تأجيل محاكمة الناشري المشتبه به بتفجير «كول»

دفاعه يتهم البنتاغون بالتجسس عليهما

عبد الرحيم الناشري  -  المدمرة الأميركية بعد تعرضها لعمل إرهابي في ميناء عدن قبل 18 عاماً («الشرق الأوسط»)
عبد الرحيم الناشري - المدمرة الأميركية بعد تعرضها لعمل إرهابي في ميناء عدن قبل 18 عاماً («الشرق الأوسط»)
TT

تأجيل محاكمة الناشري المشتبه به بتفجير «كول»

عبد الرحيم الناشري  -  المدمرة الأميركية بعد تعرضها لعمل إرهابي في ميناء عدن قبل 18 عاماً («الشرق الأوسط»)
عبد الرحيم الناشري - المدمرة الأميركية بعد تعرضها لعمل إرهابي في ميناء عدن قبل 18 عاماً («الشرق الأوسط»)

بعد 18 عاماً من تفجير المدمرة الأميركية «كول» قبالة ميناء عدن، يظل المشتبه به الرئيسي عبد الرحيم الناشري يواجه محكمة عسكرية في سجن غوانتانامو (في القاعدة العسكرية الأميركية في كوبا)، وتظل محاكمته تواجه عراقيل، كان آخرها أول من أمس، عندما أعلن البنتاغون أن المحاكمة «توقفت بعدما رفض محامو الدفاع العودة مع استئناف المحاكمة». وقالت وكالة الصحافة الفرنسية، أمس: «قطع القاضي العسكري، فانس سباث، الجلسة وقد بدا عليه الغضب لأنه لم يتمكن من إعادة محامي عبد الرحيم الناشري الرئيسيين إلى المحكمة»، فيما قالت الناطقة باسم البنتاغون، سارة هيغينز، إن القاضي العسكري «أجل، إلى موعد غير مسمى، الجلسات»، وأضافت: «ليس معروفاً متى ستستأنف جلسات الاستماع». وكان الهجوم قد تسبب في قتل 17 جندياً أميركياً، وجرح 39 جندياً آخرين عام 2000.
وسبق أن استقال فريق الدفاع المدني عن الناشري الخريف الماضي، بحجة أنهم لم يتمكنوا من مواصلة تمثيلهم موكلهم «بشكل أخلاقي»، في إشارة كما يبدو لتدخل الحكومة المحتمل في الاتصالات بين المحامين والموكلين. وحسب محضر الجلسة، اشتكى القاضي من أنه لا يستطيع إجبار محامي الناشري على متابعة الجلسة حتى عبر الفيديو، وقال إن «هذا يدل على عدم احترامهم للقوانين».
وقال القاضي العسكري إن عمل اللجان العسكرية «غير فعال بشكل عام»، وإنه لا يستطيع الاستمرار دون توجيه من محكمة عليا، وأضاف: «نحتاج إلى تحرك، نحتاج إلى شخص يتابع هذه الإجراءات، نحتاج إلى أحد ما ليعطينا توجيهات»، وأكد أن المشكلات في محاكمة الناشري «تكشف درجة فساد الإجراءات، وتكشف درجة ما يحدث داخل وزارة الدفاع التي تشرف على هذه الإجراءات».
من جهتها، قالت صحيفة «واشنطن بوست»، أمس، إن قضية الناشري، الذي يعتقد أنه مدبر الهجوم على المدمرة «كول»، ويعتبر من أهم معتقلي غوانتانامو، «غرقت في الفوضى في العام الماضي، مع انسحاب 3 من محاميه».
