اتخذ ملف مصير من تبقى من عائلات إرهابيي تنظيم داعش في العراق بعد الضربات الكبرى التي تعرض لها التنظيم، بعداً أوسع بعدما ظل مقتصراً خلال الشهور الماضية على مقاتلين من جمهوريات شمال القوقاز اصطحبوا زوجاتهم وأطفالهم، عندما انضموا إلى صفوف التنظيم الإرهابي. وبات مصير مئات من النساء والأطفال مجهولاً وسط مطالبات بإعادتهم إلى روسيا. ودخلت قيرغيزستان أمس على الخط بعدما قدمت طلباً مماثلاً إلى السلطات العراقية لاستعادة 3 مواطنين قيرغيزيين يقبعون في السجون العراقية للاشتباه بقيامهم بنشاط إرهابي، إضافة إلى مطلب باستعادة 10 أطفال من أبناء المقاتلين.
ووجهت وزارة الخارجية القيرغيزية طلباً إلى السلطات العراقية لمعرفة مصير مواطنين قيرغيزيين يقبعون في السجون العراقية بشبهة الإرهاب، ولتحديد مصير أبنائهم.
ونظراً لعدم وجود سفارة قيرغيزية في بغداد، وجهت السفارة القيرغيزية في الكويت رسالة إلى القنصل الإيراني لتسليمها للسلطات العراقية، طلبت فيها مدها بمعلومات حول مصير ثلاثة من مواطنيها معتقلين في العراق.
وصرحت السفارة القيرغيزية في وقت سابق بأنها لم تتلق أي معلومات من العراق حول محاكمة مواطنين قيرغيزيين.
وكانت أجهزة الأمن القيرغيزية قد أعلنت في وقت سابق أنها تمكنت بالتعاون مع أجهزة أمن أجنبية من القبض على أشخاص كانوا متوجهين إلى سوريا للمشاركة في القتال في صفوف إرهابيين.
ولم توضح السلطات القيرغيزية مصدر معلوماتها في شأن المعتقلين والأطفال من أصول قيرغيزية، لكن مصادر أمنية روسية لم تستبعد أن تكون موسكو سلمت الجانب القيرغيزي معطيات حول وجود أسر لإرهابيين سابقين قتلوا أو اعتقلوا في العراق. وكانت موسكو أثارت هذا الملف بشكل واسع، من خلال جهود قادها الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف لاستعادة زوجات وأطفال مقاتلين في التنظيم الإرهابي بات مصيرهم مجهولاً بعد تعرض التنظيم لضربات قوية في الشعور الماضية. وبات الملف معروفاً في وسائل الإعلام الروسية بملف «أيتام داعش» في إشارة إلى مئات الأطفال والنساء الذين بقوا في العراق. ورغم أن موسكو نجحت في تنظيم خمس رحلات جوية لنقل عدد منهم إلى روسيا، لكن أعداد النساء والأطفال الباقيين في العراق حتى الآن ليست معروفة، وتقدرها وسائل إعلام بالمئات. وأفادت وزارة الخارجية الروسية أخيراً بأن المعطيات المتوافرة لديها تشير إلى وجود عدد كبير من أرامل الإرهابيين في السجون العراقية.
وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قالت إن نساءً ناطقات باللغة الروسية برفقة أطفالهن يقبعن في سجن في العراق، ويُتوقع أنهم مواطنون روس.
وأوضحت إنه «بحسب معلوماتنا، فإنه يقبع في الوقت الحالي في أحد السجون في بغداد بالإضافة لنساء من دول مختلفة، 22 امرأة ناطقة باللغة الروسية وأبناؤهن البالغ عددهم 49 طفلاً. ومن المتوقع أنهم يحملون جنسيات روسيا الاتحادية».
في السياق ذاته، أفاد مبعوث رئيس جمهورية الشيشان الروسية إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، زياد سبسبي، قبل أيام، بأن 36 امرأة من روسيا برفقتهن 65 طفلاً يقبعن في السجون العراقية، أقحمهن مسلحو تنظيم داعش بأنشطة إرهابية.
