أجهزة عرض كفؤة بتقنية «إل إي دي»

اقتصادية ولا تسخن وتدوم طويلا

جهاز عرض «إلمو بوكسي»
جهاز عرض «إلمو بوكسي»
TT

أجهزة عرض كفؤة بتقنية «إل إي دي»

جهاز عرض «إلمو بوكسي»
جهاز عرض «إلمو بوكسي»

اكتشف العالم المصابيح العاملة بالصمامات الثنائية الباعثة للضوء (إل إي دي). وهي تخدم فترة تدوم 25 مرة أكثر من فترة المصابيح العادية، وتستخدم جزءا يسيرا من طاقتها، كما أنها لا تسخن مثلها، وهي فضلا عن ذلك متينة جدا، وقد باتت في كل مكان، في المنازل، والمصابيح اليدوية الكشافة، ومصابيح السيارات، وشاشات التلفزيون المسطحة، ومصابيح وأضواء السينما، ومصابيح الزينة، واحتفالات المناسبات. وأخيرا تحولت إلى أجهزة للعرض أيضا.
أجهزة العرض هي مدهشة هذه الأيام، مثل تلك الموجودة في قاعات الاجتماعات في الشركات، وفي المنازل، والمسارح، لكن غالبيتها لا تزال تملك المصباح العادي القديم، الذي هو وهاج ويسخن جدا، والمرتفع السعر أيضا، الذي يكلف كثيرا لاستبداله، ربما بحدود 300، أو 400 دولار، كل ذلك بعد نحو 2000 ساعة من الاستخدام.
ولكن إذا تمكنت من استبدال هذا المصباح الغالي الثمن، ووضعت مكانه مصابيح «إل إي دي»، فستستخدم نصف الطاقة وبتلوث للبيئة أقل. ولكونه لا يسخن كثيرا، فأنت لا تحتاج إلى الكثير من التبريد، وبذلك يصبح جهاز العرض هذا أصغر حجما وأقل وزنا. وأكثر من ذلك، فأنت لست بحاجة إلى استبدال المصباح، لأن مقدر عمر مصابيح الجهاز من نوع «إل إي دي»، هو نحو 20 ألف ساعة أو أكثر، أي نحو عشرة أضعاف عمر المصابيح العادية. وهذا ما يكفي أن تشاهد فيلما سينمائيا مختلفا لمدة 27 سنة.

عرض متطور
ويقول ديفيد بوغ في «نيويورك تايمز» إنه فقام بتجربة سبعة أجهزة عرض «إل إي دي» (LED projectors) بسعر 1000 دولار أو أقل. وكل منها يأتي بحقيبة حمل وجهاز للتحكم به عن بعد وكل منها يقدم نتيجة مرضية من نوع «VGA» العالي الوضوح جدا، الصالح للفيديو والكومبيوتر والعروض البيانية معا، مما يمكن وصله باللابتوب، و«HDMA»، أو مشغلات أقراص «بلو - راي»، ووحدات الألعاب، أو حتى بفتحات بطاقات الذاكرة «يو إس بي» لعرض ملفات «باور بوينت»، وصور السلايد، والأفلام السينمائية، من دون الحاجة إلى كومبيوتر. وجميعها تنتج صورا من نوع 1280 × 800 بيكسل. وبعضها، مع شراء مهايئ للوصل بـ«واي - فاي»، يمكنه عرض الفيديوهات وصور السلايد لا سلكيا من الهاتف، أو اللابتوب، أو الجهاز اللوحي. وأجهزة العرض «إل إي دي» هذه تقع في فئتين، أجهزة عرض جوالة، وأخرى لأغراض العمل.
أما النظم الجوالة منها فهي على شكل علب صغيرة قد يظنها البعض قطع حلوى. وهي رخيصة ومصنوعة من البلاستيك، ولا يمكن تعديل ارتفاعها. ومكبر الصوت داخلها هو أحادي الصوت (ليس استيريو) بقوة 2 واط، وسيئة جدا لدى مشاهدة الأفلام السينمائية، وبذلك أنت بحاجة إلى وصل مكبر صوت فعلي. والصور الناتجة عن هذه الطرز النقالة ليست واضحة براقة وكبيرة، كالتي تؤمنها لك الطرز التقليدية التي يبلغ سعرها 1200 دولار. لكن بالنسبة إلى حجمها وكلفتها، فإنها تؤمن صورا لا بأس بها. وفي الغرف المظلمة، تكون الصور براقة بما فيه الكفاية، عندما تكون بعرض ثمانية أقدام، وعندما تكون مضاءة فالمستحسن عدم الذهاب إلى عرض للمشهد أكثر من خمسة أقدام.
وتصل قوة شعاع هذه الأجهزة الجوالة إلى 300 أو 500 شمعة، وهذه تعد ضعيفة حيال الـ2000 شمعة، الخاصة بأجهزة العرض التقليدية، بيد أن عيوننا تعي البريق وتلمسه. ومضاعفة قوة الشمعات لا تعني مضاعفة البريق أو الوهج، فجهاز العرض بقوة 500 شمعة، لا يكون بقوة نصف وهج 1000 شمعة، بل يبدو أكثر وهجا.

