الأرجنتين تبدأ مشوار «الحلم» بالبوسنة.. وفرنسا في مهمة «تلميع الصورة»

سويسرا والإكوادور تبحثان عن البداية القوية في مونديال البرازيل

جانب من تدريبات الأرجنتين تأهبا لملاقاة البوسنة (أ.ب) و دزيكو (يسار) يراوغ بالكرة خلال تدريبات المنتخب البوسني (أ.ف.ب)
جانب من تدريبات الأرجنتين تأهبا لملاقاة البوسنة (أ.ب) و دزيكو (يسار) يراوغ بالكرة خلال تدريبات المنتخب البوسني (أ.ف.ب)
TT

الأرجنتين تبدأ مشوار «الحلم» بالبوسنة.. وفرنسا في مهمة «تلميع الصورة»

جانب من تدريبات الأرجنتين تأهبا لملاقاة البوسنة (أ.ب) و دزيكو (يسار) يراوغ بالكرة خلال تدريبات المنتخب البوسني (أ.ف.ب)
جانب من تدريبات الأرجنتين تأهبا لملاقاة البوسنة (أ.ب) و دزيكو (يسار) يراوغ بالكرة خلال تدريبات المنتخب البوسني (أ.ف.ب)

تشهد المجموعتان الخامسة والسادسة في مونديال البرازيل مواجهات ساخنة اليوم الأحد، حيث يلتقي منتخب فرنسا مع هندوراس في مباراة يتوقع أن تكون قوية ومثيرة وحافلة بالتشويق طوال مجرياتها، وضمن المجموعة نفسها يلعب منتخب سويسرا مع الإكوادور، بينما يستهل المنتخب الأرجنتيني مشواره في البطولة بمواجهة المنتخب البوسني ضمن منافسات المجموعة السادسة.

* الأرجنتين × البوسنة
* تدق ساعة الحقيقة أمام الأرجنتين ونجمها الكبير ليونيل ميسي عندما تبدأ اليوم مسعاها لإحراز اللقب العالمي للمرة الأولى منذ 1986، وذلك بمواجهة منتخب بوسني طامح على ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو، ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة السادسة لمونديال 2014. وستشكل مباراة البوسنة اختبارا جديا لقدرة الأرجنتين على الارتقاء إلى مستوى الطموحات والتحدي، وحتى إن كانت منافستها تخوض غمار العرس الكروي العالمي للمرة الأولى في تاريخها.
تبدو الأرجنتين جاهزة لتحقيق ما عجزت عنه في ربع القرن الأخير معتمدة على ميسي ومدربها الرصين أليخاندرو سابيلا ومجموعة من اللاعبين بغية تحقيق لقبها الثالث. ودائما ما كانت الأرجنتين مرشحة للفوز باللقب العالمي لكن «عدادها» توقف عند تتويجين في 1978 مع ماريو كامبس و1986 مع دييغو مارادونا الذي كاد يقودها إلى لقب ثالث عام 1990 لكن المنتخب الألماني حرمها من ذلك بالفوز عليها في النهائي. وهنا يأتي دور ميسي الساعي إلى الانضمام لهاتين الأسطورتين، لكنه عجز عن ذلك حتى الآن بعد أن توقف مشوار «لا البيسيليستي» عند الدور ربع النهائي عامي 2006 و2010، وفي المرتين أمام ألمانيا بركلات الترجيح (1/1 في الوقتين الأصلي والإضافي) وبرباعية نظيفة على التوالي.
ويسعى ميسي إلى الارتقاء لمستوى المسؤولية التي وضعت عاتقه منذ أن سلمه شارة القائد المدرب السابق مارادونا الذي قال علنا إن «ليو» هو خليفته، إلا أن النجم الملقب بـ«البعوضة» لم ينجح في نقل التألق اللافت الذي قدمه مع فريقه برشلونة الإسباني إلى المنتخب الوطني وبقيت عروضه «خجولة» حتى الآن على صعيد البطولات.
ويملك سابيلا خط هجوم تحلم به معظم المنتخبات، إذ يضم إلى جانب ميسي كلا من سيرخيو أغويرو بطل إنجلترا مع مانشستر سيتي، وغونزالو هيغواين (نابولي الإيطالي) الذي قد يغيب عن مباراة اليوم بسبب إصابة في كاحله، وايزيكييل لافيتزي بطل فرنسا مع باريس سان جيرمان، وجناح ريال مدريد الإسباني الطائر أنخيل دي ماريا.
من جانبها، تعول البوسنة على لاعبين مميزين، أمثال إيدين دزيكو مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي، ووداد إيبيسيفيتش مهاجم شتوتغارت الألماني، وميراليم بيانيتش لاعب وسط روما الإيطالي. وأطلق المدرب صفوت سوزيتش مطلع مايو (أيار) الماضي شعار التأهل من الدور الأول «يجب أن يكون لدينا هدف، وهدفنا التأهل إلى الدور الثاني. في مجموعتنا الأرجنتين هي المرشحة المطلقة. سننافس على المركز الثاني مع نيجيريا وإيران. لكن اعتقد أننا نملك كل الحق في التأهل بين أفضل 16 منتخبا في البرازيل».
يعول سوزيتش على دزيكو وإيبيسيفيتش ثاني وثالث أفضل هداف في التصفيات الأوروبية مع 10 و8 أهداف على التوالي، بالإضافة إلى الفنان بيانيتش الذي مدد عقده مؤخرا مع روما حتى عام 2018. لكن هل سيكون منتخب «التنانين» الذي تحضر بشكل مثالي للنهائيات من خلال الفوز على ساحل العاج (1/2) والمكسيك (1/صفر) المشاركتين في كأس العالم إضافة إلى شباب فريق سانتوس البرازيلي (1/5)، بالفعل قادرا على خلق المفاجأة؟.. فسوزيتش يعترف بوجود بعض الثغرات «لا نعرف حقا ما هو حجم قوتنا. لم نفز حتى الآن على أي منتخب كبير».
ويقر سوزيتش الذي تسلم مهامه في ديسمبر (كانون الأول) 2009 «ينبغي أن نكون قادرين على الزج بتشكيلتين في المونديال، وأن يكون لدينا 22 أو 23 لاعبا من نوعية عالية. في الوقت الحالي لا نملك فيه هذا الترف».

