السعودية وبريطانيا... شراكة استراتيجية وآفاق مفتوحة

استقبال ملكي حافل للأمير محمد بن سلمان في أول أيام زيارته... ومحادثات مع ماي

ملكة بريطانيا لدى ترحيبها بولي العهد السعودي في قصر باكنغهام بلندن أمس (تصوير: بندر الجلعود)
ملكة بريطانيا لدى ترحيبها بولي العهد السعودي في قصر باكنغهام بلندن أمس (تصوير: بندر الجلعود)
TT

السعودية وبريطانيا... شراكة استراتيجية وآفاق مفتوحة

ملكة بريطانيا لدى ترحيبها بولي العهد السعودي في قصر باكنغهام بلندن أمس (تصوير: بندر الجلعود)
ملكة بريطانيا لدى ترحيبها بولي العهد السعودي في قصر باكنغهام بلندن أمس (تصوير: بندر الجلعود)

بدأ الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، أمس، زيارة رسمية إلى المملكة المتحدة، وسط أجواء ترحيبية حافلة، وبآفاق تعاون مفتوحة عززها تدشين «مجلس الشراكة الاستراتيجية» بين البلدين.
واستهلَّ ولي العهد السعودي زيارته، ظهر أمس، بلقاء مع الملكة إليزابيث الثانية في قصر باكنغهام، في تكريم يُعدّ نادراً لاقتصاره على الملوك ورؤساء الدول. وتضمن الاستقبال الملكي مأدبة غداء على شرف ولي العهد السعودي.
وبعدها، توجّه الأمير محمد بن سلمان إلى مقر رئاسة الوزراء حيث عقد محادثات مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي، توَّجَها بتدشين «مجلس الشراكة الاستراتيجية» السعودي - البريطاني. واتفق الجانبان على العمل لرفع حجم التجارة والاستثمار إلى 65 مليار جنيه إسترليني (نحو 80 مليار دولار) في السنوات المقبلة، بما يشمل «الاستثمار المباشر في بريطانيا ومشتريات عامة سعودية جديدة من شركات في المملكة المتحدة». وقال متحدّث باسم «10 داونينغ ستريت» إن هذه الاستثمارات ستشمل قطاعات عدة، بينها التعليم، والتدريب، والخدمات المالية والاستثمارية، والثقافة والترفيه، وخدمات الصحة والعلوم، والتكنولوجيا والطاقات المتجددة والصناعات الدفاعية.
وعبّرت ماي خلال اللقاء عن الدعم البريطاني القوي لـ«رؤية السعودية 2030»، التي اعتبرتها {خطة طموحة لإصلاحات داخلية تهدف إلى خلق اقتصاد مزدهر ومجتمع ينبض بالحياة}، مضيفة أنها «شروط أساسية لضمان استقرار المملكة العربية السعودية ونجاحها على المدى الطويل».
وعقب اجتماع «مجلس الشراكة الاستراتيجية»، تلقى ولي العهد السعودي ورئيسة الوزراء إحاطة من قبل مسؤولين أمنيين بريطانيين حول قضايا السياسة الخارجية، بما فيها اليمن. واتفق الأمير محمد بن سلمان وتيريزا ماي على أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع والمعاناة الإنسانية في اليمن. كما شدد الجانبان على أهمية العمل معاً لمواجهة نشاط إيران الإقليمي المزعزِع للاستقرار ودعم جهود إعادة إعمار العراق.
وذكر مكتب رئيسة الوزراء أن «زيارة ولي العهد السعودي ستدشن حقبة جديدة في علاقتنا مع أحد أقدم حلفائنا في منطقة الشرق الأوسط».
...المزيد



اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».