وفي ذلك الوقت، قال المحامون إن اتصالاتهم مع موكلهم، التي يفترض أن تكون خاصة، «خضعت لمراقبة إلكترونية من قبل الحكومة»، وإن هذا لا يسمح لهم بالدفاع عنه. وبسبب ذلك، رفض الجنرال جون بيكر، الذي يشرف على هيئات الدفاع، أن يصدر أمراً للمحامين بالعودة إلى العمل. في وقت لاحق، أدين الجنرال بإهانة المحكمة، وسجن 3 أسابيع في القاعدة العسكرية في غوانتانامو.
كانت «كول» قد دخلت في عام 1996 في البحرية الأميركية. وفي عام 2000، تعرضت للهجوم. وحدث ذلك بعد أن منعت السلطات الأمنية اليمنية هبوط طائرات عمودية أميركية في مطار عدن. وقبل ذلك، أصدر اليمن إنذاراً للطائرات العسكرية الأميركية بعدم دخول أجوائه لأنها ستكون أهدافاً لجماعات إرهابية. وفي عام 2005، بعد 5 أعوام من الهجوم، قال الرئيس اليمنى الراحل علي عبد الله صالح إن الولايات المتحدة كانت تنوي احتلال مدينة عدن غضباً بسبب الهجوم، لكن لم يحدث ذلك بعد اتصالات دبلوماسية مكثفة.
وفي عام 2004، بدأت محاكمة المتهمين في التفجير أمام محكمة يمنية في صنعاء. وبعد عام، قضت المحكمة بإعدام الناشري ومتهم آخر، هو جمال البدوي، وبالسجن على 4 أشخاص آخرين. وكان بعضهم، ومنهم الناشري، قد هربوا من السجن. ولفترة طويلة، اختفى الناشري في تعز، ثم ذهب إلى الإمارات. وهناك، اعتقلته شرطة مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، التي كانت تبحث عنه بعد أن وضعته في قائمة «أخطر الإرهابيين في العالم». وبالإضافة إلى الناشري، يوجد متهمون آخرون محتجزون في غوانتانامو، منهم الباكستاني ماجد شوكات خان، الذي يواجه تهماً منها القتل، والشروع في القتل، ومن هذه محاولة اغتيال الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف، والاشتراك في تفجير فندق «ماريوت» في بالى، في إندونيسيا، عام 2003. وكذلك يحتجز أيضاً السعودي أحمد الدربي، الذي قالت أخبار في الأسبوع الماضي إنه قد يعاد قريباً إلى السعودية، وهو متهم بالإرهاب، وقد شن هجمات على سفن شحن في مضيق هرمز، وهجوم على ناقلة نفط فرنسية. ويحتجز أيضاً عبد الهادي العراقي، الذي يواجه تهماً منها عمليات إرهابية في أفغانستان وباكستان، خلال عامي 2003 و2004.
وبالإضافة إلى هؤلاء، يوجد مهندسو تنظيم هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001، وهم: خالد شيخ محمد، ووليد صالح المبارك، وعلى عبد العزيز علي، ورمزي الشيبة، ومصطفى أحمد آدم.


