مايكل هالبرن

فستان مبتكر خاص بمحلات «براونز» سعره 1685 جنيهاً إسترلينياً - «جامبسوت» بسعر 1950 جنيهاً إسترلينياً في محلات «براونز»
فستان مبتكر خاص بمحلات «براونز» سعره 1685 جنيهاً إسترلينياً - «جامبسوت» بسعر 1950 جنيهاً إسترلينياً في محلات «براونز»
TT

مايكل هالبرن

فستان مبتكر خاص بمحلات «براونز» سعره 1685 جنيهاً إسترلينياً - «جامبسوت» بسعر 1950 جنيهاً إسترلينياً في محلات «براونز»
فستان مبتكر خاص بمحلات «براونز» سعره 1685 جنيهاً إسترلينياً - «جامبسوت» بسعر 1950 جنيهاً إسترلينياً في محلات «براونز»

> كان 2017 عام السعد بالنسبة للمصمم الشاب مايكل هالبرن. ففيه لم يشهد بدايته الفعلية فحسب بل تهليل صناع الموضة له، واختيار الممثلة لوبيتا نيوغو فستانا يتلألأ بالخرز من تصميمه عند حضورها حفل افتتاح فيلم «حرب النجوم» والنجمة الفرنسية ماريون كوتيار فستانا لا يقل أناقة في مهرجان «كان» السينمائي، وهو ما يحلم به أي مصمم شاب ويعتبره كسبا. وكأن هذا لا يكفي، فإن المصممة دوناتيلا فيرساتشي التي تستعين به كمستشار لخطها الخاص بالـ«هوت كوتير» «أتولييه فرساتشي» تؤمن بقدراته ولا تُفوت أي مناسبة لمدحه. وقبل أن ينتهي العام الماضي، فاز على جائزة أحسن مصمم صاعد في حفل توزيع جوائز الموضة البريطانية.
2018 بدأ أيضا بإيجابية تدعو للتفاؤل. محلات «براونز» Browns مثلا احتفت به مؤخرا في حفل خاص خلال أسبوع لندن. كانت المناسبة طرحها تشكيلة محدودة وحصرية صممها لها خصيصا. عنوانها «بعد المساء» (أفتر دارك) لتبرير كم البريق الذي يشع منها والتصاميم التي شملت بنطلونات واسعة وفساتين ضيقة بأطوال متباينة. الفرق بينها وبين تشكيلته لربيع وصيف 2018، أنها لا تضج بالألوان الصارخة، حيث غلبت عليها ألوان داكنة تناسب مناسبات المساء والسهرة، مع رشة غموض فيما يتعلق بالياقات العالية والبنطلونات الطويلة والواسعة. خلال الحفل، علق المصمم أنه عندما بدأ في رسم خطوطها وضع نصب عينيه امرأة أنيقة تقضي أمسيتها في الرقص ثم تخرج من النادي في ساعات متأخرة من الليل إلى أقرب مطعم للأكلات الجاهزة تشتري منه وجبة سريعة. محلات «براونز» أخذت هذا القول حرفيا واختارت محل «فايف غايز» المتخصص في بيع الهمبورغر لإقامة الحفل.
غني عن القول إن نجمه الصاعد جعل كل العيون مصوبة نحوه خلال يوم السبت الماضي. فما سيقدمه من شأنه أن يؤثر على توجهات الموضة بشكل أو بآخر. الدليل أن سخاءه في استعمال الخرز والترتر وكل ما يلمع من أقمشة فضلا عن تصاميم، إما ضيقة على الجسم أو واسعة تستحضر حقبة الديسكو في السبعينات، جعل الكل يستحليها في عام 2017 رغم مبالغاتها ليتم تقليدها من قبل محلات الموضة. لكن ليس كل ما يبرق يحمل بصماته ولا جمال قصاته، وإن كان يُلبي رغبة من ليست لديها الإمكانيات للحصول على تصاميمه. حتى هو وصف، وبكل ثقة أسلوبه بأنه «في غاية الأنوثة... بألوان جريئة وخطوط مثالية يصعب تقليدها». فما يميز امرأة هالبرن هي تلك الثقة التي تفوح منها كعطر نفاذ لا يخاف رأي الآخر ولا يهتم به. والسبب أن الأزياء بالنسبة له وسيلة للتمرد عن الأوضاع الحالية، بدءا من «التمرد على سياسات ترمب إلى رفض خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وكل من يريد أن يُملي علينا رأيه على أنه هو الصحيح ونحن على خطأ» وهو ما يجسده في صورة امرأة واثقة تستعمل الأزياء كدرع واقية وأيضا كرسالة تُبرز بها تفردها وعدم تبعيتها. وهذا تحديدا ما ظهر في تشكيلته لخريف وشتاء 2018 المقبلين والمرشوشة بجرعة شقاوة ومرح. البريق كان جزءا لا يتجزأ منها، إضافة إلى التصاميم المحددة على الجسم وأخرى تستحضر حقبة السبعينات التي يعشقها، مثل البنطلونات الواسعة وألوان النيون الساطعة والكنزات ذات الكتف الواحدة والكشاكش. وطبعا أقراط الأذن الضخمة والمتدلية إلى الكتف. كانت فكرته هي الهروب من واقع تعيس من خلال الألوان الساطعة والرقص في النوادي الليلية للتناسي.


