وفاة سليم كلاس في دمشق بعد رحلة مع التمثيل لأكثر من نصف قرن

الفنان الراحل سليم كلاس في مشهد تلفزيوني بدور حلاق الحارة
الفنان الراحل سليم كلاس في مشهد تلفزيوني بدور حلاق الحارة
TT

وفاة سليم كلاس في دمشق بعد رحلة مع التمثيل لأكثر من نصف قرن

الفنان الراحل سليم كلاس في مشهد تلفزيوني بدور حلاق الحارة
الفنان الراحل سليم كلاس في مشهد تلفزيوني بدور حلاق الحارة

توفي صباح أمس الاثنين الثاني من ديسمبر (كانون الأول) في منزله بدمشق الفنان السوري المخضرم سليم كلاس، عن عمر ناهز الـ77 عاما.
وقال ابن الراحل (محمد) لـ«الشرق الأوسط» إن والده عاد قبل ثلاثة أيام من العاصمة اللبنانية بيروت حيث كان يتنقل في الأشهر الأخيرة بين بيروت ودمشق، وتوفي فجر الاثنين بشكل مفاجئ إثر نوبة قلبية حادة، وسيشيع جثمانه بعد ظهر اليوم الثلاثاء 3 ديسمبر إلى مثواه الأخير في مقبرة باب الصغير بدمشق بعد أن يصلى عليه في جامع مصعب بن عمير في منطقة البرامكة وسط العاصمة السورية، وستقبل عائلته التعازي على مدى ثلاثة أيام في صالة نور الشام بمنطقة دوار كفر سوسة بدمشق.
يجدر بالذكر هنا أن رحلة الفنان كلاس مع التمثيل تعود لأكثر من نصف قرن، حيث شارك في عشرات المسلسلات التلفزيونية الاجتماعية المعاصرة والكوميدية والشامية والتاريخية، وكان من أبرزها شخصيته في السلسلة الشهيرة «باب الحارة» في دور (أبو خاطر) حرفي النحاسيات في الحارة، كذلك اشتهر بتأديته لشخصية حلاق الحارة في عدد من المسلسلات الشامية، ومنها «بيت جدي» و«أيام شامية» و«الدبور» و«أهل الراية» و«قمر شام» و«زمن البرغوت» و«طاحون الشر» وغيرها من الأعمال التلفزيونية الشامية، كما كان حاضرا في معظم سلسلة «مرايا» الكوميدية السنوية على مدى ربع قرن مع الفنان الكوميدي السوري ياسر العظمة، وفي مسلسلات عديدة منها «يوميات مدير عام» و«على حد الهاوية». وكان للفنان الراحل حضور فني في الدراما المصرية منذ سبعينات القرن الماضي من خلال الفيلم السينمائي «ليل الرجال» مع الفنان المصري الراحل فريد شوقي. وشارك في أفلام مصرية عديدة ومنها «ناجي العلي» مع نور الشريف و«شورت وفانيلا وكاب» مع أحمد السقا وفيلم «أولاد العم» مع كريم عبد العزيز، كما شارك في الدراما العراقية من خلال الفيلم السينمائي «الرأس» للمخرج فيصل الياسري.
وعلى الرغم من أن الفنان الراحل كلاس تخرج في الجامعة باختصاص إدارة أعمال ومال، ومارس العمل المالي في البنوك، فإنه تفرغ منذ سنوات طويلة للتمثيل. ولديه ستة أولاد، صبي (محمد) وخمس بنات منهن أربع متزوجات في بيروت وواحدة في أميركا، والصبي البكر يعمل في مجال التجارة. ولا يعمل أحد من أولاده بالفن، بينما حفيده ويأخذ اسمه (سليم محمد كلاس) دخل عالم الفن مؤخرا من خلال مشاركته في أحد المسلسلات التلفزيونية الاجتماعية المعاصرة وهو «الخبز الحرام».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».