الإنجليز ينتقدون منتخبا بلا دفاع يحتاج إلى إعادة بناء

هودجسون عاجز عن تبرير هزيمة إنجلترا المريرة أمام أوروغواي.. وتاباريز لم يكن يحلم بفوز بلاده

سواريز أكد أحقيته بالتصنيف كمهاجم عالمي (رويترز)
سواريز أكد أحقيته بالتصنيف كمهاجم عالمي (رويترز)
TT

الإنجليز ينتقدون منتخبا بلا دفاع يحتاج إلى إعادة بناء

سواريز أكد أحقيته بالتصنيف كمهاجم عالمي (رويترز)
سواريز أكد أحقيته بالتصنيف كمهاجم عالمي (رويترز)

أجمع النقاد وخبراء الكرة البريطانيون أمس عن أن المنتخب الإنجليزي يحتاج إلى إعادة بنائه من جديد. كما أكدت وسائل الإعلام الإنجليزية، في تقييمها لهزيمة منتخب إنجلترا أمام أوروغواي بهدفين مقابل هدف، على ان المنتخب لعب بلا دفاع.
وسجل لويس سواريز هداف الدوري الإنجليزي هدفين قاد بهما منتخب أوروغواي للفوز على إنجلترا في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الرابعة للمونديال، مما يعني أن المنتخب الإنجليزي كان يعتمد أولا وأخيرا على فوز إيطاليا في المباراتين المقبلتين أمام كرواتيا وأوروغواي مع فوز إنجلترا على كرواتيا في الجولة الأخيرة للتأهل إلى دور الستة عشر وهو ما لم يحدث بعد فوز كوستاريكا على إيطاليا. وركزت صحيفة {الصن} على صورة كاي ابن واين روني وهو يبكي بعد هزيمة إنجلترا. وعلقت الصحيفة بالقول {لا تقلق يا كاي، فإذا فازت إيطاليا على كوستاريكا اليوم ثم انهزم سواريز وزملاؤه أمام إيطاليا.. وسجل والدك هدفين أو ربما أكثر أمام كوستاريكا فإننا سنتأهل}.
وذكرت صحيفتا {اكسبريس} و{دايلي ستار} أن {إنجلترا تحتاج إلى معجزة}، بينما أوضحت {الغارديان} أنه {بعد هذه الهزيمة فإن سواريز أرسل إنجلترا إلى حافة الخروج من كأس العالم} وهو ما حدث بالفعل بعد هزيمة إيطاليا امام كوستاريكا. ونشرت {التايمز} و{إندبندنت} صورة لسواريز وهو يواسي زميله في ليفربول ستيفين جيرارد الذي تسبب في تسجيل سواريز الهدف الثاني لأوروغواي بعدما أخطأ في تسديد الكرة برأسه ومنحها لسواريز ليشق الأخير طريقه بنجاح صوب المرمى ويسدد في الشباك. وأشارت {الغارديان} إلى أن طريقة لعب إنجلترا عرضت جيرارد للخطر ولم يستطع القائد أن يرفع من مستوى أدائه. وأضافت الصحيفة {ينبغي التأكيد على أن جيرارد قدم مباراة بشعة}.
وكان المنتخب الإنجليزي يحتاج إلى فوز إيطاليا على كوستاريكا وأوروغواي مع فوز إنجلترا على كوستاريكا في الجولة الأخيرة من أجل الاستمرار في البرازيل. وقال ماريو بالوتيلي مهاجم منتخب إيطاليا ونادي ميلان الذي سجل هدف الفوز في شباك إنجلترا، أن لديه عرضا للجماهير الإنجليزية. وأوضح بالوتيلي {إذا فزنا على كوستاريكا فأنا أريد قبلة على وجنتي من ملكة بريطانيا}.
