الإنجليز يشيدون بأداء منتخبهم رغم الهزيمة.. وبرانديللي سعيد بفوز إيطاليا

حوالي 15 مليونا تابعوا المباراة في بريطانيا.. وهودجسون ما زال واثقا من التأهل للدور للثاني

بالوتيللي نجم إيطاليا (رقم 9) يسجل برأسه هدف الفوز في مرمى إنجلترا (أ.ف.ب)
بالوتيللي نجم إيطاليا (رقم 9) يسجل برأسه هدف الفوز في مرمى إنجلترا (أ.ف.ب)
TT

الإنجليز يشيدون بأداء منتخبهم رغم الهزيمة.. وبرانديللي سعيد بفوز إيطاليا

بالوتيللي نجم إيطاليا (رقم 9) يسجل برأسه هدف الفوز في مرمى إنجلترا (أ.ف.ب)
بالوتيللي نجم إيطاليا (رقم 9) يسجل برأسه هدف الفوز في مرمى إنجلترا (أ.ف.ب)

ربما جعلت هزيمة المنتخب الإنجليزي أمام نظيره الإيطالي بهدفين مقابل هدف في مستهل مشوار الفريقين في المجموعة الرابعة لمونديال البرازيل، يواجه مهمة شاقة من أجل الصعود إلى دور الـ16، إلا أن وسائل الإعلام الإنجليزية خرجت أمس لتمدح أداء الفريق والمدرب روي هودجسون.
وقدم المنتخب الإنجليزي عرضا هجوميا جيدا، ولكن الفريق سقط بهدف ماريو بالوتيللي النجم السابق لمانشستر سيتي الإنجليزي.
وجرت المباراة متأخرة ليلا وانتهت في الساعات الأولى من صباح الأحد فلم يتسن للصحف البريطانية متابعتها، ولكن المواقع الإلكترونية أشادت بالأداء الهجومي للفريق. وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «تليغراف»: «بالوتيللي حكم على المنتخب الإنجليزي الشجاع بالهزيمة»، بينما أشاد موقع صحيفة «الغارديان» بالنجم الصاعد رحيم ستيرلينغ، 19 عاما، بعد الأداء الرائع الذي قدمه. وجاء العنوان الرئيس لصحيفة «الصن» «بالو - هيلي» بينما أشادت صحيفة «الغارديان» بأندريا بيرلو نجم وسط المنتخب الإيطالي الذي تحكم في إيقاع المباراة وكاد يسجل هدفا ثالثا رائعا.
ورغم إقامة المباراة في وقت متأخر من الليل إلا أنها حظيت بمتابعة قياسية في بريطانيا بلغت 6.‏15 مليون شخص حسب ما ذكرت محطة «بي بي سي» الناقلة للحدث. وأشارت «بي بي سي» إلى أن المباراة سجلت نسبة متابعته قياسية قبل قليل من نهاية الشوط الأول، وهو الرقم الأعلى لأي برنامج في بريطانيا هذا العام.
ويبلغ عدد سكان إنجلترا 53 مليون نسمة، مع عشرة ملايين نسمة إضافية في الدول الأخرى في المملكة المتحدة (أسكوتلندا وويلز وآيرلندا الشمالية).
لكن النتيجة المحزنة بالخسارة منعت الجماهير من الخروج للاحتفال، كما وجد المدرب روي هودجسون صعوبة في تقبلها وقال: «من الصعب دائما أن يستخلص المرء إيجابيات بعد الهزيمة في أي مباراة. حتى عندما كانت النتيجة تشير إلى تأخرنا 2 - 1 كنت أعتقد أنه يمكننا إدراك التعادل والفوز في النهاية لأننا سيطرنا تماما في الشوط الثاني». وأضاف: «الشيء الإيجابي الوحيد الذي يمكنني استخلاصه هو أن هذا بلا شك هو أفضل أداء للفريق تحت قيادتي».
ويثق هودجسون أن فريقه لا يزال يملك كل الفرص للوصول إلى دور الـ16، وقال: «بالطبع لا يزال يمكننا التأهل. نشعر بقليل من الإحباط والحزن لأن المباراة لم تخرج في صالحنا. كنا نأمل في بداية مثالية لكن نحن لا نعيش في عالم مثالي».
وأضاف: «أثق بشدة أنه يمكننا اللعب جيدا بما يكفي في المباراتين القادمتين من أجل التأهل وأنا واثق في أن اللاعبين يمكنهم تفهم الأمر بعد التغلب على آثار هذا الإحباط».
وشعر هودجسون بسعادة بالطريقة التي أبطل بها فريقه مفعول الهجوم الإيطالي لكنه انزعج من فشل لاعبيه في إرسال التمريرات النهائية بشكل صحيح، وقال: «من الصعب قليلا تقبل خسارتنا للمباراة وخصوصا عند النظر إلى قلة التسديدات على مرمانا في الشوط الثاني، لمساتنا النهائية كانت تثير الإحباط قليلا. نحن أفضل من هذا، لكن نحن فريق شاب وهذه أول كأس عالم لأكثر من نصف الفريق لذلك أعتقد أن الأمور ستتحسن بمرور الوقت».
وقال هودجسون: «فعلنا كل شيء في الشوط الثاني من المباراة ما عدا إحراز الأهداف.. لسنا من نوعية الفرق التي تلجأ إلى الدفاع.. إيطاليا تمكنت من استغلال الفرص». وأضاف: «بالطبع يمكننا العبور إلى دور الـ16، إلا أننا نشعر بالإرهاق قليلا». ويتحتم على المنتخب الإنجليزي أن يحقق نتيجة إيجابية في مواجهة منتخب أوروغواي الخميس المقبل، ويثق هودجسون في ذلك بقوله: «بالطبع يمكننا العبور إلى دور الـ16، إلا أننا نشعر بالإرهاق قليلا».
ورغم الجهد الكبير الذي قدمه في مركز لم يعتده كمهاجم وصناعته لهدف فريقه الوحيد تعرض واين روني لوابل من الانتقادات من لاعبين ومدربين سابقين عقب خسارة إنجلترا أمام إيطاليا.
وإذا كان مدرب المنتخب السابق غراهام تايلور وجد أعذارا للولد الذهبي عادا أنه لم يلعب في مركزه الأصلي كقلب هجوم صريح بل على الجهة اليسرى، فإن لاعب وسط منتخب إنجلترا السابق ألن ماليري طالب باستبعاده من التشكيلة الأساسية في المباراة المقبلة ضد الأوروغواي. وضم ماليري بالتالي صوته إلى صوت زميل روني السابق في صفوف مانشستر يونايتد بول سكولز الذي عد أن المهاجم بلغ ذروة مستواه في السنوات السابقة ولم يعد كذلك حاليا.
وتنصب الانتقادات ليس على أداء روني من الناحية الهجومية ذلك لأنه كان صاحب التمريرة الحاسمة التي جاء منها هدف التعادل من دانيال ستاريدج، بل على عدم حماية الظهير الأيسر ليتون بينز الذي عانى كثيرا في مواجهة الهجمات الإيطالية. ودافع سكولز هذه المرة عن روني بقوله: «الأمر المخيب للآمال ليس أداء روني بل المكان الذي شغله روني على أرضية الملعب. لا ألوم روني على الإطلاق فقد شغل خلال المباراة ثلاثة مراكز على اليمين ثم اليسار ثم في الوسط، علما بأنه قلب هجوم». وأضاف: «يتعين على مدرب المنتخب أن يثق بروني كقلب هجوم لأنه قادر على تسجيل الأهداف».
