إسبانيا في صدمة لخروج منتخبها مبكرا من كأس العالم

المرة الخامسة التي يفشل فيها منتخب بطل بتجاوز الدور الأول.. والخسارة أمام تشيلي قد تعني نهاية حقبة «الجيل الذهبي»

لاعبو إسبانيا بعد السقوط أمام تشيلي والخروج المبكر من المنافسة بمونديال البرازيل (أ.ب)  -  دل بوسكي مدرب إسبانيا مهدد بالإقالة بعد فشله  في مونديال البرازيل (أ.ب)
لاعبو إسبانيا بعد السقوط أمام تشيلي والخروج المبكر من المنافسة بمونديال البرازيل (أ.ب) - دل بوسكي مدرب إسبانيا مهدد بالإقالة بعد فشله في مونديال البرازيل (أ.ب)
TT

إسبانيا في صدمة لخروج منتخبها مبكرا من كأس العالم

لاعبو إسبانيا بعد السقوط أمام تشيلي والخروج المبكر من المنافسة بمونديال البرازيل (أ.ب)  -  دل بوسكي مدرب إسبانيا مهدد بالإقالة بعد فشله  في مونديال البرازيل (أ.ب)
لاعبو إسبانيا بعد السقوط أمام تشيلي والخروج المبكر من المنافسة بمونديال البرازيل (أ.ب) - دل بوسكي مدرب إسبانيا مهدد بالإقالة بعد فشله في مونديال البرازيل (أ.ب)

