نظارات «حرب النجوم: تحدي الفرسان»... مثال مبهر على نجاح تقنية الواقع المعزز

تدعم الكثير من الهواتف الجوالة وتقدم أنماط لعب فضائية ممتعة وتتفوق على نظارات الواقع الافتراضي

لعبة الشطرنج الفضائية بتقنية الـ«هولوغرام» - النظارة  والسيف الضوئي وكرة التوجيه
لعبة الشطرنج الفضائية بتقنية الـ«هولوغرام» - النظارة والسيف الضوئي وكرة التوجيه
TT

نظارات «حرب النجوم: تحدي الفرسان»... مثال مبهر على نجاح تقنية الواقع المعزز

لعبة الشطرنج الفضائية بتقنية الـ«هولوغرام» - النظارة  والسيف الضوئي وكرة التوجيه
لعبة الشطرنج الفضائية بتقنية الـ«هولوغرام» - النظارة والسيف الضوئي وكرة التوجيه

انتعش قطاع نظارات الواقع الافتراضي Virtual Reality خلال السنوات القليلة الماضية بإطلاق الكثير من الشركات نظارات مميزة، مثل نظارات «بلاي ستيشن في آر» من «سوني»، و«أوكيولوس ريفت» من «فيسبوك»، و«فايف» من «إتش تي سي»، وغيرها. ولكن قطاع نظارات الواقع المعزز Augmented Reality لم يستطع التقدم بالشكل المرجو. ولكن «لينوفو» طورت نظارات مميزة اسمها «ميراج» Mirage تعمل بهذه التقنية وتستهدف عشاق سلسلة أفلام «حرب النجوم»، مطلقة على أول إصدار منها اسم «حرب النجوم: تحدي الفرسان» Star Wars: Jedi Challenges، واختبرتها «الشرق الأوسط» قبل إطلاقها في المنطقة العربية، ونذكر ملخص التجربة.

الواقع المعزز

نبدأ بتعريف تقنية «الواقع المعزز»، حيث إنها عبارة عن إضافة مجسمات رسومية إلى البيئة الحقيقية من حول اللاعب، سواء من خلال الهاتف الجوال أو أجهزة مختلفة، أو نظارات متخصصة. ولعلك قد تفاعلت مع جزء يسير منها إن كنت من مستخدمي تطبيق «سنابتشات»، حيث إنه يضيف مؤثرات بصرية إلى وجه المستخدم وتظهر نتيجتها على شاشة الهاتف. وهذه التقنية معقدة للغاية، ذلك أنه يجب عليها التعرف على البيئة من حول المستخدم أثناء تحريك الكاميرا ومحاكاة الرسومات بشكل دقيق فوق البيئة لتظهر على وجه المستخدم دائما بالصيغة المفترضة ولا تبتعد عنه، أو لتعرض حيوانات أليفة فوق منضدة المنزل، أو مخططات هندسية للمبنى الذي يوجد فيه المستخدم، وغيرها.
وبالعودة إلى نظارات «حرب النجوم»، فهي عبارة عن نظام مكون من 3 عناصر: الأول هو النظارة نفسها، والثاني هو سيف ضوئي يحمله المستخدم بيده، والثالث هو كرة توجيه مضيئة توضع في منتصف الغرفة لتشكل نقطة مرجعية للنظارة لتعرف مكان المستخدم وترسم البيئة الرقمية حول الكرة بالشكل الصحيح.
وتتكون النظارة من وحدة خاصة يضع فيها المستخدم هاتفه الجوال (من طرز مختلفة، وليس فقط من إنتاج شركة «لينوفو» أو «موتو» التي تملكها «لينوفو»)، ومن قطعة بلاستيكية شفافة ليرى المستخدم البيئة من خلالها، ومرآة خاصة تعكس الصورة لتظهر أمام المستخدم ولا تعيق نظره، في وزن خفيف ومريح للاستخدام في الجلسات الطويلة. وبالنسبة للسيف المضيء، فجودة تصنيعه عالية جدا وهو مليء بالتفاصيل التي تقارب السيف الضوئي المستخدم في سلسلة أفلام الخيال العلمي المشهورة. ولدى الإمساك به وتفعيل النظام، سيرى المستخدم حزمة ضوئية تخرج منه ليدخل اللاعب في عالم فرسان حرب النجوم ويصبح واحدا منهم، وهو حلم لجميع محبي هذه السلسلة. ويمكن شحن السيف من خلال منفذ «مايكرو يو إس بي». العنصر الثالث هو كرة التوجيه المضيئة خفيفة الوزن والمصنوعة من المطاط وتعمل ببطاريتين قياسيتين.
وبعد إعداد هذه العناصر، يجب تحميل اللعبة من متجر التطبيقات في الإنترنت، والتي تحمل الاسم نفسه Star Wars: Jedi Challenges. وبعد الانتهاء وتشغيل اللعبة، ستظهر أمام المستخدم شاشة البدء التي تطلب منه تشغيل كل عنصر وتفعيل اتصال «بلوتوث» والملاحة الجغرافية في هاتفه ليرتبط الهاتف بالنظارة والسيف الضوئي، ليبدأ بعدها اللاعب مغامرته الخيالية في منزله. وتنصح الشركة اللعب في منطقة تبلغ أبعادها 3 أمتار ونصف في متر ونصف، مع الابتعاد عن ضوء الشمس المباشر وإضاءة مصابيح النيون.

