هل يعاني الدوري الإنجليزي من غياب لاعب الوسط المحوري؟

بوغبا ورامزي وباكايوكو يتألقون لكن تعدد الأدوار يفقدهم تركيزهم في أحيان كثيرة

بوغبا وباكايوكو ورامزي ثلاثي يجيد في محور خط الوسط
بوغبا وباكايوكو ورامزي ثلاثي يجيد في محور خط الوسط
TT

هل يعاني الدوري الإنجليزي من غياب لاعب الوسط المحوري؟

بوغبا وباكايوكو ورامزي ثلاثي يجيد في محور خط الوسط
بوغبا وباكايوكو ورامزي ثلاثي يجيد في محور خط الوسط

كانت هناك فترة غريبة للغاية في التاريخ الحديث لكرة القدم الإنجليزية عندما اتفق المديرون الفنيون والجمهور والنقاد تماما على وجود ما يسمى بـ«مشكلة الجبهة اليسرى». ولا يمكن إنكار أن هذه المشكلة كانت موجودة بالفعل، لكن ربما لم تكن بالشكل الذي كان يتم تصويرها به آنذاك. وفي نهاية المطاف، اختفت مشكلة الجبهة اليسرى تماما، وجاءت المشكلة التي لا يمكن إنكارها على الإطلاق والتي تتمثل في أن الأندية الأوروبية قد أدركت أن مهام مركز لاعب خط الوسط المحوري أصبحت فضفاضة وغير محددة.
وهناك صدى لهذه المشكلة الآن في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث توجه انتقادات شديدة للكثير من لاعبي خط الوسط مثل نجم مانشستر يونايتد بول بوغبا وغيره خلال الأسابيع الأخيرة. وقد تسبب ما يمكن أن نطلق عليه اسم «مشكلة خط الوسط المحوري» في صداع للمديرين الفنيين الذين يسعون جاهدين لإيجاد حل لها.
وفي الدوري الإنجليزي الممتاز في الوقت الحالي، أصبح خط الوسط هو «الحدود الجديدة للعبة» إن جاز التعبير. وخلال العشرة أيام الماضية، شهدنا أربعة لاعبين يلعبون بشكل مختلف تماما في هذا المركز، أولهم هو الفرنسي بول بوغبا الذي أثار غضب مديره الفني البرتغالي جوزيه مورينيو خلال المباراة التي خسرها مانشستر يونايتد أمام توتنهام هوتسبير بهدفين مقابل لا شيء على ملعب ويمبلي الشهير، حيث لم يقم بوغبا بالمهام المطلوبة منه على الوجه الأمثل.
وفي المقابل، تألق لاعب خط وسط توتنهام موسى ديمبيلي، الذي يمتلك أيضا قدرات هائلة في المراوغة والمرور من الخصم لكنه كان ملتزما بمهام مركزه ويلعب بقوة بدنية كبيرة ويتعاون مع زميله في خط الوسط إيريك داير بشكل رائع.
وبعد أسبوع واحد من مباراة مانشستر يونايتد وتوتنهام، لعب نجم خط وسط آرسنال آرون رامزي بطريقة بوغبا أيضا، لكن أمام فريق أضعف وسجل ثلاثة أهداف وحصل على دعم نادر من زميله في خط الوسط غرانيت تشاكا.
وأخيرا، لعب النجم الفرنسي تيموي باكايوكو، التي يبدو أنه يتحلى بثقة كبيرة في نفسه، يوم الاثنين الماضي مع فريقه تشيلسي كما لو كان مركزه في طور الابتكار، حيث كان يلعب من دون أي التزام بأي واجبات محددة.
ولذا، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما هي المواصفات المناسبة للاعب الذي يلعب في هذا المركز، وما الذي نريد أن نراه منه؟ في الحقيقة، يجب أن يمتلك هذا اللاعب قدرات دفاعية مماثلة لما يملكه لاعب خط الوسط الفرنسي نغولو كانتي، بالإضافة إلى بعض القدرات الهجومية الأخرى.
ويمكن القول إن هذا هو آخر مركز غير محدد المهام في الدوري الإنجليزي الممتاز، فنحن نعرف تماما ما هي واجبات ومهام اللاعب الذي يلعب في مركز الظهير الأيمن أو الظهير الأيسر، أو المهاجم الصريح أو الجناح، وحتى حارس المرمى أصبحنا نعرف المهام الجديدة بالنسبة له، بعدما أصبح مطلوبا منه أن يجيد استخدام اللعب بقدميه وتمرير الكرات لزملائه في الأمام.
لكن في المقابل، لا تزال الصورة غير واضحة فيما يتعلق بواجبات ومهام لاعب خط الوسط المدافع، فلا يزال البعض يعتقد بأن لاعب خط الوسط المدافع يتعين عليه أن يركض طوال المباراة، متناسين أن كرة القدم أصبحت أكثر تعقيدا وانضباطا بالمراكز عما كان عليه الأمر في السابق. ومن الممكن أن يكون الركض الكثير بشكل غير منضبط سببا في الخسارة في كرة القدم الحديثة.
وهناك بعض اللاعبين في خط الوسط يعتمدون بصورة أساسية على الركض المتواصل والقوة البدنية الهائلة مثل نغولو كانتي (لاعب تشيلسي) وكاسيمرو (لاعب ريال مدريد). وفي الحقيقة، من السهل تفهم الأدوار الدفاعية للاعب، لكن بالنسبة للاعبين من أمثال بوغبا وباكايوكو ورامزي فإن مهمتهم الأساسية تكمن في قراءة الملعب ورؤية المساحات الخالية للعب فيها والوقت المناسب لتغيير وتيرة اللعب.
وقد يختلف هذا تماما من مباراة لأخرى، بل وداخل المباراة نفسها، ويعتمد نادي ليفربول على سبيل المثال على ثلاثة لاعبين في محور الارتكاز لغلق منتصف الملعب أمام الفريق المنافس وتقديم الدعم الهجومي حسب مجريات اللقاء، وبالتالي لا يكون غريبا أن نرى لاعبا مثل الألماني إيمري تشان في بعض المباريات يقدم أداء استثنائيا وفي مباريات أخرى لا نشعر به تماما بين اللاعبين الثلاثة الذين يلعبون في محور الارتكاز.
وقد تغلب مانشستر سيتي على هذه المشكلة من خلال الاستحواذ على الكرة دائما ونقل اثنين من أفضل اللاعبين في التحكم في الكرة، وهما كيفين دي بروين وديفيد سيلفا، إلى العمق بصورة أكبر في منتصف الملعب. لكن الفريق يبدو أكثر قوة وصلابة أيضا في ظل وجود اثنين من أكثر اللاعبين انضباطا وذكاء، وهما فرناندينيو وإلكاي غوندوغان. وقد أثبت التاريخ أن هذه هي أفضل وسيلة للسيطرة على منتصف الملعب: الدفاع بشكل جماعي وذكي وليس الاعتماد على لاعبين يتسمون بالأنانية المفرطة.
لكن في بعض الأحيان يبدو كما لو كان لدينا جيل صغير من اللاعبين التائهين من ذوي الأسماء الكبيرة والرواتب العالية، لكنهم لا يقومون بمهام مراكزهم على النحو الأمثل. وكما هو الأمر مع جميع مشكلات كرة القدم، سوف تحل هذه المشكلة نفسها أو يتم تصنيفها ضمن مشكلات أخرى، لكنها الآن تمثل ثغرة كبيرة في كل المباريات تقريبا.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.