دروغبا «البديل» يلعب دور البطولة ويحجز مقعدا «أساسيا» في موقعة كولومبيا

مدرب ساحل العاج يمتدح مهاجمه المخضرم بعد مساهمته في الفوز الصعب على اليابان

دروغبا «البديل» يلعب دور البطولة ويحجز مقعدا «أساسيا» في موقعة كولومبيا
TT

دروغبا «البديل» يلعب دور البطولة ويحجز مقعدا «أساسيا» في موقعة كولومبيا

دروغبا «البديل» يلعب دور البطولة ويحجز مقعدا «أساسيا» في موقعة كولومبيا

لعب ديدييه دروغبا دورا بارزا في فوز ساحل العاج في مباراتها الافتتاحية بكأس العالم لكرة القدم أمام اليابان. لكن المهاجم المخضرم قد يقنع بلعب دور مساعد البطل بعدما حل بديلا في ما قد تكون بطولة إسدال الستار على مسيرته.
وحل اللاعب البالغ من العمر 36 عاما بديلا بعد مرور ساعة من اللقاء ليشعل حماس فريقه، ليعدل تأخره بهدف إلى فوز 1/2 على اليابان، في مباراة شهدت هطولا غزيرا للأمطار في ريسيفي أول من أمس السبت.
لكن بينما يتوقع أن يكون دروغبا، الذي لا يزال مستقبله بعد كأس العالم غير واضح المعالم، بين التشكيلة الأساسية في المباراة المقبلة أمام كولومبيا في برازيليا يوم الخميس، فإن تأثيره على مباراة اليابان قد يكون نقطة إيجابية في صالحه.
وشغل ويلفريد بوني مكان دروغبا في التشكيلة الأساسية، ورد الجميل لمدربه بتسجيل هدف التعادل بعدما كانت اليابان تقدمت في الشوط الأول. وسعى بوني منذ فترة طويلة لدخول التشكيلة الأساسية، وقدم أوراق اعتماده بتسجيل ثلاثة أهداف في خمس مباريات بتصفيات كأس العالم.
ورغم أن ساحل العاج لم تسجل حتى نزول دروغبا فإنه لاحت لها العديد من الفرص قبل دخوله أرض الملعب بفضل سرعة جيرفينهو ولاعب الوسط جيوفري سيري دي، وتألق الظهير الطائر سيرغ أورييه الذين زودوا بوني وشريكه في الهجوم سالومون كالو بالكرات.
وملأ يايا توري مكان دروغبا كقائد في الملعب، ولم يسلم زميله شارة القيادة حينما نزل بديلا في الدقيقة 62. وكان لموشي اتخذ قرارا لم يكن أحد يجرؤ عليه حينما استبعد أفضل لاعب في أفريقيا مرتين من نهائيات كأس أمم أفريقيا في جنوب أفريقيا العام الماضي لأنه لم يكن لائقا. لكن المدرب أعاده للتشكيلة في كأس العالم على مقاعد البدلاء.
ويحاول دروغبا هذه المرة استعادة لياقته لكن بعد التأثير الكبير الذي أحدثه عقب نزوله بديلا في مباراة اليابان يوم السبت ربما يبرع في دور مساعد البطل. وقال لموشي إن مهاجم فريقه المخضرم ديدييه دروغبا أثبت مرة أخرى وبكل جدارة أنه نجم المنتخب الذي نجح في قلب تأخره إلى الفوز. وقال المدرب الفرنسي للصحافيين «وجود لاعب مثل دروغبا في الفريق سواء لعب أساسيا أو بديلا يكون له دوما تأثير على الفريق». وأضاف لموشي بقوله «بالطبع شعر دروغبا بخيبة أمل لجلوسه على مقاعد البدلاء، لكنه شعر بسعادة بالغة في نهاية المباراة. نحن بحاجة إليه، وسنكون بحاجة إلى كل لاعب قبل نهاية البطولة».
وقال لموشي «عندما نزل دروغبا كل شيء تغير. جلوسه على مقاعد البدلاء كان في إطار استراتيجية تتعلق جزئيا بلياقته البدنية لأنه لم يشارك في مباراة كاملة لمدة 90 دقيقة منذ بضعة أشهر.. كما أنه تعرض لإصابة أيضا بعد ذلك». ومضى المدرب قائلا «لقد تحسن مستواه بشكل هائل في الأسابيع القليلة الماضية، وقدم الكثير من التضحيات من أجل المشاركة في كأس العالم». وقال لموشي لاعب فرنسا السابق «لم نبدأ المباراة بشكل جيد، ودخل مرمانا الهدف الأول بسبب خطأ تافه.. لكن بعد ذلك خلقنا العديد من الفرص.. اللاعبون في منتهى السعادة بالفوز، إلا أننا لم نصعد للدور المقبل بعد».