مقالات ذات صلة

درجة العام الجديد «موكا موس»… ما لها وما عليها

لمسات الموضة «موكا موس» له تأثير حسي دافئ ولذيذ من دون بهرجة (برونيللو كوتشينيللي)

درجة العام الجديد «موكا موس»… ما لها وما عليها

الألوان مثل العطور لها تأثيرات نفسية وعاطفية وحسية كثيرة، و«موكا موس» له تأثير حسي دافئ نابع من نعومته وإيحاءاته اللذيذة.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة ماثيو بلايزي مصمم «بوتيغا فينيتا» سابقاً (غيتي)

2024...عام الإقالات والتعيينات

تغييرات كثيرة شهدتها ساحة الموضة هذا العام، كانت من بينها إقالات واستقالات، وبالنتيجة تعيينات جديدة نذكر منها:

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)

الجينز الياباني... طرق تصنيعه تقليدية وأنواله هشة لكن تكلفته غالية

على الرغم من تعقيد الآلات المستعملة لصنعه، فإن نسيجه يستحق العناء، ويتحول إلى قماش ناعم جداً بمجرّد تحويله إلى سروال جينز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الجينز لا يزال يتصدر منصات الموضة العالمية مثل عرض «ليبرتين» خلال أسبوع نيويورك الأخير (إ.ب.أ)

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

مهما تغيرت المواسم والأذواق، هناك قطع من الموضة تتحدى الزمن وتعتبر بمثابة استثمار سعره فيه.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)

الجينز الياباني... طرق تصنيعه تقليدية وأنواله هشة لكن تكلفته غالية

في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
TT

الجينز الياباني... طرق تصنيعه تقليدية وأنواله هشة لكن تكلفته غالية

في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)

تحظى سراويل الجينز اليابانية المصبوغة يدوياً بلون نيلي طبيعي، والمنسوجة على أنوال قديمة، باهتمام عدد متزايد من عشاق الموضة، الذين لا يترددون في الاستثمار في قطع راقية بغض النظر عن سعرها ما دامت مصنوعةً باليد. وعلى هذا الأساس يتعامل كثير من صُنَّاع الموضة العالمية مع ورشات يابانية متخصصة في هذا المجال؛ فهم لا يزالون يحافظون على كثير من التقاليد اليدوية في صبغ قطنه وتصنيعه من الألف إلى الياء.

يوضع القطن في وعاء يحتوي على سائل أزرق داكن لا يلوّنها وحدها بل أيضاً أيدي العاملين (أ.ف.ب)

داخل مصنع «موموتارو جينز» الصغير في جنوب غربي اليابان، يغمس يوشيهارو أوكاموتو خيوط قطن في وعاء يحتوي على سائل أزرق داكن يلوّن يديه وأظافره في كل مرّة يكرر فيها العملية. يتم استيراد هذا القطن من زيمبابوي، لكنّ الصبغة النيلية الطبيعية المستخدَمة مُستخرجةٌ في اليابان، ويؤكد أوكاموتو أنّ لونها غني أكثر من الصبغات الاصطناعية. وكانت هذه الطريقة التي يشير إلى أنها «مكلفة» و«تستغرق وقتاً طويلاً»، شائعةً لصبغ الكيمونو في حقبة إيدو، من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر.

