اكتشاف لأقدم رسومات الكهوف: «النياندرتال» ربما كان أول فنان في التاريخ

الجنس البشري لم يخترع التعبيرات الفنية الخلاقة

بعض رسومات نياندرتال في كهف في باسيغا في إسبانيا (جامعة ساوثمبتون عن طريق رويترز)
بعض رسومات نياندرتال في كهف في باسيغا في إسبانيا (جامعة ساوثمبتون عن طريق رويترز)
TT

اكتشاف لأقدم رسومات الكهوف: «النياندرتال» ربما كان أول فنان في التاريخ

بعض رسومات نياندرتال في كهف في باسيغا في إسبانيا (جامعة ساوثمبتون عن طريق رويترز)
بعض رسومات نياندرتال في كهف في باسيغا في إسبانيا (جامعة ساوثمبتون عن طريق رويترز)

ربما أدت رسومات قديمة ترجع إلى ما قبل 65 ألف سنة، عثر عليها في ثلاثة كهوف في إسبانيا، إلى تغيير ما يعني أن تكون إنساناً.
وتبين أن تلك الرسومات هي أول رسومات مؤكدة لإنسان نياندرتال يتم اكتشافها وتشير إلى أن الجنس البشري المعاصر لم يخترع التعبيرات الفنية الخلاقة، كما كان يعتقد من قبل، طبقاً لم نشرته دورية «العلوم وتقدم العلوم».
وتحتوي تلك الرسومات على مزيج تجريدي من الخطوط والأشكال الهندسية، بالإضافة إلى محاولات بدائية لرسم الحيوانات، وهو الأمر الذي يعتبر خطوة جديدة لكيفية تطوير الإنسان لفهمه لله والفن والدين، وهي التعبيرات الرمزية والثقافية التي يعتقد أنها تسمو بالإنسان عن المخلوقات الأخرى، طبقاً لما ذكره عالم الآثار البريطاني إليستر بايك من جامعة ساوثمبتون البريطانية من فريق البحث.
وأوضح بايك، في حديث مع صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، «أنه تقريباً تعريف الإنسان، وكيف نختلف عن الحيوانات الأخرى وفصائل القردة العليا بوجود اللغة والثقافة التعبيرية. لقد كان هناك الكثير من الجهد لمعرفة متى أصبحنا أفراداً رمزيين».
وأضاف بايك: «ربما بدأ الأمر مع نياندرتال».
وذكرت المادة المنشورة في دورية «العلوم وتقدم العلوم» أن أقدم هجرة للإنسان المعاصر لإسبانيا تمت قبل 40 إلى 45 ألف سنة، ولكن تلك الرسومات تسبق هذا التاريخ بنحو 20 ألف سنة، وهو ما يعني، كما أوضح بايك، أول دليل لا يقبل الجدل أن نياندرتال هو الذي رسمها. وتعتبر تلك أقدم رسومات معروفة في العالم طبقاً لما نشرته المجلة.
وأوضح البرفسور كريس سترينغر من متحف التاريخ الطبيعي في لندن، الذي لم يشارك في الاكتشاف، في لقاء مع شبكة هيئة الإذاعة البريطانية، أن هذه الاكتشافات «تزيل أي شكوك عما إذا كان النياندرتال قادرة على التعبيرات الرمزية، بل يؤدي إلى تضييق الهوة بين النياندرتال وبيننا».
غير أنه أكد أنه لا يوجد دليل قاطع على قدرة النياندرتال على رسم الإنسان والحيوان، لأن الحيوانات التي اكتشفها الباحثون في إسبانيا ليست ذات أصل محدد.
أما بايك فقد ذكر أنه من غير الواضح عما إذا كان الإنسان عثر على تلك الرسومات، وأضاف إليها رسومات لحيوانات غامضة، أو أنها من رسم النياندرتال.
وذكر بايك أن الهدف النهائي من هذا البحث هو معرفة كيف أصبح العقل البشري قادراً على التعبيرات الرمزية، «إلا أن ذلك في حاجة إلى مزيد من الاكتشافات الكهفية».


مقالات ذات صلة

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

يوميات الشرق زاهي حواس (حسابه على فيسبوك)

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

أكد الدكتور زاهي حواس، أن رفض مصر مسلسل «كليوباترا» الذي أذاعته «نتفليكس» هو تصنيفه عملاً «وثائقي».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

وجد علماء الأنثروبولوجيا التطورية بمعهد «ماكس بلانك» بألمانيا طريقة للتحقق بأمان من القطع الأثرية القديمة بحثًا عن الحمض النووي البيئي دون تدميرها، وطبقوها على قطعة عُثر عليها في كهف دينيسوفا الشهير بروسيا عام 2019. وبخلاف شظايا كروموسوماتها، لم يتم الكشف عن أي أثر للمرأة نفسها، على الرغم من أن الجينات التي امتصتها القلادة مع عرقها وخلايا جلدها أدت بالخبراء إلى الاعتقاد بأنها تنتمي إلى مجموعة قديمة من أفراد شمال أوراسيا من العصر الحجري القديم. ويفتح هذا الاكتشاف المذهل فكرة أن القطع الأثرية الأخرى التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ المصنوعة من الأسنان والعظام هي مصادر غير مستغلة للمواد الوراثية

