متحف «باكايمبو» في ساو باولو يكشف عن سر شغف البرازيليين بكرة القدم

يضم أكثر من ألف كتاب وصورا تعود إلى مونديال 1970

إحدى زوايا المتحف وتظهر صور قديمة للنسخ الأولى من المونديال
إحدى زوايا المتحف وتظهر صور قديمة للنسخ الأولى من المونديال
TT

متحف «باكايمبو» في ساو باولو يكشف عن سر شغف البرازيليين بكرة القدم

إحدى زوايا المتحف وتظهر صور قديمة للنسخ الأولى من المونديال
إحدى زوايا المتحف وتظهر صور قديمة للنسخ الأولى من المونديال

في الوقت الذي يتنفس فيه البرازيليون كرة القدم، نظرا لإقامة أهم البطولات الكروية على أراضيها هذه الأيام، قد يتبادر إلى ذهن زوار المونديال، من أين لهم كل هذا الشغف بتلك الرياضة. إن كان هناك مكان يشرح الأسباب ويقدم الأجوبة على هذه التساؤلات، فهذا المكان هو متحف كرة القدم، الذي يقع في ملعب باولو ماشادو دي كارفالهو، المعروف على نطاق واسع باسم «باكايمبو».
يضم المتحف صورا وأشرطة فيديو وتسجيلات صوتية، بالإضافة إلى كتب ومواد تفاعلية أخرى تحكي تاريخ كرة القدم في البلاد. وعند دخولك إلى هناك، فعليك أن تحرص على ألا تصبح شغوفا بكرة القدم مثل البرازيليين، إذ إنك ستذهل عند اكتشافك لجميع الحكايات والقصص التي تقف وراء فوزهم بخمسة ألقاب في كأس العالم.
يعمل المتحف في كل أرجائه بالتكنولوجيا المتطورة، فهو مزود بلوحات تعرض صور لاعبين برازيليين بارزين، مثل بيليه، وجارينشا، وروماريو، وروبرتو كارلوس، وتوستاو، ورونالدينيو، وبيبيتو وريفيلينو، بالإضافة إلى نجوم آخرين حفروا أسماءهم في قلوب هذا الشعب الذي يفخر بإنجازات هؤلاء وزملائهم.
ولكن قبل وجود كل صانعي الألعاب بكثير، كان المسؤول عن إدخال كرة القدم في البرازيل عام 1894 رجلا من أصول إنجليزية، يدعى تشارلز ميلر. لقد مرت 120 عاما على ممارستهم لكرة القدم والارتقاء بها. وبالمناسبة، تأسس أول فريق محترف برازيلي أيضا بمساعدة ميلر: وكان هذا النادي هو ساو باولو الرياضي، الذي أنشئ عام 1896.
ما الذي كان يحدث في البرازيل في ذلك الوقت؟ إذا كنت تريد أن تعرف الإجابة عن ذلك، فالمتحف يطلعك أيضا على كل ما يدور ببالك. إذ يوجد في إحدى زوايا المتحف كل شيء متعلق بتلك الفترة، حيث ستجد 431 صورة جرى التقاطها، بشكل أساسي، في كل من ريو دي جانيرو وساو باولو، حيث تصور المجتمع المحلي إبان الوقت الذي قرر فيه ميلر تعليم البرازيليين كيفية ركل الكرة.
وكما هو معلوم، فاز البرازيليون بكأس العالم خمس مرات في نسخ أعوام 1958 و1962 و1970 و1994 و2002. ولا تمثل جميع هذه البطولات مجرد فوزا ببطولة للبرازيليين؛ بل إنها أصبحت جزءا من هوية الشعب.
ويمكن معرفة كيفية حدوث كل ذلك من خلال أشرطة الفيديو والتسجيلات الصوتية التي يجري عرضها في المتحف. ولا يتجاهل المعرض حتى ما يسمى بـ«ماراكانازو»، وهو ذلك الحدث الشهير الذي يخلد ذكرى خسارة البرازيل للمباراة النهائية ضد أوروغواي في استاد ماراكانا بمدينة ريو دي جانيرو، في نسخة كأس العالم 1950.
ويقول كارلوس تابيا، وهو مدرب كرة القدم الأميركية الذي كان يزور المكان «أنا سعيد، لأن هذا الشيء غير معروض على شاشة التلفزيون». وأضاف أن «مشاهدة البطولة، والحضور إلى البرازيل أثناء إقامة نهائيات كأس العالم، والقدوم إلى المتحف هو شغف كبير. ولا يمكن أن يضاهيه أي شيء آخر».
وجاء سعيد غيلن، وهو مكسيكي يعمل في مجال التسويق، إلى البرازيل للسياحة وأيضا ليشهد أجواء كأس العالم، حيث ذكر غيلن «إن الأشياء التي تراها هنا هي التي تدفع للتحرك». وفي رأيه عن المتحف، قال غيلن: «إنه يجعلك تدرك السبب الذي يجعل الناس هنا متحمسون».
وقالت أنجيلا يلك، وهي أسترالية تعمل مديرة لأحد المتاجر ببلادها، إن الناس في أستراليا ليسوا متحمسين لكرة القدم كما هو الحال في البرازيل. وأوضحت أنجيلا قائلة: «إنها لعبة شعبية، ولكن الأستراليين ليسوا شغوفين بها بنفس الدرجة هنا». ربما السبب وراء ذلك هو أنه لم يأت في تاريخ أستراليا لاعب مثل إديسون أرانتيس دو ناسيمنتو، المعروف باسم «بيليه»، الذي سجل 1282 هدفا في مسيرته الكروية التي استمرت من عام 1956 إلى 1977.
ولكن إذا كنت من النوع الذي يفضل القراءة عن زيارة أورقة المتاحف، يمكنك الاستمتاع بالمركز المرجعي لكرة القدم البرازيلية، الذي يقع في غرفة داخل المتحف نفسه. وتضم تلك الغرفة 1133 عنوانا مفهرسا، بما في ذلك جميع الألبومات الرسمية التي تضم ملصقات كأس العالم منذ عام 1970.
أما إن كنت تود فقط الحصول على قسط من المرح؟ يوجد الكثير من عوامل الجذب التفاعلية لأولئك الذين يرغبون في ممارسة قدراتهم في كرة القدم، سواء كانت كرة القدم الحقيقية أو تلك التي تمارس على الطاولة وتعرف بلعبة «بيبي فوت»، ليس عليك سوى أن تختار أفضل طريقة تناسبك، مع تمنياتنا لك برحلة سعيدة عبر تاريخ أفضل كرة قدم في العالم.



