إسرائيل تتهم موظفاً في القنصلية الفرنسية بتهريب أسلحة للفلسطينيين

استخدم سيارة دبلوماسية في نقل مسدسات وبنادق من غزة إلى الضفة

الفرنسي رومان فرانك يخفي رأسه (إلى اليمين) والفلسطينيان محمد كاتوت وموفق الجلوني خلال مثولهم أمام محكمة بئر السبع أمس بتهمة التورط في شبكة تهريب أسلحة (أ.ف.ب)
الفرنسي رومان فرانك يخفي رأسه (إلى اليمين) والفلسطينيان محمد كاتوت وموفق الجلوني خلال مثولهم أمام محكمة بئر السبع أمس بتهمة التورط في شبكة تهريب أسلحة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تتهم موظفاً في القنصلية الفرنسية بتهريب أسلحة للفلسطينيين

الفرنسي رومان فرانك يخفي رأسه (إلى اليمين) والفلسطينيان محمد كاتوت وموفق الجلوني خلال مثولهم أمام محكمة بئر السبع أمس بتهمة التورط في شبكة تهريب أسلحة (أ.ف.ب)
الفرنسي رومان فرانك يخفي رأسه (إلى اليمين) والفلسطينيان محمد كاتوت وموفق الجلوني خلال مثولهم أمام محكمة بئر السبع أمس بتهمة التورط في شبكة تهريب أسلحة (أ.ف.ب)

أكد مصدر رفيع في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) أن جهاز المخابرات الفرنسي يشارك بشكل نشط في التحقيقات الجارية حول قيام موظف في القنصلية الفرنسية بتهريب أسلحة فردية من قطاع غزة إلى الضفة الغربية. وقال مصدر سياسي في تل أبيب إن هذه القضية ورغم خطورتها البالغة، فإنها لن تمس بجوهر علاقات الصداقة بين فرنسا وإسرائيل، مع أن وزير الإسكان، يوآف غالانت، طالب بإغلاق القنصلية الفرنسية وطرد موظفيها، علماً بأن هذه القنصلية تخدم المناطق الفلسطينية.
وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن النيابة العامة الإسرائيلية قدّمت أمام محكمة بئر السبع المركزية، أمس الاثنين، مذكرة اتهام بحق الفرنسي رومان فرانك تضمنت اتهامه بتهريب أسلحة من قطاع غزة إلى الضفة الغربية، مشيرة إلى أن المحكمة مددت توقيفه حتى 28 من مارس (آذار). وذكرت الوكالة أن دبلوماسيين فرنسيين اثنين حضرا إلى المحكمة لمتابعة القضية.
وكان «الشاباك» كشف النقاب، صباح أمس، عن خلية مكوّنة من فلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية والقدس قامت خلال الأشهر الأخيرة بتهريب كمية كبيرة من الأسلحة من القطاع إلى الضفة من خلال رومان فرانك (24 عاماً)، الذي قدم إلى إسرائيل قبل 14 شهراً وبدأ يعمل سائقاً في القنصلية الفرنسية في القدس. وأشار جهاز الأمن العام الإسرائيلي إلى أن تهريب الأسلحة كان تم عبر معبر «إيريز» (بيت حانون، شمال القطاع)، حيث قام فرانك مرات عدة على مدار الشهور الأخيرة بتهريب الأسلحة مستغلاً سيارة دبلوماسية تابعة للقنصلية الفرنسية كانت تتمتع بتسهيلات في الفحوص الأمنية التي يتم اتخاذها في المعبر، كما هي العادة فيما يخص سيارات من هذا القبيل.
وتزعم الاتهامات أن فرانك هرّب 5 شحنات من الأسلحة عبر المعبر كانت تحتوي على نحو 70 مسدساً وبندقيتين آليتين. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي تلقى موظف القنصلية الفرنسية الأسلحة من تاجر فلسطيني يدعى محمد جمال الخالدي، ومن شاب يدعى زهير ويعمل في المركز الثقافي الفرنسي في القطاع.
وأكد «الشاباك» أن تهريب الأسلحة لم يكن بالضرورة لغرض تنفيذ عمليات ضد إسرائيل أو غيرها، إذ قال إن الموظف الفرنسي نقل الأسلحة إلى تاجر سلاح فلسطيني في الضفة الغربية وهذا باعها بدوره لتجّار أسلحة صغار. وقد تقاضى مبالغ زهيدة، نسبياً، لقاء هذا التهريب، ففي الصفقة الأولى حصل على 700 دولار مقابل تهريب 6 مسدسات وفي المرة الثانية قبض بالعملة الإسرائيلية ما يعادل 1500 دولار مقابل تهريب 10 مسدسات، وفي المرة الثالثة قبض 3100 دولار مقابل تهريب 17 مسدساً وبندقية واحدة، وهكذا وصل مجموع ما تقاضاه نحو 10 آلاف دولار.
ومن ضمن المعتقلين الذين كانوا متورطين في تهريب الأسلحة يوجد الشاب الفلسطيني محمد زكي سعيد، وهو من القدس الشرقية ويعمل حارساً في القنصلية الفرنسية، إضافة إلى فلسطينيين من قطاع غزة تواجدوا في الضفة بشكل غير قانوني. وتم حتى الآن اعتقال 9 من المشتبه بهم ووجّهت لهم لوائح اتهام أمام المحكمة المركزية في بئر السبع التي قررت تمديد اعتقالهم.
وتبيّن بشكل واضح أثناء التحقيقات بأن موظف القنصلية الفرنسية عمل مقابل مكافأة مالية من تلقاء نفسه ومن دون معرفة المسؤولين عنه. كما اكتشف في التحقيقات أن بعض المشتبه بهم كانوا متورطين أيضاً في تهريب الأموال من قطاع غزة إلى الضفة الغربية. وقال مسؤول كبير في «الشاباك»: «هذا حادث خطير للغاية حيث تم فيه استغلال الحصانات والامتيازات التي تمنح لممثليات أجنبية في إسرائيل وذلك من أجل تهريب العشرات من قطع الأسلحة التي قد تستخدم لتنفيذ عمليات إرهابية ضد مواطنين إسرائيليين وأفراد الأجهزة الأمنية».
وعلى خلفية اعتقال مشتبه بهم يعملون في القنصلية الفرنسية لغرض التحقيق معهم، تم إجراء التحقيقات بالتنسيق مع وزارة الخارجية الإسرائيلية حيث تم اطلاع السلطات الفرنسية بشكل مستمر على مجرياتها. وقال متحدث باسم السفارة الفرنسية في تل أبيب: «نحن نأخذ القضية على محمل الجد بشكل كبير، وعلى تواصل وثيق مع السلطات الإسرائيلية». وأضاف: «المشتبه به حظي ولا يزال بالحماية الدبلوماسية، الممنوحة للرعايا الفرنسيين».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.