ألعاب ممتعة

ويمكن للاعب الاختيار من بين 3 ألعاب موجودة حاليا، هي قتال الأعداء بالسيف الضوئي، ولعبة الشطرنج الفضائية التي تعرض المجسمات بتقنية الـ«هولوغرام» Hologram المجسمة والمثيرة للاهتمام، بالإضافة إلى اللعب بالمراحل الاستراتيجية التي تطور أسلحة اللاعب والقوات المساندة له.
وبالنسبة لقتال الأعداء بالسيف الضوئي، فيجب على اللاعب في هذا النمط قتال رجال آليين أشرار يهاجمونه، وذلك إما بضربهم بالوحدة الضوئية للسيف أو استخدامه لرد الطلقات النارية نحوهم بشكل يشابه ذلك الموجود في سلسلة الأفلام. ويمكن بعد ذلك اختيار الكوكب الذي يرغب اللاعب بالقتال فيه، والذي سيقدم مجموعة جديدة من الأعداء بصعوبة أعلى. وسيستطيع اللاعب قتال كثير من الشخصيات المشهورة في السلسلة، مثل Darth Maul وKylo Ren وDarth Vader. ويمكن قيادة كثير من المركبات المشهورة في السلسلة في نمط المراحل الاستراتيجية، مثل X - Wing وAT - AT، وغيرها. ويجب على اللاعب في هذا النمط أخذ دور الجنرال الحربي وقيادة القوات وبناء الدفاعات اللازمة وطلب الهجمات الجوية ضد الأعداء، وغيرها.

مزايا مبهرة

ونظرا لأن هذه النظارة تعرض البيئة من حول المستخدم من دون شاشة أمامه، فستكون تجربتها مريحة ولن ترهق عينيه، الأمر الذي طالما أتعب مستخدمي نظارات الواقع الافتراضي في الجلسات المطولة. أضف إلى ذلك أن اللاعب يرى جميع عناصر البيئة من حوله، الأمر الذي يعني أنه لن يصطدم بها أثناء اللعب، على خلاف نظارات الواقع الافتراضي التي جعلت الكثير من اللاعبين يصطدمون بشاشاتهم أو الجدران أو حتى الأهل والأصدقاء من حولهم دون إدراكهم موقعهم الحالي، نظرا لأنهم يرون بيئة رقمية بالكامل في الواقع الافتراضي تعزلهم عن العالم الحقيقي من حولهم.
ويعتبر هذا النظام الوسيلة الوحيدة إلى الآن التي يمكن للمستخدم فيها أخذ دور فارس فضائي وقتال الأعداء في بيئة سلسلة أفلام «حرب النجوم» بانغماس كامل، وليس من خلال أداة تحكم أو لوحة مفاتيح أثناء الجلوس على كرسي أو أريكة أمام التلفاز واللعب بلعبة عادية، وهي أيضا واحدة من أفضل الأمثلة على نجاح تقنية الواقع المعزز لدى تطويرها بمعايير عالية، ومن شأنها تقديم الكثير من ساعات المتعة. وتعد الشركة بالمزيد من التوافق مع الهواتف المختلفة (تدعم النظارة حاليا هواتف «آيفون 10 و8 بلاس و8 و7 بلاس و7 و6 إس بلاس و6 إس و6 بلاس و6» و«غالاكسي إس 8 وإس 7 إيدج وإس 7» و«غوغل بكسل إكس إل وبكسل» و«موتو زيد 2 فورس إيديشين» و«إل جي جي 6».
ويبلغ وزن النظارة 477 غراما (تحتوي على أزرار الاختيار والإلغاء وعرض القائمة)، ويبلغ وزن السيف الضوئي 275 غراما، بينما يبلغ وزن كرة التوجيه الضوئية 117 غراما. ويبلغ سعر النظارة 999 ريالا سعوديا (نحو 266 دولارا أميركيا)، وستُطلق في متاجر الإلكترونيات في المنطقة العربية خلال الأسابيع المقبلة. ويمكن معاينة موقع النظارة للحصول على المزيد من المعلومات
www.jedichallenges.com