وانتقدت الصحافة البريطانية حال {التوتر} التي طبعت خط دفاع منتخب إنجلترا. وبحسب صحيفة {دايلي مايل}، فإن الدفاع لم يكن قادرا على تحمل ضغط المباراة، وكان {متراخيا، عصبيا، خائفا}. وعلى إنجلترا اليوم أن تصبح {أول فريق في تاريخ كأس العالم يتأهل (إلى الدور الثاني) بعد خسارته مباراتيه الأوليين}، وفق ما جاء في الصحيفة. غير أن هذا لن يحصل وفق تحليل {دايلي مايل}، إذ {لا ضمانة أساسا أن في استطاعة إنجلترا الفوز على كوستاريكا بدفاع لا ثقة لنا به ولا حتى لخمس دقائق}.
وكانت صحيفة {الغارديان} أكثر وضوحا عندما كتبت: {أربعة أعوام من التحضير والالتزام الوجداني وكل هذا الانتظار لحدث بهذا الحجم، ليصبح مصير كأس العالم بالنسبة لإنجلترا مرتبطا ببضع ساعات من الترقب الدراماتيكي}. وعن المباراتين الأوليين، رأت {التايمز} أن {حالة من الإهمال طبعت الفريق في مختلف مواقع اللعب}. وبالنسبة إلى {دايلي تيليغراف}، فإن مهاجم الأوروغواي ولاعب ليفربول لويس سواريز حكم إنجلترا بـ{الإذلال}. أما صحيفة {إندبندنت} فجزمت بأن إنجلترا باتت تفتقد {موقعا ملائما} على الساحة العالمية، وهي {فقدت ببساطة عزيمتها وعادت إلى أشباح الماضي}. والخلاصة بحسب الصحيفة أن {الوضع ميؤوس منه!}
«ماذا عساي أقول؟} بهذه الكلمات استهل مدرب إنجلترا روي هودجسون المؤتمر الصحافي عقب خسارة منتخب بلاده أمام الأوروغواي. وقال هودجسون: {لا أعرف، ماذا عساي أقول؟ أعتقد أننا لعبنا جيدا في المباراتين أمام إيطاليا والأوروغواي، وأظهرنا أننا نملك منتخبا تطور كثيرا، ولكن النتيجتين سلبيتين. وتابع {حتى نواصل المشوار في العرس العالمي، كنا مطالبين بالفوز أو التعادل، ولكننا لم نحصل على أي من النتيجتين}.
في المقابل قال مدرب الأوروغواي أوسكار تاباريز إنه لم يكن يحلم بفوز منتخب بلاده رابع النسخة الأخيرة على إنجلترا. وقال تاباريز في المؤتمر الصحافي عقب المباراة: {لم أكن أحلم بهذه النتيجة، لقد فزنا، وأكدنا قدرتنا على التغلب على فريق أوروبي وهو ما لم نفعله منذ فترة طويلة}. وبخصوص المباراة الأخيرة أمام إيطاليا، قال {بالتأكيد سنلعب من أجل الفوز. على الأرجح أن كرة القدم التي نلعبها ليست جذابة ولكن لدينا لاعبون يبذلون كل ما في وسعهم ويحبون بلدهم وهذا شيء مهم جدا».
من جهته وصف لويس سواريز مهاجم أوروغواي ثنائيته الرائعة في شباك إنجلترا ضمن المجموعة الرابعة بنهائيات كأس العالم لكرة القدم اليوم الخميس بأنها كالحلم وقال إنه ظل يتخيل مثل هذا الأداء لفترة طويلة. وقال سواريز الذي اختير كأفضل لاعب في المباراة {فكرت في هذه المباراة منذ فترة.. لقد حلمت بما حدث كثيرا}.
