هواتف ذكية تربط بالسيارات لقيادتها وملحقات لقياس العلامات الحيوية

تقنيات متميزة في ختام المؤتمر العالمي للاتصالات الجوالة

نظام «رود ريدر» لربط الذكاء الصناعي في الهواتف الذكية لـ«هواوي» مع السيارات
نظام «رود ريدر» لربط الذكاء الصناعي في الهواتف الذكية لـ«هواوي» مع السيارات
TT

هواتف ذكية تربط بالسيارات لقيادتها وملحقات لقياس العلامات الحيوية

نظام «رود ريدر» لربط الذكاء الصناعي في الهواتف الذكية لـ«هواوي» مع السيارات
نظام «رود ريدر» لربط الذكاء الصناعي في الهواتف الذكية لـ«هواوي» مع السيارات

تنتهي اليوم في مدينة برشلونة الإسبانية فعاليات المؤتمر العالمي للاتصالات الجوالة، والذي سلط الضوء على أهم النزعات التقنية التي سنشهدها خلال هذا العام، ومنها ملحقات جديدة تطور وظائف الهواتف الجوالة، وكومبيوترات محمولة تدعم تقنية الذكاء الصناعي وأخرى تقاوم البلل، بالإضافة إلى تطوير تقنية يمكن من خلالها ربط الهاتف الجوال الذي يدعم تقنية الذكاء الصناعي مع السيارة لفهم البيئة حولها والابتعاد عن العقبات المختلفة وفقا لرد فعلها وحركتها المتوقعة، وتطوير صناعة الإلكترونيات لتصبح ذكية وتستجيب أسرع للأوامر بفضل شبكات الجيل الخامس للاتصالات وتقنية إنترنت الأشياء في المصانع لتصبح رقمية بالكامل.
وأطلقت «لينوفو» ملحقات جديدة من سلسلة «موتو مودز» Moto Mods لهاتف «موتو زيد» Moto Z تضيف المزيد من القدرات إلى الهاتف، مثل ملحق Health Mod لقياس العلامات الحيوية للمستخدم تشمل ضغط الدم الانقباضي والانبساطي. وكشفت الشركة عن كومبيوتري «يوغا 730 و530» المحمولين بإصدارات مختلفة بقطر 13 و14 و15 بوصة، وهما من فئة 2 - في - 1 المتحولة. ويدعم كومبيوتر «يوغا 730» تقنية الذكاء الصناعي لمساعدة المستخدم في أداء الوظائف اليومية إلى جانب مساعدي «كورتانا» و«أليكسا» المدمجين. كما وقدمت الشركة كومبيوترات «كرومبوك» جديدة من طراز 500e و300e و100e تقاوم البلل يمكن التفاعل مع شاشاتها باللمس، مع توفير قلم رقمي للرسم على الشاشة.
واستطاعت «هواوي» توظيف قدرات هواتفها المدعومة بتقنية الذكاء الصناعي لقيادة السيارات والتحكم بها، مطلقة اسم «رود ريدر» RoadReader على هذا المشروع بالتعاون مع شركة «بورشه» للسيارات الفاخرة. ويسمح هذا النظام بربط السيارة بالهاتف الجوال لإيجاد نظام ذكي يفهم ما يدور حول السيارة عوضا عن استجابتها للمجريات من حولها كرد فعل منعزل عن بقية العوامل. ويستطيع هذا النظام الجديد التمييز بين نحو ألف عنصر وكائن حي مختلف (مثل القطط والكلاب والكرات والدراجات الهوائية والنارية) واتخاذ المسار الصحيح وفقا للتصرف المتوقع لكل عنصر أو عقبة في طريق السيارة. ويعتمد هذا المشروع حاليا على قدرات هاتف «مايت 10 برو» في التعرف على العناصر والأشياء المختلفة. واستعرضت الشركة هذه التقنية في المؤتمر بجعل سيارة «بورشه باناميرا» تنحرف آليا عن مسارها وتناور أو تتوقف فورا لعدم صدم كلب موجود في طريقها، دون حدوث أي ضرر للحيوان الأليف.
من جهتها استعرضت «إيركسون» أهمية تركيز صناعات الأجهزة الجوالة على تخصيص الدارات الإلكترونية خلال عملية التصنيع لتصبح المصانع رقمية وذكية بالكامل، وذلك باستخدام آلاف المستشعرات اللاسلكية التي تعمل بتقنية إنترنت الأشياء وشبكات الجيل الخامس للحصول على سرعات اتصال واستجابة أعلى لأوامر البيانات، مع دعم تقنيات الحوسبة السحابية وتحليل البيانات الضخمة. وسيستطيع مديرو التقنية حول العالم مراقبة وتخصيص عملية تصنيع الدارات الإلكترونية عن بعد وتحليل آلية سير العمل بشكل فوري.
ويمكن باستخدام شبكات الجيل الخامس رفع جودة ودقة الإنتاج للروبوتات الصناعية عن بعد، ذلك أن شبكات الجيل الخامس تقدم سرعات استجابة تقل عن 5 ملي ثانية من لحظة إرسال الأمر، مقارنة بأقل من 30 ملي ثانية في شبكات الجيل الرابع الحالية، أي أن شبكات الجيل الخامس تقدم على الأقل 6 أضعاف سرعة الاستجابة مقارنة بشبكات الجيل الرابع. كما تعمل الشركة على تطوير جودة تقنيات الواقع الافتراضي من حيث العتاد Hardware والبرمجيات والتصاميم، وذلك بهدف جلب التقنية إلى مستويات تحاكي الواقع وبتكلفة أقل بكثير مقارنة بالتقنيات الحالية، وذلك في خلال السنوات القليلة المقبلة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».