فن «القمرية» مهدد بالاندثار من العمارة اليمنية

تزين واجهات المباني القديمة في صنعاء وتجذب انتباه الزائرين

تجمع بين الأصالة والمعاصرة في العمارة اليمنية
تجمع بين الأصالة والمعاصرة في العمارة اليمنية
TT
20

فن «القمرية» مهدد بالاندثار من العمارة اليمنية

تجمع بين الأصالة والمعاصرة في العمارة اليمنية
تجمع بين الأصالة والمعاصرة في العمارة اليمنية

تضم البلدة القديمة في العاصمة اليمنية صنعاء الكثير من المباني ذات الطراز المعماري التقليدي التي تزينها القمريات المصنوعة من الزجاج الملون في أشكال فنية بديعة. والقمرية نصف دائرة من الجص في داخلها أشكال زخرفية مختلفة تزين بالزجاج الملون فتضفي شكلا جماليا على المباني من الخارج والداخل.
وتعد «القمرية» أكثر الوحدات الفنية في العمارة اليمنية إدهاشا وجمالا، ورغم مظاهر العصرنة التي بدأت تغزو أنماط البناء في اليمن، فإن القمرية - لمرونتها وجماليتها - استطاعت أن تواكب مختلف هذه الأنماط، شكلا ومكانا، باعتبارها لازمة أساسية تجمع بين الأصالة والمعاصرة في العمارة اليمنية.
وتختلف أسعار القمريات بحسب نوعيتها وشكلها الجمالي كما يقول أحد الحرفيين، مشيرا إلى أنه يتوقف على نوع النقش والحجم والزجاج الذي منه الهندي والألماني وهذا الأخير أغلى وأجود أنواع الزجاج المستخدم في زينة القمريات، كما أنه يتميز عن مثيله بدوام ألوانه مدى الحياة على عكس الزجاج الهندي الذي يفقد بريقه وتبهت ألوانه بالتدريج مع مضي الوقت، ولذلك فغالبا ما يقع الاختيار للزجاج الهندي على قمريات الغرف العادية، أما صالات الضيوف وغرف الجلوس فلا يختار لها سوى الزجاج الألماني، مضيفا أنه أضحى من الأشياء التي يتفاخر بها اليمنيون.
وقال يمني من سكان صنعاء يدعى حمود علي فصيلة «القمريات تدي جمال من الداخل والخارج. يعني تدي منظر ممتاز بكل ما تعنيه الكلمة. لما تدخل للمكان تحصله ملون بجميع أنواعه من الأخضر.. من الأزرق.. جمال».
وتجذب القمريات التقليدية التي تزين واجهات المباني القديمة في صنعاء انتباه الزائرين الأجانب للمدينة. وقالت سائحة يابانية تدعى أكيكو نوناكا خلال جولة في البلدة القديمة «القمرية نموذج رائع للمجتمع اليمني وتاريخه وثقافته. كما تختلف تصاميمها الزخرفية من منزل لآخر».
لكن الطلب تراجع إلى حد بعيد على القمريات مع التغير الكبير الذي طرأ على أسلوب العمارة في المدن اليمنية. وبات كثير من المباني في صنعاء يستخدم النوافذ المصنوعة من الألمنيوم بعد أن أصبحت القمريات في نظر البعض من أشكال الطرز القديمة. وقال حرفي متخصص في صنع المقريات يدعى سيف الفقيه «الآن الإقبال على القمريات وما شابه القمريات خف. يعني بذلك السبب أنه يقول لك الناس ما عاد يعملوا القمريات.. قدهم يعملوا طيقان (نوافذ) ألمنيوم مع القمريات». وحتى مساكن الأثرياء في أحياء صنعاء الراقية باتت تستبدل القمريات بأنواع حديثة من الزخارف للواجهات.
وقال رجل من سكان المدينة يدعى محمد العاقل «بعض الناس الآن يقول لك هذه حاجات أصبحت موضة قديمة. يعملوا تشكيلات خاصة أصحاب البيوت الفخمة. الفلل في حي حدة في جميع المباني. أصبحت ذا الحين يعني يقول لك تخليها حجر سادة ونخليها طاقة سادة وما في داعي للقمريات». وللقمرية اليمنية تشكيلات كثيرة أشهرها الرماني والياقوتي والزنجيري.
وتوشك حرفة صنع القمريات أن تندثر مع زحف المد العصري على أسلوب العمارة في اليمن.
والقمرية عبارة عن نصف دائرة تعلو النوافذ بالواجهات الخارجية للمبنى، وإلى جانب وظيفتها الجمالية لها وظيفة أخرى في جلب مزيد من الضوء إلى داخل المبنى، ولا يعني ذلك أن القمرية لا تدخل في التشكيلات الداخلية للمنزل، لكنها حينئذ تقتصر على وظيفتها الجمالية. ويرى باحث في الموروث الشعبي أن هذا الاسم جاء بسبب الشكل الغالب على القمرية (نصف دائرة) والذي يشبه القمر في حالة عدم اكتماله، وهي تسمية تقابل تسمية (الشمسية) الحاضرة أيضا في جزء من المبنى اليمني.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT
20

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.