اتهام للميليشيات بارتكاب 20 ألف انتهاك بحق اليمنيات

اهتمام رسمي بـ{يوم المرأة} في عدن وخشية المنظمات من الانقلابيين وراء تجاهل المناسبة بصنعاء

جانب من احتفال رئاسة مجلس الوزراء اليمني باليوم العالمي للمرأة في عدن أمس (سبأ)
جانب من احتفال رئاسة مجلس الوزراء اليمني باليوم العالمي للمرأة في عدن أمس (سبأ)
TT

اتهام للميليشيات بارتكاب 20 ألف انتهاك بحق اليمنيات

جانب من احتفال رئاسة مجلس الوزراء اليمني باليوم العالمي للمرأة في عدن أمس (سبأ)
جانب من احتفال رئاسة مجلس الوزراء اليمني باليوم العالمي للمرأة في عدن أمس (سبأ)

اتهمت منظمة «رايتس رادار» الناشطة في مجال حقوق الإنسان في العالم العربي، ومقرها في هولندا، ميليشيا الحوثيين بارتكاب نحو 20 ألف انتهاك ضد النساء اليمنيات خلال ثلاث سنوات من الانقلاب على الشرعية.
وجاءت الاتهامات التي حملها بيان للمنظمة الحقوقية أعلنته في لاهاي، أمس، بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من مارس (آذار) كل عام.
وتعمدت الميليشيا تجاهل المناسبة العالمية في صنعاء والمناطق التي تسيطر عليها، مقابل اهتمام رسمي في العاصمة المؤقتة عدن ومناطق سيطرة الحكومة الشرعية.
كما اعتذرت عدد من منظمات المجتمع المدني العاملة في صنعاء عن إحياء المناسبة العالمية، واحتفلت أخرى بشكل خجول، دون إبداء الأسباب، في حين يتهامس موظفون بمنظمات حقوقية بأن الجماعة الحوثية تعد هذه المناسبات مخالفة لمعتقداتها الطائفية المستمدة من المنهج الخميني الإيراني، وباتت جمعيات تتحاشى المضايقات التي تتعرض لها جراء إحياء فعاليات.
وبحسب ناشطين يمنيين، تحدثوا مع «الشرق الأوسط»، فإن الجماعة تسعى إلى تكريس يوم رسمي خاص للاحتفال بالمرأة، وذلك عبر أنشطة واحتفالات تعد لها الناشطات الحوثيات ممن يعرفن بـ«الزينبيات».
وقالت منظمة رايتس رادار في بيانها إن ما تعرضت له المرأة في اليمن من انتهاكات جسيمة منذ ثلاث سنوات، سبب لها معاناة كبيرة جراء هذه الانتهاكات التي ارتكبها مسلحو جماعة الحوثي الانقلابية.
وكشفت أن «الانقلابين الحوثيين مارسوا عمليات قمع وهدر لكرامة المرأة اليمنية وحرمانها من أبسط الحقوق، بالإضافة إلى ممارسة انتهاكات جسيمة ضد المرأة تمثلت في القتل والإصابة والعنف والاعتقال والتحرش الجنسي وتشريد الآلاف من النساء».
من جهتها، طالبت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في الحكومة اليمنية ابتهاج الكمال، المنظمات الحقوقية بالوقوف الجاد في مواجهة ما تتعرض له المرأة اليمنية من القتل والعنف والاضطهاد والحرمان.
واتهمت الكمال في تصريح رسمي أمس الميليشيات الحوثية بقتل أكثر من 675 امرأة منذ انقلابها على الحكومة الشرعية، من بينهن 112 امرأة قتلن العام الماضي إلى جانب 236 مصابة.
وأضافت الوزيرة اليمنية أن الميليشيا ارتكبت، العام الماضي، أكثر من 4500 حالة عنف ضد المرأة في عدد من المحافظات، وكشفت عن أن نحو 30 امرأة تعرضن لإعاقات دائمة بسبب الألغام التي زرعتها الميليشيات في عدد من المحافظات.
إلى ذلك، أفادت الكمال بأن ما يقارب مليون ونصف المليون من النساء الحوامل محرومات من الخدمات الصحية في المحافظات الخاضعة لسيطرة الميليشيا إضافة إلى نصف مليون امرأة تعاني من الأمراض المستعصية ويصعب توفير العلاجات اللازمة لها، بسبب قيام الميليشيات بفرض الحصار على هذه المحافظات ووضع العراقيل أمام عمل 46 منظمة دولية.
وأوضحت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وعضو المجلس الأعلى للمرأة، أن ميليشيا الانقلاب الحوثي قامت بإنشاء ميليشيا عسكرية نسائية تحت أسماء طائفية، وجندت أكثر 350 امرأة واستخدمتهن في العمليات العسكرية واقتحام منازل المناوئين لها، وقالت إن ذلك «يُعدّ جرائم في كل القوانين الدولية والإنسانية الخاصة بالمرأة».
وأدانت الكمال الانتهاكات بحق المرأة اليمنية، مطالبة المنظمات الحقوقية بإدانة وتجريم ما تتعرض له المرأة في بلادها من قتل وتنكيل وعنف من قبل ميليشيات الانقلاب الحوثية، معبرةً عن بالغ قلقها من استمرار ميليشيات الحوثي قتل النساء بالرصاص، وتجريدهن من حقوقهن التي كفلتها الدساتير والقوانين الدولية والإنسانية.
