الصين تستقبل سنة الكلب وتودع الديك

حظر استخدام الألعاب النارية بسبب التلوث

الصين تستقبل سنة الكلب وتودع الديك
TT

الصين تستقبل سنة الكلب وتودع الديك

الصين تستقبل سنة الكلب وتودع الديك

بدأت اليوم احتفالات الصين بالعام القمري الجديد الذي يعتبر وفقا للتقويم الصيني عام الكلب لكن احتفالات هذا العام ستكون أكثر هدوءا بعد أن حظرت ما يقرب من 400 مدينة استخدام الألعاب النارية التي جرت العادة على استخدامها أثناء الاحتفالات كنوع من جلب الحظ وطرد الأرواح الشريرة بسبب مخاوف تتعلق بتلوث البيئة والسلامة.
ورغم ذلك فإن وزارة حماية البيئة الصينية ذكرت أنه من المتوقع أن يشهد شمال الصين حيث تقع العاصمة بكين تلوثا شديدا.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن العام القمري الجديد يعتبر أهم عطلة في الصين، ويسافر مئات الملايين من الأشخاص الذين يعملون في المدن لمسقط رأسهم للاحتفال مع أسرهم، فيما يعتبر أكبر حركة هجرة مؤقتة في التاريخ.

وتوقعت السلطات الصينية أن يتم قطع ما يقرب من 3 مليارات رحلة بالسيارات والقطارات والطائرات خلال فترة العطلة. بزيادة بنسبة 8.8 في السفر بالسكك الحديدية و10 في المائة بالسفر جوا.
بينما ذكرت بعض التقارير أن أكثر من 6 ملايين شخص قرروا القيام برحلات لدول أجنبية.
ومن المتوقع أن تصل عائدات السياحة خلال فترة العطلات إلى 76 مليار دولار.
ولكن في الوقت الذي يتم فيه الاحتفال بالعام القمري الجديد ورمزه الكلب إلا أنه بالنسبة لفرقة أمنية من 23 كلبا تحرس المدينة المحرمة الشهيرة في قلب بكين فلا مكان للراحة.
وقال تشانغ فوماو (59 عاما) رئيس دورية الكلاب الذي يتولى تدريبها منذ أكثر من 30 عاما، في تقرير نشرته وكالة «رويترز»: «لا اختلاف سواء في (عطلة) العام الصيني الجديد أو غيرها. اللصوص لا يأخذون إجازات ونحن أيضا. وعلينا الحراسة 24 ساعة في اليوم».
ويحيط بالمدينة المشيدة في مطلع القرن السابع عشر والمؤلفة من 9999 غرفة خندق مائي وتقع على مساحة 183 فدانا شمال ميدان تيانانمين.
وتباهى القصر الذي تحول إلى متحف ببيع 16.7 مليون تذكرة في العام الماضي. وكان القصر مقر إقامة أباطرة الصين ويحوي الآن كنوزا وطنية منها زهرية برونزية تعود إلى ثلاثة آلاف عام مضت ولوحة بطول خمسة أمتار تصور الحياة اليومية لأسرة سونغ.
وتراجعت التقارير المتعلقة بمحاولات السرقة على مر السنين لكن الحزب الشيوعي مهتم بالحفاظ على القصر الذي يعد رمزا وطنيا للصين.
وبدأ تشانغ حياته موظفا في المتحف عندما كان عمره 20 عاما ويستعد للتقاعد العام المقبل. وظل الرجل ينام ويعمل بجوار الكلاب لسنوات.
وقال تشانغ: «حياتنا بسيطة فأنا أطعم الكلاب في الصباح... وأدربها وأطعمها ثانية وأنظفها...».
وأضاف: «في الليل أحضرها (الكلاب) للتجول في المدينة المحرمة بعد خروج كل الزوار».
وتجدر الإشارة إلى أن التقويم القمري هو تقويم يعبر التاريخ حسب شكل القمر. غالباً يبدأ الشهر على قمر جديد. التقويم الهجري والصيني والعبري والهندي كلها تقاويم قمرية.
وتعرف السنة القمرية بأنها المدة التي يحتاجها القمر للدوران 12 دورة حول الأرض، كل دورة تكون شهراً قمرياً واحداً. ونظراً لكون الدورة القمرية الواحدة حول الأرض (نسبة للمراقب من الأرض) تستغرق 29.530588 يوم (تحديداً 29 يوما و12 ساعة و44 دقيقة و2.8032 ثانية) فإن طول الشهر القمري يكون إما 29 أو 30 يوما.
أما الـ12 دورة فهي تستغرق 354.367056 يوم، هذا يعني أنها أقصر بـ11 يوماً تقريباً (10.875 يوم تحديداً) من السنة الشمسية والمعتمدة في التقويم الميلادي.
وتختلف التقاويم القمرية حول تحديد اليوم الأول من الشهر، وهنالك في بعض التقاويم القمرية، مثل التقويم الصيني، يكون اليوم الأول من الشهر هو اليوم الذي يظهر فيه المحاق في منطقة زمنية معينة. وفي التقاويم الأخرى، مثل التقاويم الهندوسية، يبدأ الشهر في اليوم التالي لاكتمال القمر أو المحاق. أما التقاويم الأخرى فتعتمد في تحديد بداية الشهر على رؤية الهلال، مثل التقويم العبري والتقويم الهجري.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».