سادت حالة من التشكيك والصدمة أرجاء إسبانيا مع خروج منتخبها حامل اللقب من الدور الأول لبطولة كأس العالم لكرة القدم الحالية بالبرازيل حتى قبل الجولة الأخيرة من دور المجموعات وإثر الهزيمة صفر - 2 أمام تشيلي وقبلها 1-5 أمام هولندا.
وكانت هذه المرة الأولى في تاريخ بطولات كأس العالم التي تخسر فيها حاملة اللقب مباراتيها الأوليين بالبطولة. كما أنها المرة الأولى في تاريخ إسبانيا بنهائيات كأس العالم، الذي شهد 14 مشاركة للماتادور، التي تخرج فيها إسبانيا من مباراتيها الأوليين بدور المجموعات دون أن تحرز نقطة واحدة.
وأكد مدرب إسبانيا السابق خوسيه أنطونيو كاماتشو في تحليله للمباراة على
قناة «تيلي5» التلفزيونية أنها كانت «لحظة تعيسة بالنسبة للمنتخب الإسباني. إننا جميعا ممتنون لما حققه هذا الفريق، ولكنهم خذلونا حقا في بطولة كأس العالم هذه».
بينما ألقى ميكو مهاجم إسبانيا في مونديال 1998 بفرنسا خلال تحليله للهزيمة على القناة نفسها اللوم في الخسارة على تراجع الحالة البدنية للاعبين، وقال: «لقد جاء الكثير من اللاعبين إلى البرازيل في حالة بدنية مزرية، وهذا ما كان واضحا في كلتا المباراتين أمام هولندا وتشيلي. لم يتمكنوا من الضغط على الخصم في نصف ملعبه كما كانوا يفعلون دائما بنجاح».
ونعت الصحف الإسبانية كما عشاق الكرة «حقبة الأبطال»، التي وصلت إلى نهايتها بالنسبة لمنتخبهم الوطني المقصى من كأس العام التي يحمل لقبها، إضافة إلى لقب الكأس الأوروبية مرتين.
وتصدرت صور نجم الوسط أندريس أنييستا ورأسه بين يديه الصفحات الأولى للصحف اليومية الإسبانية، وأحيانا على حساب صورة الملك الجديد فيليبي وهو يؤدي اليمين. «النهاية... نهاية رهيبة لأكثر الحقبات مجدا»، هو العنوان العريض لصحيفة «ماركا» الرياضية المدريدية التي أردفت: «وداعا للسنوات الذهبية».
وكتب الصحافي في ماركا سانتياغو سيغورولا: «إنها نهاية جيل ممتاز وبداية حقبة جديدة»، معيدا سبب الخسارة أمام تشيلي إلى «الأخطاء الكبيرة والشعور بالانكسار إضافة إلى الإرهاق». وأضاف: «تحد هائل ينتظر الجيل الجديد الذي سيكون عليه استعادة الهيبة الإسبانية المفقودة بشكل فجائي».
وعد المحلل في «ماركا» أنخيل لارا من جهته أن خروج أبطال 2010 من الدور الأول هذا العام سيعني نهاية المسيرة الدولية لنجوم التشكيلة الإسبانية في الأعوام الأخيرة أمثال تشافي هرنانديز والهداف ديفيد فيا وفرناندو توريس وتشابي الونسو.
أما حارس المرمى المخضرم ايكر كاسياس الذي اعتذر من الجمهور الإسباني لسلسلة الأخطاء التي ارتكبها في مباراتي تشيلي وهولندا، فلم يكن يعتزم اعتزال اللعب دوليا في الوقت الراهن. لكن وبحسب لارا، ربما عليه أن يفكر بالموضوع اليوم.
وجاء العنوان الرئيسي لصحيفة «آس» المدريدية: «وداعا كأس العالم»، بينما اختارت صحيفة «إل موندو» عبارة: «فشل عالمي» عنوانا لها.
ووصفت محطة «راديو ماركا» الإذاعية الحدث بأنه «وداع حزين يكاد يكون مثيرا للشفقة» فيما تحدثت محطة «كادينا كوبي» عن «فشل غير متوقع ولكنه كبير للغاية». ولم تتمكن محطة «كادينا كوبي» مع مقاومة إغراء عقد مقارنة بين فشل المنتخب الإسباني الأخير بقيادة مدربه فيسينتي ديل بوسكي وتنازل ملك إسبانيا خوان كارلوس الأول مؤخرا عن عرشه لولي عهده حيث قالت: «لقد تنازلت إسبانيا عن عرش العالم باستاد ماراكانا».
من جانبه أعرب مدرب المنتخب الإسباني فيسنتي دل بوسكي عن استيائه لفقدان لقب كأس العالم وقال: «إنه يوم حزين لنا جميعا ولإسبانيا، نعتذر لأننا لم ننجح، ولكن من المبكر تقديم حصيلة عن مشاركتنا».
وأضاف: «كنا أقل مستوى أمام هولندا وتشيلي، سجلوا أهدافا في شباكنا ووضعوا جبالا أمامنا. كنا خجولين في الشوط الأول أمام تشيلي ولم يكن رد فعلي كافيا في الشوط الثاني، الهدف الأول عزز معنوياتهم وشحذ عزيمتهم لمواجهتنا».
أما لاعب وسط ريال مدريد تشابي الونسو، فقال: «إنه فشل غير متوقع ولكنها الرياضة، يجب دائما تقبلها، عشنا لحظات فرح كبيرة والآن نعيش تعاسة كبيرة»، مضيفا: «ارتكبنا الكثير من الأخطاء ولم نعرف كيفية الحفاظ على تضامننا الذي قادنا إلى تحقيق الكثير من الانتصارات، ولم يكن لدينا الشعور الذي كان في البطولات الأخرى. إنها أمور كثيرة».
وتابع: «لم نكن جاهزين معنويا، وحتى بدنيا، كل هذه الأمور لم تساعدنا على أن نكون في أفضل حالاتنا، ولم نكن في المستوى».
من جهته، قال القائد ايكر كاسياس: «لا نستحق المرور إلى الدور الثاني، يجب أن نحلل ما حصل ولكن الوقت ليس مناسبا لتوجيه الاتهامات للاعب أو آخر، بذلنا كل ما في وسعنا ولكننا خسرنا أمام منافسين من مستوى عال».
وأضاف: «أنا على سبيل المثال، لم أكن جيدا والمنتخب أيضا، لا يجب أن ننسى بأن هذا المنتخب جلب سعادة كبيرة وكثيرة إلى الشعب الإسباني. الوقت ليس مناسبا لتبادل الاتهامات، على العكس يجب أن نكون متحدين أكثر وإنهاء البطولة بأفضل طريقة ممكنة والأكثر تشريفا لأن وراءنا أشخاص عاشوا لحظات جيدة وهم الآن يتذوقون مرارة الهزيمة».
وتابع المباراة أكثر من 15 مليون شخص في إسبانيا، وتردد أن الكثيرين حولوا على قنوات أخرى قرب نهاية اللقاء عندما أصبح واضحا أن أبطال العالم المتعثرين لن يتمكنوا من إنقاذ أنفسهم.
وقد تكون الهزيمة أمام تشيلي ضربة قاصمة لحقبة التألق وأسلوب «تيكي تاكا» التمرير السريع والقصير، الذي تميز به نادي برشلونة والمنتخب الإسباني في العقد الأخير، ما منح الأول عدة ألقاب محلية وأوروبية والثاني لقبي كأس أوروبا 2008 و2012 ولقب المونديال السابق في جنوب أفريقيا.
وهذه أول مرة في تاريخ المونديال يخسر حامل اللقب مباراتيه الافتتاحيتين، كما أنهت إسبانيا مباراتها الثانية في المونديال بتلقيها 7 أهداف أي أكثر من مجموع مشاركاتها في كأس أوروبا 2008 و2012 وكأس العالم 2010 حيث تلقت 6 أهداف فقط.
وحملت خسارة إسبانيا المبكرة من الجولة الثانية للدور الأول، أنباء جيدة لكل من هولندا وتشيلي إذ ضمنتا مركزي الصدارة برصيد 6 نقاط مقابل رصيد سلبي لإسبانيا وأستراليا. وستحدد مواجهة هولندا وتشيلي الأخيرة في 23 الجاري هوية المتصدر، حيث يكفي هولندا التعادل لتحقيق هذا الشرف وربما تفادي البرازيل، عقدتها في آخر نسختين، في الدور الثاني بحال تصدر الأخيرة المجموعة الأولى.
وتأهلت تشيلي إلى الدور الثاني للمرة الثالثة في مشاركاتها الثلاث الأخيرة (انتهى مشوارها في الدور الثاني عامي 1998 و2010) وهي تأمل تكرار الإنجاز الذي حققته على أرضها عام 1962 حين حلت ثالثة.
وكانت إسبانيا قد غزت العالم بدءا من مشوار برشلونة الخرافي محليا وأوروبيا بعد أن حمله ابن النادي جوسيب غوارديولا فارضا أسلوب «تيكي تاكا» بروح هولندية
وتطبيق أرجنتيني مع بعوضته الأرجنتينية ليونيل ميسي، لكن مع مرور الوقت، حل
الإرهاق واستطاع المنافسون فك شيفرة خلطة غوارديولا، بدأت النتائج بالتراجع، وانتقلت تباشيرها إلى المنتخب عندما سقط في نهائي كأس القارات 2013 بثلاثية مدوية أمام البرازيل المضيفة. قال دل بوسكي الأسبوع الماضي لا خوف على المستقبل: «لدينا فريق رائع تحت 21 سنة، توج بلقب كأس أوروبا بالفوز أمام إيطاليا 4 - 2 ومع لاعبين من طراز تياغو الكانتارا (بايرن ميونيخ الألماني)و كوكي (اتلتيكو مدريد)و ايسكو أو اسيير أيارامندي (ريال مدريد). ويتوقع أن يتراجع دور الجيل الذي انطلق متألقا منذ العام 2006. ليفتح الطريق أمام الشباب المتوج أبطالا لأوروبا في المرحلة المقبلة.

