«الشرعية» تستغيث بالأمم المتحدة لإنقاذ البحر الأحمر من «كارثة»

المخلافي: انتهاكات الانقلابيين الحوثيين بلغت حداً لا يمكن السكوت عنه

عناصر من الجيش اليمني بأسلحتهم أثناء قيامهم بإحدى الدوريات في مدينة المخا (رويترز)
عناصر من الجيش اليمني بأسلحتهم أثناء قيامهم بإحدى الدوريات في مدينة المخا (رويترز)
TT

«الشرعية» تستغيث بالأمم المتحدة لإنقاذ البحر الأحمر من «كارثة»

عناصر من الجيش اليمني بأسلحتهم أثناء قيامهم بإحدى الدوريات في مدينة المخا (رويترز)
عناصر من الجيش اليمني بأسلحتهم أثناء قيامهم بإحدى الدوريات في مدينة المخا (رويترز)

وجهت الحكومة اليمنية أمس على لسان وزير خارجيتها عبد الملك المخلافي، نداء استغاثة إلى الأمم المتحدة لإنقاذ مياه البحر الأحمر من كارثة بيئية محتملة، جراء تسرب النفط من إحدى الناقلات المتوقفة عن الخدمة قبالة الساحل الغربي في محافظة الحديدة.
وهاجم المخلافي الانقلابيين الحوثيين، في تصريحات رسمية أمس على هامش مشاركته في اجتماع وزراء الخارجية العرب المنعقد في القاهرة، وقال إن تعنت ميليشياتهم وانتهاكاتهم غير المسبوقة لحقوق الإنسان، وصلت إلى مستوى لا يمكن السكوت عليه. ودعا الوزير اليمني «المجتمع الدولي والدول الأعضاء في مجلس الأمن ومجموعة الدول الـ18 الراعية للعملية السياسية في اليمن لممارسة المزيد من الضغط على القوى الانقلابية للانخراط بجدية في جهود السلام، وللعودة إلى العملية السياسية وفقا للمرجعيات الدولية المتفق عليها والتوصل لاتفاق ينهي الانقلاب ويؤدي إلى استعادة مؤسسات الدولة الشرعية».
وقال إن حكومة بلاده، تعمل بكل ما تملكه من إمكانات وموارد لمواجهة التحديات المعيشية والخدمية في ظروف باتت فيها المعاناة الإنسانية الكارثية - على حد قوله - تسيطر على كل مناحي الحياة، بسبب تعنت ميليشيا الحوثي الانقلابية وإصرارها على العبث بمقدرات البلاد وأمنها واستقرارها.
وشن المخلافي هجوما حادا على انتهاكات الانقلابيين الحوثيين لحقوق الإنسان، وقال إن «تعنت الميليشيات تفاقم إلى الحد الذي لا يمكن احتماله أو السكوت عليه، مما أوصل حالة حقوق الإنسان في اليمن إلى أدنى مستوياتها حسب التقارير الأممية والمنظمات المعنية المتخصصة، بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ اليمن المعاصر».
وأشار إلى «الجهود التي تبذلها الحكومة لإنهاء معاناة اليمنيين وإيقاف آلة القتل والدمار والحصار التي أمعن الانقلابيون في ممارستها، من خلال السعي نحو تحقيق السلام عبر استئناف العملية السياسية، التي تستند إلى القواعد والأسس المتفق عليها دوليا، والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة وخاصة القرار 2216».
وعدّ وزير الخارجية اليمني، القمة العربية التي يجري التحضير لانعقادها أواخر الشهر الحالي في العاصمة السعودية الرياض: «فرصة جديدة لاستعادة المبادرة، والتوافق على السياسات التي تعظم المصالح العليا للأمة العربية وتضعها فوق أي اعتبار آخر». وقال إن «المسؤولية الوطنية والتاريخية الملقاة على عاتق العمل العربي المشترك تحتم على الجميع جعل القمة القادمة منصة جديدة لبحث وإقرار السبل نحو حل الأزمات الناشبة، وتجاوز جميع التحديات، بإرادة عربية خالصة». وثمّن المخلافي «الجهود الإنسانية والعسكرية لدول تحالف دعم الشرعية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ووقوفها إلى جانب الشعب اليمني لاستعادة دولته وتحقيق تطلعاته في بناء الدولة الاتحادية المدنية الحديثة، وتحقيق الاستقرار والتنمية وإعادة الإعمار». كما جدد باسم الحكومة اليمنية الترحيب بالمبعوث الأممي الجديد البريطاني السيد مارتن غريفيثتس، وقال إن الحكومة «ستقدم الدعم اللازم لنجاح مهمته انطلاقا من القرارات الدولية والمرجعيات المتفق عليها».
وفي سياق آخر، حذر المخلافي من كارثة بيئية وإنسانية كبيرة قد تتسبب بها ناقلة النفط اليمنية «صافر» الموجودة قبالة سواحل الحديدة (غرب) بسبب الوضع السيئ الذي وصلت له جراء عدم صيانتها منذ عدة سنوات. وقال وزير الخارجية عبد الملك المخلافي في رسالة استغاثة باسم الحكومة اليمنية بعثها إلى الأمين العام للأمم المتحدة : «أود أن ألفت انتباهكم إلى ناقلة النفط صافر الموجودة قبالة الساحل الغربي لليمن في حالة سيئة وتدهور سريع، الأمر الذي يهدد بحدوث كارثة بيئية وإنسانية كبرى في البحر الأحمر».
وطالب المخلافي في رسالة الاستغاثة، الأمم المتحدة بتقديم المساعدة في تقييم حالة ناقلة النفط صافر على أن يتم إجراء عمليات صيانة أساسية على الناقلة بناء على التقييم لتفادي تسرب النفط الموجود بداخلها إلى البحر الأحمر. وقال إن «استكمال التقييم والصيانة للناقلة ضرورة إنسانية بالنظر إلى خطر الكوارث التي ستترتب عليها عواقب وخيمة على المدنيين والبيئة». وأضاف: «ومن أجل ذلك، أود أن أطلب مساعدة الأمم المتحدة في تحديد كيان ملائم لإجراء تقييم للناقلة وإدارة عمليات الصيانة، بما في ذلك تحديد مؤسسات من القطاع العام أو شركات القطاع الخاص والتعاقد معها، حسب الاقتضاء، والتي تمتلك الخبرات التقنية للقيام بهذا العمل».


