البحرين: معرض الحدائق والانتاج الزراعي يتبنى شعار سلامة الغذاء وصحة الإنسان

يجمع بين المشاركة المحلية للمزارعين البحرينيين وبين المشاركات الدولية

جانب من معرض الحدائق البحريني الذي جرى تنظيمه العام الماضي («الشرق الأوسط»)
جانب من معرض الحدائق البحريني الذي جرى تنظيمه العام الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

البحرين: معرض الحدائق والانتاج الزراعي يتبنى شعار سلامة الغذاء وصحة الإنسان

جانب من معرض الحدائق البحريني الذي جرى تنظيمه العام الماضي («الشرق الأوسط»)
جانب من معرض الحدائق البحريني الذي جرى تنظيمه العام الماضي («الشرق الأوسط»)

تحت شعار "سلامة الغذاء وصحة الإنسان"، تنظم المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، المعرض البحريني للحدائق والانتاج الزراعي خلال الفترة من 21 حتى 25 فبراير (شباط) الجاري، حيث سيركز المعرض على سلامة الغذاء واتباع أفضل الطرق للمحافظة على السلامة العامة.
وسيزود المعرض رواده بمعلومات عن تأثير معاملات ما قبل وبعد الحصاد على جودة المنتجات الزراعية، وحث المزارعين للالتزام بالممارسات والمعاملات الصحيحة باعتبارها من أهم الأمور التي يجب اتباعها لضمان سلامة وأمان الغذاء في إطار الاستدامة البيئية.
وسيستضيف المعرض في دورته هذا العام أربعة عشر مزارعاً بحرينياً لعرض منتجاتهم المحلية المتنوعة في جناح المزارعين، وذلك بهدف تشجيع المزارع البحريني ودعم الانتاج المحلي وايجاد منافذ تسويقية مختلفة لهم.
ويشتمل جناح المزارعين "حديقة خلاصي" على عدد من الأنشطة والألعاب الترفيهية والورش التعليمية والتوعوية ذات العلاقة بسلامة الغذاء، بهدف توعية الأطفال بالغذاء السليم والآمن من أجل خلق جيل سليم جسدياً وفكرياً.
وفي هذا الصدد، أوضحت الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة الأمين العام للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، أن معرض البحرين الدولي للحدائق الذي تنظمه المبادرة، سيسلط الضوء على كافة الخدمات والتقنيات الزراعية التي تسهم في تنمية واستدامة القطاع الزراعي في البحرين، كما سيتم استعراض مجموعة من المنتجات والحلول والابتكارات الزراعية التي تقدمها كبرى الشركات المحلية والخارجية التي تشارك في هذا الحدث السنوي الهام.
وأضافت: "سيتم خلال معرض هذا العام التركيز على الممارسات والمعايير الزراعية الجيدة التي تضمن سلامة وأمان الغذاء والعاملين على إنتاجه وفق أسس مستدامة للممارسات الزراعية، وذلك من خلال اختيار شعار "سلامة الغذاء وصحة الانسان".
وأبانت الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة أنه سيتم تخصيص مساحتي عرض: الأولى لوكالة الزراعة والثروة البحرية ممثلة في وحدة سلامة الاغذية وضبط الجودة، والثانية لقسم مراقبة الأغذية ومختبر تحليل الاغذية بإدارة الصحة العامة بوزارة الصحة، حيث سيتم عرض الخدمات والجهود التي تقوم بها كلتا الجهتين لضمان سلامة وجودة المنتج الزراعي والفحوص المخبرية، مع تواجد عدد من الخبراء والمفتشين للرد على أسئلة واستفسارات الجمهور طوال فترة المعرض لزيادة وعي الزوار بكل ما يخص السلامة الغذائية.
كذلك سيتم توفير مواد علمية مطبوعة لتثقيف الجمهور بمواضيع السلامة الغذائية من الحقل إلى الاستهلاك، وسيتضيف المعرض جهاز أبوظبي لرقابة الأغذية لعرض جهود دولة الإمارات العربية في مجال تحقيق سلامة الأغذية.
وتنظم المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي دورات مختلفة على مدى ثلاثة أيام من أيام المعرض حول جودة المنتجات الغذائية مع تعزيز جودة الذوق لضمان صحة وسلامة الإنسان بالتعاون مع أربع شركات يونانية متخصصة في إنتاج الأغذية العضوية.
ويتوقع أن يبلغ عدد المشاركين هذا العام أكثر من 155 عارضاً بتصاميمهم ومنتجاتهم وتقنياتهم وابتكاراتهم على مساحة تبلغ 7000 متر مربع، وسيضم المعرض عدد كبير من الشركات المتخصصة في المجال الزراعي من مختلف دول العالم مثل فرنسا، إيطاليا، هولندا، اليونان، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأميركية، اليابان، الهند، الصين، إندونيسيا، تركيا، ومالي، إلى جانب عدد من الشركات الزراعية من دول إقليمية وعربية مثل دولة الإمارات العربية المتحدة، والمغرب، والأردن، وسوريا، حيث سيقومون بإثراء اجنحتهم بأحدث الابتكارات والتصاميم والتقنيات الزراعية وتطبيقاتها وعرض تجاربهم الناجحة في هذا المجال، بالإضافة إلى عرض استشاراتهم وخدماتهم ومنتجاتهم.
بدورها، أكدت المهندسة زهرة عبدالملك، رئيسة نادي البحرين للحدائق أن جناح نادي البحرين للحدائق سيستضيف بالتعاون مع المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي كل من خبير تصميم الحدائق البريطاني ديفيد هاربر، وأبو بكر فوفانا خبير صباغة الأقمشة الطبيعية من ألوان مستخلصة من النباتات، حيث سيقدمان دورات سيتم الإعلان عنها في المعرض.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».