* حاملو اللقب الذين ودعوا المونديال من دوره الأول
* سجل خروج المنتخب الإسباني من منافسات الدور الأول للمونديال البرازيلي الحالة الخامسة لفريق حامل للقب يفشل في تجاوز مرحلة المجموعات في تاريخ كأس العالم.
وسبقت كل من إيطاليا (مرتين) وفرنسا والبرازيل المنتخب الإسباني في الخروج من الدور الأول بعد حصولهم على اللقب في النسخة السابقة، إلا أن وداع إسبانيا للبطولة الحالية بعد الهزيمة في مباراتين متتاليتين هو الأسرع منذ أن بدأت البطولة حينما كانت تجمع 16 فريقا فقط في دورها التمهيدي.
مونديال 1950: خرجت إيطاليا (حاملة اللقب) من تلك البطولة ضمن مجموعة ضمت معها منتخبين فقط حيث خسرت المباراة الأولى أمام سويسرا 2 - 3 ثم فازت على الباراغواي بهدفين نظيفين لتحتل المركز الثاني وتودع.
مونديال 1966: خرج منتخب البرازيل حامل اللقب بعد خسارتين أمام كل من المجر والبرتغال بنفس النتيجة 3 - 1. وفوز وحيد على منتخب بلغاريا.
مونديال 2002: ودع المنتخب الفرنسي حامل اللقب البطولة من دورها الأول بخسارتين أمام السنغال بهدف نظيف والدنمارك بهدفين، والتعادل سلبيا مع الأوروغواي.
مونديال 2010: خروج إيطاليا من الدور التمهيدي بعد تحقيق تعادلين أمام كل من الباراغواي ونيوزيلاند، قبل أن تخسر أمام سلوفاكيا 2 - 3.
مونديال 2014: تأكد خروج الإسبان أبطال 2010 من البطولة قبل انتهاء دورها الأول بعد السقوط أمام هولندا 1-5 وتشيلي صفر-2.



الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
TT

الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)

صادق الكنيست الإسرائيلي، في وقت مبكر الثلاثاء، بالقراءة الأولى على مشاريع قوانين «الإصلاح القضائي» المثيرة للجدل التي تقيد يد المحكمة العليا وتمنعها من أي مراجعة قضائية لبعض القوانين، كما تمنعها من عزل رئيس الوزراء. ومر مشروع قانون «التجاوز» بأغلبية 61 مقابل 52، بعد جلسة عاصفة وتعطيل طويل وتحذيرات شديدة اللهجة من قبل المعارضة، حتى تم إخلاء الكنيست بعد الساعة الثالثة فجر الثلاثاء.

ويمنح التشريع الذي يحتاج إلى قراءتين إضافيتين كي يتحول إلى قانون نافذ، حصانة لبعض القوانين التي تنص صراحة على أنها صالحة رغم تعارضها مع أحد قوانين الأساس شبه الدستورية لإسرائيل. ويُطلق على هذه الآلية اسم «بند التجاوز»؛ لأنه يمنع المراجعة القضائية لهذه القوانين.

ويقيد مشروع القانون أيضاً قدرة محكمة العدل العليا على مراجعة القوانين التي لا يغطيها بند الحصانة الجديد، بالإضافة إلى رفع المعايير ليتطلب موافقة 12 من قضاة المحكمة البالغ عددهم 15 قاضياً لإلغاء قانون. وينضم مشروع «التجاوز» إلى عدد كبير من المشاريع الأخرى التي من المقرر إقرارها بسرعة حتى نهاية الشهر، وتشمل نقل قسم التحقيق الداخلي للشرطة إلى سيطرة وزير العدل مباشرة، وتجريد سلطة المستشارين القانونيين للحكومة والوزارات، وإلغاء سلطة المحكمة العليا في مراجعة التعيينات الوزارية، وحماية رئيس الوزراء من العزل القسري من منصبه، وإعادة هيكلة التعيينات القضائية بحيث يكون للائتلاف سيطرة مطلقة على التعيينات.

كما يعمل التحالف حالياً على مشروع قانون من شأنه أن يسمح ببعض التبرعات الخاصة للسياسيين، على الرغم من التحذيرات من أنه قد يفتح الباب للفساد. قبل التصويت على مشروع «التجاوز»، صوّت الكنيست أيضاً على مشروع «التعذر»، وهو قانون قدمه الائتلاف الحاكم من شأنه أن يمنع المحكمة العليا من إصدار أوامر بعزل رئيس الوزراء حتى في حالات تضارب المصالح. وقدم هذا المشروع رئيس كتلة الليكود عضو الكنيست أوفير كاتس، بعد مخاوف من أن تجبر محكمة العدل العليا رئيس الحزب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التنحي، بسبب تضارب المصالح المحتمل الذي قد ينتج عن إشرافه على خطة تشكيل القضاء بينما هو نفسه يحاكم بتهمة الفساد. وبموجب المشروع، سيكون الكنيست أو الحكومة الهيئتين الوحيدتين اللتين يمكنهما عزل رئيس الوزراء أو أخذه إلى السجن بأغلبية ثلاثة أرباع، ولن يحدث ذلك إلا بسبب العجز البدني أو العقلي، وهي وصفة قالت المعارضة في إسرائيل إنها فصّلت على مقاس نتنياهو الذي يواجه محاكمة بتهم فساد.

