فيلمان عن الناس والحب والهجرة وكوميديا إيرانية ركيكة

«الشرق الأوسط» في مهرجان برلين الدولي - 5 -: ‪هل مهرجان برلين مصاب بالتخمة... ولمن تؤول رئاسته بعد عامين؟

لقطة من «ترانزيت»
لقطة من «ترانزيت»
TT

فيلمان عن الناس والحب والهجرة وكوميديا إيرانية ركيكة

لقطة من «ترانزيت»
لقطة من «ترانزيت»

سؤالان طافا في بال كثير من الموجودين، خلال أيام الدورة 68 من مهرجان برلين التي بدأت في الـ16 من الشهر، وتختتم في الـ25 منه.
الأول سرّ وجود عدد من الأفلام المتسابقة غير المدعومة بالمستوى الفني اللازم لاشتراكها في مسابقة مهرجان رائد كهذا.
الثاني عمن سيخلف رئيس المهرجان الحالي، دييتر كوزليك، عندما تنتهي ولايته في مطلع مايو (أيار) العام المقبل.
ليست هناك من طريقة لمعالجة الوضع الأول. نظرياً، فإنّ الأفلام المنتقاة هي من بين أفضل ما أنتج عالمياً، إلا إذا تدخلت عوامل أخرى غير معروفة. كما أن هذه الحالة قد تقع في أي مهرجان آخر صغيراً كان أم كبيراً. وبالنسبة للمهرجانات الأولى التي على غرار برلين ومنافسيه، «كان» وفينيسيا، فإن هذا سبق له أن حدث عدة مرّات، تحت عاملين رئيسيين: إمّا لجنة لديها تحبيذها الخاص، وإما أن المقتَرَح عليها من أفلام يحتوي على قليل من الأعمال البديعة.
الموضوع الثاني الذي هو أكثر انتشاراً في الواقع لا يقل أهمية. المهرجانات الكبيرة حول العالم لا تنتظر حتى الأشهر الأخيرة من السنة لكي تعلن مَن سيكون خليفة رئيسها أو مديرها الفني، بل تخطّط لذلك قبل وقت طويل. وخطة وزيرة الثقافة والإعلام مونيكا غروترز هي الإعلان عن الرئيس المقبل في غضون هذا الصيف حتى يلتحق بالرئيس الحالي كوزليك فيتعلم منه ما يجب عليه معرفته قبل أن يحمل بطيخات الدورة الـ70 سنة 2020.
في طيات ذلك الهدف تعيين لجنة سينمائية عليا تدرس وتقترح وتتألف من ألمان وغير ألمان فالوزيرة صرّحت في مؤتمر صحافي بأنّه ليس من الضروري أن يكون رئيس المهرجان ألمانيّاً، معيدة للأذهان الدورات السابقة التي رأسها السويسري موريتز دهدلن بنجاح ملحوظ آنذاك.
بعض منتقدي كوزليك يقولون إن المهرجان مصاب بالتخمة لاحتوائه على أكثر مما يجب من أفلام في أكثر مما يجب من أقسام وتظاهرات. لكن وإن كان هناك أكثر من 300 فيلم تتوزع على عشرة أقسام، فإن الزخم والحجم اللذين يتمتع بهما برلين هما التميّز المهم الذي يفصله عن المهرجانات الكبيرة الأخرى. طبعاً سينجح إذا ما قلص عدد تظاهراته وأقسامه إلى النصف، ما يمكنه من الاستغناء عن ثلث عدد أفلامه أو أكثر، لكنه قد يصبح نسخة قريبة أكثر من فينيسيا.
من أجمل ما يتحلّى به هذا المهرجان، ومهرجانات دولية أخرى، غياب الشللية؛ لا تستطيع أن تمد أصبعك نحو فئة وتسميها شلّة. هناك موظفون من شتّى المضارب والمشارب يعملون معاً لهدف واحد ولن تجد أن لفيفاً منهم يفرض خطاً خاصّاً به أو يفرض وصاياه ومصالحه وعلاقاته الخاصة، مفضلاً إياها على مصلحة المهرجان ككل.

