4 أيام في فالنسيا كانت أحد أسباب صعود برايتون إلى الدوري الممتاز

فترات الاسترخاء تلعب أحياناً دوراً حاسماً في تحول مسيرة الأندية

TT

4 أيام في فالنسيا كانت أحد أسباب صعود برايتون إلى الدوري الممتاز

شهدت الأيام القليلة الماضية الكثير من الحديث والتساؤلات عن «اللاعبين الذين سينضمون للقائمة واللاعبين الذين سيرحلون واللاعبين الذين سيقضون فترات الراحة في الاسترخاء على الشواطئ»، فيما يتعلق باللاعبين المشاركين في المباريات الودية الدولية والذين يحدوهم الأمل في المشاركة مع منتخبات بلادهم في نهائيات كأس العالم بروسيا هذا الصيف، لكن فترة التوقف الحالية ستكون أيضا حاسمة للغاية بالنسبة للاعبي الفرق الموجودة في النصف الثاني من جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز والتي تقاتل من أجل الهروب من شبح الهبوط، وكذلك للاعبي فرق المقدمة في جدول ترتيب دوري الدرجة الأولى والتي تسعى للصعود للدوري الإنجليزي الممتاز.
ويجب الإشارة إلى أن معظم إن لم يكن كل الأندية في النصف الأعلى من الدوري الإنجليزي الممتاز سيكون لديها عدد قليل فقط من اللاعبين خلال فترة التوقف الحالية نظرا لأن معظم لاعبيها قد انضموا لمنتخبات بلادهم للمشاركة في المباريات الدولية الودية، لكن في نادي برايتون وبعض الأندية الأخرى تبقى نسبة كبيرة من اللاعبين في الوقت الذي يكون فيه أمام هذه الفرق أسبوعان وفي بعض الحالات ثلاثة أسابيع بدون خوض أي مباراة رسمية.
وقد قرأت أن هذه هي الفرصة المثالية لهؤلاء اللاعبين «للاسترخاء في منتصف الموسم» والسفر إلى أماكن أخرى بعيدا عن ضغوط المباريات والاستمتاع بأشعة الشمس، وفي بعض الحالات تناول الكحوليات بشكل أكبر مما ينبغي القيام به. وبالنظر إلى التغطية السلبية والمفهومة في الآونة الأخيرة لحادثة قيام أربعة لاعبين من نادي وست بروميتش ألبيون - وهم جوني إيفانز وغاريث باري وجيك ليفرمور وبواز مايهيل - بسرقة سيارة أجرة أثناء معسكر الفريق في إسبانيا، فيمكن أن نغفر للجمهور والصحافيين اعتقادهم بأن هذا هو الحال دائما بعدما رأوا مجموعة من لاعبي كرة القدم من الطراز العالمي وهم يتصرفون بطريقة تنم عن عدم النضج والتدليل وغياب الإدراك والوعي.
لكن على الجانب الآخر يمكن أن تكون مثل هذه الرحلات مهمة للغاية من حيث تجديد القدرات البدنية للاعبين - ومساعدتهم على التدريب وبعد ذلك التعافي في ظل الاستمتاع بالفوائد الصحية لفيتامين (د) الذي يحصلون عليه من أشعة الشمس المشرقة. وربما يكون الأهم من ذلك هو إتاحة الفرصة للاعبين للجلوس معاً وتناول الوجبات في بيئة مختلفة تماماً وتبادل الخبرات كمجموعة - وهو أمر مهم للغاية بالنسبة إلى ديناميكية الفريق. وإذا تم القيام بذلك بطريقة معقولة وفي إطار السلوك المقبول، فقد يكون لذلك نتائج إيجابية بشكل ملحوظ على رفع الروح المعنوية للفريق.
لقد كنت في فترة راحة في منتصف الموسم وشعرت بتغيير كامل في مستوى الأداء، سواء في التدريب أو في المباريات، إلى جانب تنامي الإحساس بأهمية اللعب الجماعي. وعندما تذهب بعيدا أثناء فترات الراحة، يمكنك أن تجلس مع زملائك من اللاعبين اللذين لا يكون لديك الوقت للاختلاط بهم كثيرا بسبب المتطلبات اليومية للتدريب والمباريات والوقت الذي تقضيه مع عائلتك في المنزل. وهذا أمر رائع بالنسبة لمعنويات الفريق، حيث لا يجد اللاعبون أرضية مشتركة مع بعضهم البعض فحسب، بل يكون لديهم الوقت أيضاً لمناقشة أدائهم مع نظرائهم من اللاعبين وما يجب القيام به لكي ينجح الفريق خلال الفترة المتبقية من الموسم. ويحصل اللاعبون الجدد في النادي على فرصة التعرف على زملائهم في الفريق عن قرب وعلى مستوى شخصي بعيدا عن التوتر وضغوط المباريات، مما يساهم في تحسن أداء الفريق، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي.
وفي مثل هذا الوقت من العام الماضي ذهبنا إلى فالنسيا لمدة أربعة أيام فقط بعد خسارتنا لمباراة حاسمة أمام ليدز يونايتد ضمن المباريات الهامة في إطار سعينا للصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. وكنا نخشى في ذلك الوقت من أن يحل بنا الإرهاق والتعب في هذا الوقت الحاسم من الموسم، لكن الوقت الرائع والممتع الذي قضيناه سويا والتدريب بشكل جيد تحت أشعة الشمس واستعادة نشاطنا من خلال لعب الورق أو لعب الغولف معاً والضحك ساعدنا على استعادة نشاطنا الذهني. وعندما كنا نتناول وجباتنا في المساء كان الموضوع الرئيسي الذي نتحدث فيه كل ليلة هو كيف يمكننا أن نحسن مستوانا وأن نعمل سويا من أجل مصلحة الفريق. صحيح أن العلاقات بين اللاعبين كانت جيدة بالفعل، لكننا عملنا على تقوية هذه العلاقات بيننا كمجموعة، وكانت النتيجة عندما عدنا للمنافسات مرة أخرى هي تحقيق الفوز في خمس مباريات متتالية وعدم الخسارة في أي مباراة، وهو ما مكننا في نهاية المطاف من الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز.
لكن السؤال الآن هو: هل كانت تلك الرحلة هي السبب الوحيد وراء هذا التحسن الملحوظ في النتائج؟ بالطبع لا، لكن هذه الرحلة لم تؤثر بالسلب على أدائنا وما زال عدد من اللاعبين الذين لا يزالون في النادي يؤمنون بأن هذه الرحلة التي استمرت لأربعة أيام كانت جزءاً هاماً في نجاحنا في الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي. وإذا تم القيام بمثل هذه الرحلات بطريقة احترافية وبشكل صحيح، دون الإفراط في شرب الخمر أو السلوك غير المناسب، فإنها قد تكون مفيدة بشكل كبير للفرق التي تقاتل من أجل الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز أو الفرق التي تسعى للهروب من شبح الهبوط لدوري الدرجة الأولى. وخلال المنافسات القوية، فإن تحقيق النتائج الجيدة لا يتوقف فقط على الجوانب الفنية والخططية في ظل الضغوط الشديدة، لكن الأمر يتوقف أيضا على الجوانب النفسية مثل المرونة والعمل الجماعي ونكران الذات، التي قد تكون أكثر أهمية في بعض الأحيان من الجوانب الفنية والخططية.
ويجب أن ندرك أن هذه الصفات لا يمكن تحسينها بشكل فردي أو بشكل مصطنع في التدريبات، لكنها تتطلب بيئة مناسبة ودرجة معينة من الاحترافية تساعدها على التطور من خلال وجود لاعبي الفريق مع بعضهم البعض كمجموعة وتبادل الخبرات والتجارب وتعزيز العلاقات بين اللاعبين. وهذا هو السبب في أن الوقت الحالي - رغم عدم إقامة مباريات - قد يكون حاسما في تحديد النتيجة النهائية بالنسبة للعديد من الأندية في نهاية الموسم. وعندما يتدرب اللاعبون سويا في أجواء مريحة ويقضون الكثير من الوقت مع بعضهم البعض فإن ذلك سوف يساهم في تطوير أداء الفريق بشكل كبير. إن الطريقة التي يتصرف ويتدرب بها اللاعبون وطريقة التعاون فيما بينهم في مثل هذه الرحلات يمكن أن تكون ميزة كما يمكن أن تكون عائقاً كبيراً في ختام الموسم في شهر مايو (أيار).