العمل في هذه المصانع صارم فيما يتعلق بمختلف جوانب التصنيع من صبغة إلى خياطة (أ.ف.ب)

وتشكِّل «موموتارو جينز» التي أسستها عام 2006 «جابان بلو»، إحدى عشرات الشركات المنتِجة لسراويل الجينز، ويقع مقرها في كوجيما، وهي منطقة ساحلية تشتهر بجودة سلعها الحرفية، بعيداً عن سراويل الجينز الأميركية المُنتَجة على نطاق صناعي واسع. ويقول رئيس «جابان بلو»، ماساتاكا سوزوكي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نحن صارمون جداً فيما يتعلق بمختلف جوانب التصنيع». ويشمل ذلك «جودة الخياطة والصبغة»، ما يجعل الاعتماد على مهارات التصنيع التقليدية للحرفيين المحليين، مسألة ضرورية.

بيد أن كل ما هو منسوج يدويا ومصنوع بهذا الكم من الحرفية له تكلفته، إذ يبلغ سعر النموذج الرئيسي من الجينز الذي تنتجه «موموتارو» نحو 193 دولاراً. أما النموذج الأغلى والمنسوج يدوياً على آلة خشبية محوّلة من آلة نسج كيمونو فاخرة، فيتخطى سعره 1250 دولاراً.

يعمل أحد الحرفيين على تنفيذ بنطلون جينز باليد بصبر رغم ما يستغرقه من وقت (أ.ف.ب)

ومع ذلك، ازداد الاهتمام بما تنتجه «جابان بلو» على أساس أنها إحدى ماركات الجينز الراقية على غرار «إيفيسو»، و«شوغر كين». وتمثل الصادرات حالياً 40 في المائة من مبيعات التجزئة، كما افتتحت الشركة أخيراً متجرها السادس في كيوتو، ويستهدف السياح الأثرياء بشكل خاص. يشار إلى أن صناعة الجينز ازدهرت في كوجيما بدءاً من ستينات القرن العشرين لما تتمتع به المنطقة من باع طويل في زراعة القطن وصناعة المنسوجات. وخلال حقبة إيدو، أنتجت المدينة حبالاً منسوجة للساموراي لربط مقابض السيوف. ثم تحوّلت بعد ذلك إلى صناعة «تابي»، وهي جوارب يابانية تعزل إصبع القدم الكبير عن الأصابع الأخرى، وانتقلت فيما بعد إلى إنتاج الأزياء المدرسية.

تعدّ سراويل الجينز الياباني من بين أغلى الماركات كونها مصنوعة ومصبوغة باليد (أ.ف.ب)

ويقول مايكل بندلبيري، وهو خيّاط يدير مشغل «ذي دينيم دكتور» لتصليح الملابس في بريطانيا، إنّ سوق سراويل الجينز اليابانية «نمت خلال السنوات الـ10 إلى الـ15 الماضية». ومع أنّ محبي الجينز في الدول الغربية يبدون اهتماماً كبيراً بهذه السراويل، «لا يمكن للكثيرين تحمل تكاليفها»، بحسب بندلبيري. ويتابع قائلاً: «إن ماركات الجينز ذات الإنتاج الضخم مثل (ليفايس) و(ديزل) و(رانغلر) لا تزال الأكثر شعبية، لكن في رأيي تبقى الجودة الأفضل يابانية». ويرى في ضعف الين وازدهار السياحة فرصةً إضافيةً لانتعاش سوق هذه السراويل.

رغم هشاشتها والضجيج الذي ينبعث منها فإن الأنوال القديمة لا تزال هي المستعملة احتراماً للتقاليد (أ.ف.ب)

يعزز استخدام آلات النسيج القديمة رغم هشاشتها والضجيج الذي ينبعث منها، وبالتالي لا تملك سوى رُبع قدرة أنوال المصانع الحديثة، من سمعة «موموتارو جينز» التي تعود تسميتها إلى اسم بطل شعبي محلي. وغالباً ما تتعطَّل هذه الأنوال المصنوعة في الثمانينات، في حين أنّ الأشخاص الوحيدين الذين يعرفون كيفية تصليحها تزيد أعمارهم على 70 عاماً، بحسب شيغيرو أوشيدا، وهو حائك حرفي في موموتارو.

يقول أوشيدا (78 عاماً)، وهو يمشي بين الآلات لرصد أي صوت يشير إلى خلل ما: «لم يبقَ منها سوى قليل في اليابان» لأنها لم تعد تُصنَّع. وعلى الرغم من تعقيد هذه الآلات، فإنه يؤكد أنّ نسيجها يستحق العناء، فـ«ملمس القماش ناعم جداً... وبمجرّد تحويله إلى سروال جينز، يدوم طويلاً».