ضباط في الجيش الليبي يبحثون توحيد المؤسسة بالقاهرة في غياب حفتر

ضبط خلية إرهابية في الجنوب... والجامعة العربية تدعم جهود الحل السياسي

حفتر في بنغازي العام الماضي (رويترز)
حفتر في بنغازي العام الماضي (رويترز)
TT

ضباط في الجيش الليبي يبحثون توحيد المؤسسة بالقاهرة في غياب حفتر

حفتر في بنغازي العام الماضي (رويترز)
حفتر في بنغازي العام الماضي (رويترز)

وسط تفاؤل بقرب الإعلان رسمياً عن توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، في ختام اجتماعات ستنطلق اليوم (الاثنين) في القاهرة، برعاية مصرية، بين مجموعة من كبار ضباط الجيش الليبي، احتضنت العاصمة طرابلس الاجتماع الثاني من نوعه لعمداء البلديات على مستوى ليبيا، بما فيهم رؤساء بلديات في المنطقة الشرقية.
وجاءت هذه التطورات، في حين نفى مصدر ليبي مطلع لـ«الشرق الأوسط» ما أشيع عن وصول المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش، إلى القاهرة للمشاركة في الاجتماع السادس من نوعه لضباط الجيش الليبي.
وتسعى السلطات المصرية لإبرام اتفاق يقضي بتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية للمرة الأولى منذ انهيار نظام حكم العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011. وقال مصدر طلب عدم تعريفه: «المشير حفتر ما زال في العاصمة الأردنية عمان منذ الأربعاء الماضي»، حيث أجرى سلسلة لقاءات مع مسؤولين أميركيين وبريطانيين، إضافة للسلطات الأردنية.
في المقابل، استبق وفد الجيش الوطني الليبي الذي يقوده الرجل الثاني فيه الفريق عبد الرزاق الناظوري ورئيس أركانه العامة، اجتماعه مع ممثلين عسكريين عن حكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فائز السراج، بعقد لقاء مع علي القطراني، أحد أعضاء المجلس الرئاسي لحكومة السراج، والذي يزور القاهرة حالياً، حيث التقى أمس أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية.
وقالت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط»: إن الاجتماع السادس للضباط الليبيين سيعقد في القاهرة اعتباراً من اليوم، مشيرة إلى أنه من المنتظر صدور بيان في ختام الاجتماع يتم فيه حسم الخلافات العالقة حول تبعية القيادة العامة للجيش الليبي وعلاقتها بالسلطة التنفيذية.
وما زال القطراني، وهو أحد الأعضاء التسعة للمجلس الرئاسي لحكومة السراج، والمحسوب على السلطات التي تدير المنطقة الشرقية في ليبيا، يقاطع اجتماعات المجلس الرئاسي لحكومة السراج.
وحضر القطراني الاجتماع الذي عقدته أمس لجنة الإعداد والتحضير للمؤتمر والمعرض الدولي لإعمار بنغازي، مع أبو الغيط بمقر الجامعة بالقاهرة، الذي أكد بدوره أهمية حضور الدول العربية، وتحديداً دول الجوار لهذا المؤتمر، وحرص الجامعة على إنجاح هذه الجهود.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قد أكد خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في القاهرة مع نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، أن مصر تعمل على توحيد صفوف الجيش الليبي، ووصول العناصر المختلفة للجيش للتفاهم حول خطط التوحيد بشأن الهياكل العسكرية المتعارف عليها.