ودفع الائتلاف الحاكم بهذه القوانين متجاهلاً التحذيرات المتزايدة من قبل المسؤولين السياسيين والأمنيين في المعارضة، وخبراء الاقتصاد والقانون والدبلوماسيين والمنظمات ودوائر الدولة، من العواقب الوخيمة المحتملة على التماسك الاجتماعي والأمن والمكانة العالمية والاقتصاد الإسرائيلي، وعلى الرغم من الاحتجاجات الحاشدة في إسرائيل والمظاهرات المتصاعدة ضد الحكومة. وأغلق متظاهرون، صباح الثلاثاء، بعد ساعات من مصادقة الكنيست بالقراءة الأولى على مشروعي «التجاوز» و«التعذر»، الشارع المؤدي إلى وزارات المالية والداخلية والاقتصاد في القدس، لكن الشرطة فرقتهم بالقوة واعتقلت بعضهم.

ويتوقع أن تنظم المعارضة مظاهرات أوسع في إسرائيل هذا الأسبوع. وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قد دعا، الاثنين، رؤساء المعارضة الإسرائيلية للاستجابة لدعوة الليكود البدء بالتفاوض حول خطة التغييرات في الجهاز القضائي، لكن الرؤساء ردوا بأنهم لن يدخلوا في أي حوار حول الخطة، ما دام مسار التشريع مستمراً، وأنهم سيقاطعون جلسات التصويت كذلك. وقال أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب «يسرائيل بيتنو» المعارض بعد دفع قوانين بالقراءة الأولى في الكنيست: «هذه خطوة أخرى من قبل هذه الحكومة المجنونة التي تؤدي إلى شق عميق في دولة إسرائيل سيقسمنا إلى قسمين».

في الوقت الحالي، يبدو من غير المحتمل أن يكون هناك حل وسط على الرغم من دعوات الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لوقف التشريع. وكان قد أعلن، الاثنين، أنه يكرس كل وقته لإيجاد حل لأزمة الإصلاح القضائي، قائلاً إن الوضع هو أزمة دستورية واجتماعية «خطيرة للغاية». ويرى هرتسوغ أن خطة التشريع الحالية من قبل الحكومة خطة «قمعية» تقوض «الديمقراطية الإسرائيلية وتدفع بالبلاد نحو كارثة وكابوس». وينوي هرتسوغ تقديم مقترحات جديدة، وقالت المعارضة إنها ستنتظر وترى شكل هذه المقترحات.

إضافة إلى ذلك، صادق «الكنيست» بالقراءة الأولى على إلغاء بنود في قانون الانفصال الأحادي الجانب عن قطاع غزة، و4 مستوطنات في شمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد 18 عاماً على إقراره. ويهدف التعديل الذي قدمه يولي إدلشتاين، عضو الكنيست عن حزب الليكود ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إلى إلغاء الحظر على المستوطنين لدخول نطاق 4 مستوطنات أخليت في الضفة الغربية المحتلة عام 2005، وهي «جانيم» و«كاديم» و«حومش» و«سانور»، في خطوة تفتح المجال أمام إعادة «شرعنتها» من جديد. وكان إلغاء بنود هذا القانون جزءاً من الشروط التي وضعتها أحزاب اليمين المتطرف لقاء الانضمام إلى تركيبة بنيامين نتنياهو. ويحتاج القانون إلى التصويت عليه في القراءتين الثانية والثالثة ليصبح ساري المفعول.