اعتقال مقربين آخرين من نتنياهو للتحقيق في رابع قضية فساد

مقربون من التحقيق اعتبروه {أخطر الملفات ضد رئيس الوزراء ومساعديه}

TT

اعتقال مقربين آخرين من نتنياهو للتحقيق في رابع قضية فساد

اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، أمس (الأحد)، اثنين من كبار مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومعهما رجل الأعمال شاؤول أولوفيتش، صديق نتنياهو الشخصي، و5 من كبار العاملين في شركته، وذلك للتحقيق معهم في تطورات قضية الرشوة الرابعة المتعلقة بشركة الاتصالات «بيزك»، والتي تعرف بالقضية 4000.
وجاءت هذه الاعتقالات لتدل على أن هذه القضية، التي كان يجري الحديث عنها بشكل عابر ولم يكترث لها نتنياهو، ولا حتى وسائل الإعلام العبرية، تشهد تطورات جديدة يمكن أن تورط رئيس الوزراء، لتضاف إلى القضيتين اللتين أوصت الشرطة بمحاكمة نتنياهو عليهما. وأصدرت الشرطة، أمس، بياناً رسمياً أعلنت من خلاله فتح تحقيق مشترك من قبل سلطة الأوراق المالية الإسرائيلية لوحدة القطرية لمكافحة الفساد والجريمة المنظمة «لاهف 433» في قضية «بيزك». وذكرت الشرطة أن القرار اتخذ في وجود أدلة تثبت الشكوك في ارتكاب مخالفات وجرائم أخرى في هذه القضية.
وفي ساعات بعد ظهر أمس، تم جلب المعتقلين إلى المحكمة، طالبة تمديد اعتقال كل منهم 8 أيام، فوافقت المحكمة على تمديد اعتقالهم من 4 إلى 5 أيام، لمواصلة التحقيق.
وحسب الشبهات، فإن «القضية 4000» تتركز في الامتيازات التي عمل نتنياهو على تقديمها لصديقه رجل الأعمال، شاؤول أولوفيتش، الذي يملك موقع «واللا» الإلكتروني الإخباري، وشركة «بيزك» وغيرها من الشركات. فقد قدم تسهيلات لشركة «بيزك» مقابل تغطية داعمة من موقع «واللا»، الذي يعتبر الأكثر انتشاراً في إسرائيل، له وبالأخص لزوجته سارة. وتقول الشرطة إن نتنياهو أوقف إصلاحات لا تصب في صالح شركة «بيزك» للاتصالات، مقابل قيام رجل الأعمال شاؤول أولوفيتش من مالكي «بيزك» وموقع «واللا» الإخباري بتغطية أخبار رئيس الحكومة بصورة إيجابية في الموقع.
وتستند الشرطة في تحقيقها على إفادات من 3 رؤساء تحرير للموقع لإخباري المذكور، أكدوا أن صاحب الموقع وآخرين من طرفه، مارسوا عليهم ضغوطاً شديدة لكي ينشروا أخباراً إيجابية عن نتنياهو وعائلته. لكن التحقيق معهم بقي سرياً حتى لا يؤثر على تحقيقات الملف 1000 والملف 2000. واختارت إجراءه بداية في سلطة الأوراق المالية الإسرائيلية. ثم انتقل إلى الشرطة بعدما أصبحت فيه أدلة متماسكة. وحسب مصادر مطلعة على التحقيق، فإن هذا الملف يعتبر الأقوى بين ملفات الفساد المرتبطة باسم نتنياهو، إذ إن التسهيلات التي قدمها لمالك شركة «بيزك» تقدر بالملايين. وهي تسهيلات واضحة تمت ترجمتها بقرارات واضحة من نتنياهو كرئيس وزراء، وكذلك بوصفه كان في ذلك الوقت وزيراً للاتصالات. وذكرت صحيفة «هآرتس»، في موقعها الإلكتروني، أمس (الأحد)، أن «هذا الملف أقوى بكثير من الملفات الثلاثة السابقة وستكون فيه مفاجآت وقد يحدث ضجيجاً وانفجاراً في الوسط السياسي الإسرائيلي لتورط شخصيات كبيرة فيه».
الجدير ذكره أن الشرطة كانت قد أوصت في الأسبوع الماضي، بتقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو بشبهات تلقي الرشى والاحتيال وخيانة الأمانة في ملفي التحقيق «1000» و«2000»، وأعلنت أنها تواصل التحقيق في ملف آخر رقمه 3000 الذي يتعلق بوجود فساد خطير في صفقات شراء غواصات وسفن حربية من ألمانيا. ويوم أمس، استأنفت الشرطة التحقيق في هذا الملف مع عدد من كبار الجنرالات.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.