افتتاح أول «سوبر ماركت» من دون بلاستيك في هولندا

حتى لا تصبح الأكياس أكثر من الأسماك في المحيطات

سوبر ماركت {إيكوبلازا} من دون بلاستيك
سوبر ماركت {إيكوبلازا} من دون بلاستيك
TT

افتتاح أول «سوبر ماركت» من دون بلاستيك في هولندا

سوبر ماركت {إيكوبلازا} من دون بلاستيك
سوبر ماركت {إيكوبلازا} من دون بلاستيك

قالت المفوضية الأوروبية في بروكسل، إن فرانس تيمرمانس، نائب رئيس الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي، سيقوم الجمعة المقبلة بزيارة أول «سوبر ماركت» في العالم من دون بلاستيك، ويحمل اسم «إيكوبلازا».
ويعرض المحل 700 منتج من أغذية ومشروبات وغيرها، ومنها لحوم وفواكه وخضراوات ومنتجات ألبان وشيكولاتة، من دون استخدام أي مواد بلاستيكية لتغليف وتعبئة هذه المنتجات. ويوجد الـ«سوبر ماركت» في أحد أحياء أمستردام بهولندا. وكان تيمرمانس قد تناول موضوع الحد من استخدام البلاستيك، وقال أمام الصحافيين في يناير (كانون الثاني) الماضي، إنه لا بد من مواجهة هذا الأمر، وإلا سيصبح البلاستيك في المحيطات أكثر من الأسماك.
وفي منتصف يناير الماضي، كشفت المفوضية الأوروبية عن استراتيجيتها الرامية إلى الحد من استخدام المواد البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة في الاتحاد الأوروبي، مع الطموح في جعل جميع التعبئة البلاستيكية قابلة للتدوير بحلول عام 2030.
وخلال مؤتمر صحافي في ستراسبورغ، أعرب فرانس تيمرمانس، نائب رئيس المفوضية، عن قناعته بأنه من الممكن تغيير عادات الأوروبيين الذين يخلّفون 25 مليون طن من النفايات البلاستيكية كل سنة. ولا يعاد حتى الساعة سوى تدوير 30 في المائة من المخلّفات البلاستيكية في أوروبا، ويُحرق ما تبقّى لتوليد الطاقة (39 في المائة) أو يرمى في المكبّات (31 في المائة). وتعهد تيمرمانس بأن تثمر «الاستراتيجية» التي قدمتها المفوضية عن مشروع نص تشريعي جديد قبل نهاية العام. وكشفت المفوضية عن نيتها التحكم في دورة البلاستيك من البداية إلى النهاية، في وقت قررت فيه الصين، البلد الرائد في مجال إعادة التدوير، إغلاق أبوابها للنفايات الآتية من الخارج، علما بأن الاتحاد الأوروبي يصدّر نصف نفاياته البلاستيكية بعد جمعها وفرزها، ويرسل 85 في المائة منها إلى الصين.
وقال تيمرمانس: «ينبغي لنا أن نستند إلى هذا القرار لإعادة النظر في استراتيجياتنا، ونتساءل: لِم يتعذر علينا إعادة تدوير نفاياتنا؟». وتنصّ الاستراتيجية الجديدة على إزالة «700 كيلوغرام» من المواد البلاستيكية التي تصبّ كل يوم في البحار والمحيطات، حسب المفوضية الأوروبية. وسيتم اتخاذ تدابير أيضا للحد من استخدام المواد البلاستيكية الدقيقة، الموجودة خصوصاً في مستحضرات التجميل ومنتجات التنظيف.
كما تسعى السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لفرض قواعد جديدة على مرافق الاستقبال في الموانئ، عن طريق حظر رمي النفايات من السفن في البحار.
المفوضية تعهدت كذلك بمنح 100 مليون يورو إضافية للبحث وتعزيز الابتكارات التقنية، والحد بشكل كبير من استخدام الأكياس ذات الاستخدام الواحد. ورحبت جمعية «بلاستيك أوروبا» الممثلة للمتعاملين في مجال صناعة البلاستيك بقرارات المفوضية.
ويصل عدد الأكياس البلاستيكية المستخدمة في دول الاتحاد إلى مائة مليار قطعة في العام، وينتهي الحال بثمانية مليارات كيس منها كنفايات في بحار القارة الأوروبية. وتحوي بطون 94 في المائة من الطيور في بحر الشمال بقايا أكياس بلاستيكية، وفقا لبيانات المفوضية الأوروبية.
ويذكر أنه وقبل أيام قبالة سواحل جزيرة نوسا ليمبونغان، في بالي، تم رصد أسراب من أسماك الشفنين تتغذى على المواد البلاستيكية، التي يلاحظ أن جزيئاتها التصقت بحراشف تلك الأسماك التي تتنقل وسط قمامة ألقيت في البحر خلال بحثها عن الطعام. وتقول الأمم المتحدة في تقرير، إن ملايين الأطنان من الجزيئات البلاستيكية الصغيرة، الناتجة عن الأكياس البلاستيكية والزجاجات البلاستيكية والملابس، تسبح في المحيطات وتهدد صحة البشر وسلامة النظام البيئي بالبحار. ويؤدي التخلص من النفايات بشكل غير ملائم إلى انتهائها في المحيطات، فيما يزداد وجود ما تسمى «ميكروبلاستيك» وهي جزيئات البلاستيك الأصغر من خمسة ملّيمترات في الطول بالمحيطات.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».