بالأرقام... ضحايا الحرب السورية خلال 7 سنوات

«المرصد السوري» أحصى أكثر من 350 ألف قتيل بينهم 19.811 ألف طفل و12.513 امرأة

رجل مصاب جراء القصف العنيف على الغوطة الشرقية بدمشق (أ.ف.ب)
رجل مصاب جراء القصف العنيف على الغوطة الشرقية بدمشق (أ.ف.ب)
TT
20

بالأرقام... ضحايا الحرب السورية خلال 7 سنوات

رجل مصاب جراء القصف العنيف على الغوطة الشرقية بدمشق (أ.ف.ب)
رجل مصاب جراء القصف العنيف على الغوطة الشرقية بدمشق (أ.ف.ب)

تحولت حركة الاحتجاج ضد نظام الأسد التي بدأت في مارس (آذار) 2011 إلى نزاع مدمر ومعقد أوقع أكثر من 350 ألف قتيل وأدى إلى تهجير نحو نصف السكان.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي للاجئين فيليبو غراندي السبت الماضي إن هذه الحرب «التي بدأت قبل 7 أعوام تسببت بمعاناة إنسانية هائلة».
وأحصى «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي يستند إلى شبكة واسعة من المصادر في سوريا، سقوط 353.935 قتيل منذ 15 مارس 2011، بينهم أكثر من106.390 مدني؛ وفي عدادهم «19.811 طفل و513.12 امرأة».
وفي هذا البلد الذي كان يقطنه نحو 23 مليون نسمة قبل النزاع، اضطر نحو نصف السكان إلى مغادرة منازلهم بينهم 6.6 مليون نزحوا داخل البلاد.
وأعلنت منظمة «آنديكاب إنترناسيونال» الفرنسية غير الحكومية في أحدث بيان لها، أن 3 ملايين شخص أصيبوا بجروح؛ بينهم مليون ونصف مليون يعيشون اليوم مع إعاقة دائمة؛ وبينهم 86 ألفاً اضطروا للخضوع لعمليات بتر أطراف.
وأرغمت الحرب أكثر من 5.4 مليون شخص على الفرار من سوريا، بحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين.
وتستقبل تركيا المجاورة أكثر من 3.3 مليون سوري، بحسب المفوضية، وهي الدولة المضيفة الرئيسية. يليها لبنان الذي يستضيف أكثر من مليون لاجئ سوري، بحسب الأمم المتحدة، أو 1.5 مليون بحسب مصدر حكومي.
ثم يأتي الأردن (657 ألف لاجئ مسجلين لدى المفوضية بينما تقول السلطات أن عددهم 1.3 مليون)، ثم العراق (أكثر من 246 ألفاً) ومصر (126 ألفاً).
ولجأ مئات آلاف السوريين أيضا إلى أوروبا؛ خصوصا إلى ألمانيا.
واتهمت منظمة العفو الدولية النظام السوري في 2017 بارتكاب عمليات شنق جماعي في حق نحو 13 ألف معتقل داخل سجن صيدنايا بين عامي 2011 و2015، منددة بـ«سياسة إبادة». وأوضحت أن هؤلاء يضافون إلى 17700 شخص قتلوا في سجون النظام وسبق أن أحصتهم المنظمة.
وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، قتل 60 ألف شخص خلال 6 سنوات تحت التعذيب أو الظروف القاسية في سجون النظام. وقال «المرصد» إن نصف مليون شخص اعتقلوا في سجون النظام منذ بدء النزاع.
وقتل «آلاف عدة» غيرهم خلال الفترة نفسها في سجون مجموعات المعارضة المسلحة أو «الجهادية»، بحسب «المرصد».
ويقول الخبراء إن النزاع أعاد الاقتصاد السوري 3 عقود إلى الوراء؛ إذ توقفت غالبية عائداته ودمرت معظم بناه التحتية.
وأفاد مسؤولون سوريون بأن إنتاج النفط شبه منعدم، وإذا كان قطاع الطاقة الأكثر تأثرا، فإن كل مجالات النشاطات تضررت نتيجة النزاع.
في يوليو (تموز) 2017، قدر البنك الدولي تكلفة الخسائر الناجمة عن النزاع بـ226 مليار دولار (183 مليار يورو) أي ما يوازي 4 أضعاف إجمالي الناتج الداخلي قبل النزاع.
وأشار البنك الدولي إلى أن «النزاع في سوريا يمزق النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد»، فقد تضررت أو دُمرت نسبة 27 في المائة من المساكن، ونحو نصف المراكز الطبية والتعليمية.
وقال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن «أكثر من 13 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة والحماية... بينما 69 في المائة من السكان يعيشون في فقر مدقع».
وتابعت المفوضية السامية للاجئين أن 2.98 مليون شخص يعيشون في أماكن من الصعب الوصول إليها وفي مدن محاصرة.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، نددت الأمم المتحدة باللجوء إلى «حرمان المدنيين عمدا من الطعام» ضمن تكتيك حرب، وذلك بعد نشر صورة «صادمة» لأطفال يعانون من الهُزال في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق. وأطلقت قوات النظام في 18 فبراير (شباط) الماضي هجوما داميا لاستعادة السيطرة على هذه المنطقة.



