مايكل هالبرن

> كان 2017 عام السعد بالنسبة للمصمم الشاب مايكل هالبرن. ففيه لم يشهد بدايته الفعلية فحسب بل تهليل صناع الموضة له، واختيار الممثلة لوبيتا نيوغو فستانا يتلألأ بالخرز من تصميمه عند حضورها حفل افتتاح فيلم «حرب النجوم» والنجمة الفرنسية ماريون كوتيار فستانا لا يقل أناقة في مهرجان «كان» السينمائي، وهو ما يحلم به أي مصمم شاب ويعتبره كسبا. وكأن هذا لا يكفي، فإن المصممة دوناتيلا فيرساتشي التي تستعين به كمستشار لخطها الخاص بالـ«هوت كوتير» «أتولييه فرساتشي» تؤمن بقدراته ولا تُفوت أي مناسبة لمدحه. وقبل أن ينتهي العام الماضي، فاز على جائزة أحسن مصمم صاعد في حفل توزيع جوائز الموضة البريطانية.
2018 بدأ أيضا بإيجابية تدعو للتفاؤل. محلات «براونز» Browns مثلا احتفت به مؤخرا في حفل خاص خلال أسبوع لندن. كانت المناسبة طرحها تشكيلة محدودة وحصرية صممها لها خصيصا. عنوانها «بعد المساء» (أفتر دارك) لتبرير كم البريق الذي يشع منها والتصاميم التي شملت بنطلونات واسعة وفساتين ضيقة بأطوال متباينة. الفرق بينها وبين تشكيلته لربيع وصيف 2018، أنها لا تضج بالألوان الصارخة، حيث غلبت عليها ألوان داكنة تناسب مناسبات المساء والسهرة، مع رشة غموض فيما يتعلق بالياقات العالية والبنطلونات الطويلة والواسعة. خلال الحفل، علق المصمم أنه عندما بدأ في رسم خطوطها وضع نصب عينيه امرأة أنيقة تقضي أمسيتها في الرقص ثم تخرج من النادي في ساعات متأخرة من الليل إلى أقرب مطعم للأكلات الجاهزة تشتري منه وجبة سريعة. محلات «براونز» أخذت هذا القول حرفيا واختارت محل «فايف غايز» المتخصص في بيع الهمبورغر لإقامة الحفل.
غني عن القول إن نجمه الصاعد جعل كل العيون مصوبة نحوه خلال يوم السبت الماضي. فما سيقدمه من شأنه أن يؤثر على توجهات الموضة بشكل أو بآخر. الدليل أن سخاءه في استعمال الخرز والترتر وكل ما يلمع من أقمشة فضلا عن تصاميم، إما ضيقة على الجسم أو واسعة تستحضر حقبة الديسكو في السبعينات، جعل الكل يستحليها في عام 2017 رغم مبالغاتها ليتم تقليدها من قبل محلات الموضة. لكن ليس كل ما يبرق يحمل بصماته ولا جمال قصاته، وإن كان يُلبي رغبة من ليست لديها الإمكانيات للحصول على تصاميمه. حتى هو وصف، وبكل ثقة أسلوبه بأنه «في غاية الأنوثة... بألوان جريئة وخطوط مثالية يصعب تقليدها». فما يميز امرأة هالبرن هي تلك الثقة التي تفوح منها كعطر نفاذ لا يخاف رأي الآخر ولا يهتم به. والسبب أن الأزياء بالنسبة له وسيلة للتمرد عن الأوضاع الحالية، بدءا من «التمرد على سياسات ترمب إلى رفض خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وكل من يريد أن يُملي علينا رأيه على أنه هو الصحيح ونحن على خطأ» وهو ما يجسده في صورة امرأة واثقة تستعمل الأزياء كدرع واقية وأيضا كرسالة تُبرز بها تفردها وعدم تبعيتها. وهذا تحديدا ما ظهر في تشكيلته لخريف وشتاء 2018 المقبلين والمرشوشة بجرعة شقاوة ومرح. البريق كان جزءا لا يتجزأ منها، إضافة إلى التصاميم المحددة على الجسم وأخرى تستحضر حقبة السبعينات التي يعشقها، مثل البنطلونات الواسعة وألوان النيون الساطعة والكنزات ذات الكتف الواحدة والكشاكش. وطبعا أقراط الأذن الضخمة والمتدلية إلى الكتف. كانت فكرته هي الهروب من واقع تعيس من خلال الألوان الساطعة والرقص في النوادي الليلية للتناسي.