غويلرمو دل تورو: كل ذلك الهراء حول نجوم السينما لا يعنيني

الفائز بأوسكار أفضل فيلم وأفضل مخرج يتحدث إلى «الشرق الأوسط»

المخرج غويلرمو دل تورو
المخرج غويلرمو دل تورو
TT

غويلرمو دل تورو: كل ذلك الهراء حول نجوم السينما لا يعنيني

المخرج غويلرمو دل تورو
المخرج غويلرمو دل تورو

> خلال الحملة التي سبقت عروض فيلم «شكل الماء» التجارية، في مطلع هذه السنة، سنحت لنا، في «جمعية مراسلي هوليوود الأجانب» فرصة لقاء المخرج غويلرمو دل تورو والممثلة سالي هوكينز. هو نال الأوسكار وهي نالت الدور. هو ضخم الجثة ورقيق الحاشية في داخله وهي رقيقة من الداخل والخارج.
كان من المبكر معرفة ما إذا كان سينال أوسكار أفضل مخرج أو أفضل فيلم كما كان مستحيلاً بعد إعلان الجوائز مقابلته لإضافة تعليقه حول فوزه. هذا سينمائي يصف نفسه بـ«المستقل عن الحياة» يعيش في عالمه الخاص. في الثالثة والخمسين من عمره. يصحو في الصباح الباكر ويعمل حتى منتصف الليل، ويقرأ ثلاثة كتب ويشاهد من ثمانية إلى تسعة أفلام كل أسبوع.

عالم خائف
> لماذا «شكل الماء» مهم لديك أكثر من سواه؟
- لي في مهنة السينما 25 سنة وأستطيع أن أقول لك إن كل أفلامي خلال هذه السنوات قادتني إلى هذا الفيلم. كنت أشبه بمن يشهق الهواء إلى داخله ويبقيه حبيس صدره طوال هذه السنوات إلى أن حققت الفيلم الذي أستطيع أن أطلق ما في داخلي بسببه.
> الشيء الخاص في هذا الفيلم، وهناك أشياء خاصة أخرى بالطبع، هو أنه أقل تعقيداً من معظم ما حققته من أعمال، خصوصاً من «متاهة بان» لكنه يوازيها عمقاً.
- سعيد لأن أسمع ذلك لأن هذا ما أراه. هذا الفيلم يسبح بطلاقة حول الموضوع الإنساني أكثر من سواه. تشعر بحيويته ويبدو كما لو أنه منفّذ من دون جهد خاص على عكس معظم أفلامي السابقة.
> ما الذي تعتقد أن الفيلم حققه في مجالات إبداعية كالتصوير أو الموسيقى؟
- كثير. في مجال الإنجازات والطموحات أعتقد أنه أنجز عدة أهداف. مثلاً هو فيلم تشويقي بمعالجة تصلح لأن تتحول إلى فيلم ميوزيكال. هو قريب من الكوميديا أيضاً ورسالة حب إلى السينما على تعدد أنواعها.
> كل دقيقتين أو ثلاث هناك مشهد ماء في الفيلم. هل كنت تقصد، ولو جانبياً، لتصوير شكل ما لما لا شكل له؟
- هذا حقيقي. لأنه لا يوجد شكل ثابت للماء صوّرناه على أشكال مختلفة، هو مجرى نهر ومستنقع ومطر وماء منساب على الأرض وحوض ماء والمشهد الكبير طبعاً للحمام وقد غرق بالماء.
> كيف صوّرت المشهد الذي نجد فيه سالي هوكينز والوحش يسبحان في غرفة الحمام الممتلئة بالماء؟
- هذا كان جهداً كبيراً بذلناه. أولاً أخذنا حوضاً كبيراً من الماء ثم بنينا حوضاً آخر أصغر قليلاً منه ووضعناه داخل الخوض الكبير. ثم أغرقنا في الحوض الأصغر كل الأدوات والتجهيزات التي في الحمام قبل المشهد. كان هدفي هو أن يعبر هذا المشهد عن عالم من الخيال الأسطوري. كما لو أن سالي هوكينز تسبح في حلم.
> شغل الكاميرا أيضاً جميل. هناك حركة دائمة.
- المشهد الأول صورناه كما لو أننا نصوّر فيلم «ميوزيكال» هوليوود قديم حيث كانت الكاميرا تنساب على نحو غير واقعي، وهذا النحو مناسب جداً هنا لأن ما نعرضه ليس الحكاية بل الفانتازيا.
> في أحد المشاهد يقول مايكل شانون، وأنا أرفع قبعتي لأدائه الذي يجعلك تجلس على حافة المقعد طوال الوقت: «إذا لم أفهمه علي أن أكرهه». طبعاً يتحدث عن الوحش لكن الدلالات سياسية، أليست كذلك؟ ما هي؟
- نحن نعيش اليوم في عالم مختزن بالخوف. ومع الخوف يأتي الكره. الشيء الوحيد الذي يستطيع تقزيمنا هو «الآيديولوجي». عندما تقوم بتقزيم شخص بكامله إلى كلمة واحدة مهما كانت هذه الكلمة التي تصفها به. إذا نجحت في تقليص ذلك الشخص إلى كلمة واحدة نجحت في قهره وعزله وهذا لأنك لا ترى الآخر كإنسان. كلمات شانون هي في هذا الإطار... هو لا يتعامل مع المخلوق بناء على معلومات ومساواة وفهم بل على أساس أنه لا يفهم ما هو ولذلك يبيح لنفسه أن يعامله بقسوة. إنها حكاية الإنسان الأبدية.

