف، انتقلوا إلى ريف المدينة ومحافظات أخرى وبحاجة إلى مراكز إيواء ورعاية صحية، مشيرا إلى أن هؤلاء النازحين تعرضوا لانتهاكات من جماعة الحوثي.
ومنذ إعلان السلطة المحلية ممثلة بالدكتور أمين محمود محافظ المحافظة لتحرير تعز في 5 يناير 2018، استهدفت الميليشيات المحافظة بـ270 مقذوفاً عشوائياً، خلفت دماراً كلياً لأكثر من 20 منزلاً وتدميراً جزئياً لـ66 مبنى خاصّاً وعامّاً و35 حافلة وسيارة، إضافة إلى تدمير 15 دراجة نارية، وسقط خلال الفترة من يناير 2018 إلى نهاية مارس 2018 ما يقارب من 58 قتيلاً بينهم 16 امرأةً و15 طفلاً، وأكثر من 103 جريح بينهم 20 امرأة و18 طفلاً نتيجة قصفهم بصواريخ «الكاتيوشا» و«الهاون» والقنص، واغتالت الجماعة شخصاً بمنطقة ماوية بشكل مباشر، بينما قتل قرابة 4 مدنياً بينهم امرأتان و3 أطفال في مديريات المدينة الثلاث بسبب الانفلات الأمني التي تشهده المحافظة ليصبح إجمالي الضحايا والمصابين منذ مارس 2015م حتى نهاية مارس 2018، 17300 و3863 قتيلاً، وتضرر وتدمير 4303 منازل بين تفجير وتدمير كلي وجزئي في تعز.
وفي هذا الخصوص، قال عرفات حمران رئيس منظمة رصد للحقوق والحريات اليمنية، إنه منذ انقلاب 21 سبتمبر (أيلول) الذي قاده الانقلابيون على الدولة، واليمن تشهد حالة تدهور كبير في المستوى المعيشي والرعاية الصحية زادت في المناطق التي تخضع لسيطرتها.
وبين أن الميليشيا عملت على التعمد الممنهج من أجل وجود أزمة إنسانية من خلال نهبها للمساعدات الإنسانية وتحويلها إلى جبهات القتال وإغلاق جميع المستشفيات الكبيرة التي تستوعب أعداداً كبيرة من المرضى وجعلها خاصة بجرحى الحوثيين فقط مما ساعد على زيادة معاناة المواطنين في مناطقها.
وفي تطور وصفه التقرير بـ«الصارخ» لانتهاك القانون الدولي الإنساني، فقد استهدفت ميليشيا الحوثي الإعلاميين والنشطاء في المجال الإنساني بالسلاح، حيث استهدفت يوم 26 يناير 2018 مراسل قناة بلقيس محمد القدسي الذي تفحم جسمه بسبب سقوط صاروخ الكاتيوشا أثناء قيامه بعملية تصوير المدنيين الضحايا في منطقة الخيامي بالمعافر، إضافة لإصابة زميله بشير الجبزي وفي 17 يناير من العام الحالي قتل الناشط الإعلامي أسامة سلام المقطري برصاص مضاد طيران في منطقة التشريفات، كما استهدفت جماعة الحوثي في 8 يناير قافلة إغاثية كان يعمل بها مجموعة من النشطاء والراصدين، أدت إلى مقتل الحقوقية الراصدة رهام بدر ومعها زميلها مؤمن المخلافي وإصابة الناشط أحمد الصامت ونجاة 5 ناشطين آخرين.
وخلال الفترة من يناير 2018 حتى مارس 2018 تم نزع أكثر من 250 لغماً أرضياً كانت ستودي بحياة كثير من الأبرياء.
وأفاد العميد طاهر قائد أحمد حميد رئيس شعبة الهندسة بقيادة محور تعز والمسؤول عن عملية نوع الألغام بأن تلك الألغام نزعت من مناطق في الصلو والصاحي ومدرات وقد تم رصد وقوع 5 حالات انفجار ألغام في منطقة التشريفات غرب مدينة تعز وعقاقة والصلو أدت إلى مقتل شخص وإصابة أكثر من 6 مواطنين.
كما بلغ عدد الأسر المهجرة 188 أسرة خلال الثلاثة الأشهر الأخيرة وتم اختطاف 6 أطفال من مناطق سيطرتهم في التعزية والدمنة والحوبان، كما تُوفي 5 مدنيين بسبب الفشل الكلوي لعدم توفر الأدوية ومحاليل الغسل الكلوي كما تفاقمت أوضاع المرضى المصابين بأمراض مزمنة مثل القلب والصرع ومرضى السرطان الذين لا يجدون رعاية كافية في ظل الوضع الصحي المتردي الذي تشهده المحافظة ولا يمتلكون القدرة على السفر نتيجة أوضاعهم المادية الصعبة، وصعوبة التنقل، ولا تزال مرتبات 60 ألف موظف منقطعة في محافظة تعز مما أدى إلى حرمان أكثر من 60 ألف أسرة من العيش الكريم.