جبل طارق تتّهم إسبانيا بـ«انتهاك صارخ للسيادة البريطانية»

أفراد من الجمارك الإسبانية في مركبهم (أ.ف.ب)
أفراد من الجمارك الإسبانية في مركبهم (أ.ف.ب)
TT

جبل طارق تتّهم إسبانيا بـ«انتهاك صارخ للسيادة البريطانية»

أفراد من الجمارك الإسبانية في مركبهم (أ.ف.ب)
أفراد من الجمارك الإسبانية في مركبهم (أ.ف.ب)

اتّهمت جبل طارق، الجمعة، إسبانيا بارتكاب «انتهاك صارخ للسيادة البريطانية» بعد واقعة على أحد شواطئها تعرّض خلالها عناصر في الجمارك الإسبانية لهجوم من المهربين، وأطلقت خلالها أعيرة نارية.
وقال رئيس الوزراء في جبل طارق فابيان بيكاردو إن «الأدلة المتّصلة بهذه الواقعة تبيّن انتهاكا صارخا للسيادة البريطانية، في واقعة قد تكون الأكثر جدية وخطورة منذ سنوات عدة».
وسجّلت الواقعة صباح الخميس حين تعطّل طراد تابع للجمارك الإسبانية خلال ملاحقته أشخاصا يشتبه بأنهم مهرّبو تبغ قبالة سواحل جبل طارق، وفق ما قال مصدر في وكالة الضرائب الإسبانية المكلّفة الشؤون الجمركية لوكالة الصحافة الفرنسية.
وبعدما لفظت الأمواج العاتية الطراد على الشاطئ، حاصر عدد من الأشخاص العنصرين اللذين كانا على متنه وعمدوا إلى رشقهما بصخور، بعضها تخطّت زنتها ثلاثة كيلوغرامات، وفق المصدر. فرد العنصران بإطلاق «أعيرة نارية في المياه في محاولة لإبعاد» أولئك الذين يرمون الصخور.
تعرض أحد العنصرين لكسر في الأنف، فيما تعرّض الآخر لكسور في الوجه ووضعه يتطّلب جراحة، وفق المصدر.
على وسائل التواصل الاجتماعي تم تداول فيديوهات يبدو أنها تظهر أعيرة نارية يتم إطلاقها خلال الواقعة، لكن لم يتّضح مصدرها.
وقال بيكاردو «إذا تأكد أن مسؤولين إسبانيين أطلقوا النار من أسلحتهم في جبل طارق، فإن عملا كهذا سيشكل انتهاكا خطيرا للقانون». ووصف الواقعة بأنها عمل «متهور وخطير، خصوصا في منطقة ذات كثافة سكانية نظرا لقربها من مبانٍ سكنية في المنطقة».
واعتبرت حكومتا جبل طارق والمملكة المتحدة أن الوقائع «ستتطلب دراسة متأنية لطبيعة الرد الدبلوماسي ومستواه».
واستخدمت شرطة جبل طارق وجنودها أجهزة الكشف عن المعادن في إطار البحث عن مظاريف الرصاصات على الشاطئ، وفق مشاهد بثها تلفزيون جبل طارق.
وجبل طارق عبارة عن جيب بريطاني صغير في الطرف الجنوبي لإسبانيا، ولطالما شكلّ مصدرا للتوتر بين مدريد ولندن.
على الرغم من تخلي إسبانيا عن جبل طارق لبريطانيا في العام 1713، لطالما سعت مدريد لاستعادة هذه المنطقة التي يدور نزاع شائك حولها منذ عقود. وبلغت التوترات ذروتها في العام 1969 حين أغلق نظام الديكتاتور فرانشيسكو فرانكو الحدود التي لم تُفتح كلياً إلا في العام 1985.