أما تايلور الذي أشرف على تدريب منتخب إنجلترا من 1990 إلى 1993 فقال: «عندما تكون لاعبا نجما بحجم واين روني، فإنه يتعين عليك أن تكون على حجم التوقعات وتطلعات أمة بأكملها، وإن لم تفعل فإنك ستكون عرضة للانتقادات».
وأضاف «إذا كنت لا تلعب في مركزك الأصلي فإنك قد تعاني وهذا ما حصل لروني. أود رؤيته يلعب كمهاجم صريح، لقد أثبت القدرة على تسجيل الأهداف ويجب أن نمنحه الفرصة قبل الحكم عليه».
أما ماليري لاعب منتخب إنجلترا في الستينات فقال: «يتعين على المدرب إبعاد روني عن التشكيلة الأساسية ضد الأوروغواي. لا أعتقد أنه استمتع باللعب ضد إيطاليا. صحيح أنه قام بمجهودات كبيرة لكن كم مرة سدد باتجاه المرمى».
وتلتقي إنجلترا مع الأوروغواي في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين خصوصا أن المنتخب الأميركي الجنوبي سقط بشكل مفاجئ أمام كوستاريكا 1 - 3 في مباراته الافتتاحية، ما يعني أن الخاسر من لقاء إنجلترا وأوروغواي سيحزم حقائبه باكرا. وتابع: «يجب إبقاء روني خارج التشكيلة ليكون التوازن أكبر في الفريق. لا فائدة من أن يلعب على الجهة اليسرى فهو غير فعال هناك».
أما تييري هنري مهاجم آرسنال ومنتخب فرنسا السابق واحد المحللين في إذاعة «بي بي سي» فقال: «أعتقد أن نقطة التحول في المباراة كانت في إضاعة روني لفرصة سهلة كادت تمنح التعادل لفريقه. على هذا الصعيد لا يمكن أن تضيع فرصة كهذه».
في المقابل أشاد تشيزاري برانديللي مدرب إيطاليا بالمواهب الصاعدة في إنجلترا لكنه أكد أيضا أن خططه أتت ثمارها بعد فوز فريقه 2 - 1 في مستهل منافسات المجموعة الرابعة.
وقال برانديللي: «المنطق يقول إننا لا نملك لاعبين بمثل قوة لاعبي إنجلترا لكن نملك لاعبين لديهم المهارة الخططية، في الشوط الأول استحوذنا على الكرة لفترات أطول، هذه هي طريقة اللعب ومن بين بدلاء الفريق نملك لاعبين يمكنهم إكمال المهمة. أشركنا أندريا بيرلو إلى جانب دانييلي دي روسي وماركو فيراتي من أجل الكثرة العددية في وسط الملعب وأتى الأمر ثماره».
وأضاف: «كان يجب علينا أن نؤدي بشكل جيد أمام إنجلترا التي يملك لاعبوها القدرة على تغيير اتجاهاتهم سريعا والانطلاق».
وأشار برانديللي إلى أنه كان «من الجنون» عدم توقف المباراة لوقت مستقطع حسب قانون الفيفا لشرب السوائل وسط الحرارة والرطوبة العالية لكنه ظهر سعيدا بالطريقة التي تعامل بها فريقه مع الأجواء الصعبة. وكان برانديللي هو أحد الداعمين الأساسيين لفكرة تمكين اللاعبين من الحصول على وقت مستقطع بين دقيقتين وثلاث دقائق في كل شوط لشرب المياه، من أجل منحهم الفرصة لالتقاط الأنفاس عندما تكون درجات الحرارة والرطوبة مرتفعة، في أجواء مثل التي عاشها الفريق في ماناوس. ولكن الفيفا قرر فقط أن يتم تطبيق وقت مستقطع عندما تتجاوز درجة الحرارة 32 درجة مئوية، وهو ما لم يحدث في مباراة إيطاليا مع إنجلترا.
وقال برانديللي «الأجواء المناخية كانت صعبة. عدم وجود وقت مستقطع شيء يدعو للسخرية.. إذا أردنا الإثارة والمتعة، فإنه ينبغي أن نعطي اللاعبين الطاقة من أجل اللعب». وأضاف: «عانينا من الأجواء لكن رد اللاعبون بشكل رائع على الظروف. كانت مباراة ملحمية وأشعر أن منتخب إنجلترا أحد أقوى الفرق في كأس العالم. قدمنا مباراة رائعة». وقال برانديللي: «قبل سنوات قليلة كانت إنجلترا تعتمد على التمريرات الطويلة لكنها الآن تملك فريقا يذخر بالمهارات والتمريرات السريعة القصيرة، تغير الفريق كثيرا ويملك حاليا أحد أقوى خطوط الهجوم في كأس العالم ولهذا أنا سعيد للغاية بالنتيجة».
وكان ماريو بالوتيللي قد حسم اللقاء لصالح إيطاليا بفضل هدفه بعد خمس دقائق من بداية الشوط الثاني الذي منح الآزوري 3 نقاط غالية.
وانطلق أنطونيو كاندريفا وراوغ ليتون بينز ليرسل تمريرة عرضية إلى بالوتيللي الذي قفز عاليا من دون أي مضايقة دفاعية ليحول الكرة برأسه داخل مرمى الحارس جو هارت زميله السابق في مانشستر سيتي الإنجليزي.
وكاد أندريا بيرلو يحرز الهدف الثالث لإيطاليا في الوقت المحتسب بدل الضائع لكن تسديدته اصطدمت بالعارضة. وبعد فوز كوستاريكا 3 - 1 على الأوروغواي بنفس المجموعة يرى ستيفن جيرارد قائد إنجلترا أن فريقه يجب عليه الفوز في مواجهة بطلة أميركا الجنوبية يوم الخميس المقبل وأكد أنهم قادرون على ذلك. وقال جيرارد: «كانت ليلة عصيبة. الأجواء كانت حارة ورطبة، أرضية الملعب كان صعبة وجافة. لكن هذه مجرد أعذار لا تجعلنا ننتقص من فوز إيطاليا التي كانت جيدة للغاية». وتابع: «تسبب المنافس في الكثير من المتاعب لنا في الجانب الأيسر خلال الشوط الأول لكن أجرينا تعديلات بين الشوطين وتعاملنا مع الأمر بشكل أفضل. لعبنا أغلب فترات الشوط الثاني في نصف ملعب الفريق المنافس، لكن الحظ لم يحالفنا في التسجيل».
زكان كلاوديو ماركيزيو قد وضع المنتخب الإيطالي في المقدمة بعد مرور 35 دقيقة بتسديدة من خارج منطقة الجزاء لم يستطع الحارس جو هارت التصدي لها وسط زحام المدافعين. لكن التقدم الإيطالي استمر دقيقتين فقط بعد أن انطلق روني من الناحية اليسرى في هجمة سريعة ليرسل تمريرة عرضية ممتازة إلى ستاريدج الذي حول الكرة داخل المرمى من مدى قريب.