أجهزة بارزة
ومن أجهزة العرض «إل إي دي» البارزة والمعروفة «ديل إم 115»، (Dell M115)، (520)، والذي يبلغ حجمه 4 بوصات مربعة، زنة 13 أونصة (الأونصة 28 غم تقريبا)، وهو بقوة 450 شمعة يعتبر ألأصغر والأخف وزنا. وهو بصغره ولونه الأسود المصنوع من البلاستيك يعد من أفضل أجهزة العرض المحمولة، فصوره براقة وألوانها حقيقية، لا سيما لدى عرضها في الظلام. وتضيء الأزرار في الجهاز لدى لمسها، وذلك مفيد، لكن ما مكتوب عليها هو باللون الأسود، أو الرمادي الغامق، مما يصعب قراءتها. وسعر جهاز التحكم بها من بعيد، يبلغ 25 دولارا إضافيا. وهو بسعره مناسب جدا لمحفظتك.
وهنالك «إن فوكاس آي إن 1144»، (InFocus IN1144)، (540 دولارا) الذي هو علبة سوداء صغيرة أخرى تقدم 500 شمعة مع صورة جيدة. وبوزنه البالغ 1.8 رطل فإنه أثقل من جهاز «ديل» السابق بضعفين. وتدوم مصابيحه «إل إي دي» نحو 30 ألف ساعة.
أما «إلمو بوكسي»، (Elmo Boxi)، (630 دولارا) المعروف جدا خاصة لدى عرض ألأفلام السينمائية، فهو أبيض جذاب بقوة 300 شمعة، ويمكن وضعه قرب الجدار، أو الشاشة (على مسافة 3 أقدام)، لتحصل مع ذلك على صورة واسعة (50 بوصة).

فئة ثقيلة
لكن الفئة الثانية من أجهزة العرض «إل إي دي» الخاصة بالأعمال والشركات، فتعطيك المزيد من كل شيء، سواء على صعيد الوزن، أو التكلفة، أو الحجم. وهي طبعا لا تناسب وضعها في الجيب. لكن تحصل مقابلها على المزيد من الوهج والبريق، وجودة الصور، وتقدم جميعها تعديلا للصور أوتوماتيكيا، عن طريق جعلها مربعة الشكل، وذلك بواسطة مستشعراتها الداخلية وهي:
* «أوبتوما إم إل 1000»،Optoma ML1000) )، (1000 دولار مقابل قوة 1000 شمعة). وهو عبارة عن علبة مربعة عادية بتصميم أخاذ. والغريب أنه لا توجد أزرار على الجهاز باستثناء رقعة لمس للتتبع، كتلك الموجودة في جهاز اللابتوب. وبذلك يمكن التأشير على ما تريده في لائحة المهام والنقر عليه. والصورة هنا جيدة، وتتطابق مع المواصفات الثلاثية الأبعاد، شرط شراء نظارة خاصة لهذه الغاية.
* «فيوسونيك بي إل إي دي – دبليو 500»Viewsonic PLED - W500) (500 دولار) ويبدو هذا الجهاز أشبه باللابتوب، ويمكن وضعه في حقيبة اليد، وهو يبدو مناسبا لأغراض العمل بتصميمه الجيد، مقارنة بالأجهزة المنافسة ألأخرى، خاصة مع المؤشر المناسب العامل بأشعة الليزر المشيد في أداة التحكم عن بعد. وأزرار التحكم عليه تكون مضيئة. ونمط التشغيل الاقتصادي يكون بخفة وهج الصورة بمقدار 20 في المائة، لكن هذا يطيل من عمر مصابيح «إل إي دي» بنسبة 50 في المائة. وهذا الطراز، وطراز «كاسيو» التالي يقدمان مزية التكبير والتقريب من دون حاجة إلى تحريك الجهاز بعيدا أو قريبا من الشاشة، فضلا عن أزرار لتجميد الصورة.
أما بالنسبة إلى طراز «كاسيو إكس جاي – إيه 141»Casio XJ - A141) ، (1000 دولار)، فثمة أمر مريب هنا، إذ إن الجهاز ينتج صورة واضحة، ومشهدا سينمائيا فعلا بوهج 2500 شمعة، حتى عندما تكون الغرفة مضاءة. فكيف إذن يتفوق هذا الجهاز على جميع منافسيه؟
تجيب «كاسيو» أنها تستخدم نظاما هجينا من الليزر و«إل إي دي» لا تستخدمه شركة أخرى، ومع ذلك تحصل على خدمة طويلة من جهازها هذا، فضلا عن المميزات الأخرى المتعددة، مثل الحرارة، والطاقة، والاعتمادية، وكلمة المرور، أو السر، وغيرها الكثير. والجهاز مع ذلك يبدو نحيفا جميلا. وبذلك يعد الجهاز هذا هو الفائز بين الأجهزة الكبيرة الخاصة بالأعمال، بينما جهاز «ديل» هو الصغير القوي.



خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)
خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)
TT

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)
خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية ليست مجرد تقنية تقليدية أو عادية، بل هي القلب النابض للتطبيق، وهي التي جعلته مميزاً عن أي منصة أخرى منافسة لها.

عبقرية خوارزمية «تيك توك»

خوارزمية «تيك توك» تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة لتقديم تجربة شخصية فريدة لكل مستخدم. من خلال تحليل التفاعلات، ومدة المشاهدة، والسلوكيات السابقة، تُقدّم الخوارزمية محتوى مثيراً وجديداً على صفحة «For You» يجعل المستخدم يشعر بأن المحتوى صُمم خصيصاً له، ما يجعل المستخدم يستمر في المشاهدة دون توقف.

هذا التخصيص الدقيق لا يقتصر على تعزيز شعبية الفيديوهات فقط وانتشارها، بل يساعد أيضاً منشئي المحتوى الجدد على الوصول لجمهور واسع بسهولة، مما يعزز التنوع والابتكار على المنصة.

كيف تعقّد الخوارزمية الأزمة القانونية؟

تمثل خوارزمية «تيك توك» عقبة رئيسية في الأزمة الحالية بين «بايت دانس» (ByteDance) والحكومة الأميركية. السبب هو أن هذه الخوارزمية تُعتبر واحدة من أكثر التقنيات قيمة في العالم، وهي مدرجة ضمن قائمة التقنيات التي تتطلب موافقة الحكومة الصينية قبل تصديرها.

هذا يعني أن بيع «تيك توك» إلى جهة أميركية لن يكون مجرد صفقة مالية، بل سيكون مصحوباً بتحديات قانونية وسياسية تتعلق بنقل التكنولوجيا.

الخوارزمية تحت المجهر الأمني

أحد أسباب تصاعد الأزمة هو القلق من أن الخوارزمية قد تُستخدم لجمع بيانات المستخدمين الأميركيين أو التأثير على آرائهم. ورغم أن «تيك توك» تنفي هذه المزاعم، فإن طبيعة الخوارزمية التي تعتمد على معالجة كميات ضخمة من البيانات تجعلها محور قلق كبير بالنسبة للحكومات.

مستقبل «تيك توك» والخوارزمية

في ظل القرار الأميركي ببيع التطبيق أو حظره، قد تُصبح خوارزمية «تيك توك» نقطة تفوق أو عقبة. إذا تمكنت «بايت دانس» من التوصل إلى اتفاق يحافظ على سرية الخوارزمية، قد يُساهم ذلك في استمرار نجاح التطبيق عالمياً. أما إذا فرضت الحكومة الأميركية سيطرة كاملة، قد يُغير ذلك جوهر تجربة «تيك توك» كما يعرفها المستخدمون اليوم.

معركة «تيك توك» في الولايات المتحدة ليست مجرد قضية قانونية أو اقتصادية، بل هي صراع على مستقبل التكنولوجيا، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بخوارزمية تُعتبر واحدة من أعظم الابتكارات الرقمية في العصر الحديث. قدرتها على البقاء أو التكيف مع الضغوط القانونية قد تكون العامل الحاسم في كتابة مستقبل التطبيق.