{الشورى} يطرح تصدير البترول عبر البحر الأحمر وتوحيد أسعار الغاز محليا

انتقد ضعف دعم وزارة الشؤون الاجتماعية لبرامج المرأة والطفل

جانب من جلسة مجلس الشورى أمس (واس)
جانب من جلسة مجلس الشورى أمس (واس)
TT

{الشورى} يطرح تصدير البترول عبر البحر الأحمر وتوحيد أسعار الغاز محليا

جانب من جلسة مجلس الشورى أمس (واس)
جانب من جلسة مجلس الشورى أمس (واس)

طرح مجلس الشورى، أمس، على وزارة البترول والثروة المعدنية ضرورة الاستفادة من سواحل البحر الأحمر لتصدير النفط، في ظل ما تعيشه بعض المضايق من أعمال قرصنة وتهديدات من بعض الجهات.
وأوصى المجلس وزارة البترول والثروة المعدنية بدراسة آثار تزايد إمدادات النفط الصخري محليا وخارجيا، ومدى تأثير ذلك على المستقبل البترولي للبلاد، إضافة إلى الإسراع في إيصال شبكة الغاز للمنازل في المدن الرئيسة في المملكة.
وأشار أعضاء في المجلس إلى أهمية أن تشدد الوزارة رقابتها على الشركات التي منحت امتياز توزيع الغاز، ولفتوا إلى أهمية توحيد تسعيرة الغاز بين المناطق، وأن تنتقل المملكة إلى مرحلة تكرير النفط وعدم الركون إلى تصديره كمادة خام في ظل سيطرته على 90 في المائة من إجمالي الصادرات، وهو الأمر الذي يتطلب نشوء صناعة بترولية متخصصة تحمي الاقتصاد الوطني.
وأضاف عضو آخر أن على الوزارة دعم القيمة المضافة المحلية في قطاع البترول، مقارنة بدول أخرى كالنرويج التي تصدر الخدمات المتعلقة بصناعة البترول والغاز حتى أصبحت تمثل 35 في المائة من صادراتها، وطلب أحد الأعضاء أن يتضمن التقرير المقبل للوزارة الأثر البيئي للتعدين.
ونبه أحد الأعضاء إلى أن النفط الصخري يعتبر من مصادر الطاقة المتوافرة في المملكة، لكن ارتفاع تكاليف استخراجه هو العائق الوحيد، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار النفط دفع بالنفط الصخري إلى الواجهة، في الوقت الذي تمتلك خلاله البلاد الكثير من مكامن تلك الطاقة، وفي حال التغلب على قضية التكاليف فإنها مرشحة لأن تكون في مقدمة المستفيدين من هذا المصدر الجديد.
وأكد المجلس أن الوزارة تمنح تراخيص تحجير لاستخراج بعض الأنواع الحجرية النادرة، مثل الجرانيت وغيره، التي تدر أرباحا وفيرة على المستفيد من الترخيص دون التزامات توازي تلك الأرباح، كما أنها تخلف آثارا سلبية تؤثر على بعض المواقع التاريخية والمعالم الطبيعية، دون رقابة من وزارة البترول أو أي جهة أخرى.
وفي سياق آخر، شدد المجلس على ضرورة أن تسعى وزارة الشؤون الاجتماعية لاتخاذ الخطوات اللازمة في التخلص من بعض المهام التي تقع ضمن مسؤوليات غيرها من الجهات الحكومية، كالتسول وهروب الخادمات، والالتفات إلى تشجيع قيام الجمعيات الخيرية وتسهيل إجراءات إنشائها، لتسهم من خلال برامجها وأنشطتها في خدمة الوطن والمواطن، وأن تضع الضوابط والإجراءات الصارمة لحماية المقيمين في دور الرعاية المختلفة من العنف وسوء المعاملة.