وأشار التقرير إلى أن محطة الكهرباء متوقفة منذ 2015 بعد أن تم استهدافها من قبل جماعة الحوثي، وبقاء المحافظة منذ ذلك التاريخ في ظلام إضافة إلى قصف معدات مؤسسة المياه والصرف الصحي والمؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية، كما أن المحافظة تعاني من انتشار أوبئة مختلفة بسبب تراكم النفايات وانعدام خدمة النظافة، وهو الحال المفروض على المحافظة منذ ثلاثة أعوام.
من جهة أخرى، حذرت شبكة التحذير المبكر للمجاعة من انتقال اليمن من مرحلة «الطوارئ» التي دخلتها في عام 2017 إلى مرحلة الكارثة (المجاعة) في هذا العام 2018.
وحذر آخر تقرير عالمي حول الأزمات الغذائية من الخطر بشأن ارتفاع مستويات الجوع الحاد في العالم، ورجح التقرير أن النزاع سيبقى الدافع الرئيسي لأزمات الغذاء في 2018، وهذا سيؤثر على أفغانستان وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وشمال شرقي نيجيريا ومنطقة بحيرة تشاد وجنوب السودان وسوريا واليمن وليبيا ووسط الساحل الأفريقي مالي والنيجر.
وبحسب التقرير، فإن من المرجح أن تبقى اليمن الدولة التي تعاني من أكبر أزمة غذائية حتى الآن. ومن المتوقع أن يتدهور الوضع فيها، لا سيما بسبب القيود المفروضة على إمكانية الوصول إليها والانهيار الاقتصادي وتفشي الأمراض.
وذهب حمران إلى أن إتلاف منظومة الرعاية الصحية بسوء إدارتها للمرافق الصحية وإغلاق نصف المراكز الصحية تقريباً التي تقع في محيطها، والتدخل في عمل المنظمات الدولية أيضاً أضاف معاناة جديدة، كما أن اعتماد المنظمات الدولية على ميناء الحديدة ومطار صنعاء التي تقع تحت سيطرة الميليشيات في إدخال المساعدات وترك بقية الموانئ والمطارات وعدم التنسيق مع الحكومة الشرعية، واحتكارهم للإيرادات من قبل الحوثيين، وعدم الاهتمام بالرعاية الصحية والبنية التحتية، وتسليم مرتبات القطاع الصحي وبقية المؤسسات زاد من تدهور الأوضاع الإنسانية.
ولفت إلى أن الحوثيين يستولون على إيرادات ميناء الحديدة المقدرة بتسعة مليار ريال يمني، ويرفضون دفع مرتبات الموظفين، كما أنهم قاموا بنهب مؤسسات الدولة الإيرادية ويفرضون إتاوة تحت اسم «المجهود الحربي» على التجار، وهو ما ضاعف معاناة المواطنين.
ورأى رئيس منظمة رصد للحقوق والحريات اليمنية أن اليمن يمكن له أن يتجاوز هذا الوضع الإنساني الكارثي، الذي جاء في التقرير ودخوله مرحلة المجاعة، إذا تم التنسيق مع المنظمات الدولية بإدخال المساعدات وكذلك الوفاء بتعهدات الدول المانحة والتزام الميليشيا بالقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان واتفاقيات «جنيف 4» بما يخص العمل الإغاثي والإنساني.
وقال: «رغم دخول الإغاثة من ميناء الحديدة، فإن الحديدة من أكثر المحافظات التي تعاني من سوء التغذية وانتشار الأمراض، حسب تقارير «اليونيسيف» ومنظمة الصحة العالمية، تليها محافظة إب وحجة وصعدة والمحويت وذمار، وكل هذه المحافظات تحت سيطرة الحوثي، إذن أين تذهب المساعدات الإنسانية؟
وأضاف حمران: «مصادرنا تؤكد أنها تذهب إلى الجبهات وتُباع في السوق السوداء، ولولا جهود مركز الملك سلمان والهلال الإماراتي والكويتي والأشقاء في عمان لكان الوضع كارثيّاً، أما ما يأتي من المنظمات الدولية، فإنه يذهب إلى جبهات الحوثي للأسف الشديد».


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.