مقالات ذات صلة

4 ناقلي بضائع مغاربة اختفوا على الحدود بين النيجر وبوركينا فاسو

أفريقيا مسؤولون وأعضاء من وكالة الطوارئ الوطنية يمسحون محتوى رسومياً لجثث ضحايا انفجار صهريج وقود مغطاة بأغصان الأشجار عند تقاطع ديكو وهو طريق يربط أبوجا بكادونا بنيجيريا في 18 يناير 2025 (إ.ب.أ)

4 ناقلي بضائع مغاربة اختفوا على الحدود بين النيجر وبوركينا فاسو

فُقد الاتصال بـ4 مواطنين مغاربة يشتغلون في قطاع نقل البضائع نحو دول أفريقيا، حين كانوا على متن شاحنات نقل تستعد لعبور الحدود بين بوركينا فاسو والنيجر.

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو ورئيس حزب «النصر» أوميت أوزداغ يخضعان للتحقيق بتهمتي التهديد وإهانة إردوغان (موقع حزب النصر)

تركيا: تحقيقان ضد إمام أوغلو وأوزداغ بتهمتي التهديد وإهانة إردوغان

تعيش تركيا أجواء صدام حاد بين الحكومة والمعارضة تُرجمت بسلسلة من التحقيقات والملاحَقات القضائية التي وصفها زعيم المعارضة أوزغور أوزال بأنها «إعلان حرب».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» يان إيغلاند يستمع سؤالاً خلال مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» في كابل بأفغانستان يوم 8 يناير 2023 (أ.ب)

رئيس وكالة إغاثية: تخفيض التمويل لأفغانستان هو أكبر تهديد يضر بمساعدة النساء

حذر رئيس إحدى وكالات الإغاثة الكبرى، الأحد، بأن تخفيض التمويل المخصص لأفغانستان يمثل التهديد الأكبر المُضِرّ بمساعدة النساء في البلاد.

«الشرق الأوسط» (كابل)
آسيا تشهد باكستان موجة من عنف المتمردين وخاصة في المقاطعات الغربية خيبر بختونخوا في الشمال التي تحد أفغانستان وتعد موطناً لـ«طالبان» الباكستانية وبلوشستان في الجنوب التي تحد إيران وتعد موطناً للتمرد البلوشي... ووفقاً لمركز البحوث والدراسات الأمنية «CRSS» قُتل ما لا يقل عن 685 فرداً من قوات الأمن في إجمالي 444 هجوماً إرهابياً في عام 2024 مما يجعله العام الأكثر دموية (إ.ب.أ)

باكستان تطلق عملية أمنية بعد تصاعد العنف الطائفي

قال مسؤولون باكستانيون، الاثنين، إن قوات الأمن أطلقت عملية أمنية تستهدف المسلحين في منطقة مضطربة في شمال غربي البلاد على الحدود مع أفغانستان، بعد تصاعد الهجمات.

«الشرق الأوسط» (باراتشينار(باكستان))
أفريقيا أسلحة صومالية بعد ضبطها لدى عناصر من حركة «الشباب» (متداولة)

ضبط أسلحة في طريقها إلى «حركة الشباب» بجنوب وسط الصومال

ضبط الجيش الوطني الصومالي سيارة محملة بالأسلحة في طريقها إلى «ميليشيات الخوارج» بمحافظة هيران في جنوب وسط البلاد.

«الشرق الأوسط» (مفديشو )

باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
TT

باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)

حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أمس (السبت)، من أنه «إذا تعرضت مصالحنا للضرر فسوف نرد»، في وقت ينذر فيه وصول دونالد ترمب إلى السلطة في الولايات المتحدة بعلاقات تجارية ودبلوماسية عاصفة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي.

وقال بارو في مقابلة مع صحيفة «ويست فرنس»: «من لديه مصلحة في حرب تجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا؟ الأميركيون لديهم عجز تجاري معنا، ولكن العكس تماماً من حيث الاستثمار. فكثير من المصالح والشركات الأميركية موجود في أوروبا».

وأضاف: «إذا رفعنا رسومنا الجمركية، فستكون المصالح الأميركية في أوروبا الخاسر الأكبر. والأمر نفسه ينطبق على الطبقات الوسطى الأميركية التي ستشهد تراجع قدرتها الشرائية».

ووفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد حذر بارو قائلاً: «إذا تأثرت مصالحنا، فسوف نرد بإرادة من حديد».

وتابع: «يجب أن يدرك الجميع جيداً أن أوروبا قررت ضمان احترام العدالة في التبادلات التجارية. وإذا وجدنا ممارسات تعسفية أو غير عادلة، فسنرد عليها».

وقد هدد ترمب الذي يعود إلى البيت الأبيض، الاثنين، الأوروبيين بفرض رسوم جمركية شديدة جداً. وهو يتوقع خصوصاً أن يشتري الاتحاد الأوروبي مزيداً من النفط والغاز الأميركي ويقلل من فائضه التجاري مع الولايات المتحدة.