أشباح وضباب

المؤكد بالنسبة للعروض ذاتها أنها حافظت على تنوّعها وأثار بعضها اهتماماً سياسياً ليس غريباً عن مهرجان برلين، كونه حافظ على دوره كوسيط بين اتجاهات العالم السياسية منذ أن كانت هناك أوروبا شرقية وأخرى غربية.
لجانب «7 أيام في عنتبي» الذي حصد فتوراً بين معظم النقاد، شاهدنا «ترانزيت» الذي يتمحور حول التجربة اليهودية خلال الحرب العالمية الثانية. هذه التجربة التي يتكرّر الغوص فيها مع تكرار كثير من الأفلام التي تتطرق إلى تلك الأحداث التي شهدتها أو جاورتها. كثير من هذه الأفلام تبدو كما لو كانت نتاج جهاز لصناعة المعلّبات، لكن من حين لآخر يأتي ما هو مختلف (بصرف النظر عن مستواه الفني) و«ترانزيت» للألماني كرستيان بتزولد هو أحدها... وليس على نحو كامل أساساً.
ففي حين تقبع كثير من تلك الأفلام في زوايا ميلودرامية متكرّرة حول ما حدث ونتائجه، يتخلص الألماني بتزولد من تبعات تلك المعالجات ويؤم حكاية جديدة بأسلوب عمل جيد في غالبه. بطله هو كاتب اسمه جورج (فرانز روغوفسكي) النازح إلى مرسيليا لكي يهاجر إلى القارة الأميركية عبر البحر. كان حصل على أوراق كاتب يهودي أقدم على الانتحار هرباً من مصير محتم اسمه وايدل، من بينها أوراق هوية؛ فإذا بالسلطات التي تمنح تأشيرات الهجرة تمنحه تأشيرتها على هذا الأساس الذي بات يفرض عليه التحوّل إلى شخص آخر سواه. هو الآن في أحد تلك النزُل الصغيرة القريبة من المرفأ ينتظر الإبحار على متن إحدى تلك البواخر المزدحمة. خلال ذلك يتعرّف على نزلاء آخرين طامحين لمغادرة رصيف المدينة بينهم ولد اسمه إدريس وامرأة يهودية كذلك على زوجة وايدل التي لا تدري بعدُ أن زوجها مات ولا أنّ جورج قد استولى على شخصيته ولو بالصدفة.
من المفترَض أن الأحداث تقع، كما في المصدر المتمثل في رواية وضعتها سنة 1942 آنا سيغر، وهي ذاتها التي وضعت عدة روايات عن الحقبة النازية في الثلاثينات والأربعينات من بينها ما حوّل إلى السينما «ستّة»، أبرزها فيلم فرد زنيمان الأميركي «العبور السابع» (1944). لكن ما يقوم به المخرج الحالي بتزولد هو نقل الأحداث إلى اليوم. نعم، النازيون قادمون وهناك لاجئون فارُّون، لكن مَن هم النازيون الذي احتلوا باريس، وها هم ينتشرون فوق باقي الأراضي الفرنسية وسيصلون إلى مرسيليا قريباً؟
بتزولد يوفر الجواب عن طريق استحضار شبح الماضي ليصبح ضباب الحاضر. بذلك يوحي بأن هناك نازيةً جديدةً وحروباً أخرى ومهاجرين، إنما من شتى الأجناس الخائفين مما قد يتعرضون له. وبهذا، هو غير ما توفر سابقاً عن أفلام هولوكوست.
بجلب الماضي ليلعب دور المؤشر للحاضر، فإنّ هذا الشبح المتمثل في زمن يعيد نفسه هو قريب أيضاً من شبح وايدل الذي يطغى على شخص جورج. حين يدخل الثاني القنصلية المكسيكية لاستحواذ «فيزا» يقع الخطأ الذي بموجبه تحوّل من شخص لآخر. من هنا سيعيش جورج تحت ضباب وايدل والظروف المختلفة التي تحيط به وبعمله الروائي والأمور ستزداد اضطراباً مع تعرّفه على زوجة وايدل (باولا بير) والوقوع في حبها.

