أصوات من تحت الأنقاض

أصوات من تحت الأنقاض
TT

أصوات من تحت الأنقاض

أصوات من تحت الأنقاض

سوريون يعيشون على خط النار... أصوات كشفت عنها مجلة الـ«تايم» الأميركية لنسختها الخاصة بأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، من تحت الأنقاض لتتحدّث عمّا عانته من قصف قوات نظام الأسد وحلفائه الروس للغوطة. «تقاسمنا ملجأً مع 70 شخصاً لمدة 6 أيام. تحت الأرض كنّا نشعر بالرطوبة في عظامنا. ورائحة الكثير من الناس مروعة. ولا نعرف حتّى إن كانت تلك رائحتنا أم لا. في كل مرة نسمع فيها الطائرات الحربية، نعتقد أنّها لحظتنا الأخيرة في الحياة. يخيفني هدير الطائرات ولكن يخيفني أكثر أنني سأموت، وسأترك زوجتي وطفلي البالغ من العمر 3 سنوات وحدهما. أو قد يموتون قبلي فكيف أعيش بعدهما؟».
كلمات لشاهد عيان من بين كثيرين كتبت المجلة صرخاتهم بالحبر. عاشوا ولا يزالون يقبعون في قعر مأساة حرب شعواء تبيد الإنسان والحجر في الغوطة. رجال ونساء وآباء وأمهات يقبعون تحت الأرض في أقبية هرباً من القصف المكثّف على المدينة. احتل عنوان «أصوات من تحت الأنقاض» صدارة غلاف مجلة الـ«تايم» التي أفردت مجالاً كبيرا داخل صفحاتها لقصص سوريين واجهوا الموت في كل ثانية.
ولم تغفل المجلة تذكير قرائها بتاريخ ليس بالقديم، عن كيفية بدء قصف المدينة التي انضمّت في عام 2011 إلى الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد، وكيف شنّت قواته حينها حملة قمع كبيرة عليها. وفي أواخر 2012 طُردت قوات النظام منها ففرضت حصاراً شديداً على أهلها مانعة دخول وخروج أي إنسان أو غذاء ودواء. وأودى القصف بآلاف المدنيين وأسفر عن دمار كبير في الأبنية والبنى التحتية، مذكّرة باستخدام النظام للأسلحة الكيماوية في عام 2013.
وفي فبراير (شباط) 2018. كثّفت قوات النظام وحلفاؤها الروس بشكل مفاجئ الهجمات مطلقين واحدة من أشد حملات القصف التي شهدتها المدينة في الحرب التي أصبحت خليطاً معقداً من المصالح العالمية المتداخلة. تقاتل تركيا القوات الكردية في الشمال، وتبني إيران قواعد عسكرية في الجنوب، بينما اشتبك المرتزقة الروس مع القوات الأميركية في الشرق. في هذه الأثناء، يضرب الأسد ما يسميه بـ«المتطرفين» على الأرض في الغوطة الشرقية، وهي واحدة من آخر معاقل المتمردين التي بقيت واقفة، حسب الـ«تايم».
لم تكتف المجلة بالأخبار والعناوين العريضة بل أرادت تحريك الرأي العام من خلال قصص عايشها أهل المدينة، لتكون صورة حقيقية تنقل الخبر من قلب الحدث بصرخات سوريين من تحت الأرض، وقد يكون تذكيرها بالتاريخ لإلقاء الضوء على انتقام النظام من هذه المدينة التي صمد أهلها في وجه طغيانه.



السعودية على درب التحضير لـ«إكسبو 2030»

الموضوع العام الذي سينعقد «إكسبو الرياض 2030» على ضوئه يحمل رؤية المملكة وهو «تخيل الغدّ» (موقع إكسبو الرياض 2030)
الموضوع العام الذي سينعقد «إكسبو الرياض 2030» على ضوئه يحمل رؤية المملكة وهو «تخيل الغدّ» (موقع إكسبو الرياض 2030)
TT

السعودية على درب التحضير لـ«إكسبو 2030»

الموضوع العام الذي سينعقد «إكسبو الرياض 2030» على ضوئه يحمل رؤية المملكة وهو «تخيل الغدّ» (موقع إكسبو الرياض 2030)
الموضوع العام الذي سينعقد «إكسبو الرياض 2030» على ضوئه يحمل رؤية المملكة وهو «تخيل الغدّ» (موقع إكسبو الرياض 2030)

قبل عام بالتمام والكمال، فازت الرياض، بتفوق، بتنظيم المعرض الدولي لعام 2030 وسط حالة من البهجة والسرور في الداخل والخارج ووسط حضور إعلامي استثنائي، نادراً ما شهد مثله المكتب العالمي للمعارض الذي استعاض بهذه المناسبة عن مكاتبه الباريسية الضيقة بقصر المؤتمرات في مدين «إيسي ليه مولينو» الواقعة على المدخل الغربي الجنوبي للعاصمة الفرنسية.

والثلاثاء، كان المكتب على موعد مع جمعيته العمومية الـ175، والاجتماع السنوي الذي ضم ممثلين عن أعضائه الـ184 لم يكن للإعلان عن فوز دولة جديدة بأي من المعارض بأنواعها الأربعة التي ينظمها المكتب الدولي، بل كان الغرض الأول منه الاستماع لوفد اليابان ليعرض التقدم الذي تحقق على درب تنظيم المعرض الدولي المقبل في مدينة أوزاكا ما بين 13 أبريل (نيسان) و13 أكتوبر (تشرين الأول) 2025. من هنا، كان الحضور الكاسح لوسائل الإعلام اليابانية والوفد الرسمي الكبير الذي جاء لفرنسا بهذه المناسبة. ولم يكتف الوفد الياباني بالكلمات التفصيلية بل قرن ذلك بثلة من أفلام الفيديو التي تشرح طموحات أوزاكا.

