ترمب يصادق على قانون الموازنة رغم «عدم رضاه» عن بعض بنوده

TT

ترمب يصادق على قانون الموازنة رغم «عدم رضاه» عن بعض بنوده

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، أنه وقّع قانون الموازنة الذي كان الكونغرس قد أقره ليلة الخميس إلى الجمعة، وذلك بعد ساعات قليلة على تهديده باستخدام الفيتو وعدم التوقيع.
وقال ترمب، في تصريح أدلى به في البيت الأبيض، بشأن قانون الموازنة الذي يفترض أن يدير تمويل الدولة الفيدرالية حتى الثلاثين من سبتمبر (أيلول) المقبل: «سأوقع مشروع القانون»، حتى مع تضمنه «كثير من الأمور التي لست راضياً عنها».
كان ترمب قد هدد قبل ساعات من التوقيع باستخدام الفيتو الرئاسي ضد قانون تمويل الدولة الاتحادية الذي أقره مجلس النواب والشيوخ، ما أثار احتمال إغلاق جديد للإدارات الاتحادية، وذلك بداعي أن الميزانية لم تضمن تسوية بشأن الهجرة، وتمويل جدار الحدود مع المكسيك، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وكتب ترمب في تغريدة: «أدرس استخدام فيتو على قانون النفقات، لأن أكثر من 800 ألف شخص من المستفيدين من برنامج (داكا) تخلى عنهم الديمقراطيون تماماً (لم يذكروا حتى في القانون)، وأن جدار الحدود الذي نحتاج إليه بشدة لضمان دفاعنا الوطني لم يحظ بتمويل كامل».
وكان الرئيس باراك أوباما قد استحدث برنامج «داكا» لمنح تراخيص إقامة مؤقتة للشبان الذين دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير شرعي وهم أطفال، قبل أن يلغيه ترمب في سبتمبر 2017، الذي طلب من الكونغرس التصويت على إصلاح في مجال الهجرة، لكن الأغلبية والمعارضة لم يتوصلا إلى مشروع قانون بديل عن البرنامج.
ومن المفترض أن يؤمن القانون الذي بلغت قيمته 1.3 تريليون دولار (700 مليار منها للدفاع) حتى نهاية السنة المالية الحالية. وكان يتعين على الكونغرس إقرار الموازنة بأي ثمن، لتفادي إغلاق المؤسسات الفيدرالية مساء الجمعة. وقد أقر مجلس النواب النص بـ256 صوتاً، مقابل 167 من المعارضين المحافظين والديمقراطيين خصوصاً.
وبعد مجلس النواب، تبنّى مجلس الشيوخ هذا القانون الذي يتضمن نفقات تبلغ 1.3 تريليون دولار، بعد تسوية تم التوصل إليها إثر مفاوضات شاقة بين الجمهوريين والديمقراطيين الذين يملكون أقلية معطلة. وأقر مجلس الشيوخ القانون منتصف ليل الخميس الجمعة، بحصوله على 65 صوتاً مقابل 32.
وسيخصص أكثر من نصف نفقات الحكومة للسنة المالية 2018 (أكتوبر | تشرين الأول 2017 - سبتمبر 2018)، أي 700 مليار دولار، للدفاع الذي أضيفت لميزانيته عشرات المليارات، بالمقارنة مع 2017، لشراء معدات وزيادة أجور العسكريين بنسبة 2.4 في المائة.
وكان ترمب قد جعل من الاستثمار مجددا في القوات المسلحة أولوية، وتجاوب معه الكونغرس بأكثر مما كان يطلب، لكنه اضطر إلى الرضوخ في ما يتعلق بالجدار الإسمنتي على الحدود مع المكسيك، الذي كان قد طلب له حتى 25 مليار دولار، إلا أن المحادثات لم تحرز تقدماً. وفي نهاية المطاف، لم يتم إقرار سوى 1.6 مليار دولار لأعمال بناء سياجات وترميمها، مع منع تشييد أي بناء لا يشابه ما هو موجود أصلاً، وذلك تحت إصرار من الديمقراطيين.
وبرر زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب بول راين هذه التسوية لشبكة «فوكس نيوز»، قائلاً: «إنه مبلغ 1.6 مليار دولار الذي طلبه الرئيس للأشهر الستة المقبلة»، وأوضح: «للجدران أشكال مختلفة، بحسب الموقع الجغرافي»، وذلك لتوضيح لماذا الجدار في بعض المواضع سياج أو سور بسيط يمكن رؤية الجانب الآخر من خلاله.
في المقابل، لم يحصل المقيمون بشكل غير شرعي على أي شيء، ما يشكل خيبة أمل كبيرة بعد الآمال التي تعززت طيلة أشهر من الحزبين، ثم من البيت الأبيض. وبين البنود الكثيرة لقانون النفقات، المؤلف من 2232 صفحة: تشديد نظام التحقق من السوابق الإجرامية والعقلية قبل السماح بشراء سلاح ناري، وقروض محدودة للبنى التحتية للبلاد التي يمكن استخدامها لبناء نفق للسكك الحديد في نيويورك، وتخصيص مئات ملايين الدولارات الإضافية لمكافحة الهجمات المعلوماتية الروسية، و4.6 مليار دولار (بزيادة 3 مليارات عن 2017) لمكافحة الجرعات الزائدة نتيجة تعاطي المواد الأفيونية، ووقف المساعدات للسلطة الفلسطينية ما دامت تواصل دعمها المادي لأسر فلسطينيين نفذوا هجمات في إسرائيل، وأدينوا أو اعتقلوا على أثرها.
كما حقق ترمب مكسباً كبيراً، إذ ينص قانون النفقات على خفض بأكثر من 9 في المائة في ميزانية الشؤون الخارجية والمساعدة في التنمية، ما سينعكس حتماً على المساهمة الأميركية في الأمم المتحدة.


مقالات ذات صلة

اختراق معلومات شخصية ومصرفية لمئات الآلاف من سكان ولاية أميركية

الولايات المتحدة​ شعار شركة ديلويت المسؤولة عن البوابة الإلكترونية للولاية (وسائل إعلام محلية)

اختراق معلومات شخصية ومصرفية لمئات الآلاف من سكان ولاية أميركية

اخترقت مجموعة دولية من المجرمين المعلومات الشخصية والمصرفية لمئات الآلاف من سكان ولاية رود آيلاند الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص ترمب وشي في قمة زعماء مجموعة العشرين بأوساكا باليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

خاص قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

يقف عام 2025 عند منعطف محوري مع تنامي المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين ووسط استمرار التوترات الجيوسياسية.

هلا صغبيني (الرياض)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات محبطة قد تشير إلى تباطؤ بالنمو الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)

تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

ارتفعت تكاليف الجملة في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال الشهر الماضي، ما يشير إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال قائمة في الاقتصاد حتى مع تراجع التضخم من أعلى مستوياته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة مكتوب عليها «نوظف الآن» في مغسل سيارات بأحد شوارع ميامي بفلوريدا (رويترز)

زيادة غير متوقعة في طلبات إعانات البطالة الأميركية

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».