مقالات ذات صلة

وست هام يلغي مؤتمراً لمدربه لوبيتيغي مع انتشار شائعات إقالته

رياضة عالمية خولن لوبيتيغي (رويترز)

وست هام يلغي مؤتمراً لمدربه لوبيتيغي مع انتشار شائعات إقالته

ألغى وست هام المؤتمر الصحافي للمدرب الإسباني خولن لوبيتيغي، المقرر عقده الأربعاء، في ظل انتشار تقارير تُشير إلى استعداد النادي لإقالة مدربه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إيزاك نجم نيوكاسل يواصل مسيرته الرائعة ويهز شباك توتنهام (رويترز)

10 نقاط بارزة في الجولة العشرين من الدوري الإنجليزي

ربما كان ألكسندر أرنولد مشتتاً بسبب الحديث الدائر حالياً عن مستقبله واقترابه من الانتقال إلى ريال مدريد.

رياضة عالمية صلاح نجم ليفربول ينفّذ ركلة حرة في مواجهة يونايتد الأقوى هذا الموسم (إ.ب.أ)

هل يستطيع المنافسون استغلال تعثر ليفربول وملاحقته على القمة؟

ليفربول لم يتأثر بالتعادل أمام يونايتد لأن ملاحقيه تعثروا أيضاً، باستثناء نوتنغهام فورست، مفاجأة الموسم.

رياضة عالمية بول سكولز (بي تي سبورتس)

سكولز ينتقد رفع راتكليف أسعار التذاكر لجماهير مانشستر يونايتد

قال نجم كرة القدم الإنجليزي السابق بول سكولز إن السير جيم راتكليف لم يفعل «أي شيء إيجابي» خلال عامه الأول في نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية كاسيميرو (أ.ب)

الأندية السعودية مهتمة بكاسيميرو بعد إشارات الرحيل عن يونايتد

يبدو أن لاعب خط الوسط البرازيلي كاسيميرو أعطى إشارات واضحة لمانشستر يونايتد حول استعداده للرحيل عن الفريق.

فاتن أبي فرج (بيروت)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.