وأوصى المجلس الوزارة بالاهتمام بالمرأة المعيلة لأسرتها، بزيادة مخصصها من الضمان الاجتماعي، ومساندتها فيما يحقق استقرارها الاجتماعي والأسري، كما طالبت بالتوسع في البرامج المتخصصة في التنمية الأسرية وتنمية المرأة والشباب والطفولة كما وكيفا، وزيادة المخصص المالي لها لتحقيق الأهداف المطلوبة منها، مستغربا ضعف دعم البرامج التي تعنى بالمرأة والطفل الذي لا يتجاوز 100 مليون ريال.
واعتبر المجلس أن المخصص الشهري من الضمان الاجتماعي لا يكفي حاجة المستفيدين، ووصفه بأنه لا يرتقي للوفاء بمتطلبات الحياة الكريمة للكثير من الأسر، ولفتت إحدى العضوات إلى ضرورة إحداث تغييرات جذرية في الوزارة والاستعانة بكوادر قيادية على أعلى مستوى.
وانتقد أحد الأعضاء غياب تقرير الوزارة عن مرضى التوحد، رغم أن هناك أكثر من 200 ألف مصاب بمرض التوحد وجزءا كبيرا منهم يحرمون من أقل الحقوق مثل التعليم، على الرغم من أن قرار من مجلس الوزراء صدر قبل 14 عاما يلزم الوزارة برعاية تلك الفئة.
من جهته، اقترح أحد الأعضاء على الشؤون الاجتماعية أن تستحدث جهازا متخصصا لاختبار جودة الخدمات التي تقدمها للمستفيدين، مشيرا إلى أن إقالة الوزارة للمسؤول عن الخطأ لا تكفي، بل إن الحاجة ملحة لمعالجة الأخطاء بالتحول إلى العمل المؤسسي الذي يضمن تجويد الخدمة واكتشاف الخلل قبل وقوعه وتشخيص المشكلات.
من جهة أخرى، طالب المجلس بأن يتضمن التقرير السنوي لهيئة السياحة والآثار مؤشرات اقتصادية سنوية عن قطاع السياحة، واعتماد المخصصات المالية للبرامج والمشاريع الجديدة للهيئة المدرجة في خطة التنمية التاسعة. ولاحظ أحد الأعضاء خلو التقرير من المعلومات عن المشاريع السياحية وحجم الإنجاز فيها، كما لاحظ خلو التقرير من ذكر أعداد السياح، سواء من الداخل أو من الخارج، وطالب بالمزيد من الجهد الإعلامي للترويج للسياحة باستخدام وسائل مبتكرة ومكثفة.
واقترح عضو آخر أن تقوم الحكومة بشراء بعض المواقع التاريخية والسياحية المملوكة لمواطنين، مستغربا خلو التقرير من معلومات توضح ما تم عمله في المنطقة التاريخية في جدة، ورأى استثناء موظفي الدولة والسماح لهم بالاستثمار في إنشاء المتاحف الخاصة وتشجيعهم على العمل في الحرف اليدوية. وكان المجلس قد طالب المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بدراسة زيادة الحد الأدنى لمعاشات المتقاعدين تبعا لارتفاع مستوى المعيشة في المملكة والبدائل الممكنة للتمويل، وشدد على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة للقضاء على حالات التوظيف الوهمي.