وأشار سبسبي إلى أن النساء توجهن إلى العراق من أقاليم روسية مختلفة غالبيتهن من جمهوريات القوقاز.
وكانت معلومات روسية أفادت قبل أسبوع بأن سلطات العراق تسلمت من «الحشد الشعبي» 25 امرأة روسية مع أطفالهن ونقلتهن لسجن النساء في بغداد، بانتظار إحالتهن للمحاكمة، وفقاً لإعلان مجلس حقوق الإنسان في رئاسة جمهورية الشيشان.
بينما أكد سبسبي، عضو مجلس الشيوخ أن مصير النساء الروسيات لم يكن معروفاً منذ ستة أشهر إثر تحرير مدينة الموصل وغيرها.
ووفقاً لسبسبي فقد نجحت موسكو في إعادة أكثر من 100 امرأة وطفل إلى روسيا، من العراق وسوريا بمساعدة السلطات الشيشانية، غالبيتهم من سكان الشيشان، وداغستان المجاورة، فضلاً عن مواطنين من كازاخستان وأوزبكستان.
وأصبحت إجراءات إعادة الروس الذين كانوا في المناطق التي كانت يسيطر عليها «داعش» في العراق، معقدة. وأكثر صعوبة في الفترة الأخيرة، وكما ذكر السبسبي، فإن جميع النساء والفتيات الروسيات البالغات سن 14 عاماً وما فوق، توجه ضدهن في العراق تهمة الإرهاب والعبور غير القانوني للحدود العراقية، ويتم تحديد مصيرهن بعد قرار قضائي تتخذه محكمة بغداد.
ونوه سبسبي بالدور الذي تلعبه منظمة الصليب الأحمر الدولي في هذا المجال، وتجاوب السلطات العراقية مع مساعٍ لاستعادة هؤلاء المواطنين وتحسين ظروف احتجازهن.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أشادت بالتعاون المتزايد من جانب السلطات العراقية في الوصول إلى عوائل مسلحي تنظيم داعش.
وصرح رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر ماورير، للصحافيين أثناء زيارته لبغداد الأسبوع الماضي «فيما يخص أسر المقاتلين الأجانب: اللجنة الدولية للصليب الأحمر وصلت أكثر من مرة إلى تلك الأسر مع تعاون (السلطات) بشكل متزايد».
وتمكنت لجنة الصليب الأحمر من الوصول على فترات إلى هذه الأسر، حيث قدمت مساعدات إنسانية وساعدت في تنسيق الاتصال مع أقاربهم أو مسؤولين في بلدانهم الأصلية، حيث جاءت معظم الأسر من تركيا وفرنسا وألمانيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق.
وكانت وكالات إغاثة أجنبية أعربت العام الماضي عن «قلق شديد» إزاء مصير أسر مسلحي التنظيم، الذي ألقت القوات العراقية القبض عليهم بعد تحرير المناطق، وبخاصة الموصل.
7:57 دقيقة
قضية «أيتام داعش» في العراق تتسع لتشمل بلداناً في آسيا الوسطى
https://aawsat.com/home/article/1200851/%D9%82%D8%B6%D9%8A%D8%A9-%C2%AB%D8%A3%D9%8A%D8%AA%D8%A7%D9%85-%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4%C2%BB-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%AA%D8%AA%D8%B3%D8%B9-%D9%84%D8%AA%D8%B4%D9%85%D9%84-%D8%A8%D9%84%D8%AF%D8%A7%D9%86%D8%A7%D9%8B-%D9%81%D9%8A-%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B3%D8%B7%D9%89
قضية «أيتام داعش» في العراق تتسع لتشمل بلداناً في آسيا الوسطى
قيرغيزستان تطالب بغداد بإعادة أطفال متشددين قاتلوا مع التنظيم
- موسكو: رائد جبر
- موسكو: رائد جبر
قضية «أيتام داعش» في العراق تتسع لتشمل بلداناً في آسيا الوسطى
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة