مهرجان الفيلم في مراكش يواصل تكريم نجوم الفن السابع

عشرات من أسماء الصف الأول في العالم.. مروا من هنا

الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، تتسلم نجمة التكريم  من يد مواطنها المخرج برينو ديمون خلال فعاليات المهرجان
الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، تتسلم نجمة التكريم من يد مواطنها المخرج برينو ديمون خلال فعاليات المهرجان
TT

مهرجان الفيلم في مراكش يواصل تكريم نجوم الفن السابع

الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، تتسلم نجمة التكريم  من يد مواطنها المخرج برينو ديمون خلال فعاليات المهرجان
الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، تتسلم نجمة التكريم من يد مواطنها المخرج برينو ديمون خلال فعاليات المهرجان

عمر الشريف وكلود لولوش وجون بورمان وديفيد لينش وفرنسيس فورد كوبولا ومارتن سكورسيزي وأوليفر ستون وآلان ديلون وكلوديا كارديناللي والسير شون كونري ويوسف شاهين وعباس كياروستامي وسوزان ساراندون وليوناردو ديكابريو، وآخرون، بالعشرات، كلهم جاءوا إلى مراكش حيث حظوا بتكريم يليق بهم، في المهرجان الدولي للفيلم، الذي وصل، هذه السنة، محطته 13: نجوم مكنوا المهرجان الدولي للفيلم بمراكش من أن يصل صداه إلى القارات الخمس، ليصير واحدا من أهم المهرجانات في العالم. من دون شك، تحسب لمهرجان مراكش قدرة منظميه على جلب أكبر عدد من نجوم السينما في العالم، وهو اختيار يقوم، في جانب كبير منه، على برمجة فقرة لتكريم عدد منهم، طبعا، دون نسيان الأسماء الكبيرة، التي يعهد لها، خلال كل دورة، رئاسة لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل، في وقت تتم فيه دعوة آخرين كضيوف شرف.
للتكريم، في مهرجان مراكش، شقـان: شق يتعلق بتكريم النجوم، وشق يتعلق بتكريم الصناعة السينمائية في بلد ما. خلال دورة هذه السنة اختار المنظمون تكريم الصناعة السينمائية للدول الإسكندينافية، بحضور وفد من صناعها ومبدعيها، في السويد وفنلندا والنرويج وآيسلندا والدنمارك، برئاسة المخرج الدنماركي بيل أوغوست الحاصل مرتين على جائزة «السعفة الذهبية» بمهرجان «كان»، عن فيلميه «بيلي الفاتح» و«أفضل النوايا». وهدف هذا التكريم، حسب المنظمين، «تسليط الضوء على الروابط المشتركة بين أضواء الشمال والنجوم الساطعة بالمغرب»، بشكل يعكس توجها نوعيا واختيارا رافق الدورات التسع الأخيرة للمهرجان، والتي عرفت تكريم السينما المغربية (2004)، والسينما الإسبانية (2005)، والسينما الإيطالية (2006)، والسينما المصرية (2007)، والسينما البريطانية (2008)، والسينما الكورية الجنوبية (2009)، والسينما الفرنسية (2010)، والسينما المكسيكية (2011)، ثم السينما الهندية (2012).
وإذا كان تكريم السينما في هذه البلدان قد ساهم في التعريف بها وتقريبها من جمهور المهرجان، فإن مسلسل تكريم النجوم منح التظاهرة صدى في قارات متباينة: عشرات من نجوم السينما العالمية تم تكريمهم في مهرجان مراكش، انطلاقا من عمر الشريف والفرنسي كلود لولوش والبريطاني جون بورمان، في دورة 2001. وصولا إلى دورة 2013. حيث برمج المنظمون تكريم خمسة نجوم، ثلاثة ممثلين، من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمغرب، ومخرجان، أحدهما ياباني والآخر أرجنتيني، حيث انطلق برنامج التكريم بالممثلة الأميركية شارون ستون، مرورا بالممثلة الفرنسية جولييت بينوش، والمخرج وكاتب السيناريو الياباني كوري إيدا هيروكازو، والممثل المغربي محمد خيي، قبل أن ينتهي بالمخرج وكاتب السيناريو والمنتج الأرجنتيني فرناندو سولاناس.
النجمة الأميركية شارون ستون، التي مشت على البساط الأحمر وهي ترتدي سلهاما (رداء تقليديا) مغربيا أسود اللون زادها فتنة وبهاء، لم تمنع نفسها من دخول منصة التكريم وهي تؤدي رقصات ضاحكة. بدت بطلة «غريزة أساسية» سعيدة للغاية وهي تعانق المخرج مارتن سكورسيزي، الذي سبق لها أن تعاملت معه في فيلم «كازينو».
وقال سكورسيزي لحظة تسليمه ستون نجمة التكريم: «شيء جميل أن أكون هنا لتسليم كأس التكريم لشارون ستون، الممثلة التي لعبت أمام أفضل ممثلي هوليوود. مع شارون ستون، نكون بحاجة لضبط تعريف النجومية، التي ليست هي الشهرة». وبعد أن استشهد بالناقد الفرنسي رولان بارث، بخصوص تعريف الجمال، الذي يمنح الناظر بعدا أفلاطونيا للوجه البشري، انتقل للحديث عن علاقته بشارون ستون، فقال عنها «إن جمالها يعبر عن جميع الأمزجة، إنها جميلة، هنا، حسب معيار هذا الزمن وأي زمن آخر. لا تعرف الخوف، جذابة لا تدخل مكانا إلا وحولت طاقته إيجابا، عملنا في فيلم (كازينو)، وقد كان عملنا مغامرة عظيمة. إنها نجمة حقيقية. كل من يشاهد أداءها يقف على قدرتها على تقمص مختلف الأدوار بتميز».
من جهتها، قالت ستون: «هناك كلمتان، فقط، يمكنهما أن تدفعاني لركوب الطائرة من الهند إلى المغرب، والكلمتان هما: مارتن سكورسيزي». وبخصوص مهرجان مراكش، قالت: إنه «يشكل فرصة للجمع بين ثقافات متنوعة». وقالت بخصوص المغرب: «أشعر بسعادة الوجود في هذا البلد المسلم، المتميز، الذي يعرف السلم والأمان. إنه لأمر ساحر أن أكون هنا. أزور المغرب باستمرار. وقد قضيت فيه، هذه الأيام، وقتا رائعا، رفقة عائلتي». أما الممثلة الفرنسية جولييت بينوش فلم تخف سعادتها بتكريمها على أرض المغرب، الذي قالت عنه إن ترتبه تحتضن بعضا من جذورها العائلية، إذ أن والدها ازداد وترعرع في تزنيت وأغادير ودرس بمراكش، حيث تعلم اللغة العربية، قبل أن يتكلم الفرنسية، وأن جدها، الذي كان ممثلا هاويا، دفن في المغرب. أما المخرج الفرنسي برينو ديمون، الذي سلمها نجمة التكريم، فلم يخف إعجابه الشديد ببينوش، التي تعامل معها في فيلم «كامي كلوديل» (2013)، معتبرا «وجهها الأجمل، لأنه الأكثر إنسانية والأكثر تعبيرا عن الأحاسيس جميعها».
وإذا كانت ستون قد انتقلت من الهند إلى مراكش، لتحظى بتكريمها في أول أيام مهرجان الفيلم، فإن المخرج الياباني كوري إيدا هيركازو، الثالث في لائحة المكرمين في الدورة الحالية، قال في ليلة تكريمه: «إنه شرف كبير أن أكرم في مراكش. أنا لم أمض 18 ساعة بالطائرة هباء»، قبل أن يواصل: «بعد عشرين عاما من الإخراج والإنتاج، سأصور أفلاما بروعة أحسن، لكي تدعوني من جديد إلى مراكش». وواصل هيركازو كلامه بتواضع الكبار، فقال: إنه يتسلم نجمة التكريم عن أفلام جيدة لم ينجزها بعد، وإنه، بعد نحو عشرين عاما من العمل السينمائي، يعتبر نفسه «مخرجا قليل الخبرة»، ووعد جمهوره بأن يخرج مستقبلا أفلاما تحظى بإعجابه. أما الممثلة البريطانية شارلوت رامبلينغ، التي سلمت المخرج الياباني نجمة التكريم، فوصفته بـ«الفنان الموهوب والمتواضع»، قبل أن تضيف: «كممثلة أرى أنه من المهم أن تحظى باعتراف الزملاء. اليوم، نكرم رجلا قدم من بعيد، وتمكن، عبر أفلامه، من التغلب على المسافات والبعد، له أسلوب خاص ولمواضيعه خصوصية ملحة ومؤلمة لكنها كونية، كل هذا بأسلوب نظيف وواقعي، لا يهمل التفاصيل لأنه مؤمن بأن الحقيقة تكمن في التفاصيل».



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.