تيلرسون يبدأ من القاهرة جولة في المنطقة

TT

تيلرسون يبدأ من القاهرة جولة في المنطقة

يبدأ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، غداً (الاثنين)، جولة إقليمية في المنطقة تشمل عدة دول، ويستهلها بزيارة القاهرة، حيث يعقد جلسة مباحثات مع نظيره المصري سامح شكري.
وقالت الخارجية المصرية، في بيان أمس، إن الوزيرين سيعقدان مؤتمراً صحافياً مشتركاً للحديث عن أبرز الموضوعات التي تطرق لها اللقاء الوزاري، فيما كانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيثر نويرت أعلنت أن تيلرسون سيلتقي خلال زيارته «كبار المسؤولين المصريين لمناقشة الشراكة الأميركية - المصرية وكيفية تعزيزها وتنسيق القضايا الإقليمية الرئيسية».
ومن المنتظر أن تشمل جولة الوزير الأميركي كلاً من الأردن، وتركيا، ولبنان، والكويت.
من جهة أخرى، عقد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس، مباحثات مع توماس غريمنغر سكرتير عام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، الذي يزور مصر حالياً.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد، إن زيارة غريمنغر هي الأولى من نوعها بعد توليه مهام منصبه رسمياً في يوليو (تموز) 2017، حيث أعرب وزير الخارجية خلال اللقاء عن «تقديره لاختيار مصر لتكون أول دولة من دول شركاء المتوسط يقوم السكرتير العام للمنظمة بزيارتها، وهو ما يعكس حرص المنظمة على توطيد العلاقات مع مصر بعد سنوات من العزوف نتيجة عدم رغبة بعض الدول الأعضاء في توسيع مجالات التعاون مع دول جنوب المتوسط».
وأوضح أن اللقاء تطرق إلى سبل تعزيز الحوار المتوسطي باعتباره نموذجاً ناجحاً في خلق قنوات للاتصال السياسي بين ضفتي المتوسط على نحو يسهم في التباحث حول التهديدات العابرة للحدود، لا سيما الإرهاب، وانتشار الفكر المتطرف، والهجرة غير الشرعية.
وأضاف أن وزير الخارجية تناول خلال اللقاء الجهود المصرية إزاء حلحلة الأزمات المتفاقمة في المنطقة في كل من سوريا وليبيا واليمن، كما استعرض التطورات الاقتصادية في مصر، وما ترتب على ذلك من إيجاد مناخ استثماري واعد يتيح الفرصة لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، مع الإشارة إلى الطفرة التي تشهدها مصر بفضل المشروعات القومية الكبرى، كما استحوذت جهود مصر في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف على جانب كبير من لقاء وزير الخارجية مع سكرتير عام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وتناول وزير الخارجية بالشرح «الجهود الوطنية في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، ومكافحة الاتجار في البشر، حيث ترتكز الرؤية المصرية في قضية الهجرة على اعتبارها ظاهرة إيجابية شريطة إدارتها في إطار آمن ومنتظم، كما أبرز نجاح مصر في التصدي لشبكات تهريب الأفراد والاتجار في البشر، ومنع انطلاق قوارب الهجرة غير الشرعية قبالة السواحل المصرية منذ سبتمبر (أيلول) 2016، بما يصب في صالح الاتحاد الأوروبي بشكل مباشر».
وأعرب شكري عن «تطلع مصر لدعم المنظمة لها في مجال الأمن المائي وأهمية تشجيع المسار التعاوني مع دول حوض النيل وفقاً لمبادئ القانون الدولي الراسخة في هذا الصدد».
من جهته، ثمّن سكرتير عام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا «رؤية مصر إزاء تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المنظمة ودول الشراكة المتوسطية فيما يتعلق بقضايا الهجرة تحديداً، لا سيما في ظل العلاقة المتنامية بين ظاهرة الهجرة غير الشرعية والإرهاب».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.