غضب إضافي تركي من أميركا بسب تمويل الأكراد السوريين

تيلرسون يلتقي إردوغان مساء غد

مقاتل سوري معارض ضمن فصائل تدعمها تركيا قرب عفرين أمس (رويترز)
مقاتل سوري معارض ضمن فصائل تدعمها تركيا قرب عفرين أمس (رويترز)
TT

غضب إضافي تركي من أميركا بسب تمويل الأكراد السوريين

مقاتل سوري معارض ضمن فصائل تدعمها تركيا قرب عفرين أمس (رويترز)
مقاتل سوري معارض ضمن فصائل تدعمها تركيا قرب عفرين أمس (رويترز)

أثار إعلان واشنطن عن تقديم دعم مالي إلى «قوات سوريا الديمقراطية» الذي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية قوامها الأساسي غضباً في تركيا التي تواصل حملتها العسكرية «غصن الزيتون» في عفرين بشمال سوريا، والتي تستهدف الوحدات الكردية بالأساس. وعمق الإعلان حالة التوتر بين أنقرة وواشنطن الحليفتين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) قبل أقل من يومين من زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون التي يبدأها مساء الخميس بلقاء الرئيس رجب طيب إردوغان قبل لقائه نظيره التركي مولود جاويش أوغلو بعد غد لبحث جملة من القضايا الخلافية بين البلدين في مقدمتها الملف السوري والدعم الأميركي لـ«الوحدات» الكردية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن قرار الولايات المتحدة تقديم الدعم المالي لوحدات حماية الشعب الكردية «سيؤثر على قرارات تركيا». وأضاف، في كلمة أمام أعضاء الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان الثلاثاء، أن «ستار مسرحية تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق أُسدل، ولا يحق لأحد التذرع به بعد الآن». وأضاف: «سنستعرض أمامهم (الأميركيون) جميع الحقائق خلال زيارة وزير خارجيتهم لتركيا». وتابع أن حلف شمال الأطلسي لا يعني الولايات المتحدة وحدها؛ فجميع أعضاء الحلف متساوون مع الولايات المتحدة.
وجاءت تصريحات أردوغان بعد أن طلبت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون مبلغ 300 مليون دولار إضافية لتدريب وتجهيز قوات الدفاع الذاتي التي تتألف في الغالب من وحدات حماية الشعب الكردية، و250 مليون دولار لبناء وتجهيز «قوة أمن حدودية» مع قوات الدفاع الذاتي في سوريا.
وبينما اعتبر إردوغان أن فصل النهاية قد كتب في الحرب على داعش، وبالتالي لم تعد هناك ذريعة لدى واشنطن للاستمرار في تقديم الدعم للوحدات الكردية، قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون خلال اجتماع وزراء خارجية دول التحالف الدولي للحرب على داعش بقيادة أميركا، في الكويت أمس، إن انتهاء العمليات القتالية الرئيسية ضد تنظيم داعش لا يعني أن الولايات المتحدة وحلفاءها ألحقوا هزيمة دائمة بالتنظيم. وأضاف أن واشنطن قررت تقديم مساعدات إضافية قيمتها 200 مليون دولار لتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة بسوريا.
في السياق ذاته، عبر نائب رئيس الوزراء التركي هاكان جاويش أوغلو عن استياء بلاده من تخصيص البنتاغون 550 مليون دولار لدعم الميليشيات الكردية «بحجة مكافحة داعش»، قائلا إن استمرار الولايات المتحدة في مواقفها الداعمة لهم سيدخل علاقات البلدين في «مأزق يصعب الخروج منه». وذكر جاويش أوغلو في مقابلة تليفزيونية أمس أننا (تركيا) نعلم أنه في داخل الإدارة الأميركية هناك آراء متضاربة حول دعم الميليشيات الكردية.
وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم دعا الإدارة الأميركية إلى التصرف بعقلانية، والتوقف عن التعامل مع «التنظيمات الإرهابية» في سوريا، وقال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المقدوني زوران زاييف في أنقرة مساء أول من أمس، إن «اعتماد الولايات المتحدة على تنظيم إرهابي للقضاء على تنظيم إرهابي آخر، لا يتوافق مع تصرفات دولة ذات اعتبار ومكانة».
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بدأ مؤخرا في تدريب قوات أمن داخلي وأمن حدود.
وجاء في تقرير صدر، أول من أمس، عن لجنة مفتشي البنتاغون بخصوص الميليشيات الكردية يتعلق بالفترة بين أكتوبر (تشرين الأول) وديسمبر (كانون الأول) الماضيين، أن «قوات سوريا الديمقراطية تخطط لإعادة تشكيل قوات مكافحة الإرهاب».
ولفت التقرير إلى أن عدد الجنود الأميركيين في سوريا زاد لأربعة أضعاف، إذ يبلغ في الوقت الراهن ما يقرب من ألفي جندي، وأن الولايات المتحدة دربت 12.500 جندي في سوريا، من بينهم أكثر من 11 ألفاً من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) «من أجل تحقيق الاستقرار والأمن في المناطق المحررة».
وأوضح التقرير أن «وزارة الدفاع أعلنت أن الجيش الأميركي قام بتجهيز قوات سوريا الديمقراطية، وأنه سيقوم بتعقب الأسلحة المقدمة لا سيما تلك الممنوحة لوحدات حماية الشعب الكردية حتى يتم التأكد من أنها تستخدم في الأهداف الصحيحة».
وعلى صعيد عملية «غصن الزيتون» قال إردوغان إن الحرص الشديد الذي يبديه الجيش التركي تجاه سلامة المدنيين في عفرين أثناء تنفيذ عملية غصن الزيتون هو سبب البطء في تقدم العملية. وأضاف: «لولا حرصنا الشديد على سلامة المدنيين في عفرين لاجتحنا المدينة فورا، ولكانت العملية قد انتهت منذ أيام دون وقوع أي خسائر في صفوفنا». وانتقد إردوغان بعض أعضاء أحزاب المعارضة التركية «لقيامهم بتشويه صورة العملية عبر نشر الأكاذيب ومحاولة الترويج بأن تركيا تستهدف المدنيين في عفرين» على حد قوله. في السياق ذاته، قال السكرتير العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، تعليقاً على عملية «غصن الزيتون»، إن أنقرة لديها مخاوف أمنية مشروعة ولها الحق في تبديدها، موضحاً أن أياً من أعضاء الحلف لم يتعرض لهجمات إرهابية مثل التي تشهدها تركيا.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.