عبد العزيز الغنام المدير العام لإكسبو الرياض 2030 متحدثاً في الجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض (الشرق الأوسط)

بيد أن الجمعية العمومية كانت أيضاً على موعد مع وفد المملكة السعودية ليعرض خططه والخطوات التنظيمية التي اجتازتها الرياض التي ما زال أمامها خمسة أعوام قبل الاستحقاق الكبير.

ووقعت المهمة على عاتق عبد العزيز الغنام، المدير العام لـ«إكسبو الرياض 2030» ليلقي كلمة ركز من خلالها على التوجهات الثلاثة الرئيسية التي تعمل الهيئة على تحقيق تقدم بشأنها، تاركاً التفاصيل لمتكلمين جاءوا بعده إلى المنصة. وفي المقام الأول، أشار الغنام إلى أن مدينة الرياض «أطلقت برنامجاً محدداً لتهيئة المدينة، وذلك من خلال دراسة أفضل الممارسات التي اتبعتها الجهات التي استضافت معارض إكسبو في السابق، وحددت المجالات الرئيسية للاستعداد للحدث الكبير». وأضاف الغنام: «أطلقنا، إضافة إلى ما سبق، دراسة لتقييم قدرة الرياض على المدى الطويل في عام 2030 والقيام بالاستثمارات اللازمة». وفي المقام الثاني، أفاد الغنام بأن المملكة «على المسار الصحيح لتقديم ملف التسجيل (للمكتب) لمراجعته بحلول أوائل عام 2025». وزاد: «نحن، في الوقت نفسه، نحرز تقدماً سريعاً حتى نكون جاهزين لتوقيع اتفاقية المقر بمجرد تسجيل إكسبو رسمياً». وأخيراً، وفي المقام الثالث، أشار الغنام إلى تطورات عمل الهيئة المنظمة: «بناءً على ملاحظاتكم ومساهمات كبار الخبراء، قمنا بتنقيح وتحسين موضوعنا العام ومواضيعه الفرعية ومخططنا الرئيسي وشعار إكسبو 2030 الرياض». واختتم كلمته بالقول إن «إكسبو الرياض 2030 ملك لنا جميعاً ونحن ملتزمون بتعميق شراكتنا معكم في كل خطوة على الطريق، بينما نواصل هذه الرحلة الرائعة معاً».

وكانت الكلمة الثانية لغيدا الشبل، من الهيئة المنظمة للمعرض، التي ركزت كلمتها على ما حققته الهيئة «لكسب ثقة المكتب ومواصلة الجهود لتقديم معرض غير مسبوق». وفي كلمتها، تناولت الشبل ثلاث نقاط؛ أولاها هيكلة حوكمة إكسبو. وفي هذا السياق، أشارت الشبل إلى أن «اللجنة العليا لإكسبو ستعمل، على أعلى مستوى، برئاسة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء على ضمان استمرار إكسبو بوصفه أولوية وطنية وقصوى للمملكة».

وأضافت: «ستتولى شركة تطوير إكسبو الرياض، التي أسسها صندوق الاستثمارات العامة، الإشراف على جميع مراحل إكسبو 2030 الرياض من أجل مواءمة الأهداف الاستراتيجية مع الأنشطة التشغيلية. وأخيراً، سيواصل المفوض العام لإكسبو 2030 تنسيقه الوثيق مع المكتب الدولي للمعارض، وسيمثل حكومة المملكة في جميع الأمور المتعلقة بإكسبو». وأشارت أيضاً إلى أن شركة تطوير إكسبو الرياض، التي أسسها صندوق الاستثمارات العامة، «ستتولى الإشراف على جميع مراحل إكسبو 2030 الرياض من أجل مواءمة الأهداف الاستراتيجية مع الأنشطة التشغيلية».

كذلك، فصلت الشبل الموضوع العام الذي سينعقد المعرض على ضوئه والذي يحمل رؤية المملكة، وهو «تخيل الغدّ» الذي ينقسم بدوره إلى ثلاثة مواضيع فرعية، وهي موضوع «تقنيات التغيير» وكيف يمكن للابتكار والإنجازات العلمية أن تحدث تغييراً إيجابياً. والموضوع الثاني عنوانه «حلول مستدامة» والمقصود بذلك الأساليب المبتكرة للعمل المناخي والتنمية المستدامة وتجديد النظام البيئي التي تدعم التقدم والإشراف البيئي.

فيما الموضوع الثالث محوره «الازدهار للجميع» بمعنى أن «التقدم الحقيقي تقدم شامل، ويعزز عالماً يكون فيه الازدهار واقعاً يتقاسمه الجميع». وأخيراً، أشارت الشبل إلى حضور الهيئة القوي في معرض أوزاكا وما ستقوم به في هذه المناسبة، كما وجهت الشكر للشريك الياباني لتعاونه. وأعقب ذلك فيلم فيديو قدمه مازن الفلاح يبين ما سيكون عليه المعرض المرتقب.