وغامر مدرب ساحل العاج بوجود أربعة في خط الهجوم، لكن هذا أسهم في تخفيف آثار الهفوات الدفاعية وقيادة الفريق نحو الفوز. وقبل نصف ساعة من النهاية كانت النتيجة تشير لتقدم اليابان 1/صفر عندما دفع لموشي بالمهاجم المخضرم ديدييه دروغبا إلى جانب ويلفريد بوني وجيرفينهو وسالومون كالو، وهو ما أسفر سريعا عن هدفين متتاليين وثلاث نقاط لساحل العاج في المجموعة الثالثة.
وحصل الظهير الأيمن سريج أورييه على مساحة للانطلاق ناحية اليمين ليرسل تمريرة عرضية حولها بوني برأسه داخل المرمى ليدرك التعادل لساحل العاج في الدقيقة 64، ثم كرر الأمر ليحرز جيرفينهو الهدف الثاني بضربة رأس في شباك الحارس الياباني ايجي كاواشيما.
وجاء قرار لموشي بتعديل الخط الأمامي ليفيد ساحل العاج، لكن الإيطالي ألبرتو زاكيروني مدرب اليابان لم يفعل شيئا مماثلا لفريقه الذي تقدم عن طريق كيسوكي هوندا في الدقيقة 16. وعانت اليابان صعوبات في الاحتفاظ بالكرة في الخط الأمامي بينما لم يترك شينجي كاغاوا بصمة، ثم خرج المهاجم غير المؤثر يويا أوساكو بعدما انتزعت ساحل العاج المقدمة بالفعل. وفي ذلك الوقت تراجع أداء اليابان وبدا أنها بعيدة عن إدراك التعادل في ظل زيادة ثقة ساحل العاج بمرور الوقت مع اعتقاد الفريق الأفريقي بتزايد فرصه في التأهل للدور الثاني في كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه.
وسيطرت اليابان على مجريات اللعب في أول 20 دقيقة، لكن يبدو أن تسديدة هوندا القوية بدا أنها منحت دفعة قوية لساحل العاج في مواجهة بطلة آسيا التي كانت تفقد الكرة بسهولة. ونزل لاعب الوسط المخضرم ياسوهيتو اندو قبل مرور ساعة من زمن اللقاء بدلا من ماكوتو هاسيبي قائد المنتخب الياباني، لكنه واجه صعوبات أمام موجات هجومية من ساحل العاج.
وأصبح جيرفينهو أكثر تأثيرا بمرور الوقت، كما تمكن أورييه من التقدم للأمام، بينما تراجع كاغاوا للوراء من أجل مساعدة يوتو ناغاتومو. وعبر الإيطالي ألبرتو زاكيروني مدرب منتخب اليابان من جانبه عن حزنه لعدم قدرة فريقه على التركيز طويلا مما تسبب في هزيمته، ووعد بالبحث عن الأسباب التي أدت إلى ذلك وتقديم أداء أفضل في مباراتيه المتبقيتين في الدور الأول.
وقال المدرب الإيطالي إنه سيحلل أداء الفريق وأداء المدرب لمعرفة سبب فشل الفريق في الوصول لمستواه المعهود. وقال زاكيروني في مؤتمر صحافي «كان الفريق في حالة طيبة بدنيا ونفسيا، وقدم اللاعبون مستوى جيدا في بداية المباراة». وأضاف زاكيروني بقوله «لا بد لي من تحليل أسباب فشلهم في الحفاظ على مستوى الأداء عاليا». وقال زاكيروني «هدفان في غضون دقيقتين أمر يعني تراجع التركيز. كانوا أكثر قوة في منطقة الجزاء، وكان من المفترض أن نمنعهم من التقدم والتسديد بحرية في هذا المكان». وأوضح المدرب الإيطالي «كان من المفترض أن نكون أفضل في التصدي لكراتهم العرضية».
ورغم ما بذلوه من جهد فقد فشل اليابانيون في العودة إلى المباراة. وقال المدرب زاكيروني «أراد اللاعبون تغيير الوضع ولم يدخروا جهدا في ذلك، لكننا لم نفعل كل ما هو مطلوب في الوقت نفسه، وعندما لا نفعل كل ما هو مطلوب في الوقت نفسه نواجه صعوبات». لكن المدرب المرتبط بالفريق منذ 2010 يقول إن التأهل لدور الـ16 من المجموعة الثالثة التي تضم اليونان وكولومبيا أيضا لا يزال ممكنا.
وقال زاكيروني «لا تزال أمامنا مباراتان، وعلينا الحفاظ على روحنا المعنوية عالية، كما أننا لعبنا أفضل من ذلك كثيرا من قبل، وعندما نفعل ذلك نحقق نتائج». ومضى المدرب قائلا «ما حدث لا يهم كثيرا، لكن ما يهم هو ما يتعين علينا القيام به».



الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
TT

الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)

صادق الكنيست الإسرائيلي، في وقت مبكر الثلاثاء، بالقراءة الأولى على مشاريع قوانين «الإصلاح القضائي» المثيرة للجدل التي تقيد يد المحكمة العليا وتمنعها من أي مراجعة قضائية لبعض القوانين، كما تمنعها من عزل رئيس الوزراء. ومر مشروع قانون «التجاوز» بأغلبية 61 مقابل 52، بعد جلسة عاصفة وتعطيل طويل وتحذيرات شديدة اللهجة من قبل المعارضة، حتى تم إخلاء الكنيست بعد الساعة الثالثة فجر الثلاثاء.

ويمنح التشريع الذي يحتاج إلى قراءتين إضافيتين كي يتحول إلى قانون نافذ، حصانة لبعض القوانين التي تنص صراحة على أنها صالحة رغم تعارضها مع أحد قوانين الأساس شبه الدستورية لإسرائيل. ويُطلق على هذه الآلية اسم «بند التجاوز»؛ لأنه يمنع المراجعة القضائية لهذه القوانين.

ويقيد مشروع القانون أيضاً قدرة محكمة العدل العليا على مراجعة القوانين التي لا يغطيها بند الحصانة الجديد، بالإضافة إلى رفع المعايير ليتطلب موافقة 12 من قضاة المحكمة البالغ عددهم 15 قاضياً لإلغاء قانون. وينضم مشروع «التجاوز» إلى عدد كبير من المشاريع الأخرى التي من المقرر إقرارها بسرعة حتى نهاية الشهر، وتشمل نقل قسم التحقيق الداخلي للشرطة إلى سيطرة وزير العدل مباشرة، وتجريد سلطة المستشارين القانونيين للحكومة والوزارات، وإلغاء سلطة المحكمة العليا في مراجعة التعيينات الوزارية، وحماية رئيس الوزراء من العزل القسري من منصبه، وإعادة هيكلة التعيينات القضائية بحيث يكون للائتلاف سيطرة مطلقة على التعيينات.