* فرنسا × هندوراس
* يستهل المنتخب الفرنسي مشواره لمحو فضيحة مدينة نايسنا 2010 بمواجهة هندوراس في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الخامسة ضمن النسخة العشرين من نهائيات كأس العالم لكرة القدم في البرازيل. ويبدو لاعبو المنتخب الأزرق مصممين على تلميع الصورة بعد المشوار الكارثي في مونديال جنوب أفريقيا عندما فشل الفريق في تحقيق ولو فوز واحد، ودخل لاعبوه في إضراب عن التدريبات بسبب مشاكل بين اللاعبين والمدرب ريمون دومينيك ووسائل الإعلام.
تعاقد الاتحاد الفرنسي مع نجميه السابقين المتوجين باللقب العالمي عام 1998 لوران بلان بعد المونديال وديدييه ديشان بعد كأس أوروبا 2012، ونجح الأخير إلى حد كبير في إعادة اللحمة والانسجام والقتالية والروح الوطنية، وظهر ذلك جليا في مباريات التصفيات وتحديدا إياب الدور الفاصل أمام أوكرانيا، كما ظهر ذلك في المباريات الإعدادية للمونديال وآخرها أمام جامايكا الأحد الماضي عندما حققت فوزا كاسحا 8/صفر، وأظهر اللاعبون انسجاما كبيرا من خلال الاحتفال بالأهداف مع لاعبي دكة البدلاء والجهازين الفني والطبي موجهين رسائل إلى الجماهير على أنهم أكثر تصميما على الظهور بوجه مشرف خاصة أولئك الذين كانوا سببا في الفضيحة قبل 4 أعوام وفي مقدمتهم باتريس إيفرا.
لكن فرنسا ستخوض العرس العالمي في غياب نجمها مهاجم بايرن ميونيخ الألماني فرانك ريبيري، حيث تلقت ضربة موجعة قبل أيام قليلة من المونديال بانسحابه لعدم تعافيه من إصابة في أسفل الظهر، مما اعتبر خسارة كبيرة بالتأكيد بالنظر إلى القيمة الفنية والدور الكبير الذي لعبه في التصفيات. لكن ديشان يملك تشكيلة متوازنة بقيادة مهاجم ريال مدريد الإسباني كريم بنزيمة وإيفرا، وأغلب عناصرها من الشباب الذين يملكون فرصة التألق ولعب دور طلائعي في المونديال خاصة النجم الصاعد والواعد ليوفنتوس الإيطالي بول بوغبا، ولاعب وسط باريس سان جيرمان بليز ماتويدي، وزميله في نادي العاصمة يوهان كاباي، ومهاجم آرسنال الإنجليزي أوليفييه جيرو، ومدافع النادي الملكي رافائيل فاران.
من جانبها، أبلت هندوراس البلاء الحسن في التصفيات وحجزت بطاقتها المباشرة خلف الولايات المتحدة وكوستاريكا وأمام المكسيك، علما بأنها تغلبت على الأخيرة على ملعب الازتيك وباتت أول منتخب زائر يفوز على المكسيك في عقر دارها منذ عام 2001. ولم يأت تألق هندوراس من فراغ، فهي تملك منتخبا شابا قويا وجه إنذارا شديد اللهجة إلى المنافسين قبل عامين في دورة الألعاب الأولمبية عندما بلغ الدور ربع النهائي. وتمني هندوراس النفس بنقل تألقها في الأولمبياد والتصفيات إلى النهائيات التي تخوضها للمرة الثالثة بعد عامي 1982 و2010، وترصد فوزها الأول في تاريخ العرس الكروي العالمي بتشكيلة تعتمد على مجموعة من المواهب الشابة.