ودعت الوزيرة اليمنية المنظمات الدولية الخاصة بالمرأة إلى إلزام ميليشيات الحوثي بوقف جميع أشكال العنف والاستهداف الممنهج للمرأة اليمنية وتعريض حياتها للخطر، كما طالبت تلك المنظمات بالاهتمام بالمرأة اليمنية وتبني قضاياها ودعم البرامج الخاصة بها.
وبالعودة إلى التقرير الذي نشرته «رايتس رادار»، فإن المنظمة ذكرت أن المرأة اليمنية «تعرضت خلال فترة الحرب في اليمن إلى استهداف مباشر وغير مباشر، إثر ضعف مؤسسات الدولة وانعدام الرقابة الأمنية، مع الفارق الكبير بين كمية ونوعية الانتهاكات التي ارتكبها المسلحون الحوثيون مقارنة بعدد الحالات المحدودة التي رصدت في مناطق يمنية أخرى خارج سيطرتهم».
وقالت إنها رصدت أكثر من 20 ألف حالة انتهاك ارتكبها المسلحون الحوثيون ضد المرأة اليمنية خلال الثلاث السنوات الماضية، موزعة بين حالات قتل وإصابة واعتداء جسدي وحالات عنف وغيرها.
وشهد عام 2015 عدداً كبيراً من حالات الانتهاكات الجسيمة ضد المرأة في اليمن مع اندلاع الحرب حينذاك، حيث رصدت المنظمة 105 حالات قتل للنساء بقذائف مسلحي جماعة الحوثي ونحو 248 حالة إصابة للنساء، وذلك بالقصف العشوائي على الأحياء السكنية في محافظتي عدن وتعز.
وكشفت أنها رصدت أكثر من 3230 حالة إصابة بحالات نفسية للنساء، منها حالات فقدان للذاكرة، إلى جانب توثيق 41 حالة فقدت المرأة فيها جنينها جراء القذائف المدفعية على الأحياء السكنية، بالإضافة إلى حرمان نحو 45 ألف فتاة من التعليم.
وجرى تسجيل 6 حالات اعتداء على ناشطات واقتحام منازل في 2015 في حين تعرضت أكثر من 4893 امرأة للنزوح بسبب المواجهات المسلحة التي تسبب بها الانقلابيون الحوثيون.
وكانت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان - وهي هيئة يمنية مستقلة - ذكرت أنها حققت حديثاً في 760 حالة انتهاك وقعت ضد النساء في اليمن تضمنت 314 حالة قتل و400 حالة إصابة، إضافة إلى 16 حالة إصابة بالألغام الأرضية، و11 حالة تعذيب وإخفاء قسري، منذ مطلع 2015 وحتى نهاية 2017.
وطبقا لما كشفته «رايتس رادار»: «شملت الانتهاكات التي تعرضت لها المرأة في اليمن منذ الانقلاب الحوثي، حالات عنف وحالات تحرش لفظي وجنسي وانتهاكات جسدية وصلت حد الاغتصاب والقتل، وحالات زواج قاصرات بالإضافة إلى حالات إصابات واحتجاز غير قانوني، وكذا الحرمان من التظاهر والوقفات الاحتجاجية وإعاقة المرأة من الحصول على حقوقها في التعليم والرعاية الصحية».
واتهمت المنظمة الحقوقية مسلحي الحوثي بأنهم فرضوا «حالة الإقامة الجبرية على عشرات من الناشطات والقيادات النسائية اللاتي منعتهن جماعة الحوثي من ممارسة أي نشاط في صنعاء وعدد من المحافظات التي تسطير عليها، مع تعرضهن للتهديد بالتصفية الجسدية في حال مخالفتهن لذلك، وهو ما اضطر الكثير منهن إلى النزوح إلى أماكن بعيدة عن سيطرة المسلحين الحوثيين».
وطالبت المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان المسلحين الحوثيين، بوقف الانتهاكات التي يمارسونها ضد المرأة في اليمن، وحذرت من مغبة الاستمرار في ارتكاب الانتهاكات ضد النساء، كما دعت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية إلى العمل المشترك من أجل تفعيل مبدأ عدم الإفلات من العقاب ووقف الانتهاكات ضد المرأة في اليمن.
على صعيد آخر، احتفى مكتب رئاسة الوزراء والأمانة العامة لرئاسة الوزراء في العاصمة المؤقتة عدن، أمس بذكرى اليوم العالمي للمرأة، وألقى وزير الدولة في الحكومة اليمنية صلاح الصيادي كلمة في الحفل الذي شاركت فيه الموظفات في رئاسة الوزراء.
وامتدح الصيادي أدوار المرأة اليمنية التي قال إنها «طالما شاركت وبفعالية منقطعة النظير في مختلف المراحل التي مر بها الوطن، حيث ساندت أخاها الرجل في كل مجالات الحياة، بل حتى وصل بها الأمر إلى الصمود ببطولة الشجعان في جبهات وميادين القتال».
وذكر الوزير الصيادي أن «مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل قد منح المرأة كثيراً من الامتيازات المستحقة، آملاً استثمار حقها في التمثيل في مختلف مناصب ومفاصل الدولة من خلال ما يعرف بـ(الكوتا)».
وفي محافظة لحج المجاورة (شمال عدن) قام المحافظ أحمد عبد الله تركي أمس بتكريم مجموعة من النساء المتميزات في المحافظة على مستويات الأعمال الوطنية المتعددة نضالياً وتربوياً واجتماعياً وإداريا وأمنياً بمناسبة يوم المرأة العالمي.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.