طرح مذكرات ميشيل بـ24 لغة قبل كتاب أوباما

مقابل عقد لنشر الكتابين بـ60 مليون دولار

ميشيل أوباما توقع على الكتاب
ميشيل أوباما توقع على الكتاب
TT

طرح مذكرات ميشيل بـ24 لغة قبل كتاب أوباما

ميشيل أوباما توقع على الكتاب
ميشيل أوباما توقع على الكتاب

في العام الماضي، وقع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وزوجته ميشيل أوباما عقداً مع شركة «بنغوين راندوم هاوس» لنشر ذكريات كل منهما مقابل 60 مليون دولار للكتابين. وأمس الاثنين، نقلت وكالة «رويترز» أن ذكريات ميشيل ستصدر في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، قبل ذكريات أوباما، التي يتوقع أن تصدر عام 2019.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن دار النشر تتوقع توزيعاً كبيراً للكتابين. وأشارت الصحيفة إلى زيادة الإقبال مؤخراً على ذكريات سيدات أميركا الأُول. في الماضي، لم تنشر كثير منهن كتب ذكريات، مثل جاكلين كنيدي، وميمي إيزنهاور، ثم نجحت ذكريات لورا بوش: «سبيكنغ فرم ذا هارت» (أتحدث من القلب)، وذكريات هيلاري كلينتون: «ليفنغ هيستوري» (تاريخ معاش).
وسيكون عنوان كتاب ميشيل أوباما هو «بيكمنغ» (أن تصير)، إشارة إلى تحولات كبيرة في حياتها، وبعض التناقضات.
ستتحدث ميشيل عن حياتها منذ الطفولة والتربية في حي ساوث سايد (حيث أكثر السكان سوداً) في شيكاغو، إلى سنوات حياتها في البيت الأبيض، كأم لابنتين وأول سيدة أميركية أولى سوداء.
وكانت ميشيل قد أصدرت بياناً قالت فيه إن الكتاب «تجربة شخصية بحتة. أتاح لي، لأول مرة، فرصة التعبير بصراحة عن مسار حياتي غير المتوقع».
وقالت الشركة الناشرة إن الكتاب سينشر في 24 لغة، في نفس الوقت، بمختلف دول العالم. وستصدره في الولايات المتحدة وكندا شركة «كراون» للنشر.
وتخرجت ميشيل من جامعة برينستون، ثم كلية الحقوق في جامعة هارفارد. وستسجل بصوتها النسخة الإنجليزية المسموعة من الكتاب، وستقوم بجولة دولية للترويج للكتاب.
ويتبرع أوباما وميشيل بجزء كبير من عائدات الكتابين إلى مؤسسات خيرية، بما في ذلك مؤسسة أوباما الخيرية، التي فعلاً أسست رئاستها في شيكاغو.
ويتوقع أن ترد ميشيل على اتهامات وجهت إليها خلال الحملة الانتخابية الأولى لزوجها، وخلال سنواتها في البيت الأبيض، ومنها أنها انتقدت البيض كثيراً. وكانت رسالة الماجستير التي كتبتها عن تجربتها كطالبة جامعية سوداء.
حتى قبل نشر الكتاب، تحدثت ميشيل عن اتهامات بأنها «امرأة سوداء غاضبة». ويتوقع أن تفصل الحديث في هذا الموضوع في كتابها.
قبل عامين، في آخر عام لميشيل في البيت الأبيض، قالت صحيفة «هافنغتون بوست» إن اتهام ميشيل بأنها «امرأة سوداء غاضبة، ليس إلا إحساس تحت السطح في المجتمع الأميركي. بل، ليست النظرة العنصرية نحو السود والسوداوات إلا إحساس تحت السطح أيضاً».
وأضافت الصحيفة: «هو إحساس خفي، أو غير مباشر، أو في العقل الباطني». ومن وقت لآخر، يصعد إلى السطح. وصعد إلى السطح بعد ما حدث خلال تشييع جثمان زعيم جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا.
كانت هذه إشارة إلى ما حدث قبل 5 أعوام، عندما توفي زعيم جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا، وسافر إلى هناك أوباما وميشيل.
وانتشرت صورة واحدة سريعاً جداً في الصحف والتليفزيونات والإنترنت، تضم هيلي شميث، رئيسة وزراء الدنمارك الشقراء الجميلة، تجلس بين الرئيس أوباما، وديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا. وفي الجانب الآخر لأوباما تجلس زوجته ميشيل.
وعندما أخرجت الشقراء تليفونها الذكي لالتقاط صورة «سيلفي» (ذاتية) لها وسط الرجلين، ظهرت تعابير الغيرة (إن ليس الغضب) على وجه ميشيل. وأثبتت ذلك صورة التقطتها مصور تابع لوكالة الصحافة الفرنسية؛ وهي الصورة التي انتشرت حول العالم سريعاً. ثم أوضحت صورة أخرى أن ميشيل، بعد صورة «الشقراء المحاطة برجلين»، تبادلت المقعدين مع زوجها، وجلست بينه وبين الشقراء. وهذه المرة، أوضحت الصورة أن أوباما يبدو غير سعيد. وأثارت الصورة وسط الأميركيين تعليقين رئيسيين: واحداً ودياً، وآخر عدائياً.
وقال أحد المعلقين: «في نهاية المطاف، ليست السيدة الأولى للولايات المتحدة إلا أنثى تحب زوجها، وتغير عليه من غيرها. وفي نهاية المطاف، ليس الرئيس الأميركي، وزعيم العالم الحر، وأقوى شخصية في كل العالم، إلا رجل، تثيره المرأة الجميلة».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».