المتحدث باسم «قوة الردع»: مستعدون لتسليم العبيدي لبريطانيا

هاشم العبيدي شقيق منفذ تفجير مانشستر سلمان العبيدي (صفحة كتيبة الردع على «فيسبوك»)
هاشم العبيدي شقيق منفذ تفجير مانشستر سلمان العبيدي (صفحة كتيبة الردع على «فيسبوك»)
TT

المتحدث باسم «قوة الردع»: مستعدون لتسليم العبيدي لبريطانيا

هاشم العبيدي شقيق منفذ تفجير مانشستر سلمان العبيدي (صفحة كتيبة الردع على «فيسبوك»)
هاشم العبيدي شقيق منفذ تفجير مانشستر سلمان العبيدي (صفحة كتيبة الردع على «فيسبوك»)

قال أحمد بن سالم، المتحدث باسم كتيبة قوة «الردع الخاصة»، المنتشرة في العاصمة الليبية طرابلس، إنهم «مستعدون لتسليم هاشم العبيدي»، شقيق منفذ تفجير مانشستر، سلمان العبيدي إلى الشرطة البريطانية، إذا طالبهم «النائب العام الليبي بذلك»، مشيراً إلى أن هاشم يقبع «في سجن الكتيبة في العاصمة».
وأضاف بن سالم في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «قضية هاشم العبيدي أمام السلطات الليبية في طرابلس، وهي صاحبة القرار فيها، وليس قوة الردع كما يردد البعض»، متابعاً: «إذا رأى المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني تسليم المواطن الليبي فسيطلب من النائب العام تسليمه، ونحن بدورنا سننفذ الأمر».
وطالبت السلطات الأمنية في بريطانيا نظيرتها الليبية، أكثر من مرة، بتسليم العبيدي، شقيق المتهم بتفجير «مانشستر» سلمان العبيدي، لكن الأخيرة قالت إنهم سيحقق معه بمقتضي القوانين الليبية.
وقالت صحيفة «ذا تايمز»، إن السلطات الليبية تسببت في تأخير تحقيقات الشرطة البريطانية في تفجير مانشستر «لأنها لم تتخذ قرارها بعد بتسليم، هاشم العبيدي»، مشيرة إلى أن خبير الطب الشرعي في مانشستر، نايغل ميدوس، قرر تأجيل الاستجواب بالقضية، الذي كان مقرراً في يونيو (حزيران) المقبل، لحين انتهاء الشرطة من تحقيقاتها، ومع تأخر قرار السلطات الليبية، سيتم تأجيل جلسات الاستجواب لموعد آخر.
وكانت قوات الردع الخاصة في ليبيا ألقت القبض على المتهم هاشم، في طرابلس، وأُخضع للتحقيق أمام النائب العام الليبي. ومضى المتحدث باسم كتيبة قوة الردع يقول لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كان هناك اتفاق بين السلطات الليبية (في طرابلس) ونظيرتها البريطانية على تسليم المطلوبين، وتم التوافق بشأن مصير العبيدي فنحن سنخرجه من السجن ونسلمه للنائب العام»، متابعاً: «غير ذلك لن نسلمه».
وسبق لرئيس قسم التحقيقات بمكتب النائب العام، الصديق الصور، القول إن هاشم يُشتَبَه في أنه ساعد شقيقه وجمع مواد للهجوم الإرهابي، والشرطة البريطانية حققت بالفعل معه في طرابلس مرات عدة، ونحن سنتولى باقي التحقيقات معه.
وأصدرت الشرطة البريطانية مذكرة اعتقال، بحق شقيق منفذ تفجير مانشستر، الذي أودى بحياة 22 شخصاً، وطلب ممثلون للادعاء من ليبيا تسليمه.
وقُبض على هاشم، الذي يبلغ من العمر 20 عاماً، في ليبيا بعد فترة قصيرة من «الهجوم» الإرهابي الذي حدث في مايو (أيار) الماضي.
وفجر سلمان رمضان عبيدي، الذي يبلغ من العمر 32 عاماً، وولد في بريطانيا لأبوين ليبيين، نفسه، في ختام حفل للمغنية الأميركية آريانا غراندي، وكان بين الضحايا سبعة أطفال فيما أصيب أكثر من 500 شخص.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».