دبي تستعد لمهرجان «كانفس» عبر أعمال فنية جديدة

فكرته مستوحاة من روح المدينة التي انطلق منها

جيمس هاركينز في عروض للرسم ثلاثي الأبعاد على رمال الشاطئ - الرسم بالشريط اللاصق
جيمس هاركينز في عروض للرسم ثلاثي الأبعاد على رمال الشاطئ - الرسم بالشريط اللاصق
TT

دبي تستعد لمهرجان «كانفس» عبر أعمال فنية جديدة

جيمس هاركينز في عروض للرسم ثلاثي الأبعاد على رمال الشاطئ - الرسم بالشريط اللاصق
جيمس هاركينز في عروض للرسم ثلاثي الأبعاد على رمال الشاطئ - الرسم بالشريط اللاصق

تستعد مدينة دبي الإماراتية لتنظيم مهرجان «دبي كانفس» في دورته الرابعة، وذلك عبر استقطاب فناني الأعمال لتنفيذ أعمالهم في عدد من مناطق الإمارة الخليجية، من خلال أعمال فنية متعددة تتضمن الرسم على الجدران وفن إعادة تشكيل الأشياء وغيرها.
ويُنتظر أن يشهد المهرجان خلال الدورة الحالية أعمالا ستُنفّذ بالرسم باستخدام أدوات غير تقليدية مثل «الشريط اللاصق»، إضافة إلى الأعمال الفنية المطاطية المملوءة بالهواء، والرسم المجسم على الرّمل، وأخرى تنتمي لمدرسة «فن إعادة تشكيل الأشياء»، و«رسوم الغرافيتي المتداخلة»، وهي فنون بصرية ذات طبيعة خاصة ابتعد فيها الفنانون عن السياق التقليدي المتعارف عليه لفن الرسم، وفقاً لما ذكرته المعلومات الصادرة من برنامج «براند دبي»، الذراع الإبداعية للمكتب الإعلامي لحكومة دبي.
ووفقاً للمعلومات الصادرة أول من أمس، فإنّ نوعية الفنون التي يحرص المهرجان على استقطابها في المقام الأول، تعتمد على مدى إبداع الفنان وقدرته على المزج بين الأشكال الفنية وربط العمل الفني بالبيئة المحيطة ليظهرا وكأنّها عنصران متكاملان في إطار واحد يحفز مخيلة المتلقّي ويذكي روح الإبداع داخله.
وقالت عائشة بن كلّي مدير مشروع «دبي كانفس»، إنّ «براند دبي» استوحى فكرة المهرجان من روح المدينة التي انطلق منها؛ إذ إنّ دبي أصبحت رمزاً للإبداع الذي يمكن أن نلمسه في كل ركن من أركانها وفي كل مبادرة تخرج منها، وهي مدينة تركز اهتمامها على صنع المستقبل، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلّا بالإبداع والخروج على أنماط التفكير التقليدية، وهذه رسالة مهمة نريد أن نوصلها من خلال المهرجان، وهي أنّ الإبداع أسلوب حياة نعيش به ونستمد منه الطاقة الإيجابية للتطور».
ويشارك الفنان الأميركي «توم بوب» لأول مرة في مهرجان «دبي كانفس» الذي يعتبر من أشهر مبدعي فن «إعادة تشكيل الأشياء»، وفيه يُنتج الفنان تكوينا إبداعيا بالاعتماد على غرض موجود بالفعل في الواقع ومن ثم رسم عناصر تتكامل معه وتضفي إليه أبعادا جديدة بما يُظهر الفكرة التي يسعى الفنان إلى طرحها ويعبّر عنها في قالب مبتكر، حيث سيُنفّذ «بوب»
مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية في موقع المهرجان مستخدماً كل ما يوجد أمامه من أشياء. فيما سيقدم الرسام البريطاني سام كوكس، الشهير باسم «مستر دودل» مبتكر الأعمال الفنية باسم «اسباجيتي الغرافيتي» أو الرسم المتداخل، نظراً لتكوّنه من وحدات وأشكال وأجسام مصنفة في مجموعات متكررة، يُنفّذها الفنان على أي سطح بما يشمل الأوراق والجدران والمفروشات والملابس. وتبدو رسومات «مستر دودل» على الرغم من كثرة تعاريجها ومنحنياتها وكأنّها خط واحد متصل.
ولأول مرة سيقوم الفنان النيوزيلندي جيمس هاركينز بعروض يومية للرسم ثلاثي الأبعاد على رمال الشاطئ، حيث سيُنفّذ رسومات لمناظر طبيعية باستخدام تقنيات الخداع البصري، ما يجعلها مشابهة للرسومات ثلاثية الأبعاد التي يبدعها الفنانون على الجدران.
وتشهد دورة العام الحالي، للمرة الأولى، مشاركة فريق «تيب أوفر»، المتخصص في الرسم بالشريط اللاصق الذي يعدّ واحداً من أحدث الأشكال الفنية على الساحة العالمية، وسيقدّم الفنان البريطاني لوك إيجان، أعماله الفنية التي يستخدم في تنفيذها المطاط المملوءة بالهواء.
يُذكر أنّ الفنانين المشاركين في الدورة الرابعة من مهرجان «دبي كانفس» سيبدأون برسم أعمالهم الفنية اعتباراً من 26 فبراير (شباط) الحالي، وتستمر حتى نهاية الأسبوع الأول من شهر مارس (آذار) المقبل.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».