من جهة أخرى، أعلنت الإدارة العامة لمكافحة الإرهاب التابعة للجيش الوطني الليبي، اعتقال خلية إرهابية أجنبية في مدينة الكفرة حاولت التسلل إلى الأراضي الليبية. وأوضحت الإدارة في بيان صحافي، أن «عناصر مكافحة الإرهاب نجحوا في إسقاط مقاتلي (جبهة النصرة) الإرهابية بكمين في صحراء مدينة الكفرة بعد محاولتهم التسلل للأراضي الليبية، وتمت محاصرتهم والقبض على 16 مقاتلاً من الجنسيتين السورية والسودانية شاركوا بالقتال الدائر في سوريا»، مشيرة إلى أن التحقيقات الأولية مع عناصر الخلية، تأكد من خلالها، إرسالهم عبر جسر جوي من سوريا إلى تركيا، ومن ثم إلى السودان، والمحطة الأخيرة إلى ليبيا.
كما أكدت التحقيقات، أن تركيا تقوم بإرسال المقاتلين تباعاً إلى دولة السودان ومن ثم يتم تهريبهم لليبيا، وبخاصة إلى مدينة سرت التي تبعد نحو 450 كيلومتراً شرق طرابلس، للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية القريبة من تلك المنطقة، وبخاصة ما يعرف باسم تنظيم بمجلس شورى الثوار والجماعة الليبية المقاتلة.
وأكدت الإدارة، أن «جبهة النصرة» تعد تنظيماً إرهابياً تابعاً لتنظيم القاعدة، وتربطه علاقات وطيدة بالجماعة الليبية المقاتلة الإرهابية، قبل أن تعلن أنه ستتم إحالة الأدلة إلى الخارجية الليبية وهيئة الإعلام الخارجي لرفع الشكاوى أمام مجلس الأمن.
وأعلنت أنها بصدد الاستمرار في عمليات تمشيط صحراء الكفرة لمطاردة عدد من سيارات الدفع الرباعي، كانت تنوي نقل الإرهابيين لسرت حسب خطة الموضوعة.
إلى ذلك، تسبب جدل حول حضور عبد الرحمن السويحلي، رئيس المجلس الأعلى للدولة في طرابلس، في اندلاع خلاف بين عمداء بلديات ليبيا الذي كان مقرراً عقده أمس، بحضور عميد بلدية بنغازي عبد الرحمن العبار.
وقالت مصادر، إن خلافاً نشب بين عمداء البلديات المجتمعين في بسبب مقترح قدمه بعض رؤساء بلديات المنطقة الغربية يسمح للسويحلي بحضور الاجتماعات، مشيرة إلى أن رؤساء المنطقة الشرقية سرعان ما رفضوا الاقتراح وهددوا في المقابل بالانسحاب.
وقال مسؤول محلي، إن السويحلي الذي لا يحظى بأي اعتراف دولي، يسعى لاستغلال الاجتماع لتكريس نفسه على الساحة السياسية، ولفت إلى أن مشاورات ما زالت تجرى بخصوص رفض حضوره الملتقى.
واعتبر عبد الرحمن الحامدى، عميد بلدية أبو سليم، أن الملتقى رسالة واضحة مفادها أن ليبيا واحدة لا يمكن تقسيمها، وأن طرابلس آمنة وهي عاصمة كل الليبيين، إضافة إلى تقديم رسالة أخرى بقدرة الليبيين على الاجتماع في أي من المدن والمناطق الليبية دون تحديد لمناقشة قضاياهم.
من جهة أخرى، قالت سرية مرادة، المقاتلة التابعة للجيش الليبي، إنها ستتولى تأمين الحقول النفطية في حوض مرادة زلة، وتأمين الطوق الجنوبي للمنطقة؛ حفاظاً على استمرار تدفق النفط والغاز عبر هذه الأنابيب.
وأوضح قائد السرية عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن جميع عناصرها، لن يثنيهم ما وصفه بتخاذل المسؤولين وتجاهلهم، وعدم الوفاء بوعودهم تجاه السرية في توفير الإمكانات والتجهيزات المادية والمعنوية.
وجاء البيان بعدما اعتدى مسلحون مجهولون على رئيس مستودع سبها النفطي، واختطفوا سائقي شاحنتين وقود في منطقة أقار القريبة من براك الشاطئ وهم في طريقهم إلى سبها في جنوب البلاد.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.