معرض للتقنيات الحديثة المخصصة للصحة النفسية

جهاز استشعار اللعاب «كورتي سينس» من شركة «نيوتريكس إيه جي» وتطبيق مراقبة هرمون التوتر خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (أ.ف.ب)
جهاز استشعار اللعاب «كورتي سينس» من شركة «نيوتريكس إيه جي» وتطبيق مراقبة هرمون التوتر خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (أ.ف.ب)
TT

معرض للتقنيات الحديثة المخصصة للصحة النفسية

جهاز استشعار اللعاب «كورتي سينس» من شركة «نيوتريكس إيه جي» وتطبيق مراقبة هرمون التوتر خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (أ.ف.ب)
جهاز استشعار اللعاب «كورتي سينس» من شركة «نيوتريكس إيه جي» وتطبيق مراقبة هرمون التوتر خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (أ.ف.ب)

بات الفاعلون في القطاع التكنولوجي يوفرون مزيداً من الأجهزة الحديثة والتقنيات المخصصة للصحة النفسية، كجهاز يرصد القلق أو آخر يحدّ من تفاقم التوتر أو يسيطر على نوبات الهلع.

ومن بين الشركات الناشئة المتخصصة في هذا المجال والحاضرة في معرض لاس فيغاس للإلكترونيات الذي يفتح أبوابه أمام أفراد العامة، غداً (الثلاثاء)، «نوتريكس» السويسرية التي أطلقت جهاز «كورتيسنس (cortiSense)»، القادر على قياس مستوى الكورتيزول المعروف بهرمون التوتّر.

و«كورتيسنس» عبارة عن جهاز أسطواني صغير على طرفه قطعة يمكنها جمع اللعاب، من دون اضطرار الشخص للبصق أو استخدام أنبوب، ثم يحلّل الجهاز اللعاب مباشرة. وبعد بضع دقائق، يمكن الاطلاع على النتائج عبر تطبيق في الهاتف المحمول.

وثمة جهاز منافس لـ«كورتيسنس» هو «إنليسنس (EnLiSense)» الذي يستخدم رقعة قماشية «باتش» تمتص بضع قطرات من العرق، ثم يتم إدخالها في قارئ محمول يعرض البيانات عبر أحد التطبيقات أيضاً.

يمكن لجهاز استشعار العرق القابل للارتداء الذي طوره باحثون في جامعة تكساس في دالاس ويتم تسويقه حالياً بواسطة شركة EnLiSense أن يوفر نظرة ثاقبة على مستويات الصحة والتوتر لدى مرتديه (موقع الشركة)

تقول مؤسِّسَة «نوتريكس» ماريا هان «لم يكن هناك حتى اليوم، أداة للتحكم من المنزل بمستوى هذا الهرمون»، مضيفة: «كان على الشخص إن أراد قياس مستوى الكورتيزول، الذهاب إلى المستشفى أو إرسال عينات» إلى المختبر.

في حالة كانت النتائج مرتفعة جداً، تقترح «نوتريكس» إمكانية التواصل مع متخصصين صحيين لتوفير حلّ مناسب من خلال استشارة طبية.

ترى ماريا هان أن «كورتيسنس» هو بمثابة «طبقة إضافية» من الإعدادات، ومكمّل لنظام «نوتريكس» الحالي ومنصتها «جيسنس» التي تجمع بيانات عن النوم والوزن والنشاط البدني والتغيرات في مستويات الغلوكوز.