وجاء الهدف الأول لسواريز بضربة رأس ذكية في الشوط الأول وأطلق تسديدة قوية من مدى قريب قبل خمس دقائق من النهاية ليحسم الفوز لفريقه ويجعل إنجلترا قريبة جدا من الخروج.
وهكذا قدم لويس سواريز أوراق اعتماده للمنافسة على لقب أفضل لاعب في العالم بهدفيه وهو العائد من الإصابة ليلحق أذى فوريا بتشكيلة المدرب روي هودجسون. وربما امتلك كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي مهارات أفضل لكن حين يتعلق الأمر بالأكثر فعالية في المباريات والأكثر قدرة على هز الشباك فسيكون اسم سواريز بلا شك حاضرا في القائمة. وكان غريبا قبل المباراة أن يتحدى هودجسون سواريز بأن يثبت أنه يستحق التصنيف {كلاعب عالمي}. وقال المدرب الإنجليزي الذي لا بد وأنه يشعر الآن بأنه كان يطلب لنفسه المشكلات بهذا التقدير {أعتقد أنه سيستحق هذا التصنيف حين يتألق في هذه المرحلة على وجه التحديد}. كانت هذه في الحقيقة وجهة نظر غريبة بالنظر للمستوى الذي قدمه سواريز مع أوروغواي حين قادها لقبل النهائي في كأس العالم بجنوب أفريقيا 2010 حين سجل ثلاثة أهداف في النهائيات.
لكن هذه الإحصاءات لا تنصف سواريز ومساهماته مع الفريق ولا تعكس تقديرا حقيقيا لقدراته. فاللاعب الهداف ليس مجرد جلاد في منطقة الجزاء رغم أنه يقوم بهذا الدور أفضل من الجميع.. لكنه أيضا قادر على التسجيل من مدى بعيد وبقوة وبدقة وبكلتا قدميه وبرأسه أيضا ويلعب وكله ثقة وتماسك. وسواريز هو نقطة الالتقاء سواء في هجوم ناديه ليفربول أو منتخب بلاده لكن اللاعب السابق لأياكس أمستردام يتجاوز بكثير أن يكون مهاجما عاديا إذ يتحرك ليشغل مراكز خارج منطقة الجزاء ويقوم أحيانا بدور المهاجم المتأخر.
وكتب مايكل أوين مهاجم ليفربول وإنجلترا السابق قائلا {لقد نضج سواريز ليمثل الصورة الحقيقة للمهاجم العصري}. وأضاف {إنه يحقق ما تتمناه الفرق الكبرى في المهاجمين ولا يكتفي بدور المهاجم التقليدي. يجب أن تلعب بمرونة أكبر لتظل في هذا المستوى العالي. يسجل جميع أنواع الأهداف ومن أي مسافة}. وتابع في عموده بصحيفة تيليغراف {ضع كل هذا معا وسيصبح لديك أكثر مهاجمي العالم اكتمالا. لا يوجد في العالم من هو أفضل من سواريز في هذا المركز}. ولم يكن سواريز حتى لائقا تماما للعب بعدما غاب عن المباراة الأولى لأوروغواي التي خسرتها أمام كوستاريكا بسبب الجراحة في الركبة لكن سواريز وإن كانت حالته جيدة بنسبة 70 في المائة فقط كان قادرا على زلزلة الدفاع الإنجليزي.