من وجهة نظر خادمة
> هل كان يمكن أن تجد ممثلة أكثر شهرة ومناسبة في الوقت ذاته؟
- ربما. لكني أنا لست فقط مخرجاً مستقلاً... أنا مستقل أساساً عن الواقع (يضحك). أنا أوجد في عالمي الخاص وكل ذلك الهراء حول النجومية لا يعنيني. ولا يهم عندي الجانب الصناعي من السينما الذي يفرض عليك تحقيق فيلم حسب لوائح وتجارب حاضرة. لدينا مفهوم خاطئ حول الممثلين. نعتقد أن الممثل الجيد هو من يلقي أو يؤدي جيداً. هذا جزء صغير من الصورة. لكي تكون ممثلاً جيداً عليك أولاً أن تكون مصغياً جيداً.
> ما علاقة فيلم جاك أرنولد «مخلوق البحيرة السوداء» بهذا الفيلم؟
- شاهدت هذا الفيلم عندما كنت في السادسة من عمري. شاهدت جوليا أدامز تسبح فوق الوحش... أمن دون علمها... هل تتذكر المشهد؟
> جيداً.
- إنه مشهد جميل أصابني بالدوخان يقع قبل أن يتحوّل الفيلم إلى حكاية رعب. بالنسبة لي هذا الوحش وسواه من وحوش أفلام الرعب ليست وحوشاً بل مخلوقات متكاملة مثيرة في حد ذاتها.
> لماذا يطلق عليك بعض النقاد وصف «مخرج أفلام رعب» بينما أفلامك ليست مرعبة بل تدور في جوانب جمالية وفانتازية.
- لقد تحدثت طويلاً في هذا الموضوع. دائماً ما كنت أقول إنني لا أخرج أفلام رعب، بل - كما تقول- أفلام فانتازية. أحب نوعاً من أفلام الرعب كذلك أنواعاً كثيرة مثل الميوزيكال والغرائبيات المختلفة وقد أقتبس منها لكني أصيغه كما أريد. وهناك معالجات متعددة لهذه الحكايات ولفيلمي أيضاً. يمكن أن تخلق سوبر هيرو في البطولة ينقذ الفتاة معتقداً أنها في خطر ولإنقاذها يدخل صراعاً مع الوحش.
> لكن ما تفترضه يؤدي إلى فيلم آخر...
- بالتأكيد وإلى رسالة سياسية مختلفة.
> عوض السوبر هيرو وضعت في البطولة امرأة تعمل في تنظيف الحمامات وضعيفة في كل شيء ما عدا الإرادة.
- صحيح جداً. كان يمكن لهذا الفيلم أن يُروى من جهة نظر شخصية مايكل شانون أو من وجهة نظر العلماء أو الجواسيس إلخ... لكنه يمضي في صورة عكسية كاملة. أقول لك أستطيع أن أصنع فيلماً عن نابليون ومعركة ووترلو من زاوية الكوّا الذي كان يصاحبه (يضحك).
> هل أنت راض عن مقارنة فيلمك بأفلام «الجميلة والوحش»؟؟
- لا. وسأخبرك لماذا. المشكلة في أفلام «الجميلة والوحش» الحديثة هي أنها توفر صورة كاملة الأوصاف للجميلة. لجانب حسن جمالها هي فتاة تجسد البراءة. هذا يحيد بالفكرة كلها لأن الفتاة لكي تلعب دوراً له قيمته عليها أن لا تكون كاملة الأوصاف.
> لذلك قدمت بطلتك خرساء.
- نعم.
> متى قررت أن تستعين بسالي هوكينز لهذا الدور؟
- شاهدتها عدة مرات والمرّة اللافتة أكثر من سواها كانت في «هابي غو لاكي». كتبت الدور لها أو لواحدة في ملامحها وخصالها حسبما أوعزت لي في أفلامها. إنها ممثلة رائعة.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.