عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> نواف بن سعيد المالكي، سفير خادم الحرمين الشريفين في إسلام آباد، التقى رئيس مجلس الشيوخ بجمهورية باكستان الإسلامية، محمد صادق سنجراني. وقال السفير المالكي إن قيادة المملكة تولي اهتماماً كبيراً للعلاقات مع باكستان، وتسعى دائماً إلى الوقوف معها ومساعدتها ودعم اقتصادها واستقرارها، لتكون دولة ناجحة ومزدهرة. من جانبه، أكد سنجراني أهمية تعزيز الصلات البرلمانية واستكشاف فرص التعاون الاقتصادي بين البلدين.
> زايد بن راشد الزياني، وزير الصناعة والتجارة والسياحة البحريني، اجتمع في واشنطن، مع وزير التجارة الأميركي، ويلبر روس، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها للولايات المتحدة الأميركية. وأكد الزياني عمق وامتداد العلاقات الثنائية التي تربط بين البلدين، ورسوخها في مختلف المجالات خصوصاً العلاقات الاقتصادية التي تحظى باهتمام بالغ من قيادتي البلدين الصديقين، منوهاً إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة البحرين لتعظيم الاستفادة من التسهيلات والمميزات التي تتيحها اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين.
> المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة المصري، افتتح برفقة المهندس عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة، وعبد المحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، نقيب الصحافيين، معرض «إندورز» للأثاث والديكور، الذي يقام بمركز القاهرة الدولي للمؤتمرات. ويضم المعرض منتجات كبرى الشركات العاملة في مجال الأثاث، التي تشمل عروض الأثاث والديكورات المنزلية والتصميمات وأعمال الكريستال، والأبواب والستائر، ومستلزمات المنازل، وإضاءة المطابخ وبوابات الحدائق وحمامات السباحة والسجاد اليدوي.
> الدكتور محمد غسان شيخو، سفير البحرين لدى إندونيسيا، شارك في الاجتماع التحضيري للجنة المنظمة للألعاب الآسيوية 2018، الذي أقيم في جاكرتا. وخلال الاجتماع، استعرض إريك توير، الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة للألعاب الآسيوية، تحضيرات إندونيسيا لاستضافة الألعاب الآسيوية الثامنة عشرة. وأشاد السفير بالمنشآت الرياضية الحديثة، وبالتحضيرات الكبيرة التي تقوم بها جمهورية إندونيسيا استعداداً لاستضافة الألعاب الآسيوية 2018، معرباً عن خالص تمنياته بالنجاح والتميز لهذا الحدث الرياضي المهم.
> الدكتور عبد المنعم البنا، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي في مصر، افتتح الملتقى المصري الأول لصناع الثروة الحيوانية، بمشاركة عدد من مربي الثروة الحيوانية، وعدد من المتخصصين والخبراء. وقال الوزير إن نجاح استراتيجيات التطوير والتنمية للثروة الحيوانية في مصر لن يتأتى إلا بتضافر جهود كافة الأطراف المعنية، من حيث المسؤولية الملقاة على كاهل كل جهة للتوسع وزيادة الإنتاج، عاما بعد آخر، لمواجهة الزيادة المطردة في عدد السكان من جهة، ولزيادة متوسط نصيب الفرد من البروتين من جهة أخرى.
> الدكتور عبد العزيز محيي الدين خوجة، سفير السعودية لدى المغرب، التقى في مكتبه بمقر السفارة، وفداً من المثقفين بالمغرب يمثلون بيت الشعر المغربي، ضم الدكتور مراد القادري، الشاعر والزجال ورئيس بيت الشعر، والدكتور حسن نجمي الشاعر والروائي والإعلامي ومدير مجلة (البيت) التي يصدرها بيت الشعر، إلى جانب الشاعر والفنان التشكيلي عزيز أزغاي، المشرف الفني على مجلة البيت. وقدم الوفد للسفير خوجة العدد الجديد من مجلة «البيت» الذي تضمن ملفاً شاملاً عن المشهد الشعري في السعودية، أعده علي الدميني.
> زكي أنور نسيبة، وزير الدولة في الإمارات، زار معرض الفنانة التشكيلية، خلود الجابري، الذي يحتضنه مركز زايد للدراسات والبحوث، التابع لنادي تراث الإمارات، في منطقة البطين بأبوظبي. وتجول الوزير في أروقة معرض الشيخ زايد التابع للنادي، والذي يبرز المسيرة والسيرة الحياتية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عبر حياته الحافلة بالإنجازات والإشراقات الكبيرة. رافق الوزير في جولته فاطمة مسعود المنصوري، مديرة المركز، والفنانة الجابري.
> أمجد العضايلة، السفير الأردني في موسكو، بحث مع مدير دائرة العلاقات الخارجية لدى بطريركية الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، المتروبوليت إيلاريون، التعاون في مجال تنشيط السياحة، وبشكل خاص السياحة الدينية، وزيارة الأماكن التاريخية والدينية المسيحية فيه. وأكد المتروبوليت إيلاريون على التقدير والاحترام الذي يحظى به الملك عبد الله الثاني على الساحة الدولية، معبراً عن استعداد الكنيسة لدعم وتشجيع السياح الروس لزيارة موقع المغطس، وإمكانية تنظيم رحلات سياحية دينية للأماكن المقدسة في الأردن والقدس.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)