* سويسرا × الإكوادور
* تبحث كل من سويسرا والإكوادور عن تحقيق نتيجة طيبة ترفع من حظوظهما للتأهل إلى الدور الثاني بجانب فرنسا المرشحة الأبرز في المجموعة الخامسة، عندما تلتقيان في «استاديو ناسيونال» في برازيليا ضمن مونديال 2014 لكرة القدم. ويأمل لاعبو سويسرا تقديم هدية وداع جميلة لمدربهم الألماني أوتمار هيتسفيلد بعد ست سنوات أمضاها مع «لا ناتي».
وفي مشاركتها الثالثة على التوالي في كأس العالم والعاشرة بالمجمل، تحاول سويسرا إثبات أن وصولها إلى المركز السابع في التصنيف العالمي لم يكن مجرد صدفة. وستكون الفرصة متاحة لأبناء هيتسفيلد (65 عاما) لتخطي الدور الأول بعد وقوعهم في مجموعة معقولة تضم فرنسا والإكوادور وهندوراس، وسيمحو تأهلهم إلى الدور الثاني ذكريات جنوب أفريقيا 2010 السيئة.
كانت سويسرا الفريق الوحيد الذي أسقط إسبانيا البطلة (1/صفر)، لكنها فشلت في التأهل بخسارتها أمام تشيلي (صفر/1) وتعادلها مع هندوراس سلبا. وكانت هذه ضربة قاسية بعد إنجاز ألمانيا 2006 تحت إشراف كوبي كون، عندما تصدرت مجموعتها على حساب فرنسا وكوريا الجنوبية وتوغو، قبل أن تسقط في الدور الثاني بركلات الترجيح أمام أوكرانيا وتخرج من البطولة من دون تلقي أي هدف!
وينافس بلد الـ8 ملايين نسمة بأكبر من حجمه، فتبرز في تشكيلته عدة أسماء محترفة في القارة الأوروبية خصوصا في ألمانيا وإيطاليا على غرار لاعب الوسط جيردان شاكيري (بايرن ميونيخ الألماني)، ليشتاينر، بليريم دزيمايلي، وغوكهان اينلر (نابولي الإيطالي)، لكن ايرين ديرديوك دفع ثمن تراجع أدائه مع باير ليفركوزن الألماني فغاب عن التشكيلة. وشاركت سويسرا في كأس العالم تسع مرات سابقة لفترات متقطعة، لكنها غابت عن الحدث نحو ثلاثين سنة بين 1966 و1994. بلغت ثمن النهائي ثلاث مرات، وتعود آخر مشاركة لها في ربع النهائي إلى 1954 عندما استضافت النهائيات.
أما الإكوادور فتبحث في مشاركتها الثالثة عن تخطي مشكلاتها الكروية المتمثلة بابتعاد بعض لاعبيها عن مستوياتهم وتكريم نجمها الراحل كريستيان بينيتيز. وتلقت الإكوادور نبأ مفجعا برحيل هدافها كريستيان بينيتيز «تشوتشو» (27 عاما) بنوبة قلبية مع فريقه الجيش القطري في يوليو (تموز) الماضي بعد تسجيله خمسة أهداف في التصفيات. وبعد رحيل تشوتشو عين المدرب الكولومبي رينالدو رويدا جناح مانشستر يونايتد الإنجليزي وصديق الأول أنطونيو فالنسيا قائدا للمنتخب بدلا من والتر ايوفي، وعلق المدرب على ذلك قائلا «كان فالنسيا الأقرب إلى بينيتيز، مثل التوأمين، لذا فإن منحه شارة القائد كان بمثابة لم شمل الفريق. تردد فالنسيا في البداية احتراما لايوفي، لكن تبين في النهاية أنه التغيير الذي منحنا أفضلية نفسية في الرمق الأخير (من التصفيات)». ويعيش المنتخب «لحظات حرجة» بحسب رئيس الاتحاد لويس تشيريبوغا ويعاني «مشكلات دفاعية. بالنسبة للاعبين الذين أسهموا بشكل رئيس في التأهل، بعضهم لا يلعب والآخر مصاب. هذه مشكلة كبيرة».
وتعول الإكوادور على جناحها الطائر فالنسيا، والمهاجم فيليبي كايسيدو الذي عانى من إصابة مؤخرا في ودية هولندا، والجناح الآخر جيفرسون مونتيرو، بالإضافة إلى الخبير أيوفي، لكن المخضرم سيغوندو كاستيو لاعب الهلال السعودي حرمته الإصابة من المشاركة، فيما أصيب لاعب الوسط كريستيان نوبوا (دينامو موسكو الروسي) لإصابته في فخذه اليمنى.



الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
TT

الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)

صادق الكنيست الإسرائيلي، في وقت مبكر الثلاثاء، بالقراءة الأولى على مشاريع قوانين «الإصلاح القضائي» المثيرة للجدل التي تقيد يد المحكمة العليا وتمنعها من أي مراجعة قضائية لبعض القوانين، كما تمنعها من عزل رئيس الوزراء. ومر مشروع قانون «التجاوز» بأغلبية 61 مقابل 52، بعد جلسة عاصفة وتعطيل طويل وتحذيرات شديدة اللهجة من قبل المعارضة، حتى تم إخلاء الكنيست بعد الساعة الثالثة فجر الثلاثاء.

ويمنح التشريع الذي يحتاج إلى قراءتين إضافيتين كي يتحول إلى قانون نافذ، حصانة لبعض القوانين التي تنص صراحة على أنها صالحة رغم تعارضها مع أحد قوانين الأساس شبه الدستورية لإسرائيل. ويُطلق على هذه الآلية اسم «بند التجاوز»؛ لأنه يمنع المراجعة القضائية لهذه القوانين.

ويقيد مشروع القانون أيضاً قدرة محكمة العدل العليا على مراجعة القوانين التي لا يغطيها بند الحصانة الجديد، بالإضافة إلى رفع المعايير ليتطلب موافقة 12 من قضاة المحكمة البالغ عددهم 15 قاضياً لإلغاء قانون. وينضم مشروع «التجاوز» إلى عدد كبير من المشاريع الأخرى التي من المقرر إقرارها بسرعة حتى نهاية الشهر، وتشمل نقل قسم التحقيق الداخلي للشرطة إلى سيطرة وزير العدل مباشرة، وتجريد سلطة المستشارين القانونيين للحكومة والوزارات، وإلغاء سلطة المحكمة العليا في مراجعة التعيينات الوزارية، وحماية رئيس الوزراء من العزل القسري من منصبه، وإعادة هيكلة التعيينات القضائية بحيث يكون للائتلاف سيطرة مطلقة على التعيينات.