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

السيطرة على حريق في خط بترول شمال القاهرة

حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
TT

السيطرة على حريق في خط بترول شمال القاهرة

حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)

سيطرت قوات الحماية المدنية المصرية على حريق في خط «ناقل لمنتجات البترول»، بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة)، الثلاثاء، فيما أعلنت وزارة البترول اتخاذ إجراءات احترازية، من بينها أعمال التبريد في موقع الحريق، لمنع نشوبه مرة أخرى.

وأسفر الحريق عن وفاة شخص وإصابة 8 آخرين نُقلوا إلى مستشفى «السلام» لتلقي العلاج، حسب إفادة من محافظة القليوبية.

واندلع الحريق في خط نقل «بوتاجاز» في منطقة (مسطرد - الهايكستب) بمحافظة القليوبية، فجر الثلاثاء، إثر تعرض الخط للكسر، نتيجة اصطدام من «لودر» تابع للأهالي، كان يعمل ليلاً دون تصريح مسبق، مما تسبب في اشتعال الخط، حسب إفادة لوزارة البترول المصرية.

جهود السيطرة على الحريق (محافظة القليوبية)

وأوضحت وزارة البترول المصرية أن الخط الذي تعرض للكسر والحريق، «ناقل لمُنتَج البوتاجاز وليس الغاز الطبيعي».

وأعلنت محافظة القليوبية السيطرة على حريق خط البترول، بعد جهود من قوات الحماية المدنية وخبراء شركة أنابيب البترول، وأشارت في إفادة لها، الثلاثاء، إلى أن إجراءات التعامل مع الحريق تضمنت «إغلاق المحابس العمومية لخط البترول، وتبريد المنطقة المحيطة بالحريق، بواسطة 5 سيارات إطفاء».

وحسب بيان محافظة القليوبية، أدى الحريق إلى احتراق 4 سيارات نقل ثقيل ولودرين.

وأشارت وزارة البترول في بيانها إلى «اتخاذ إجراءات الطوارئ، للتعامل مع الحريق»، والتي شملت «عزل الخط عن صمامات التغذية، مع تصفية منتج البوتاجاز من الخط الذي تعرض للكسر، بعد استقدام وسائل مخصصة لذلك متمثِّلة في سيارة النيتروجين»، إلى جانب «الدفع بفرق ومعدات إصلاح الخط مرة أخرى».

ووفَّرت وزارة البترول المصرية مصدراً بديلاً لإمدادات البوتاجاز إلى محافظة القاهرة من خلال خط «السويس - القطامية»، وأكدت «استقرار تدفق منتجات البوتاجاز إلى مناطق التوزيع والاستهلاك في القاهرة دون ورود أي شكاوى».

وتفقد وزير البترول المصري كريم بدوي، موقع حريق خط نقل «البوتاجاز»، صباح الثلاثاء، لمتابعة إجراءات الطوارئ الخاصة بـ«عزل الخط»، وأعمال الإصلاح واحتواء آثار الحريق، إلى جانب «إجراءات توفير إمدادات منتج البوتاجاز عبر خطوط الشبكة القومية»، حسب إفادة لوزارة البترول.

تأتي الحادثة بعد ساعات من إعلان وزارة الداخلية المصرية القبض على تشكيل عصابي من 4 أفراد قاموا بسرقة مواد بترولية من خطوط أنابيب البترول، بالظهير الصحراوي شرق القاهرة. وقالت في إفادة لها مساء الاثنين، إن «إجمالي المضبوطات بلغ 3 أطنان من المواد البترولية، و25 ألف لتر سولار».