وفي حين سيُتاح المنتج للشراء مباشرة من الأفراد، ترى هان أن النموذج يتقدّم لدى شركات التأمين الصحي والمؤسسات الرسمية والشركات أيضاً.

في النسخة الأخيرة من الجهاز، يحتفظ المستخدم بملكية بياناته الشخصية، ولكن يمكن تجميعها مع بيانات موظفين آخرين لمراقبة مستوى التوتر لدى الفريق أو العاملين في قسم واحد.

وعلى أساس هذه المعلومات، «يمكن للشركة» مثلاً أن «تقرر منح أيام إجازة إضافية» للموظف، بحسب ماريا هان.

تقول جولي كولزيت، وهي عالمة نفس من نيويورك: «هذه الأجهزة لا توفّر علاجاً ولكنها منتجات تكميلية تساعد في الكشف عن المشكلة الصحية أو تشخيصها بشكل أوّلي».

التنفّس لمواجهة التوتر

يضمّ جهاز «بي مايند» من شركة «باراكودا» الفرنسية كاميرا مدمجة قادرة على تحديد مؤشرات التوتر أو التعب، ومن ثم اقتراح أوقات للاسترخاء، إذا لزم الأمر، مع عرض صور وموسيقى هادئة.

تتميز أداة «كالمي غو» بقدرات إضافية من خلال جهازها الصغير الذي يشبه جهاز الاستنشاق المخصص لمرض الربو، الذي يمكن مسكه ويُستخدم عند حصول نوبات هلع.

أرادت رئيسة الشركة آدي والاش «ابتكار منتج يمكن أخذه إلى أي مكان ويُستخدم لتهدئة النوبة من دون الحاجة إلى تدخّل شخص آخر أو إلى تناول دواء».

يضع المستخدم فمه على الجهاز كما لو أنه يستخدم جهاز استنشاق ويتنفس بمعدل تحدده إشارات ضوئية. وبفضل الذكاء الاصطناعي، أصبح الإيقاع المحدد خاصاً بكل فرد.

بالإضافة إلى التنفس، يحفّز الجهاز الذي بيع أكثر من مائة ألف نسخة منه في الولايات المتحدة، أربعاً من الحواس الخمس، مع إشارات ضوئية، واهتزاز جسدي ينتج صوتاً أيضاً، وروائح مهدئة «لفصل الشخص عن حالة التوتر».

شعار معرض الإلكترونيات الاستهلاكية «CES» يظهر عند دخول الحضور إلى المعرض (أ.ف.ب)

تنشّط هذه العملية الجهاز العصبي السمبثاوي، الذي يبطئ نشاط الجسم ويساعد في السيطرة على المشاعر.

أجرت «كالمي غو» دراسة سريرية على محاربين قدامى عانوا من ضغط ما بعد الصدمة (PTSD) بالتعاون مع المستشفى التابع لجامعة رايخمان الإسرائيلية.

وأظهرت الدراسة انخفاضاً في القلق وأعراض اضطراب ما بعد الصدمة بعد بضعة أسابيع من الاستخدام. وبحسب أدي والاش، تمكّن بعض المرضى «من وقف علاجهم الدوائي».

كذلك، سيُعاين الزائرون في معرض لاس فيغاس للإلكترونيات «رومي»، وهو روبوت صغير «يستخدمه كثيرون في اليابان للتخفيف من شعورهم بالقلق والوحدة»، بحسب شركة «ميكسي» التي صممته.

ويرد «رومي» على مالكه المحبط بعد ليلة من العمل غير المجدي بمزحة، مقترحاً عليه مشاهدة فيلم ليسترخي. تقول جولي كولزيت: «مع طرح مزيد من الأجهزة في السوق، ربما ستهتهم أعداد إضافية من الناس بالعلاج».

من ناحية أخرى، لا تؤمن كولزيت بقدرة الروبوت والذكاء الاصطناعي عموماً على الاستجابة للأسباب الجذرية للقلق أو التعاسة. وتقول: «يحتاج المرضى لشخص كي يرشدهم، حتى يشعروا بأنّ أحداً يفهمهم وأنهم على أرضية آمنة. لا أعتقد أن الروبوت قادر على تحقيق ذلك».