جبريل ومريم

أمام هذا الفيلم فرصة لا بأس بحجمها لنيل «الدب الذهبي» في نهاية الدورة. لكن خارج المسابقة ثمة أفلام أخرى تتعاطى والمسائل الشائكة الحالية من بينها «جبريل» للألمانية (كذلك) هنريكا كول. ما تطرحه ليس بعمق طروحات «ترانزيت» بطبيعة الحال، لكنّه موحٍ ببعض الإشكالات الناتجة عن أناس في غير أوطانهم عليهم أن يعيشوا حياتهم ضمن الثقافة الجامعة وترتيبات ظروفهم الحاضرة. بطلة الفيلم امرأة شابة اسمها مريم (سوزانا عبد المجيد) تعيل ابنتها الصغيرة، وفي أحد الأيام يطلب منها إيصال طرد إلى سجين اسمه جبريل (مالك أدان). حين تلتقيه وراء قضبانه، يكتشفان أنّهما التقيا قبل عدة سنوات. شغف اللقاء الأول يتكرّر الآن ويزداد مع تكرار الزيارات.
الناتج حب من بعيد لبعيد يتبادله الاثنان (يقضي جبريل سنوات وراء القضبان) في معالجة لا تريد أن تتخلى عن رومانسيتها تحت أي ظروف مستفيدة من أن شخصية الفيلم النسوية هي امرأة وضعت عواطفها في الثلاجة بسبب ظروفها الخاصة، والآن تخرج هذه العواطف إلى العلن. حين تلتقط المخرجة مشاهد مريم بعد ذلك اللقاء الثاني تمنح شخصيتها تلك الأنثوية الناعمة التي تسير يداً بيد مع الحالة العاطفية الجديدة التي تمر بها. يبرز ذلك في مشهد لها وهي تدور حول نفسها أمام السجن كما لو كانت ترقص على ألحان موسيقى غير موسيقى المؤثرات، كما في مشهد قيامها بالرقص في حفل زواج صديقة لها.
العنوان رجالي، لكن البطولة نسائية، والمخرجة استمدت أحداثها، كما قالت في تصريحاتها، من حدث حقيقي صوّرته قبل أربع سنوات، كفيلم تسجيلي، حول حب متبادَل بالشكل نفسه، إذ تقرر صنع هذا الفيلم الروائي تختار منح الأحداث بعض التعميق بجعل الشخصيتين الرئيسيتين عربيين. هذا ينفع ضمن هذه الغاية لكنه لا يفيد كثيراً عند الحكم على الطريقة التي سرد الفيلم عبرها فإذا به مرتب أكثر من اللازم لكي تقع فيها الأحداث على نحو يؤمّن المرور في عنق الزجاجة لاحقاً. أكثر ضرراً تصميم اللقطات التي بمجملها قريبة بكاميرا محمولة ومبتهجة، كما أن علينا أن نتابع الكاميرا وليس الشخص الذي تصوّره.
في قسم «الفورام» عُرض فيلم إيراني عنوانه «خنزير»، ومخرجه اسمه ماني حجيجي، كان أم الإخراج قبل 18 سنة، وعرض له المهرجان، في هذا القسم تحديداً، بعضاً من أفلامه. إذا لم نسمع به سابقاً، على نحو أترابه من المخرجين الإيرانيين، فإن ذلك يعود إلى أنه أخفق في الوصول إلى مرتبة مماثلة.
‫الذي يحدث عادة هو تسريب فيلم إلى مسابقة في مهرجان ما يصوّر وضعاً محلياً بقدر كافٍ من الحسنات الفنية التي قد تؤول به إلى نيل الجائزة الكبرى. هنا يرفض المسؤولون الإيرانيون عادة النتيجة واتهام مخرجي تلك الأفلام بالخروج عن قوانين يجهلون ما هي وحين عودتهم يُحظر العمل لهم أو التعامل معهم. بعضهم، كمحمد رسولوف وجعفر باناهي، يجدون أنفسهم مهددين بالسجن.
لا أعتقد أن المخرج حجيجي سيهدّد بالمنع أو السجن ليس لأن فيلمه الجديد ليس من أفلام المسابقات، وبالتالي لن يجهر أمام الإعلام بأي شيء تعتقد إيران أنّه يمس بها، بل لأن الفيلم خالٍ من أي نقد أو دلالات ذات قيمة.‬ الأسوأ من ذلك أنّه كوميديا رديئة الإخراج تدور حول مخرج كان ممنوعاً من العمل (هذا يأتي من دون بحث فيما جعله على اللائحة السوداء) يقف الآن وراء الكاميرا من جديد. لكنّ الظروف المحيطة الآن تدفعه إلى صرف الوقت على حل مشكلات عاطفية منها أنّ الممثلة التي تمثل الآن فيلماً لمخرج آخر يعاديه تبتعد عنه بينما يزداد هياماً بها. ابنته الشابة أيضاً لا تحبّذ تدخله في شؤون مستقبلها الفني. الساعة الأولى من الفيلم تمضي في متابعة هذه الأوضاع التي كان يمكن لها أن تُعرض في ربع الساعة الأولى لتتفرغ الأحداث لما هو أهم. قبيل نهاية الفيلم نكتشف أنّه ليس هناك ما هو مهمّ فعلاً بل حكاية نصف عاطفية مع كَمّ حوارات أكثر من المطلوب.
هناك خيط كان يمكن لهذا الفيلم الإمساك به وتحويله إلى بُعد سياسي: هناك مجرم خفيّ فالت يقتل مخرجي السينما. بطل الفيلم خائف على روحه والمخرج حجيجي لا يعرف كيف، وقد كتب السيناريو بنفسه، كيف يبقي الجانب العاطفي متزامناً مع ذلك الوضع الغامض الناتج عن وجود قاتل مجهول. وإذ يفقد الرغبة في توجيه مسألة قتل المخرجين لتحمل دلالات ما (قد يُقصد بذلك النظام، لكنّ هذا ليس وارداً) فإنّ النتيجة الماثلة ركيكة الكيان. المشهد يستمر عادة بعد زوال أثره الأول. تصميم اللقطات ومن فيها تقليدي والرغبة في اللجوء إلى فيلم آخر سريعاً لنسيان هذه التجربة هو الشعور الوحيد المتصاعد في النهاية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.


رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».


ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».