المغرب: بدء محاكمة معتقلين على خلفية أحداث عنف في جرادة

انتقاد حقوقي لاستخدام «القوة المفرطة» ضد المتظاهرين

مواطنون يشاركون في احتجاج بمدينة جرادة يوم الجمعة الماضي (أ.ف.ب)
مواطنون يشاركون في احتجاج بمدينة جرادة يوم الجمعة الماضي (أ.ف.ب)
TT

المغرب: بدء محاكمة معتقلين على خلفية أحداث عنف في جرادة

مواطنون يشاركون في احتجاج بمدينة جرادة يوم الجمعة الماضي (أ.ف.ب)
مواطنون يشاركون في احتجاج بمدينة جرادة يوم الجمعة الماضي (أ.ف.ب)

جرى أمس، تقديم 7 معتقلين للمحاكمة على خلفية المواجهات التي جرت بين المتظاهرين وقوات الأمن بمدينة جرادة، شرق المغرب، الأربعاء الماضي. وهؤلاء من ضمن 26 معتقلاً يُشتبه في تورطهم بأحداث عنف جرت عقب تدخل قوات الأمن لفض اعتصام كان محتجون يعتزمون تنفيذه في مناجم فحم مهجورة بضواحي المدينة.
ومثل المعتقلون السبعة أمام غرفة الجنح في المحكمة الابتدائية بوجدة (شرق المغرب)، ووُجهت لهم تهم مختلفة من ضمنها «التحريض على ارتكاب جنايات وجنح، والتجمهر المسلح، والمساهمة في تنظيم مظاهرة غير مرخص لها، وحيازة الأسلحة... وإضرام النيران، ووضع أحجار للعرقلة (عرقلة السير)»، وفق تصريح عبد الحق بنكادي أحد محامي هيئة الدفاع.
وجرت أمس، أيضاً الجلسة الثانية من محاكمة 3 نشطاء كانوا قد اعتقلوا قبل أحداث الأربعاء، وهم مصطفى أدعنين، وأمين أمقلش، وعزيز بودشيش، الذين يتابعون بتهم مختلفة منها «إهانة موظفين عموميين أثناء قيامهم بمهامهم والمشاركة في ارتكاب العنف في حقهم والعصيان ومقاومة أشغال أمرت بها السلطة العامة والاعتراض عليها بواسطة التجمهر والتهديد»، كما أنهم يُتابعون بـ«محاولة تهريب شخص مبحوث عنه ومساعدته على الاختفاء والهروب، وإزالة أشياء من مكانها قبل القيام بالعمليات الواجبة للبحث القضائي قصد عرقلة سير العدالة والمساهمة في ذلك، والقيادة تحت تأثير الكحول».
ونظمت اللجنة المحلية لدعم حراك جرادة بوجدة صباح أمس (الاثنين)، وقفة احتجاجية أمام قصر العدالة تضامناً مع المعتقلين، بينما طوقت قوات الأمن محيط المحكمة.
ويطالب سكان جرادة الذين خرجوا للاحتجاج منذ 3 أشهر بتوفير «بديل اقتصادي» للمنطقة بعد إغلاق منجم فحم كبير عام 1998 كان يشغّل آلاف العمال، كما يطالبون بمحاسبة الفاسدين، وتوفير الماء والكهرباء مجاناً، وهو المطلب الذي عدّته الحكومة «غير مقبول». وبعد اعتقال عدد من المحتجين، أصبح الناشطون يطالبون بالإفراج عن «معتقلي الحراك»، كما يسمونهم.
وفي سياق متصل، طالبت منظمة العفو الدولية (أمنستي)، الشرطة المغربية، بالتوقف عن استخدام «القوة المفرطة» وترهيب المحتجين السلميين، بعد الأحداث التي عرفتها مدينة جرادة.
وتحدثت «أمنستي»، في بيان على موقعها الرسمي، عن جرح عشرات المحتجين خلال مواجهة مع الشركة المغربية في جرادة. ونقل البيان عن هبة مرايف، المديرة الإقليمية للمنظمة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أنه «يجب أن تسمح السلطات بالاحتجاج السلمي من خلال إعطاء الأولوية لسلامة المحتجين، كما يجب أن يكون الناس أحراراً في ممارسة حقوقهم في حرية التعبير والتجمع السلمي، ويجب ألا يُسمح أبداً لقوى الأمن باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين». وأضافت مرايف أن «الاحتجاجات تحدث استجابة للصعوبات الاقتصادية الحقيقية، ويجب أن يكون دور الشرطة هو حماية المواطنين وتهدئة الوضع المتوتر وعدم تأجيجه»، معتبرة أن عدم التصريح بالاحتجاج ليس مبرراً لاستخدام القوة المفرطة.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».