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

يُذكر الفايكنغ كمقاتلين شرسين. لكن حتى هؤلاء المحاربين الأقوياء لم يكونوا ليصمدوا أمام تغير المناخ. فقد اكتشف العلماء أخيرًا أن نمو الصفيحة الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر أدى إلى فيضانات ساحلية هائلة أغرقت مزارع الشمال ودفعت بالفايكنغ في النهاية إلى الخروج من غرينلاند في القرن الخامس عشر الميلادي. أسس الفايكنغ لأول مرة موطئ قدم جنوب غرينلاند حوالى عام 985 بعد الميلاد مع وصول إريك ثورفالدسون، المعروف أيضًا باسم «إريك الأحمر»؛ وهو مستكشف نرويجي المولد أبحر إلى غرينلاند بعد نفيه من آيسلندا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

لا تزال مدينة مروي الأثرية، شمال السودان، تحتل واجهة الأحداث وشاشات التلفزة وأجهزة البث المرئي والمسموع والمكتوب، منذ قرابة الأسبوع، بسبب استيلاء قوات «الدعم السريع» على مطارها والقاعد الجوية الموجودة هناك، وبسبب ما شهدته المنطقة الوادعة من عمليات قتالية مستمرة، يتصدر مشهدها اليوم طرف، ليستعيده الطرف الثاني في اليوم الذي يليه. وتُعد مروي التي يجري فيها الصراع، إحدى أهم المناطق الأثرية في البلاد، ويرجع تاريخها إلى «مملكة كوش» وعاصمتها الجنوبية، وتقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتبعد نحو 350 كيلومتراً عن الخرطوم، وتقع فيها أهم المواقع الأثرية للحضارة المروية، مثل البجراوية، والنقعة والمصورات،

أحمد يونس (الخرطوم)
يوميات الشرق علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

اتهم علماء آثار مصريون صناع الفيلم الوثائقي «الملكة كليوباترا» الذي من المقرر عرضه على شبكة «نتفليكس» في شهر مايو (أيار) المقبل، بـ«تزييف التاريخ»، «وإهانة الحضارة المصرية القديمة»، واستنكروا الإصرار على إظهار بطلة المسلسل التي تجسد قصة حياة كليوباترا، بملامح أفريقية، بينما تنحدر الملكة من جذور بطلمية ذات ملامح شقراء وبشرة بيضاء. وقال عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس لـ«الشرق الأوسط»، إن «محاولة تصوير ملامح كليوباترا على أنها ملكة من أفريقيا، تزييف لتاريخ مصر القديمة، لأنها بطلمية»، واتهم حركة «أفروسنتريك» أو «المركزية الأفريقية» بالوقوف وراء العمل. وطالب باتخاذ إجراءات مصرية للرد على هذا

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

البحث عن 100 ألف نوع جديد من الأحياء في المحيطات

يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)
يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)
TT

البحث عن 100 ألف نوع جديد من الأحياء في المحيطات

يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)
يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)

تعُدّ محيطات الأرض، في بعض جوانبها، غريبة علينا مثلها في ذلك مثل الأقمار البعيدة داخل نظامنا الشمسي، حسب موقع «سي إن إن».
وتغطي المسطحات المائية الشاسعة أكثر عن 70 في المائة من سطح كوكب الأرض، وتشمل مناطق غامضة مثل «منطقة الشفق»، حيث يزدهر عدد استثنائي من الأنواع التي تعيش بمنأى عن متناول ضوء الشمس. وقد غامر عدد قليل من الباحثين بخوض غمار مثل هذه المناطق المبهمة.
عندما غاص العلماء في منطقة الشفق والمنطقة القائمة فوقها مباشرة في السنوات الأخيرة، عثروا على أسماك ملونة.
واليوم، تساعد ابتكارات تكنولوجية جديدة العلماء على كشف اللثام عن هذا النظام البيئي الصغير الذي جرى استكشافه في أعماق البحار في خضم عالم سريع التغير.
ويأمل الباحثون في تسليط الضوء على الحياة البحرية الخفية من خلال مشروع طموح يسمى «إحصاء المحيطات».
وتسعى المبادرة العالمية للعثور على 100.000 نوع غير معروف من الأحياء على امتداد السنوات العشر المقبلة. وفي الوقت الذي يعتقد علماء أن 2.2 مليون نوع بحري موجود في محيطات الأرض، فإن تقديراتهم تشير إلى عثورهم على 240.000 نوع فقط، حسب «إحصاء المحيطات».
من ناحية أخرى، من شأن تحديد الأنواع الجديدة تمكين أنصار الحفاظ على البيئة من إيجاد طرق لحمايتها، في خضم التغييرات التي تطرأ على الأرض بسبب أزمة المناخ.
ويحذر العلماء من أن أزمة المناخ ربما تقلل الأنواع الحية داخل «منطقة الشفق» بما يتراوح بين 20 في المائة و40 في المائة قبل نهاية القرن. وإذا لم تفلح جهود كبح جماح انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فإن التعافي قد يستغرق آلاف السنوات.
ومن ناحيتها، تنقلنا الصور والأفلام الوثائقية إلى عالم مذهل بصرياً لمملكة الحيوانات. ومع ذلك، فإن الأصوات مثل نقيق الطيور تشكل المفتاح لفهمنا لكيفية عيش الكائنات المختلفة.
جدير بالذكر أن أول تسجيل منشور لحيوان صدر عام 1910 من جانب شركة «غراموفون المحدودة»، الأمر الذي سمح للناس بالاستماع إلى شدو طائر عندليب في المنزل.
ويعد هذا التسجيل واحداً من أكثر من 250.000 قطعة أثرية ضمن مجموعة الحياة البرية بحوزة المكتبة البريطانية بلندن، التي تقيم معرضاً جديداً بعنوان «الحيوانات: الفن والعلم والصوت».