سعي حوثي للاستيلاء على المساعدات الخيرية

ملايين اليمنيين فقدوا أعمالهم وسبل العيش نتيجة الصراع (الشرق الأوسط)
ملايين اليمنيين فقدوا أعمالهم وسبل العيش نتيجة الصراع (الشرق الأوسط)
TT
20

سعي حوثي للاستيلاء على المساعدات الخيرية

ملايين اليمنيين فقدوا أعمالهم وسبل العيش نتيجة الصراع (الشرق الأوسط)
ملايين اليمنيين فقدوا أعمالهم وسبل العيش نتيجة الصراع (الشرق الأوسط)

تسعى جماعة الحوثيين إلى الاستيلاء على مساعدات عينية ونقدية تُخصصها مبادرات تطوعية خيرية مع قرب حلول شهر رمضان المبارك لمصلحة الأسر الفقيرة في العاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق منعها الأعمال الإنسانية الرامية للتخفيف من معاناة السكان.

وسارع الانقلابيون الحوثيون، عقب تلقيهم بلاغات من مُخبِرين تابعين لهم بأحياء متفرقة بصنعاء، لإفشال الاستعدادات والتجهيزات التي تُجريها المبادرات الشبابية الطوعية من أجل تقديم العون للأسر الأشد فقراً. وأفادت مصادر مطلعة في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، بأن قيادات حوثية استدعت رؤساء وأعضاء عدد من الفرق الشبابية التطوعية لحضور ما يسمى «لقاءً تشاورياً» لإبلاغهم بمنع توزيع المساعدات على الفقراء.

ويتركز عمل الفرق التطوعية التي أوقف الحوثيون أنشطتها الإنسانية والخيرية وصادروا ما بحوزتها من مساعدات ومبالغ نقدية في 5 مديريات في صنعاء هي التحرير ومعين وبني الحارث وصنعاء القديمة وآزال.

قيود الحوثيين حالت دون وصول المنظمات الإنسانية إلى المستحقين (إكس)
قيود الحوثيين حالت دون وصول المنظمات الإنسانية إلى المستحقين (إكس)

وتحدث رؤساء فرق تطوعية شاركوا باللقاء الحوثي لـ«الشرق الأوسط» عن إلزام الجماعة لهم بعدم القيام بتوزيع أي مساعدات للفقراء والاكتفاء بتوريدها لمصلحة كيانات الجماعة المتحكمة بالعمل الإنساني.

وطلبت الجماعة من منتسبي فرق التطوع الانتقال للعمل فيما تسمى حملات تنظيف الأحياء والحارات استعداداً لقدوم رمضان، عوضاً عن قيامهم بأنشطة توزيع المساعدات على الفقراء، بحسب المصادر.

لقاء تعبوي

يقول عبد الرحمن، وهو عضو بفريق تطوعي، اكتفى باسمه الأول، إن اللقاء الأخير مع الجماعة كان بمثابة دورة ثقافية تعبوية ليس لها أي علاقة بمعاناة السكان الذين بات معظمهم يعيشون تحت خط الفقر وبحاجة إلى مساعدات عاجلة.

وأشار إلى أن اللقاء تركز على تعبئة المشاركين عسكرياً وطائفياً وإقناعهم بأحقية الجماعة دون غيرها في التصرف بالصدقات والمساعدات المجتمعية وتلك التي تقدمها المنظمات الدولية للفقراء، لافتاً إلى تهديد الجماعة المخالفين منهم لتعليماتها بالاعتقال والسجن والمصادرة والتغريم حال قيامهم بأي نشاط خيري.

يمنيات أمام بوابة مطعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيات أمام بوابة مطعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

وكان النشطاء في المبادرات المجتمعية بصنعاء يطمحون إلى تقديم ولو جزء بسيط من المساعدات التي يجود بها بعض رجال الأعمال وفاعلي خير لمئات الأسر الفقيرة التي تعاني الحرمان نتيجة توقف الرواتب وانعدام سبل العيش.

واشتكت أُسر فقيرة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» من حرمانها وأطفالها من الحصول على معونات غذائية ونقدية كانت تصل إليهم في مثل هذه الأيام خلال الأعوام السابقة نتيجة إيقاف الجماعة لكثير من المبادرات التطوعية ومساعدات التجار وفاعلي الخير.

احتكار واستيلاء

يرى سكان في صنعاء أن المسعى من وراء إيقاف الجماعة الحوثية الأعمال الإنسانية والخيرية؛ خصوصاً قبيل حلول رمضان، هو من أجل الاستيلاء على أكبر كمية من المواد الغذائية والمبالغ المالية واحتكار آلية توزيعها وحصرها على الموالين عقائدياً؛ خصوصاً المنحدرين من صعدة (معقل الجماعة).

ويُعد العمل الطوعي في اليمن وتحديداً في مناطق سيطرة الانقلابيين، فرصة كبيرة لكثير من اليمنيين بمن فيهم فئة الشباب الذين يرونه متنفساً لهم من شأنه أن يبعدهم عن أجواء الحرب وعن المشاركة فيها، كما يوضح أحد الناشطين في صنعاء.

يمنيون يتلقون مساعدات من رجال أعمال في صنعاء (الشرق الأوسط)
يمنيون يتلقون مساعدات من رجال أعمال في صنعاء (الشرق الأوسط)

وسبق لجماعة الحوثيين أن استخدمت في السنوات الماضية مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على المؤسسات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، وعمدت في المقابل إلى إيقاف وإغلاق المئات منها بمناطق سيطرتها.

وكانت مبادرات كثيرة قد اشتكت خلال أوقات سابقة من تدخلات الانقلابيين في أنشطتها، ومحاولة فرض أجندة خاصة بها أثناء عملية توزيع المساعدات مع ممارسة الابتزاز المالي، الأمر الذي دفع كثيراً من هذه المبادرات إلى التوقف عن العمل في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها السكان بمناطق السيطرة الحوثية.