رفض رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع محاولة «حزب الله» تكريس سلاحه قوةً وحيدة، مؤكداً أنه «إذا صحّت مقولة إن (المقاومة) هي القوّة الوحيدة التي يمكننا الاتكال عليها، فعلى الدنيا السلام»، موضحاً: «ليس لأننا لا نريد المقاومة، وإنما لأنه لن يعود هناك من دولة، وفي هذه الحال لا وجود للبنان».
وخلال استقباله وفداً من مخاتير عكار، مع مرشح «القوات» في المنطقة الواقعة شمال لبنان العميد المتقاعد وهبه قاطيشا، لفت جعجع إلى أنه «يتم في الآونة الأخيرة طرح شعارات كبيرة ومن ضمنها (المقاومة)»، متسائلاً: «ماذا سيبقى من الدولة إلى جانب ما يسمونه (المقاومة)؟».
وإذ أكد أن «المقاومة من خلال الدولة لا خارج الشرعيّة»، قال: «إذا دعا داع على حدودنا الشماليّة أو الجنوبيّة أو الشرقيّة أو الغربيّة، فنحن المقاومة التي ستقف بالمرصاد، وستكون من خلال الدولة فقط»، مذكراً بأنه «لا قيام لأي مجتمع من دون الدولة التي تسقط في حال قيام أي أمر آخر إلى جانبها، وبالتالي الادعاء أن القوة الوحيدة التي يمكننا الاتكال عليها هي (المقاومة)، هو بمثابة تأكيد أن لا وجود للدولة، وفي هذه الحال، لا سمح الله، فلا وجود للبنان».
وآثر جعجع التأكيد على أن «ثورة الأرز» على مستوى القاعدة الشعبيّة لا تزال كما كانت عليه عند انطلاقتها في عام 2005؛ «فيما نجد المتغيرات في أعلى الهرم»، مشدداً على أن «ثورة الأرز» لا تزال على ما هي عليه، باعتبار أنه «من دونها لا وجود للبنان، لأن المنحى الآخر لا علاقة له بهذا الوطن، وإنما هو مرتبط بقضايا إقليميّة لا علاقة لنا بها».
ولم يخفِ جعجع أن هناك تضعضعاً في رأس الهرم في قوى «14 آذار»، إلا أنه «لحسن الحظ هناك تماسك في أسفله، بمعنى أن كل المواطنين اللبنانيين الذين كانوا يؤيدون مبادئ (ثورة الأرز) و(14 آذار) لا يزالون حتى اليوم يؤيدون تلك المبادئ». وقال: «طالما أن هذه الأساسات صلبة وثابتة، فالدنيا بألف خير مهما كان التضعضع كبيراً في رأس الهرم»، مشيراً إلى أننا «كنا نتمنى لو أن (ثورة الأرز) استمرت على المستويين؛ في أسفل الهرم وأعلاه، إلا أن للظروف أحكاما، وهناك الكثير من الأمور التي تحصل ولا يمكن للإنسان معالجتها». وأضاف: «أؤكد لكم أننا في مطلع كل نهار نحاول معالجة التضعضع الحاصل في رأس الهرم، وسننجح بذلك في نهاية المطاف، إلا أننا لا نزال في الوقت الحاضر في المكان الذي نحن فيه اليوم، الأمر الذي لا ينفي وجود (ثورة الأرز) التي يؤمن بها أكثريّة المواطنين، إلا أنه لا يترجم تمنياتهم في الوقت الحاضر، وذلك للأسباب المعروفة».
وشدد جعجع على أن «(ثورة الأرز) وجدت وستستمر حتى تحقيق كامل أهدافها عبر قيام دولة فعليّة يتم في كنفها القيام بكل ما يجب القيام به»، مشيراً إلى أنه لا يعرف «لماذا البعض في لبنان يحاولون إجبارنا على الاعتقاد بأن لا أمل من الدولة اللبنانيّة التي من غير الممكن أن تصبح دولة قويّة». وأضاف: «قيام الدويلات على جوانب الدولة هو سبب انتفاء الأمل من إمكان تقوية هذه الدولة، فعندما تنكفئ الدويلات تظهر القوّة الفعليّة للدولة، وهذا ما حصل عندما أتيح للجيش اللبنانيّ، وللمرّة الأولى والوحيدة، القتال في جرود رأس بعلبك».
8:18 دقيقة
جعجع: الاتكال على «المقاومة» سيلغي وجود لبنان
https://aawsat.com/home/article/1181856/%D8%AC%D8%B9%D8%AC%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%83%D8%A7%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%89-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9%C2%BB-%D8%B3%D9%8A%D9%84%D8%BA%D9%8A-%D9%88%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86
جعجع: الاتكال على «المقاومة» سيلغي وجود لبنان
أكد أنها تتم من خلال الدولة لا خارج الشرعية
جعجع: الاتكال على «المقاومة» سيلغي وجود لبنان
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة