لماذا سمحت الولايات المتحدة لـ«جواسيس روس» بالعمل على أراضيها؟

ممارسة منتشرة في الأوساط الدبلوماسية والاستخباراتية ولها أعراف معتمدة

مبنى السفارة الروسية في واشنطن (إ.ب.أ)
مبنى السفارة الروسية في واشنطن (إ.ب.أ)
TT

لماذا سمحت الولايات المتحدة لـ«جواسيس روس» بالعمل على أراضيها؟

مبنى السفارة الروسية في واشنطن (إ.ب.أ)
مبنى السفارة الروسية في واشنطن (إ.ب.أ)

أثار استخدام الولايات المتحدة، وبعدها دول أوروبية وكندا وأستراليا، كلمة "جواسيس" أو "عملاء استخباراتيين غير معلنين" في وصف أكثر من 100 دبلوماسي روسي قررت طردهم تساؤلات حول الفرق بين الجاسوس والدبلوماسي، وعن سبب سماحها لـ"جواسيس روس" بالعمل على أراضيها.
وفي الوقت الذي يعتبر العمل الجاسوسي غير المعلن في دول أجنبية عملا غير مستحب وغير مرحب به، إلا أنه ممارسة منتشرة إلى حد كبير في الأوساط الاستخباراتية والدبلوماسية، ويُؤطّر عادة بقوانين أو أعراف معتمدة.
عندما ترسل دولة جواسيس إلى ممثلياتها الدبلوماسية في دولة صديقة، فإنها تعلن أنهم "عملاء استخبارات" يعملون رسميا كدبلوماسيين لصالح جهة استخباراتية. وعادة ما يتواصل هؤلاء مع استخبارات البلد المضيف لتبادل معلومات تخدم مصلحة البلدين، وفق وكالة "أسوشييتد برس".
أما في حال الدول التي لا تتمتع بعلاقات ثنائية جيدة، فإنها نادرا ما تكشف عن طبيعة عمل "دبلوماسييها" في أراضي البلد المضيف.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في مقال مرتبط بأزمة الرهائن بالسفارة الأميركية في طهران عام 1979، أن عمليات التجسس ليست مرتبطة بمجالات معيّنة، فهي قد تشمل أي شيء من "حساب عدد الشاحنات التي تمر عبر جسر معيّن، إلى قراءة مراسلات رئيس وزراء".
فيما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، نقلا عن ضابط سابق في الاستخبارات البريطانية (إم. أي. )" هاري فيرغوسن، عن الفرق بين الجواسيس والدبلوماسيين، أن "عملاء الاستخبارات يبحثون عن معلومات لا توفّرها سلطات البلد المضيف" بكل الطرق المتاحة، بينما ينقل الدبلوماسيون هذه المعلومات إلى سلطات بلادهم إذا حصلوا عليها، "لكن دون العمل على البحث عنها".
وتميز الدول المضيفة بين الدبلوماسي والجاسوس الذي يعمل تحت غطاء دبلوماسي عادة عبر دراسة ملفه قبل قبول طلب انضمامه إلى البعثة الدبلوماسية في البلد المضيف، ثم مراقبة تحركاته ولقاءاته، وفق ما قال جون شيندلر؛ وهو موظف أميركي سابق في جهاز مكافحة التجسس لـ وكالة "أسوشييتد برس".
ووضعت معاهدة فيينا للعلاقات الدبلوماسية التي وقّعت عام 1961، إطارا لهذه العمليات؛ وهي تمنع انتهاك خصوصية المراسلات الرسمية والخاصة للدبلوماسيين، من طرف البلد المضيف. وتنطبق هذه الامتيازات على بعثات الأمم المتحدة في نيويورك.
وحول هذه النقطة تحديدا، ذكرت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، أمس (الاثنين)، أن بلادها قررت طرد "12 من عملاء الاستخبارات من البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة الذين أساءوا امتياز إقامتهم في الولايات المتحدة». وأوضحت أنه "بعد مراجعة، قررنا أن عملاء الاستخبارات الـ12 يعملون في نشاطات تجسسية معادية لأمننا القومي".
لكن لماذا تسمح الولايات المتحدة لهؤلاء العملاء الاستخباراتيين غير المعلنين بالعمل على أراضيها؟
الجواب، وفق وكالة "أسوشييتد برس"، هو أن الكشف عن الجواسيس العاملين على أرضك ومراقبتهم جيدا أفضل كثيرا من طردهم.
أما السبب الثاني، فهو أن الولايات المتحدة قد تعرّض عملاء الاستخبارات التابعين لها العاملين في روسيا تحت غطاء دبلوماسي للطرد، في حال طردت العملاء الروس، وهو ما قد يترتّب عن القرار الذي اتّخدته أكثر من 22 دولة غربية بطرد أكثر من 100 "دبلوماسي" روسي أمس.



حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.