العسكريون بموريتانيا يصوتون في انتخابات تقاطعها المعارضة

أفراد الجيش والأمن يدلون بأصواتهم قبل يوم على الاقتراع

العسكريون بموريتانيا يصوتون في انتخابات تقاطعها المعارضة
TT

العسكريون بموريتانيا يصوتون في انتخابات تقاطعها المعارضة

العسكريون بموريتانيا يصوتون في انتخابات تقاطعها المعارضة

بدأ أفراد الجيش والحرس والدرك والشرطة في موريتانيا التصويت اليوم (الجمعة) في 13 محافظة بالبلاد، من أجل انتخاب رئيس للجمهورية في ولاية مدتها خمس سنوات.
ويصوت العسكريون في 55 مكتبا بجميع المحافظات، وذلك قبل يوم واحد من تصويت المدنيين، في الانتخابات الرئاسية السابعة من نوعها في موريتانيا منذ بدء التعددية السياسية مطلع تسعينات القرن الماضي. وذلك من أجل تفرغ العسكريين لتأمين العملية الانتخابية غدا.
ويتوجه نحو مليون وثلاثمائة ألف ناخب غدا إلى مكاتب التصويت البالغ عددها 2957 مكتبا في التراب الموريتاني، منها 452 مكتبا في العاصمة نواكشوط.
وتشرف {اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات} على تنظيم الانتخابات بشكل كامل بما فيه تصويت العسكريين وتسجليهم أولا على اللوائح الانتخابية، وذلك منذ إقرار صلاحيات واسعة للجنة، واستمرارية عملها من الانتخابات التشريعية والبلدية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وكانت انتخابات الرئاسة في 2007 و2009 قد جرت تحت إشراف لجنتين منفصلتين، تأسستا لفترة محددة، خصيصا لتنظيم الانتخابات، في حين كانت وزارة الداخلية تتولى الجانب الأكبر والإشراف الميداني على العملية.
وقالت لجنة الانتخابات إنها جاهزة لتنظيم الاقتراع وإن جميع اللوازم الانتخابية متوفرة في مكاتب التصويت.
واختتمت الحملة الدعائية للانتخابات ليل الخميس / الجمعة، وبدأت فترة الصمت الانتخابي، وأزيلت الخيم ومكبرات الصوت والصور المكبرة والشعارات والإعلانات الدعائية للمرشحين من الشوارع والساحات وأغلقت مراكز الدعاية.
ويتنافس في هذه الانتخابات خمسة مرشحين ضمنهم سيدة، ومن أبرزهم وأوفرهم حظا الرئيس المنتهية ولايته الجنرال السابق محمد ولد عبد العزيز، الذي انتخب في 2009 لفترة رئاسية دامت خمس سنوات، وقابلة للتجديد مرة واحدة وفقا للدستور.
في حين تقاطع أبرز قوى المعارضة هذه الانتخابات، ممثلة في كل من {المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة} وهو تكتل لعدة أحزاب ونقابات وهيئات مدنية، وحزب {التحالف الشعبي التقدمي} الذي يرأسه مسعود ولد بلخير الرئيس السابق للجمعية الوطنية (البرلمان).
في حين يشارك في الانتخابات بيجل ولد هميد، وإبراهيم مختار صار، وهما نائبان برلمانيان من المعارضة التي توصف بـ{المعتدلة}. إضافة إلى بيرام ولد عبيد وهو ناشط حقوقي فائز بجائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وكثفت قوى المعارضة التي تقاطع الانتخابات من أنشطتها المناهضة للعملية، ويقول قادتها إنها مجرد {مهزلة لا تتمتع بالمصداقية ولا الشفافية ومعروفة النتائج مسبقا}.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».