كما يعمل التحالف حالياً على مشروع قانون من شأنه أن يسمح ببعض التبرعات الخاصة للسياسيين، على الرغم من التحذيرات من أنه قد يفتح الباب للفساد. قبل التصويت على مشروع «التجاوز»، صوّت الكنيست أيضاً على مشروع «التعذر»، وهو قانون قدمه الائتلاف الحاكم من شأنه أن يمنع المحكمة العليا من إصدار أوامر بعزل رئيس الوزراء حتى في حالات تضارب المصالح. وقدم هذا المشروع رئيس كتلة الليكود عضو الكنيست أوفير كاتس، بعد مخاوف من أن تجبر محكمة العدل العليا رئيس الحزب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التنحي، بسبب تضارب المصالح المحتمل الذي قد ينتج عن إشرافه على خطة تشكيل القضاء بينما هو نفسه يحاكم بتهمة الفساد. وبموجب المشروع، سيكون الكنيست أو الحكومة الهيئتين الوحيدتين اللتين يمكنهما عزل رئيس الوزراء أو أخذه إلى السجن بأغلبية ثلاثة أرباع، ولن يحدث ذلك إلا بسبب العجز البدني أو العقلي، وهي وصفة قالت المعارضة في إسرائيل إنها فصّلت على مقاس نتنياهو الذي يواجه محاكمة بتهم فساد.

ودفع الائتلاف الحاكم بهذه القوانين متجاهلاً التحذيرات المتزايدة من قبل المسؤولين السياسيين والأمنيين في المعارضة، وخبراء الاقتصاد والقانون والدبلوماسيين والمنظمات ودوائر الدولة، من العواقب الوخيمة المحتملة على التماسك الاجتماعي والأمن والمكانة العالمية والاقتصاد الإسرائيلي، وعلى الرغم من الاحتجاجات الحاشدة في إسرائيل والمظاهرات المتصاعدة ضد الحكومة. وأغلق متظاهرون، صباح الثلاثاء، بعد ساعات من مصادقة الكنيست بالقراءة الأولى على مشروعي «التجاوز» و«التعذر»، الشارع المؤدي إلى وزارات المالية والداخلية والاقتصاد في القدس، لكن الشرطة فرقتهم بالقوة واعتقلت بعضهم.

ويتوقع أن تنظم المعارضة مظاهرات أوسع في إسرائيل هذا الأسبوع. وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قد دعا، الاثنين، رؤساء المعارضة الإسرائيلية للاستجابة لدعوة الليكود البدء بالتفاوض حول خطة التغييرات في الجهاز القضائي، لكن الرؤساء ردوا بأنهم لن يدخلوا في أي حوار حول الخطة، ما دام مسار التشريع مستمراً، وأنهم سيقاطعون جلسات التصويت كذلك. وقال أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب «يسرائيل بيتنو» المعارض بعد دفع قوانين بالقراءة الأولى في الكنيست: «هذه خطوة أخرى من قبل هذه الحكومة المجنونة التي تؤدي إلى شق عميق في دولة إسرائيل سيقسمنا إلى قسمين».

في الوقت الحالي، يبدو من غير المحتمل أن يكون هناك حل وسط على الرغم من دعوات الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لوقف التشريع. وكان قد أعلن، الاثنين، أنه يكرس كل وقته لإيجاد حل لأزمة الإصلاح القضائي، قائلاً إن الوضع هو أزمة دستورية واجتماعية «خطيرة للغاية». ويرى هرتسوغ أن خطة التشريع الحالية من قبل الحكومة خطة «قمعية» تقوض «الديمقراطية الإسرائيلية وتدفع بالبلاد نحو كارثة وكابوس». وينوي هرتسوغ تقديم مقترحات جديدة، وقالت المعارضة إنها ستنتظر وترى شكل هذه المقترحات.

إضافة إلى ذلك، صادق «الكنيست» بالقراءة الأولى على إلغاء بنود في قانون الانفصال الأحادي الجانب عن قطاع غزة، و4 مستوطنات في شمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد 18 عاماً على إقراره. ويهدف التعديل الذي قدمه يولي إدلشتاين، عضو الكنيست عن حزب الليكود ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إلى إلغاء الحظر على المستوطنين لدخول نطاق 4 مستوطنات أخليت في الضفة الغربية المحتلة عام 2005، وهي «جانيم» و«كاديم» و«حومش» و«سانور»، في خطوة تفتح المجال أمام إعادة «شرعنتها» من جديد. وكان إلغاء بنود هذا القانون جزءاً من الشروط التي وضعتها أحزاب اليمين المتطرف لقاء الانضمام إلى تركيبة بنيامين نتنياهو. ويحتاج القانون إلى التصويت عليه في القراءتين الثانية والثالثة ليصبح ساري المفعول.