* طبيب المنتخب الإنجليزي يصاب خلال احتفاله بهدف ستاريدج
* تعرض جاري لوين أحد أطباء العلاج الطبيعي المصاحبين للمنتخب الإنجليزي لإصابة بالغة أثناء احتفاله بهدف التعادل الذي أحرزه فريقه أمام المنتخب الإيطالي وخرج محمولا على محفة الإسعاف.
وأكدت بعض من وسائل الإعلام البريطانية أن لوين أصيب بالتواء في الكاحل أثناء احتفاله بهدف التعادل الذي أحرزه ستاريدج، مما استدعى خروجه من ملعب ماناوس محمولا على محفة «نقالة»، وتتحول السعادة إلى ألم.
وقفز لوين من على مقاعد البدلاء للاحتفال بهدف ستاريدج الذي جعل النتيجة 1 - 1 لكنه سقط بعد ذلك وسط حشد من اللاعبين وتعين حمله إلى الخارج على محفة.
وتلقى لوين علاجا طويلا قبل أن يدخل إلى غرفة الملابس. ورجحت التقارير الأولية إصابته بكسر.
وهذه ثاني مرة يتعرض فيها أحد أفراد الجهاز الفني للمنتخب الإنجليزي لإصابة إذ خضع المدرب راي لوينجتون لجراحة عاجلة في ركبته في ميامي قبل كأس العالم.



الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
TT

الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)

صادق الكنيست الإسرائيلي، في وقت مبكر الثلاثاء، بالقراءة الأولى على مشاريع قوانين «الإصلاح القضائي» المثيرة للجدل التي تقيد يد المحكمة العليا وتمنعها من أي مراجعة قضائية لبعض القوانين، كما تمنعها من عزل رئيس الوزراء. ومر مشروع قانون «التجاوز» بأغلبية 61 مقابل 52، بعد جلسة عاصفة وتعطيل طويل وتحذيرات شديدة اللهجة من قبل المعارضة، حتى تم إخلاء الكنيست بعد الساعة الثالثة فجر الثلاثاء.

ويمنح التشريع الذي يحتاج إلى قراءتين إضافيتين كي يتحول إلى قانون نافذ، حصانة لبعض القوانين التي تنص صراحة على أنها صالحة رغم تعارضها مع أحد قوانين الأساس شبه الدستورية لإسرائيل. ويُطلق على هذه الآلية اسم «بند التجاوز»؛ لأنه يمنع المراجعة القضائية لهذه القوانين.

ويقيد مشروع القانون أيضاً قدرة محكمة العدل العليا على مراجعة القوانين التي لا يغطيها بند الحصانة الجديد، بالإضافة إلى رفع المعايير ليتطلب موافقة 12 من قضاة المحكمة البالغ عددهم 15 قاضياً لإلغاء قانون. وينضم مشروع «التجاوز» إلى عدد كبير من المشاريع الأخرى التي من المقرر إقرارها بسرعة حتى نهاية الشهر، وتشمل نقل قسم التحقيق الداخلي للشرطة إلى سيطرة وزير العدل مباشرة، وتجريد سلطة المستشارين القانونيين للحكومة والوزارات، وإلغاء سلطة المحكمة العليا في مراجعة التعيينات الوزارية، وحماية رئيس الوزراء من العزل القسري من منصبه، وإعادة هيكلة التعيينات القضائية بحيث يكون للائتلاف سيطرة مطلقة على التعيينات.