تركيا: «طاولة الستة» تؤكد أن الدستور يمنع إردوغان من خوض الانتخابات

قادة أحزاب «طاولة الستة» للمعارضة التركية أثناء اجتماعهم في أنقرة (موقع «خبر 7»)
قادة أحزاب «طاولة الستة» للمعارضة التركية أثناء اجتماعهم في أنقرة (موقع «خبر 7»)
TT

تركيا: «طاولة الستة» تؤكد أن الدستور يمنع إردوغان من خوض الانتخابات

قادة أحزاب «طاولة الستة» للمعارضة التركية أثناء اجتماعهم في أنقرة (موقع «خبر 7»)
قادة أحزاب «طاولة الستة» للمعارضة التركية أثناء اجتماعهم في أنقرة (موقع «خبر 7»)

بينما لم تعلن «طاولة الستة» للمعارضة التركية مرشحاً لانتخابات الرئاسة بعد، أكد قادة الأحزاب الستة المنضوية تحتها أن الرئيس رجب طيب إردوغان لا يحق له دستورياً خوض الانتخابات التي من المنتظر إجراؤها في يوم واحد مع الانتخابات البرلمانية في 14 مايو (أيار) المقبل قبل موعدها الأصلي في 18 يونيو (حزيران).
وقال قادة الأحزاب الستة، في بيان صدر عن اجتماعهم الـ11 الذي عُقد بمقر حزب «الجيد» في أنقرة واستمر 9 ساعات ليل الخميس - الجمعة، إن تركيا تدار حالياً من قبل حكومة تتصرف من دون أي اعتبار للدستور والقوانين التي لا تدع مجالاً للشك أو التأويل بشأن عدم إمكانية ترشح إردوغان للرئاسة للمرة الثالثة، ما لم يتم الإعلان عن إجراء انتخابات مبكرة.
وأكد البيان أنه لا يمكن أن يكون إردوغان مرشحاً للرئاسة في انتخابات 14 مايو المقبل، وسيكون ترشحه للمرة الثالثة مخالفاً للدستور و«صفحة سوداء جديدة» في تاريخ البلاد الديمقراطي، مضيفاً أن «المعارضة تعلن للرأي العام عدم قبولها أي أمر يتجاوز الدستور والقانون».
وينص الدستور التركي على أنه لا يمكن الترشح لأكثر من فترتين رئاسيتين، مدة كل منهما 5 سنوات، ويحق الترشح للمرة الثالثة فقط في حال قرر البرلمان التوجه إلى الانتخابات المبكرة. ومن أجل إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة يتعين أن يصدر البرلمان قراراً بأغلبية 360 نائباً من أصل 600، وهو ما لا يملكه الحزب الحاكم ولا المعارضة، في حين يحق لرئيس الجمهورية أيضاً أن يتخذ قراراً بتقديم أو تأخير موعد الانتخابات، لكن قراره تقديم موعدها لا يعد انتخابات مبكرة.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة تقرر تقديم موعدها من 16 يونيو إلى 14 مايو لاعتبارات تتعلق بامتحانات الجامعات والعطلات، لكن هذا لا يعني أنها «انتخابات مبكرة».
وذكرت المعارضة أن الانتخابات بذلك ستجرى وفق قرار رئاسي، بما يعني أنها ليست انتخابات مبكرة قرر البرلمان إجراءها، وبالتالي فإن ترشح إردوغان هذه المرة سيكون هو الثالث، وهو أمر غير ممكن بموجب الدستور، لكن حزب «العدالة والتنمية» الحاكم وحليفه في «تحالف الشعب»، حزب «الحركة القومية»، يتمسكان بأن الدستور جرى تعديله لإقرار النظام الرئاسي بديلاً للنظام البرلماني في 2017، وأجريت انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في يونيو 2018. وبما أن التعديلات لا تطبق بأثر رجعي، فلا يمكن اعتبار أن إردوغان يترشح للمرة الثالثة؛ إذ يعد ترشحه للرئاسة في 2018، هو الأول وفق التعديلات الدستورية الجديدة.
وذكر البيان أن قادة «طاولة الستة» تشاوروا، خلال الاجتماع، حول مسألة المرشح المشترك للرئاسة بناء على مبدأ التوافق ومطالب الشعب، مؤكدين أن المرشح الذي سيختارونه سيكون هو الرئيس الثالث عشر لتركيا بعد إردوغان، وسيكون رئيساً مؤمناً بالنظام البرلماني المعزز والحقوق والحريات والديمقراطية، وستكتمل في عهده خريطة طريق المرحلة الانتقالية للتحول من النظام الرئاسي إلى النظام البرلماني المعزز.
وأشار البيان إلى أن الاجتماع المقبل سيُعقد بمقر حزب «السعادة»، في 13 فبراير (شباط) المقبل.
و«طاولة الستة» هي تحالف مبادئ، وليست تحالفاً انتخابياً، وتضم 6 أحزاب معارضة هي: «الشعب الجمهوري» برئاسة كمال كليتشدار أوغلو، و«الجيد» برئاسة ميرال أكشينار، و«الديمقراطية والتقدم» برئاسة علي باباجان، و«السعادة» برئاسة تمل كارامولا أوغلو، و«المستقبل» برئاسة أحمد داود أوغلو، و«الديمقراطي» برئاسة جولتكين أويصال، وتسعى إلى إعادة النظام البرلماني المعزز، الذي انتهت من إعداد صيغته، بدلاً من النظام الرئاسي الحالي الذي تقول إنه كرس لنظام حكم الفرد، عبر إقصاء إردوغان وحزبه في الانتخابات المقبلة.
ويثير عدم تحديد الطاولة مرشحها للانتخابات الرئاسية حتى الآن جدلاً واسعاً، في ظل ما يتردد بين الحين والآخر عن خلافات على اسم المرشح، في حين قالت مصادر من حزب «المستقبل»، إن اسم المرشح الرئاسي سيعلن في 13 فبراير.
وطالب الزعيم الكردي الرئيس المشارك السابق لـ«حزب الشعوب الديمقراطية» التركي المعارض السجين، صلاح الدين دميرطاش، حزبه بدعم مرشح تلتف حوله جميع أحزاب المعارضة، وعدم تسمية مرشح منفصل لمواجهة إردوغان، مؤكداً أنه مع الدفع بمرشح مشترك.