السعودية وتايلاند لتعزيز فاعلية «مجلس التنسيق»

وزيرا خارجية السعودية وتايلاند يترأسان الاجتماع الأول لمجلس التنسيق في بانكوك (واس)
وزيرا خارجية السعودية وتايلاند يترأسان الاجتماع الأول لمجلس التنسيق في بانكوك (واس)
TT

السعودية وتايلاند لتعزيز فاعلية «مجلس التنسيق»

وزيرا خارجية السعودية وتايلاند يترأسان الاجتماع الأول لمجلس التنسيق في بانكوك (واس)
وزيرا خارجية السعودية وتايلاند يترأسان الاجتماع الأول لمجلس التنسيق في بانكوك (واس)

بحث مجلس التنسيق السعودي التايلاندي، الخميس، العلاقات الثنائية بين البلدين، ودعم تعزيز فاعليته لتحقيق أهدافه المشتركة، متطرقاً إلى ما حققته لجانه بإطلاقها أكثر من 70 مبادرة مشتركة في عدة مجالات.

جاء ذلك خلال اجتماعه الأول في بانكوك، برئاسة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، ونظيره التايلاندي ماريس سانجيامبونجسا، الذي يجسد تقدم العلاقات بين حكومتيهما، ويأتي تعزيزاً للتنسيق والتعاون بينهما في مختلف المجالات، بما يلبي تطلعات وطموحات قيادتي البلدين وشعبيهما.

وأكد الجانبان أهمية استمرار دعم وتطوير المجلس ولجانه، والتنسيق الدائم بينهما للإسهام في تعزيز فاعليته بوصفه أداة مؤسسية تؤطر عمل التعاون الثنائي، وكذلك تنفيذ التوصيات والمبادرات بمساندة أمانته العامة، معربين عن تطلعهما لعقد الاجتماع الثاني للمجلس في السعودية.

وزير الخارجية السعودي ونظيره التايلاندي بعد توقيعهما محضر اجتماع مجلس التنسيق (واس)

وتتمثل الأهداف المشتركة لإنشاء مجلس التنسيق في تعميق التعاون والترابط والتكامل بين البلدين من خلاله ولجانه المنبثقة في عدة مجالات ذات اهتمام مشترك؛ ومنها السياسية، والأمنية والدفاعية، والطاقة، والاقتصاد، والاستثمار، والتعليم، والثقافة، والسياحة، وغيرها.

وشهد الوزيران التوقيع على برنامج تعاون مشترك بين وزارة الخارجية السعودية؛ ممثَّلةً في «معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية»، ونظيرتها التايلاندية ممثَّلةً بـ«معهد ديفاونجس فاروباكارن للشؤون الخارجية».

من جانب آخر، عقدت اللجنة الاقتصادية والتجارية في المجلس، اجتماعها الأول بحضور وزيري الخارجية، حيث تهدف إلى تعزيز العلاقات عبر تبادل الخبرات والتعاون في المجالات الاقتصادية والتنموية، ومجالات الأغذية والمنتجات الصحية والحلال، والتنمية الصناعية، وإشراك القطاع الخاص لديهما في المعارض والمؤتمرات، وإزالة العقبات والتحديات التي تواجههما.

اللجنة الاقتصادية في المجلس تهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين («الخارجية» السعودية)

وأوضح عبد العزيز السكران، وكيل محافظ الهيئة السعودية للتجارة الخارجية للعلاقات الدولية، أن الاجتماع يعمل على تعزيز العلاقة بين الجانبين، ومتابعة التحديات التي تواجههما، ويعبر عن الرغبة الجادة للطرفين في تحقيق الأهداف المرجوة بما يسهم في تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وأشار السكران إلى تحقيق اللجنة أكثر من 10 إنجازات أسهمت في تعزيز العلاقات التجارية، خلال العامين الماضيين، مؤكداً الاتفاق لمواصلة العمل بالوتيرة نفسها لتحقيق مبادرات عدة في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية. إلى ذلك، استعرض وزير الخارجية السعودي مع نظيره التايلاندي، ووان محمد نورماثا رئيس البرلمان ومجلس النواب، في لقاءين منفصلين، التقدم في العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها بمختلف المجالات، كما ناقش مع سانجيامبونجسا القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

الأمير فيصل بن فرحان لدى لقائه وان محمد نورماثا في بانكوك («الخارجية» السعودية)

كان الأمير فيصل بن فرحان قد وصل، الأربعاء، إلى بانكوك، في زيارة رسمية لتايلاند، قادماً من سنغافورة؛ لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وترؤسِ وفد السعودية المشارك في أول اجتماع لمجلس التنسيق.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو أكثر من 6 مليارات دولار حتى الربع الثالث من 2024، وتُعدّ المنتجات المعدنية، والأسمدة أبرز السلع السعودية المُصدَّرة، في حين جاءت السيارات وأجزاؤها، والآلات والأدوات الآلية وأجزاؤها بوصفها أبرز السلع التايلاندية المورَّدة للسوق السعودية.