كما يعمل التحالف حالياً على مشروع قانون من شأنه أن يسمح ببعض التبرعات الخاصة للسياسيين، على الرغم من التحذيرات من أنه قد يفتح الباب للفساد. قبل التصويت على مشروع «التجاوز»، صوّت الكنيست أيضاً على مشروع «التعذر»، وهو قانون قدمه الائتلاف الحاكم من شأنه أن يمنع المحكمة العليا من إصدار أوامر بعزل رئيس الوزراء حتى في حالات تضارب المصالح. وقدم هذا المشروع رئيس كتلة الليكود عضو الكنيست أوفير كاتس، بعد مخاوف من أن تجبر محكمة العدل العليا رئيس الحزب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التنحي، بسبب تضارب المصالح المحتمل الذي قد ينتج عن إشرافه على خطة تشكيل القضاء بينما هو نفسه يحاكم بتهمة الفساد. وبموجب المشروع، سيكون الكنيست أو الحكومة الهيئتين الوحيدتين اللتين يمكنهما عزل رئيس الوزراء أو أخذه إلى السجن بأغلبية ثلاثة أرباع، ولن يحدث ذلك إلا بسبب العجز البدني أو العقلي، وهي وصفة قالت المعارضة في إسرائيل إنها فصّلت على مقاس نتنياهو الذي يواجه محاكمة بتهم فساد.

ودفع الائتلاف الحاكم بهذه القوانين متجاهلاً التحذيرات المتزايدة من قبل المسؤولين السياسيين والأمنيين في المعارضة، وخبراء الاقتصاد والقانون والدبلوماسيين والمنظمات ودوائر الدولة، من العواقب الوخيمة المحتملة على التماسك الاجتماعي والأمن والمكانة العالمية والاقتصاد الإسرائيلي، وعلى الرغم من الاحتجاجات الحاشدة في إسرائيل والمظاهرات المتصاعدة ضد الحكومة. وأغلق متظاهرون، صباح الثلاثاء، بعد ساعات من مصادقة الكنيست بالقراءة الأولى على مشروعي «التجاوز» و«التعذر»، الشارع المؤدي إلى وزارات المالية والداخلية والاقتصاد في القدس، لكن الشرطة فرقتهم بالقوة واعتقلت بعضهم.

ويتوقع أن تنظم المعارضة مظاهرات أوسع في إسرائيل هذا الأسبوع. وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قد دعا، الاثنين، رؤساء المعارضة الإسرائيلية للاستجابة لدعوة الليكود البدء بالتفاوض حول خطة التغييرات في الجهاز القضائي، لكن الرؤساء ردوا بأنهم لن يدخلوا في أي حوار حول الخطة، ما دام مسار التشريع مستمراً، وأنهم سيقاطعون جلسات التصويت كذلك. وقال أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب «يسرائيل بيتنو» المعارض بعد دفع قوانين بالقراءة الأولى في الكنيست: «هذه خطوة أخرى من قبل هذه الحكومة المجنونة التي تؤدي إلى شق عميق في دولة إسرائيل سيقسمنا إلى قسمين».

في الوقت الحالي، يبدو من غير المحتمل أن يكون هناك حل وسط على الرغم من دعوات الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لوقف التشريع. وكان قد أعلن، الاثنين، أنه يكرس كل وقته لإيجاد حل لأزمة الإصلاح القضائي، قائلاً إن الوضع هو أزمة دستورية واجتماعية «خطيرة للغاية». ويرى هرتسوغ أن خطة التشريع الحالية من قبل الحكومة خطة «قمعية» تقوض «الديمقراطية الإسرائيلية وتدفع بالبلاد نحو كارثة وكابوس». وينوي هرتسوغ تقديم مقترحات جديدة، وقالت المعارضة إنها ستنتظر وترى شكل هذه المقترحات.

إضافة إلى ذلك، صادق «الكنيست» بالقراءة الأولى على إلغاء بنود في قانون الانفصال الأحادي الجانب عن قطاع غزة، و4 مستوطنات في شمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد 18 عاماً على إقراره. ويهدف التعديل الذي قدمه يولي إدلشتاين، عضو الكنيست عن حزب الليكود ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إلى إلغاء الحظر على المستوطنين لدخول نطاق 4 مستوطنات أخليت في الضفة الغربية المحتلة عام 2005، وهي «جانيم» و«كاديم» و«حومش» و«سانور»، في خطوة تفتح المجال أمام إعادة «شرعنتها» من جديد. وكان إلغاء بنود هذا القانون جزءاً من الشروط التي وضعتها أحزاب اليمين المتطرف لقاء الانضمام إلى تركيبة بنيامين نتنياهو. ويحتاج القانون إلى التصويت عليه في القراءتين الثانية والثالثة ليصبح ساري المفعول.