كما يعمل التحالف حالياً على مشروع قانون من شأنه أن يسمح ببعض التبرعات الخاصة للسياسيين، على الرغم من التحذيرات من أنه قد يفتح الباب للفساد. قبل التصويت على مشروع «التجاوز»، صوّت الكنيست أيضاً على مشروع «التعذر»، وهو قانون قدمه الائتلاف الحاكم من شأنه أن يمنع المحكمة العليا من إصدار أوامر بعزل رئيس الوزراء حتى في حالات تضارب المصالح. وقدم هذا المشروع رئيس كتلة الليكود عضو الكنيست أوفير كاتس، بعد مخاوف من أن تجبر محكمة العدل العليا رئيس الحزب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التنحي، بسبب تضارب المصالح المحتمل الذي قد ينتج عن إشرافه على خطة تشكيل القضاء بينما هو نفسه يحاكم بتهمة الفساد. وبموجب المشروع، سيكون الكنيست أو الحكومة الهيئتين الوحيدتين اللتين يمكنهما عزل رئيس الوزراء أو أخذه إلى السجن بأغلبية ثلاثة أرباع، ولن يحدث ذلك إلا بسبب العجز البدني أو العقلي، وهي وصفة قالت المعارضة في إسرائيل إنها فصّلت على مقاس نتنياهو الذي يواجه محاكمة بتهم فساد.

ودفع الائتلاف الحاكم بهذه القوانين متجاهلاً التحذيرات المتزايدة من قبل المسؤولين السياسيين والأمنيين في المعارضة، وخبراء الاقتصاد والقانون والدبلوماسيين والمنظمات ودوائر الدولة، من العواقب الوخيمة المحتملة على التماسك الاجتماعي والأمن والمكانة العالمية والاقتصاد الإسرائيلي، وعلى الرغم من الاحتجاجات الحاشدة في إسرائيل والمظاهرات المتصاعدة ضد الحكومة. وأغلق متظاهرون، صباح الثلاثاء، بعد ساعات من مصادقة الكنيست بالقراءة الأولى على مشروعي «التجاوز» و«التعذر»، الشارع المؤدي إلى وزارات المالية والداخلية والاقتصاد في القدس، لكن الشرطة فرقتهم بالقوة واعتقلت بعضهم.

ويتوقع أن تنظم المعارضة مظاهرات أوسع في إسرائيل هذا الأسبوع. وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قد دعا، الاثنين، رؤساء المعارضة الإسرائيلية للاستجابة لدعوة الليكود البدء بالتفاوض حول خطة التغييرات في الجهاز القضائي، لكن الرؤساء ردوا بأنهم لن يدخلوا في أي حوار حول الخطة، ما دام مسار التشريع مستمراً، وأنهم سيقاطعون جلسات التصويت كذلك. وقال أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب «يسرائيل بيتنو» المعارض بعد دفع قوانين بالقراءة الأولى في الكنيست: «هذه خطوة أخرى من قبل هذه الحكومة المجنونة التي تؤدي إلى شق عميق في دولة إسرائيل سيقسمنا إلى قسمين».

في الوقت الحالي، يبدو من غير المحتمل أن يكون هناك حل وسط على الرغم من دعوات الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لوقف التشريع. وكان قد أعلن، الاثنين، أنه يكرس كل وقته لإيجاد حل لأزمة الإصلاح القضائي، قائلاً إن الوضع هو أزمة دستورية واجتماعية «خطيرة للغاية». ويرى هرتسوغ أن خطة التشريع الحالية من قبل الحكومة خطة «قمعية» تقوض «الديمقراطية الإسرائيلية وتدفع بالبلاد نحو كارثة وكابوس». وينوي هرتسوغ تقديم مقترحات جديدة، وقالت المعارضة إنها ستنتظر وترى شكل هذه المقترحات.

إضافة إلى ذلك، صادق «الكنيست» بالقراءة الأولى على إلغاء بنود في قانون الانفصال الأحادي الجانب عن قطاع غزة، و4 مستوطنات في شمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد 18 عاماً على إقراره. ويهدف التعديل الذي قدمه يولي إدلشتاين، عضو الكنيست عن حزب الليكود ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إلى إلغاء الحظر على المستوطنين لدخول نطاق 4 مستوطنات أخليت في الضفة الغربية المحتلة عام 2005، وهي «جانيم» و«كاديم» و«حومش» و«سانور»، في خطوة تفتح المجال أمام إعادة «شرعنتها» من جديد. وكان إلغاء بنود هذا القانون جزءاً من الشروط التي وضعتها أحزاب اليمين المتطرف لقاء الانضمام إلى تركيبة بنيامين نتنياهو. ويحتاج القانون إلى التصويت عليه في القراءتين الثانية والثالثة ليصبح ساري المفعول.